بسمِ اللهِ الرّحمنِ الرّحيمِ
شرح (سلّم الوصول إلى علم الأصول في علم التّوحيد – للشّيخ الحكمي)
الدرس الثّامن
*** *** *** ***
– القارئ: بسمِ اللهِ، والحمدُ للهِ، والصَّلاةُ على رسولِ الله، قالَ الشيخُ حافظ حَكَمي في متنِ "سُلَّمِ الوصولِ":
فصلٌ: يَجْمَعُ مَعْنَى حَدِيثِ جِبْريلَ الْمَشهُورِ فِي تَعاليمِ الدِّينَ، وَأَنَّهُ يَنقَسِمُ إِلَى ثَلاثِ مَراتِبَ
– الشيخ: أيش يجمعُ؟
– القارئ: مَعْنَى حَدِيثِ جِبْريلَ الْمَشهُورِ فِي تَعاليمِ الدِّينَ، وَأَنَّهُ يَنقَسِمُ إِلَى ثَلاثِ مَراتِبَ: الْإِسْلَامِ وَالْإِيمَانِ وَالْإِحْسَانِ، وَبَيَانَ أَرْكَانِ كُلٍّ مِنْهَا. قال:
اعْلَمْ بِأَنَّ الدِّينَ قَوْلٌ وَعَمَلْ فَاحْفَظْهُ وَافْهَمْ مَا عَلَيْهِ ذَا اشْتَمَلْ
كَفَاكَ مَا قَدْ قَالَهُ الرسولُ
– الشيخ: أيش؟ كفى، أقول: كفى
– القارئ:
كَفَاكَ مَا قَدْ قَالَهُ الرَّسُولُ إِذْ جَاءَهُ يَسْأَلُهُ جِبْرِيلُ
عَلَى مَرَاتِبَ ثَلاَثٍ فَصَّلَهْ جَاءَتْ عَلَى جَمِيعِهِ مُشْتَمِلَهْ
الِاسْلَامُ والْإِيمَانُ والْإِحْسَانُ وَالْكُلُّ مَبْنِيٌّ عَلَى أَرْكَانُ
– الشيخ: أركانُ
– القارئ: وَالْكُلُّ مَبْنِيٌّ عَلَى أَرْكَانِ
– الشيخ: لا لا، قل: "الإسْلَامُ والْإِيمَانُ والْإِحْسَان" لعله كذا
– القارئ:
الِاسْلَامُ والْإِيمَانُ والْإِحْسَانْ وَالْكُلُّ مَبْنِيٌّ عَلَى أَرْكَانْ
– الشيخ: لعلَّهُ يمشي
– القارئ:
فَقَدْ أَتَى: (الْإِسْلَامُ مَبْنِيٌّ عَلَى خَمْسٍ) فَحَقِّقْ وَادْرِ مَا قَدْ نُقِلَا
أَوَّلُهَا الرُّكْنُ الْأَسَاسُ الْأَعْظَمُ وَهْوَ الصِّرَاطُ الْمُسْتَقِيمُ الْأَقْوَمُ
رُكْنُ الشَّهَادَتَيْنِ فَاثْبُتْ وَاعْتَصِمْ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى الَّتِي لَا تَنْفَصِمْ
وَثَانِيًا إِقَامَةُ الصَّلَاةِ وَثَالِثًا تَأْدِيَةُ الزَّكَاةِ
وَالرَّابِعُ الصِّيَامُ فَاسْمَعْ وَاتَّبِعْ وَالْخَامِسُ الْحَجُّ عَلَى مَنْ يَسْتَطِعْ
فَتِلْكَ خَمْسَةٌ وَلِلْإِيمَانِ سِتَّةُ أَرْكَانٍ بِلَا نُكْرَانِ
إِيمَانُنَا بِاللَّهِ ذِي الْجَلَالِ وَمَا لَهُ مِنْ صِفَةِ الْكَمَالِ
وَبِالْمَلائِكِ الْكِرَامِ الْبَرَرَهْ وَكُتْبِهِ الْمُنْزَلَةِ الْمُطَهَّرَهْ
وَرُسْلِهِ الْهُدَاةِ لِلْأَنَامِ مِنْ غَيْرِ تَفْرِيقٍ وَلَا إِيهَامِ
أَوَّلُهُمْ نُوحٌ بِلَا شَكٍّ كَمَا أَنَّ مُحَمَّدًا لَهُمْ قَدْ خَتَمَا
وَخَمْسَةٌ مِنْهُمْ أُولُو الْعَزْمِ الأُلَى فِي سُورَةِ الْأَحْزَابِ وَالشُّورَى تَلَا
وَبِالْمَعَادِ أيقَنْ بِلَا تَرَدُّدِ وَلَا ادِّعَا عِلْمٍ بِوَقْتِ الْمَوْعِدِ
لَكِنَّنَا نُؤْمِنُ مِنْ غَيْرِ امْتِرَا بِكُلِّ مَا قَدْ صَحَّ عَنْ خَيْرِ الْوَرَى
مِنْ ذِكْرِ آيَاتٍ تَكُونُ قَبْلَهَا وَهْيَ عَلَامَاتٌ وَأَشْرَاطٌ لَهَا
وَيَدْخُلُ الْإِيمَانُ بِالْمَوْتِ وَمَا مِنْ بَعْدِهِ عَلَى الْعِبَادِ حُتِمَا
وَأَنَّ كُلًّا مُقْعَدٌ مَسْئُولُ مَا الرَّبُّ مَا الدِّينُ وَمَا الرَّسُولُ؟
وَعِنْدَ ذَا يُثَبِّتُ الْمُهَيْمِنُ بِثَابِتِ الْقَوْلِ الَّذِينَ آمَنُوا
وَيُوقِنُ الْمُرْتَابُ عِنْدَ ذَلِكْ بِأَنَّ ما مَوْرِدُهُ الْمَهَالِكَ
– الشيخ: بأنَّ
– القارئ:
بِأَنَّ ما مَوْرِدُهُ الْمَهَالِكَ.
– الشيخ: المَهَالِكُ
– القارئ:
وَبِاللِّقَا وَالْبَعْثِ وَالنُّشُورِ وَبِقِيَامِنَا مِنَ الْقُبُورِ
غُرْلًا حُفَاةً كَجَرَادٍ مُنْتَشِرْ يَقُولُ ذُو الْكُفْرَانِ: ذَا يَوْمٌ عَسِرْ
وَيُجْمَعُ الْخَلْقُ لِيَوْمِ الْفَصْلِ جَمِيعُهُمْ عُلْوِيُّهُمْ وَالسُّفْلِي
فِي مَوْقِفٍ يَجِلُّ فِيهِ الْخَطْبُ وَيَعْظُمُ الْهَوْلُ بِهِ وَالْكَرْبُ
وَأُحْضِرُوا لِلْعَرْضِ وَالْحِسَابِ وَانْقَطَعَتْ عَلَائِقُ الْأَنْسَابِ
وَارْتَكَمَتْ سَحَائِبُ الْأَهْوَالِ وَانْعَجَمَ الْبَلِيغُ فِي الْمَقَالِ
وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْقَيُّومِ وَقِصَّ مِنْ ذِي الظُّلْمِ لِلْمَظْلُومِ
وَسَارَتِ الْمُلُوكُ لِلْأَجْنَادِ وَجِيءَ بِالْكِتَابِ وَالْأَشْهَادِ
وَشَهِدَتِ الْأَعْضَاءُ وَالْجَوَارِحُ وَبَدَتِ السَّوْءَاتُ وَالْفَضَائِحُ
وَابْتُلِيَتْ هُنَالِكَ السَّرَائِرْ وَانْكَشَفَ الْمَخْفِيُّ فِي الضَّمَائِرْ
وَنُشِرَتْ صَحَائِفُ الْأَعْمَالِ تُؤْخَذُ بِالْيَمِينِ وَالشِّمَالِ
طُوْبَى لِمَنْ يَأْخُذُ بِالْيَمِينِ كِتَابَهُ بُشْرَى بِحُورٍ عِينِ
وَالْوَيْلُ لِلْآخِذِ بِالشِّمَالِ وَرَاءَ ظِهْرٍ لِلْجَحِيمِ صَالِ
وَالْوَزْنُ بِالْقِسْطِ فَلَا ظُلْمَ وَلَا يُؤْخَذُ عَبْدٌ بِسِوَى مَا عَمِلَا
فَبَيْنَ نَاجٍ رَاجِحٍ مِيزَانُهُ وَمُقْرِفٍ أَوْبَقَهُ عُدْوَانُهُ
وَيُنْصَبُ الْجِسْرُ بِلَا امْتِرَاءِ كَمَا أَتَى فِي مُحْكَمِ الْأَنْبَاءِ
يَجُوزُهُ النَّاسُ عَلَى أَحْوَالِ بِقَدْرِ كَسْبِهِمْ مِنَ الْأَعْمَالِ
فَبَيْنَ مُجْتَازٍ إِلَى الْجِنَانِ وَمُسْرِفٍ يُكَبُّ فِي النِّيرَانِ
وَالنَّارُ وَالْجَنَّةُ حَقٌ وَهُمَا مَوْجُودَتَانِ لَا فَنَاء لَهُمَا
وَحَوْضُ خَيْرِ الْخَلْقِ حَقٌّ وَبِهِ يَشْرَبُ فِي الْأُخْرَى جَمِيعُ حِزْبِهِ
كَذَا لَهُ لِوَاءُ حَمْدٍ ينْتشَرُ وَتَحْتَهُ الرُّسْلُ جَمِيعًا تُحْشَرُ
كَذَا لَهُ الشَّفَاعَةُ العُظْمَى كَمَا قَدْ خَصَّهُ اللَّهُ بِهَا تَكَرُّمَا
مِنْ بَعْدِ إِذْنِ اللَّهِ لَا كَمَا يَرَى كُلُّ قُبُورِيٍّ عَلَى اللَّهِ افْتَرَى
يَشْفَعُ أَوَّلًا إِلَى الرَّحْمَنِ فِي فَصْلِ الْقَضَاءِ بَيْنَ أَهْلِ الْمَوْقِفِ
مِنْ بَعْدِ أَنْ يَطْلُبَهَا النَّاسُ إِلَى كُلِّ أُولِي الْعَزْمِ الْهُدَاةِ الفُضَلَا
وَثَانِيًا يَشْفَعُ فِي اسْتِفْتَاحِ دَارِ النَّعِيمِ لِأُولِي الْفَلَاحِ
هَذَا وَهَاتَانِ الشَّفَاعَتَانْ قَدْ خُصَّتَا بِهِ بِلَا نُكْرَانْ
– الشيخ: الشَّفَاعتانِ، بِلا نُكرانِ
– القارئ:
هَذَا وَهَاتَانِ الشَّفَاعَتَانِ قَدْ خُصَّتَا بِهِ بِلَا نُكْرَانِ
وَثَالِثًا يَشْفَعُ فِي أَقْوَامِ مَاتَوا عَلَى دِينِ الْهُدَى الْإِسْلَامِ
– الشيخ: ماتُوا على..
