الرئيسية/شروحات الكتب/إبطال التأويلات لأخبار الصفات لأبي يعلى/(91) إثبات الحثيات لله تعالى بيده < وجميع الأسماء والصفات التي وصف الله تعالى بها نفسه
file_downloadsharefile-pdf-ofile-word-o

(91) إثبات الحثيات لله تعالى بيده < وجميع الأسماء والصفات التي وصف الله تعالى بها نفسه

بسمِ اللهِ الرّحمنِ الرّحيمِ
شرح كتاب (إبطال التَّأويلات لأخبار الصّفات) للقاضي لأبي يعلى
الدّرس الحادي والتّسعون

***    ***    ***    ***

 
– القارئ: بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ، الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ، وصلَّى اللهُ وسلَّمَ وباركَ على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آلِهِ وصحبِهِ أجمعينَ. أمَّا بعدُ: فقد قالَ القاضي أبو يعلى -رحمَهُ اللهُ تعالى-:
فصلٌ: وجميعُ الأسماءِ والصِّفاتِ الَّتي وصفَ اللهُ تعالى بها نفسَهُ أو وصفَهُ بها رسولُهُ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- قديمةٌ موصوفٌ بها فيما لمْ يزلْ، ولمْ يزلْ بصفاتِهِ خالقاً رازقاً مُوجِداً مُعدِماً مُحيياً مُميتاً مُعافياً.
قد قالَ أحمدُ في روايةِ حنبلٍ.
– الشيخ:
لا إله إلَّا الله، هذا في الصفات الذاتَّية لا شكَّ، وخالقاً تكفي عن كلمةِ موجداً معدماً، لم يزلْ سبحانه وتعالى لم يزلْ خالقاً بل خلَّاقاً، لم يزلْ رزَّاقاً يعني، والرَّزقُ والخلقُ من الصفاتِ الذاتيَّةِ الفعليَّةِ، الخلقُ والرَّزقُ من الصفاتِ الذاتيّةِ الفعليّةِ.
وكذلكَ الكلامُ صفةٌ ذاتيّةٌ فعليّةٌ ولكنَّ آحادَ الكلامِ وآحادَ الخلقِ، خلقُ السمواتِ والأرضِ، خلقُ كائناتِ السمواتِ والأرضِ ليسَ أزليَّاً، بل له وقتٌ أخبرَنا اللهُ به، وخلقُهُ لآدمَ في وقتٍ مخصوصٍ وخلقُهُ لآحادِ المخلوقاتِ، وهذا كلُّه مرتبطٌ بمشيئتِهِ سبحانَه وتعالى.
أمَّا الصفاتُ الذاتيَّةُ كالسَّمعِ والبصرِ والعلمِ والقدرةِ وكذلكَ الوجهِ واليدين فهي صفاتٌ نعم قديمةٌ، بقِدمِهِ قديمةٌ بقِدمِهِ سبحانَهُ، فيما لم يزلْ، لم يزلْ موصوفاً بتلكَ الصِّفاتِ لم يزلْ حيَّاً قيُّوماً.
 
– القارئ: وقد قالَ أحمدُ في روايةِ حنبلَ: لم يزلْ متكلِّماً عالماً غفوراً، فقد نصَّ على أنَّهُ لم يزلْ غفوراً، والغفرانُ مِن صفاتِ الفعلِ في خلقِهِ.
– الشيخ: لكنَّه من جهةِ صحيح، من حيثُ أنَّه غفورٌ فإنَّ هذا لم يزلْ، لكنَّ آحادَ المغفرةِ يعني تابعةٌ لمشيئتِهِ، يعني يعني آحادُ المغفرةِ من يعني من أفعالِهِ الَّتي تكونُ بمشيئتِهِ، أمَّا كونُه غفوراً يعني موصوفاً بالمغفرةِ فهذا ذاتيٌّ، لم يزلْ لم يزلْ هذا وصفُهُ.
 
– القارئ: والغفرانُ مِن صفاتِ الفعلِ في خلقِهِ، وقد أثبتَها ولا مغفورَ لهُ، فدلَّ مِن مذهبِهِ على قِدمِ هذهِ الصِّفاتِ.
– الشيخ:
ولا مغفورَ له، اللهُ أعلمُ، نعم هذه الصفاتُ لا شكَّ أنّهُ، نعم وقد أثبتَها، نعم.
– القارئ: ولا مغفورَ لهُ فدلَّ مِن مذهبِهِ على قِدمِ هذهِ الصِّفاتِ.
– الشيخ:
أي يريدُ يطبَّقُ هذا على أنّه لم يزلْ رزَّاقاً ولا مرزوقاً في الأزلِ.
– القارئ: وخالقاً ولا مخلوقاً.
– الشيخ: أي وخالقاً ولا مخلوقاً، وتجي مسألة التسلسل.. نعم بعده
– القارئ: أحسنَ اللهُ إليك، ثمَّ عادَ يعني
– الشيخ: مشى فيها؟
– القارئ: إي نعم، وذكرَ قولَ الكرَّاميَّةِ والمعتزلةِ والأشعريَّةِ
– الشيخ: لا لا.. قل قل وش [ما] يقول، قل ما يقول حتّى نشوف.
– القارئ: نحن نختم اليوم أحسنَ اللهُ إليكَ، ننتقي مواضع.
– الشيخ: طيّب كمّل
– القارئ: فصول
– الشيخ: اللي تبيه [تريده]
– القارئ: طيَّب أحسنَ اللهُ إليكَ، قالَ هُنا: فإنْ قِيلَ تلكَ الصِّفاتُ متعلِّقةٌ بالذَّاتِ فهيَ موجودةٌ بوجودِ الذَّاتِ فلهذا كانَتْ قديمةً، وهذهِ متعلِّقةٌ بالأفعالِ والأفعالُ مُحدَثةٌ، قيلَ هذا لا يصحُّ لوجهَينِ.
– الشيخ: فإنْ قيلَ فإنْ قيلَ..
– القارئ: قالَ هُنا: فإنْ قيلَ تلكَ الصِّفاتُ متعلِّقةٌ بالذَّاتِ، لأنَّهُ لمَّا جاءَ -أحسنَ اللهُ إليكَ- للأشاعرةِ.
– الشيخ:
أنت أنت حذفت شيء؟
– القارئ: إي نعم إي تجاوزت، خلنا أرجع أواصل مع؟
– الشيخ: إي إي.
– القارئ: وقد ذكرَ أبو إسحاقَ إبراهيمُ بنُ أحمدَ بنُ شاقيلا هذهِ المسألةَ مفردةً، نقلْتُها مِن خطِّ أبي بكرٍ الكشيِّ مِن أصحابِنا فقالَ:
قد زعمَ أحدٌ ممَّن يدَّعي أنَّهُ مِن المُثبتةِ أنَّ أسماءَهُ ما كانَ منها مِن صفاتِ الذَّاتِ لم يزلْ بها، وما كانَ مِن صفاتِ الفعلِ فهيَ الكائنةُ بعدَ أنْ لمْ تكنْ.
قالَ: وهذا قولٌ مُبتدَعٌ لم يسبقْ إليهِ إمامٌ مُتَّبَعٌ، قالَ: وقدْ قالَ أحمدُ في روايةِ إبراهيمَ بنِ الحارثِ العباديِّ وأبي بكرٍ بنِ هانىءٍ: ممَّن زعمَ أنَّ أسماءَ اللهِ مخلوقةٌ فقدْ كفرَ، ولمْ يزلْ اللهُ متكلِّماً. وقالَ في روايةِ أبي داودَ: مَن قالَ إنَّ أسماءَ اللهِ مخلوقةٌ فقدْ كفرَ.
وكذلكَ نقلَ إسحاقُ بنُ إبراهيمَ: فقدْ أخذَ أبو إسحاقَ بظاهرِ كلامِ أحمدَ وأنَّ الأسماءَ قديمةٌ ولم يُفرِّقْ أحمدُ، وهوَ قولُ الكرَّاميَّةِ إلَّا أنَّ الكرَّاميَّةَ تقولُ: جميعُ ذلكَ يرجعُ إلى قدرتِهِ على الفعلِ وإرادتُهُ لهُ وعلمُهُ بكونِهِ.
خلافاً للمعتزلةِ في قولِهم: جميعُ الأسماءِ محدثةٌ وجميعُ الصِّفاتِ، وأنَّها غيرُ المُسمَّى وغيرُ الموصوفِ.
وخلافاً للأشعريَّةِ.
– الشيخ:
جميعُ الصفاتِ محدثةٌ يعني كلُّ كلُّ شيءٍ مخلوقٌ، كلامُ اللهِ مخلوقٌ ها، ما في صفات أصلاً، أصلاً عندَ المعتزلةِ ما في صفات قائمةٌ بالله، ما في ما عندهم صفاتٌ قائمةٌ باللهِ، كلُّ ما يُسمَّى صفات يعني هو عبارةٌ عن المخلوقاتِ.
عليمٌ عليمٌ بمعنى أنَّه يعني خلقَ العلمَ فيمن شاءَ وخلقَ الموصوفين به، لا أنَّ العلمَ صفةٌ قائمةٌ بهِ؛ لأنَّه ما عندهم إلَّا ذاتٌ مجرَّدةٌ، ذاتٌ مجرَّدةٌ عن جميعِ الصفاتِ والآخرون أثبتُوا الصفاتِ المعنويَّةِ ونفوا قيامَ الأفعالِ به. الحمدُ للهِ الَّذي هدانا وعافانا، نعم الحمدُ للهِ.
 
– القارئ: وخلافاً للأشعريَّةِ في قولِهم: الأسماءُ والصِّفاتُ على ضربَينِ: فما كانَ مِن صفاتِ الذَّاتِ كالعلمِ والقدرةِ والكلامِ والإرادةِ فهوَ قديمٌ، وما كانَ مِن صفاتِ الفعلِ كالخلقِ والرَّزقِ والإحسانِ والرحمةِ ونحوِ ذلكَ فهيَ مُحدَثةٌ، وأنَّهُ موصوفٌ بها عندَ وجودِ الفعلِ.
– الشيخ:
لا إله إلَّا الله، سبحاَن الله العظيم سبحان الواحد، هذا كلُّه ينسحبُ على الصفاتِ الفعليَّةِ، لكن هم ما عندهم الكلام ما عندهم أنَّه يكون أنَّه يكونُ فعلاً، بل هو أمرٌ معنويٌّ قديمٌ كقدمِ الحياةِ، وإلَّا فكوُنه يعني مقتضى كلامِ أهلِ السُّنّةِ أنَّ اللهَ متكلِّمٌ أنَّه لم يزل متكلِّماً إذا شاءَ، ما لا كما تقولُ الكُلَّابيَّة أو تقولُ والأشاعرةُ أو تقولُهُ السالميَّة: إنَّ إنّ كلامَ اللهِ نوعُه وآحادُه كلُّها قديمةٌ، وكلامُهم معروفٌ مرَّتْ له مناسباتٌ.
لا، بل لم يزلْ متكلِّماً لكنَّ آحادَ كلامِه هذِهِ تقعُ تحصلُ بمشيئتِه وتكونُ في أوقاتِها الَّتي اقتضَتْها الحكمةُ والمشيئةُ، يومَ نادى الأبوين بوقتٍ، نادى موسى بوقتٍ، نادى من شاءَ وينادي أيضاً فهو نادى فيما مضى من شاءَ وسينادي، ويومَ يناديهم، يوم القيامةِ فيهِ نداءاتٌ.
 
– القارئ: وما كانَ مِن صفاتِ الفعلِ كالخَلقِ والرَّزقِ والإحسانِ والرَّحمةِ ونحوِ ذلكَ فهيَ مُحدَثةٌ، وأنَّهُ موصوفٌ بها عندَ وجودِ الفعلِ، ووصفِهِ لنفسِهِ بها في القِدمِ مجازٌ لا حقيقةٌ.
– الشيخ:
سبحانَك اللَّهُم هذا بهتانٌ مجازٌ! هوَ موصوفٌ بها والوصفُ بمثلِ الصفاتِ الفعليَّةِ يكونُ على وجهين: يكونُ موصوفاً بها فعلاً وهو كونُه موصوفاً بها من حيثُ القدرةِ، وهو الَّذي يعبِّرونَ عنه في العباراتِ الحديثةِ أنَّهم يقولونَ: إنَّه يعني فاعلٌ بالقوَّةِ، يعني مِن حيثُ أنَّه قادرٌ.
فهو لم يزلْ رزَّاقاً لم يزلْ من شأنِهِ الرَّزقُ، أمَّا ما أمَّا وجودُ رَزقٍ بالفعلِ فهذا بحسبِ مقتضياتِ الحكمةِ والمشيئةِ.
 
– القارئ: أحسنَ اللهُ إليك، نواصلُ قراءةَ الكلامِ أحسنَ اللهُ إليكَ؟
– الشيخ: أي أي.
– القارئ: كاملاً؟
– الشيخ:
أي كاملاً
– القارئ: وربَّما امتنعَ بعضُهم مِن إطلاقِ هذهِ التَّسميةِ في القِدمِ قبلَ وجودِ الخلقِ والرَّزقِ منهُ، وقالَ لا يجوزُ وصفُهُ بذلكَ لا حقيقةً ولا مجازاً.
فأمَّا المعتزلةُ فالكلامُ في غيرِ هذا الموضعِ، وأمَّا الأشعريَّةُ فالدَّلالةُ عليهم قولُهُ تعالى: اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ[الزمر:62]
وقولُهُ: إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ[الذاريات:58]
وقالَ: الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ[الحشر:24]
فوصفَ نفسَهُ بهذهِ الأشياءِ فيما لم يزلْ، امتدحَ بها بقولِهِ: وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا [الأعراف:180]
ولا يجوزُ أنْ يُسمَّى ويُمتدَحَ بما هوَ معدومٌ في حقِّهِ، لأنَّهُ يُفضي إلى أنْ يقعَ الخبرُ بخلافِ مُخْبَرِهِ، فإنْ قيلَ: معنى قولُهُ: {خالقُ} أي: سيخلقُ وسيرزقُ.
– الشيخ
: لا ما هو بصحيح، هو خالقٌ يعني أّنه يعني ذو قدرةٍ على الخلقِ، خلقَ خلقَ بالفعلِ أو لم يخلقْ، نعم هو خالقٌ.
– القارئ: قيلَ فيجبُ أنْ تكونَ مثلَ هذا في قولِهِ: عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ [الأنفال:43]
معناهُ سيعلمُ إذا خلقَهم، وكذلكَ قولُهُ: وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ [الأنفال:41]
 معناهُ سيقدرُ، ولمَّا لمْ يجزْ هناكَ كذلكَ هاهنا.
وأيضاً فإنَّ..

– الشيخ: عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ، نعم.
– القارئ: وأيضاً فإنَّ هذهِ الأسماءَ والصِّفاتِ وصفَ بها نفسَهُ فيما لمْ يزلْ، فيجبُ أنْ تكونَ قديمةً لهُ، كالعلمِ والقدرةِ والإرادةِ والكلامِ ونحوِ ذلكَ، فإنْ قيلَ تلكَ الصِّفاتُ متعلِّقةٌ بالذَّاتِ فهيَ موجودةٌ بوجودِ الذَّاتِ فلهذا كانَتْ قديمةً، وهذهِ متعلِّقةٌ بالأفعالِ والأفعالُ مُحدَثةٌ.
قيلَ هذا لا يصحُّ لوجهينِ.

– الشيخ: الأفعالُ في في أفعال متعدّية، أهلُ العلمِ يقسِّمونَ الأفعالَ إلى متعدٍ ولازمٍ، فالأفعالُ المتعدّيةُ لها ارتباطٌ بالفاعلِ وبالمفعولِ مثلُ الخلقِ، والأفعالُ اللازمةُ مثل يعني تقولُ: المجيء أو النزول أو أو الضحك أو الفرح، فهذه تعلُّقُها بالفاعلِ فقط، تعلُّقُها بالفاعلِ.
 
– القارئ: قيلَ هذا لا يصحُّ لوجهينِ:
أحدُهما: أنَّهُ لا يمتنعُ أنْ تكونَ هذهِ الصِّفاتُ مشتقَّةً مِن أفعالٍ لم تُوجَدْ، ويكونُ موصوفاً بها قبلَ وجودِ الفعلِ لتحقُّقِ الفعلِ منهُ، كقولِهم: "سيفٌ قطوعٌ" وإنْ لم يُوجَدْ القطعُ منهُ، لتحقُّقِ القطعِ منهُ، وكذلكَ قولِهم: "خبزٌ مشبعٌ، وماءٌ مرويٌّ" كلُّ ذلكَ يُوصَفُ بهِ وإنْ لم يُوجَدْ الفعلُ لتحقُّقِ الفعلِ،
وكذلكَ قولُهم.

– الشيخ: هذا تقريره هو؟
– القارئ: نعم إي.
– الشيخ: خلاص رجع إلى قول الأشاعرة، هذا معنى كلامه تقريباً.
– القارئ: وكذلكَ قولُهم: "رجلٌ مسافرٌ ورجلٌ حاجٌّ" وإنْ لم يُوجَدْ ذلكَ منهُ، ولا يصحُّ قولُهم إنَّ ذلكَ مجازٌ.
– الشيخ:
أي صحّ ما هو بمجاز حقيقة، لكن لكلِّ مقامٍ مقالٍ.
– القارئ: لأنَّ الأصلَ في كلامِهِ هوَ الحقيقةُ، فمُدَّعي المجازِ يحتاجُ إلى دليلٍ، والَّذي يُبيِّنُ أنَّ هذا الكلامَ حقيقةٌ أنَّ المجازَ يصحُّ.
– الشيخ:
نفيه
– القارئ: نفيُهُ عن المُسمَّى كما يصحُّ نفيُ تسميةِ الأبِ عن الجدِّ.
والحقيقةُ لا يصحُّ نفيُها كما يصحُّ نفيُ الأبوَّةِ عن الأبِ الأدنى، وقد ثبتَ أنْ لا يصحُّ النَّفيُ عن السَّيفِ القاطعِ وعن الماءِ المرويِّ وعنِ الخبزِ المشبعِ قبلَ وجودِ الفعلِ منهُ فدلَّ على أنَّهُ حقيقةٌ.
والثاني.

– الشيخ: أقول شيلنا من كلّ هالحكي [اترك هذا الكلام]
– القارئ: أنَّ تعلُّقَ هذهِ الصِّفاتِ بمفعولٍ لا يمنعُ وصفَهُ بها في القِدمِ، كما وصفْناهُ بالمحبَّةِ لمَن علمَ أنَّ أنَّهُ يوافي بالإيمانِ، وبعضِهِ لمَن علمَ.
– الشيخ: هذا دخلَ في مذهبِ الكُلَّابيَّةِ اللي يثبتون يجعلون الصفاتِ الفعليَّةَ قديمةً، يعني أنَّ اللهَ لم يزلْ محبَّاً بمن علمَ أنَّه سيوافي بالإيمانِ، ولم يزلْ غاضباً على مَن يعلمُ أنَّه سيوافي بالكفرِ، هذا مذهبُ الكُلَّابيَّةِ وما أشبهُهم القائلون بقِدمِ الأفعالِ، مثل [….] بقدمِ نوعِ بقدمِ آحادِ الكلامِ، نعم تخبُّط اللَّهُم.
 
– القارئ: وبعضِهِ لمَن علمَ أنَّ أنَّهُ يوافي بالكفرِ في القِدمِ قبلَ وجودِ المحبوبِ والمبغوضِ، وكذلكَ هوَ موصوفٌ بأنَّهُ داعٍ إلى الحقِّ وهادٍ إليهِ إنْ لم يكنْ مدعوَّاً، وكذلكَ وصفُهُ بأنَّهُ مؤمنٌ بمعنى مُصدِّقٌ لنفسِهِ ورسلِهِ، وإنْ كانَتْ الرُّسلُ معدومةً وقتَ وصفِهِ بذلكَ.
– الشيخ:
لا إله إلَّا الله، هذا كلُّه، وللهِ الحمدُ السلفُ الصالحُ أقول: تلقَّوا عن اللهِ وعن رسولِه وفهمُوا مرادَ اللهِ ومرادَ رسولِه ولا احتاجُوا لهذا اللت والعجن وهذا الكلام الغثيث، الحمدُ للهِ، لا إله إلّا الله، الغضبُ والرضى والمحبَّةُ صفاتٌ تكونُ بالمشيئةِ تبعاً للمشيئةِ ما هي قديمةٌ.
يستدلُّ أهلُ السُّنَّةِ بمثلِ حديثِ: إنَّ ربّي غَضِباً يوماً غضباً، غَضِباً يوماً يومَ القيامةِ، عُلِمَ أنَّ هذا الغضبَ ليسَ قديماً، وكذلكَ الرضى يقولُ لأهلِ الجنَّةِ: "اليومَ أُحِلُّ عليكم رضواني".
 
– القارئ: ثمَّ يستطردُ -أحسنَ اللهُ إليكَ- يعني إلى نهايةِ الفصلِ حولَ هذا المضمونِ، يعني أصولُ البابِ أصولُ هذا الفصلِ هو ما قرأتُهُ أحسنَ اللهُ إليكَ.

– الشيخ: طيّب خلاص [….].
– القارئ: فصلٌ: ويجوزُ وصفُهُ بأنَّهُ قديمُ الإحسانِ.
– الشيخ: أيش؟ قديمُ الإحسانِ؟
– القارئ: نعم، وقدْ ذكرَ ابنُ إسحاقَ هذا ونصَّ عليهِ في أثناءِ الكلامِ في هذهِ المسألةِ، خلافاً للأشعريَّةِ في قولِهم: إنَّه لا يجوزُ وصفُهُ بذلكَ، ودليلُنا أنَّ هذا مبنيٌّ على ما تقدَّمَ وأنَّ الإحسانَ صفةٌ قديمةٌ، فما دلَّلْنا بهِ هناكَ فهوَ دلالةٌ هاهنا، ويدلُّ عليهِ قولُهُ تعالى: إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى [الأنبياء:101]
فوصفَ إحسانَهُ إليهم بالسَّبقِ في القِدمِ فدلَّ على قِدمِهِ.
فصلٌ: والصِّفاتُ المتعلِّقةُ بالفعلِ نحوَ الاستواءِ على العرشِ والنُّزولِ إلى السَّماءِ والمجيءِ في ظُللٍ مِن الغمامِ ووضعِ القَدمِ في النَّارِ ووضعِ السَّمواتِ على أصبعٍ والغضبِ والرِّضا والضَّحكِ والخلقِ والرَّزقِ إلى أمثالِ ذلكَ، لا يمتنعُ أنْ نقولَ إنَّها صفاتُ ذاتٍ تتجدَّدُ لهُ بتجدُّدِ أسبابِها، كالإدراكِ وهوَ النَّظرُ إلى المُحدَثاتِ، وهوَ صفةُ ذاتٍ تتجدَّدُ لهُ بتجدُّدِ المُدرَكاتِ المرئيَّاتِ.

– الشيخ: أي يقول إنّها صفاتُ ذاتٍ..
نقولُ لهُ: عرِّفْ صفةَ الذاتِ ما هي صفةُ الذاتِ؟ بما أنَّ له صفاتَ ذاتٍ فما هيَ صفاتُ الذاتِ؟ اللهُ أعلمُ أنَّها صفاتُ ذاتٍ إنَّها قائمةٌ بذاتِه هوَ الحقُّ، إذا أرادَ أنَّها صفاتٌ لازمةٌ للذاتِ فليسَ بصحيحٍ، صفاتُ هذه صفاتُ ذاتٍ إنْ أُريدَ بكلمةِ ذات يعني أنَّها قائمٌة بذاتِه كلُّ الصفاتِ قائمةٌ بذاتِه، الأفعالُ هذا هو الأصلُ، وإن أُريدَ أنَّها ذاتٌ أنَّها لازمٌة لذاته لا تتعلَّقُ بها المشيئةُ فهذا باطلٌ، بل هي أفعالٌ قائمةٌ به تتعلَّقُ بها المشيئةُ تكونُ بمشيئةٍ، فهوَ استوى على العرشِ حينَ شاءَ وينزلُ إلى السماءِ الدنيا إذا شاءَ ويجيءُ يومَ القيامةِ إذا شاءَ.
 
– القارئ: وكذلكَ الإرادةُ هيَ صفةُ ذاتٍ، تتجدَّدُ بتجدُّدِ المُرادِ، ومثلُهُ نقولُ: هوَ موصوفٌ بالخلقِ والرَّزقِ فيما لم يزلْ ولا نقولُ هوَ خالقٌ ورازقٌ فيما لمْ يزلْ، لأنَّهُ يُفضي إلى القِدمِ.
– الشيخ:
أيش يقول؟ أيش يقول؟
– القارئ: نعم، وكذلكَ هوَ موصوفٌ بالإرادةِ فيما لم يزلْ ولا نقولُ هوَ مُريدٌ فيما لم يزلْ؛ لأنَّهُ يُفضي إلى قِدمِ المرادِ.
– الشيخ:
ما عرفت، وش يفرق وش يجيب الفرق؟ ونقول؟
– القارئ: يقولُ: وكذلكَ الإرادةُ هيَ صفةُ ذاتٍ تتجدَّدُ بتجدُّدِ المرادِ، ولا يجوزُ لبعضِ المعتزلةِ أنْ يقولَ: إنَّ الإرادةَ معناها معنى العلمِ.
– الشيخ:
لا جبلي  [أعطني] كلمةً، وش أعد أعد الجملة.
– القارئ: وكذلكَ الإرادةُ هيَ صفةُ ذاتٍ تتجدَّدُ بتجدُّدِ المرادِ
– الشيخ:
هذا كلامُه هو في تقريرِه؟
– القارئ: نعم، ثمَّ قالَ: ولا يجوزُ لبعضِ المعتزلةِ أنْ يقولَ إنَّ الإرادةَ معناها معنى العلمِ …إلخ، ثمَّ سيقولُ: وكذلكَ هوَ موصوفٌ بالإرادةِ فيما لم يزلْ
– الشيخ: فيما لم، موصوفٌ بالإرادةِ؟
– القارئ: فيما لم يزلْ، ولا نقولُ هوَ مُريدٌ فيما لم يزلْ لأنَّهُ يُفضي إلى قِدمِ المُرادِ
– الشيخ:
ما فهمت كلمة، فعَّالٌ لما يريدُ لم يزلْ، نقولُ: ما أخبرَ به أنسٌ أنَّه فعَّالٌ لما يريدُ، ونقولُ: إنَّه لم يزلْ فعَّالاً لما يريدُ، فإذا أرادَ شيئاً أنْ يفعلَ شيئاً فعلَهُ، وما فعلَهُ فقد أرادَهُ، فالإرادةُ والفعلُ متلازمانِ.
 
– القارئ: ومثلُهُ نقولُ: هوَ موصوفٌ بالخلقِ والرَّزقِ فيما لم يزلْ ولا نقولُ

– الشيخ: موصوفٌ بالخلقِ
– القارئ: والرَّزقِ فيما لم يزلْ
– الشيخ: فيما لم يزلْ، نعم
– القارئ: ولا نقولُ: هوَ خالقٌ ورازَّقٌ فيما لم يزلْ
– الشيخ: كلام ما
– القارئ: لأنَّه يُفضي إلى قِدمِ الأشياءِ.
– الشيخ: ما أدري أيش ما في فرق لا أجدُ فرقاً، خالقٌ ورازقٌ فيما لم يزلْ، فنقولُ: اللهُ تعالى أخبرَ هوَ الخالقُ والرازقُ وهو البارئُ، لم يزلْ خالقاً رازقاً مدبِّراً لم يزلْ بارئاً هو اللهُ، مثل لم يزلْ هو الملكُ القدوسُ السلامُ المؤمنُ المهيمنُ كلُّ الأسماءِ كلُّها […..]، لم يزلْ هذه أسماؤُه.. أعد التفريقَ هذا يقولُ: ونقول أو ولا نقول؟
– القارئ: ومثلُهُ نقولُ هوَ موصوفٌ بالخلقِ والرَّزقِ فيما لمْ يزلْ
– الشيخ: طيّب هو موصوفٌ بالخلقِ والرّزقِ فيما لم يزلْ، ولا نقولُ؟
– القارئ: هو خالقٌ ورازقٌ فيما لم يزلْ
– الشيخ
: أنت الآن وصفته! قولُك هو خالقٌ رازقٌ فيما لم يزلْ هذا يتطلّبُ من، وصفُهُ بأنّه خالقٌ رازقٌ فيما لم يزلْ.
– القارئ: ولا نقولُ هو خالقٌ ورازقٌ فيما لم يزلْ لأنَّهُ يفضي إلى قِدمِ الأشياءِ، وكذلكَ هو موصوفٌ بالاستواءِ على العرشِ والنُّزولِ فيما لم يزلْ
– الشيخ: سبحانَ الله سبحانَ الله، هذا أعظمُ، موصوفٌ، قلْ: لم يزلْ موصوفاً بالفعلِ بفعلِ ما شاءَ، لم يزلْ فعَّالاً لما يريدُ هذا هذا معنىً جامعٌ صادقٌ، أنَّه تعالى لم يزلْ فعَّالاً لما يريدُ، أمَّا أنْ نقولَ: لم يزل أيش؟ مستوياً على العرش؟ كلامٌ لا لا معقوليَّةَ له، العرشُ مُحدَثٌ.
 
– القارئ: والنُّزولُ فيما لم يزلْ، ولا نقولُ هوَ مستوٍ فيما لم يزلْ وهوَ جائي فيما لم يزلْ لأنَّهُ يفضي إلى قِدمِ العرشِ وقِدمِ السَّماءِ.
– الشيخ:
أعد هالتفصيل، أيش يقول ولا نقولُ؟ فنقولُ أو لا نقول.
– القارئ: وكذلكَ هوَ موصوفٌ بالاستواءِ على العرشِ والنُّزولِ
– الشيخ: موصوفٌ بالاستواءِ على العرشِ فيما لم يزلْ
– القارئ: والنُّزولِ فيما لم يزلْ
– الشيخ: يعني موصوفٌ بالنزولِ فيما لم يزلْ.
– القارئ: ولا نقولُ هوَ مستوٍ فيما لم يزلْ وهوَ جائي فيما لم يزلْ؛ لأنَّه يفضي إلى قِدمِ العرشِ وقِدمِ السَّماءِ.
– الشيخ: بل هذا الفعلُ، لم يزلْ فعَّالاً لما يريدُ، هذه تُغني عن كلِّ التفصيلاتِ، نعم.
– القارئ: نعم، وكذلكَ لا نقولُ هوَ ضاحكٌ فيما لم يزلْ وغضبانٌ فيما لم يزلْ؛ لأنَّ في الخبرِ: ضحكَ ربُّنا مِن شابٍّ ليسَتْ لهُ صبوةٌ، وغضبَ اللهُ مِن كفرِ الكافرينَ، وهوَ يقتضي وجودَ ذلكَ عندَ وجودِ سببِهِ.
فصلٌ: واعلمُوا رحمَكم اللهُ.

– الشيخ: باقي؟
– القارئ: هذا الفصلُ الأخيرُ.
– الشيخ: أي.
– القارئ: واعلمُوا رحمَكُم اللهُ أنَّي لمَّا فرغْتُ مِن كتابي هذا وقرأَهُ عليَّ بعضُ رؤساءِ خراسانَ في دارِ السُّلطانِ عظُمَ ذلكَ على المخالفينَ، وأكثرُوا التّحريفَ والكذبَ والزُّورَ والبهتانَ فيما حكوهُ عني، وأضافُوهُ إلى كتابي طلباً للشَّناعاتِ وتنفيراً للعوامِ والسُّلطانِ.
وقالُوا: قد ذكرَ فيهِ بابَ الذَّكرِ والخصيتَينِ والفقحةِ واللِّحيةِ.

