الرئيسية/فتاوى/حكم اختبارات القرآن الكتابية بطريقة تخيير الإجابة الصحيحة

حكم اختبارات القرآن الكتابية بطريقة تخيير الإجابة الصحيحة

السؤال :

وهو عن حكم طريقة تستعمل في اختبار القرآن، حيث فيكون عن طريق تطبيق أو برنامج، تكتب فيه الآية، ويكون خاتمة الآية فيه ثلاثة خيارات، يعني يترك خاتمة الآية فارغ، ويكتب في الأسفل، ثلاثة خيارات، مثلا: (والله عزيز حكيم، والله عليم حكيم، والله عزيز عليم…) مما يشتبه أو يلتبس غالبًا على كثير من الناس، من أجل أن يختبر حفظ الطالب وإتقانه، وهذه الخيارات، واحد منها صحيح، وخياران غير صحيحين، فإذا اختار أحد هذه الخيارات يظهر له علامة (صح) أو (خطأ)، فيعرف أنه أخطأ، ثم يكون له درجة تقييم بعد ذلك، فهل تسوغ هذه الطريقة للاختبار؟ (بينه وبين نفسه) وهل يصح أن يقال: إن ذلك من التحريف للقرآن والجرأة عليه؟

الحمد لله، وصلى الله وسلم على محمد، أما بعد:

فما زال المسلمون يحفَظون القرآن ويحفِّظونه بالتلاوة والتسميع، ويصوِّبون الخطأ لِمَن أخطأ، وكان بإمكانهم أن يستعملوا طريقة التخيير المذكورة في السؤال، لكنهم لم يفعلوا؛ لأنها طريقة فاشلة، لا تحقق المقصود؛ لأن الإجابة الصحيحة حينئذ تكون على وجه الصدفة، لا عن عِلم ويقين، بل عن ظنّ وتردد، ولهذا نقول: لا ينبغي اتخاذ هذه الطريقة وسيلة في حفظ القرآن وإتقانه، ثم هي -أيضًا- مخالفة لما مضى عليه سلفنا الصالح، كما تقدَّم، ولأنها تتضمَّن جَعْلَ الخطأ احتمالًا في الآية، وفي ذلك نوعُ تحريفٍ للقرآن. والله أعلم.

أملاه:

عبدالرحمن بن ناصر البراك

حرر في 20 شعبان 1444هـ