– القارئ:
مَاتُوا عَلَى دِينِ الْهُدَى الْإِسْلَامِ
وَأَوْبَقَتْهُمْ كَثْرَةُ الْآثَامِ فَأُدْخِلُوا النَّارَ بِذَا الْإِجْرَامِ
أَنْ يُخْرَجُوا مِنْهَا إِلَى الْجِنَانِ بِفَضْلِ رَبِّ الْعَرْشِ ذِي الْإِحْسَانِ
وَبَعْدَهُ يَشْفَعُ كُلُّ مُرْسَلِ وَكُلُّ عَبْدٍ ذِي صَلَاحٍ وَوَلِي
وَيُخْرِجُ اللَّهُ مِنَ النِّيرَانِ جَمِيعَ مَنْ مَاتَ عَلَى الْإِيمَانِ
فِي نَهَرِ الْحَيَاةِ يُطْرَحُونَا فَحْمًا فَيَحْيَوْنَ وَيَنْبُتُونَا
كَأَنَّمَا يَنْبَتُ فِي هَيْئَاتِهِ حَبُّ حَمِيلِ السَّيْلِ فِي حَافَاتِهِ
وَالسَّادِسُ الْإِيمَانُ بِالْأَقْدَارِ فَأَيْقِنَنْ بِهِ وَلَا تُمَارِ
فَكُلُّ شَيْءٍ بِقَضَاءٍ
– الشيخ: إلى آخرهِ، باقي
– القارئ: باقي ثلاثُ أبياتٍ ويخلص
– الشيخ: نعم
– القارئ:
فَكُلُّ شَيْءٍ بِقَضَاءٍ وَقَدَرْ وَالْكُلُّ فِي أُمِّ الْكِتَابِ مُسْتَطِرْ
– الشيخ: مُستَطَرْ
– القارئ: مُسْتَطَرْ
لَا نَوْءُ لَا عَدْوَى وَلَا طَيْرٌ لَا كمَا قَضَى اللَّهُ تَعَالَى حَوَلَا
لَا غَولٌ لَا هَامَّةَ لَا وَلَا صِفْرُ
– الشيخ: وَلَا صَفَرْ
– القارئ:
..وَلَا صَفَرْ كَمَا بِذَا أَخْبَرَ سَيِّدُ الْبَشَرْ
وَثَالِثٌ مَرْتَبَةُ الْإِحْسَانِ وَتِلْكَ أَعْلَاهَا لَدَى الرَّحْمَن
وَهْوَ رُسُوخُ الْقَلْبِ فِي الْعِرْفَانِ حَتَّى يَكُونَ الْغَيْبُ كَالْعِيَانِ
انتهى الفصلُ هذا يا شيخ
– الشيخ: اللهُ المُستعانُ، لا إلهَ إلا الله، على كلِّ حالٍ كما قال.. نظمَ معنى حديثَ جبريل، ولكنَّهُ استطردَ في الكلامِ على الأصلِ الخامسِ من أصولِ الإيمانِ، وهو الإيمانُ باليومِ الآخرِ وفصَّلَ فيه بِذكْرِ ما دلَّتْ عليه النصوصُ، من حوادثِهِ وأحوالِهِ، وهو كما سمَّاهُ اللهُ يومٌ عظيمٌ، عظيمٌ يجمعُ اللهُ فيه الأوَّلينَ والآخِرينَ، وُيحاسِبُهُم ثمَّ يصيرونَ إلى ما أعدَّ الله للعاملين، وهما دارُ النعيمِ، ودارُ الجحيمِ. نعوذُ باللهِ، فالجنَّةُ أعِدَّتْ للمُتقين، والنارُ أُعدَّتْ للكافرين.