- الشيخ: واضحٌ وللهِ الحمدُ ... ضمَّنَها ذِكْرَ أقسامِ الزيارة، وأنها إمَّا زيارةٌ شرعيةٌ سُنِّيةٌ على وِفْقِ هدْيِ النبي صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، وما أرشدَ إليهِ أو زيارةً بدعيةً، فالزِّيارةُ الشرعيةُ هي التي يُقصَدُ بها التذكُّرُ والدُّعاءُ والإحسانُ إلى الأمواتِ بالدعاءِ لهم.
البِدعيَّةُ هي أنْ يقصدَ بالزيارة تحرِّي الدُّعاء عندَ تلكَ القبوِر، أو الصلاةَ عندها، يعني هو يدعُو اللهَ، لا يدعو، ويُصلي لله، لكن يرى أنَّ الصَّلاةَ عندَ هذا القبرِ أو عندَ القبورِ، يعني لها فضيلةٌ أو أنَّ الدعاءُ أحرى بالإجابةِ، فتلكَ بدعةٌ، وهو وسيلةٌ إلى الشِّركِ، فهي زيارةٌ بِدعيَّةٌ.
وإنْ كان يقصدُ الميِّتَ يدعوهُ ويرجوهُ ويستغيثُ به، فذلكَ الشِّركُ الأكبرُ فهذه زيارةٌ بدعيَّةٌ شركيَّةٌ، فالزيارةُ الشَّرعِيةُ هي عملُ أهلِ العلمِ والإيمانِ والبصيرةِ، والبِدعِيَّةُ والشِّركيةُ عملُ الجُهلاءِ والضُلَّالِ، وذلكَ مما يُزيِّنُهُ الشيطانُ ويُوحي بهِ ويُخيِّلُ إليهمْ، يُخيِّلُ إلى أوليائهِ، يُزيِّنُ لهم.
واشترطَ الشيخُ، نبَّهَ إلى أنَّ الزيارةَ الشَّرعيةَ، زيارةُ القبورِ الشَّرعية يُشترطُ بها عدمُ شدِّ الرِّحالِ أي بلا سفرٍ، زيارةُ القبور بلا سفرٍ إليها، هذا شرطٌ لقولهِ صلى الله عليه وسلم: (لا تشدُّوا الرِّحال إلا إلى ثلاثةِ مساجدٍ)، فلا يجوزُ السَّفرُ لزيارةِ قبرِ فلانٍ أو فلانٍ أو فلانٍ.