– الشيخ: سبحانَ الله سبحانَ الله، والله ذكرُ هذهِ الكلماتِ مجرّدُ ذكرٍ كذبوا عليه وبس يكفي.
– القارئ: واللحيةِ والرأسِ والمسربةِ والشّعرِ.
– الشيخ:
أعوذُ بالله.
– القارئ: والنّعلِ الصرَّارةِ والرُّكوبِ على الحمارِ والمشي في الأسواقِ، وغيرِ ذلكَ ممَّا لا أحفظُهُ فأحكيهِ مِن الكذبِ والزُّورِ والبُهتانِ وممَّا على قائلِهِ وحاكيهِ يريدُ التَّشنيعَ بهِ، لعنةُ اللهِ ولعنةُ اللّاعنينَ والملائكةِ والنّاسِ أجمعينَ، لا يقبلُ اللهُ منهُ صرفاً ولا عدلاً واللهُ تعالى عندَ لسانِ كلِّ قائلٍ وحسيبُ كلِّ ظالمٍ.
أحسنَ اللهُ إليكَ ابنُ عربيٍّ -رحمَهُ اللهُ- المالكيُّ في العواصمِ والقواصمِ قالَ هُنا: وأخبرَني، هذا نَصُّ كلامِهِ في كتابِهِ، مَن أثقُ بهِ مِن مشيختي أنَّ أبا يعلى محمَّدَ بنِ حسينٍ الفرَّاءُ رئيسُ الحنابلةِ ببغدادَ كانَ يقولُ: إذا ذُكِرَ اللهُ تعالى وما وردَ مِن هذهِ الظّواهرِ في صفاتِهِ.
– الشيخ:
أيش و؟
– القارئ: وما وردَ مِن هذهِ الظَّواهرِ في صفاتِهِ يقولُ: ألزموني ما شئْتُم فإنَّي ألتزمُهُ إلَّا اللحيةَ والعورةَ.
– الشيخ: هذا منسوبٌ قديماً للرافضيّ الجواريقيّ
– القارئ: نعم الجواريبيّ أحسنَ اللهُ إليكَ
– الشيخ: هذا الكلام اسألوني عن كلِّ شيءٍ إلَّا كذا
– القارئ: نعم، أحسنَ اللهُ إليكَ.
– الشيخ: يمكن الشيخ اللي حدَّثه وهو يثقُ به ما قالَ إنَّه سمعَه، يمكن قيلَ فنقلَ، مثل سواليف الناس إذا يقولون.
– القارئ: ولذلكَ يعني اتُهِمَ أبو يعلى بالتَّجسيمِ يعني بناءً على هذهِ الأقوالِ.
– الشيخ:
– القارئ: ولذلكَ ابنُ الأثيرِ قالَ هنا عن كتابِ إبطالِ التَّأويلاتِ نأتي إلى المؤرِّخِ قالَ:
أتى فيهِ بكلِّ عجيبةٍ، وترتيبُ أبوابِهِ يدلُّ على التَّجسيمِ المحضِ تعالى اللهُ عن ذلكَ. هذا كلامُ ابنِ الأثيرِ في وصفِ الكتابِ والمؤلِّفِ.
قالَ أبو يعلى -رحمَهُ اللهُ-: وقد أمرَ اللهُ نبيَّهُ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ-.
– الشيخ:
أنّي ذكرْتُ لك أنا أقترحُ عليك أنّك تكتبُ يعني على أثرِ هذه القراءةِ تكتبُ يعني كلمةً يعني ما يُعَدُّ حقّاً وعدلاً في الكتابِ.
– القارئ: إنْ شاءَ اللهُ.
– الشيخ: للإنصافِ وللتبصيرِ، يعني الآن فيما مرَّ علينا نجدُ في كثيرٍ من المواضعِ يجنحُ للتفويضِ، مشكلة.
– طالب: هذا الكتاب يا شيخنا.
– الشيخ: والتفويض والتفويضُ هو قائمٌ يعني على النفي، قائمٌ على التعطيلِ، نعم، الله يعفو عنَّا وعنه نعم.
 
– القارئ: وقد أمرَ اللهُ نبيَّهُ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- أنْ يستعيذَ مِن شرِّ حاسدٍ إذا حسدَ، أنا أعوذُ باللهِ مِن ذلكَ وليسَ للحاسدِ إلَّا ما حسدَ، وقد منعَ اللهُ -عزَّ وجلَّ- عن قبولِ قولِ المُدَّعي حتَّى يأتي على قولِهِ ببرهانٍ، وقدْ قالَ النبيُّ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ-: "لو يُعطَى الناسُ [….] لادَّعى أناسٌ دماءَ ناسