الرئيسية/فتاوى/حكم الاستغاثة بالرسول
share

حكم الاستغاثة بالرسول

السؤال :

 هل التَّلفّظ بالكلمات الواردة أدناه يعد شركًا: "اللهمّ صلِّ وسلّم على سيِّدنا محمّد قد ضاقت حيلتي يا رسول الله" ؟

 الحمدُ لله، نعم هذه الكلمة تعدُّ شركًا، لأنَّها استغاثة بالرَّسول -صلَّى الله عليه وسلَّم- وشكوى الحال إليه. وذلك يتضمّن أنّ الرَّسول -عليه الصَّلاة والسَّلام- يسمعُ نداء مَن يناديه في أيّ مكان، ويغيث مَن يستغيث به، ويفرِّج كربته؛ وهذا ما لا يقدر عليه الرّسولُ -عليه الصَّلاة والسَّلام- ولا في حياته، فكيف بعد مماته ! وهو لا يعلم الغيب، ولا يملك لنفسه ولا لغيره ضرًّا ولا نفعًا.
قال تعالى: {قُل لَّا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّـهُ ۚ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ(الأعراف:188)
وقال تعالى: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ(غافر:60)
وقال تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ} (البقرة:186)
فالواجبُ على العبد أن لا يدعو إلاَّ الله، ولا يستغيث إلاَّ به، ولا يرجو غيره، ولا يتوكَّل إلاَّ عليه، فإنّ الله وحده هو الذي بيده الملك وبيده الخير، وهو على كلّ شيء قدير.
وعلمُ الغيب وتفريجُ الكروب وسماعُ دعاء الدَّاعين وإجابتهم: مِن خصائص الرَّبّ -سبحانه وتعالى- فمَن جعل شيئًا مِن ذلك لغيره كان مشركًا شركًا أكبر. قال تعالى: {أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ ۗ أَإِلَـٰهٌ مَّعَ اللَّـهِ ۚ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ(النمل:62)، وقال تعالى: {قُل لَّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّـهُ(النمل:65)
والله هو الذي يغفرُ الذّنوب، ويفرّجُ الكروب، ويعلمُ ما في الصّدور سبحانه وتعالى، فيجبُ على العبد ألَّا يقصد في حصول هذه المطالب مِن مغفرة الذّنوب وتفريج الكروب إلا الله؛ فإنّه ولي ذلك والقادر عليه.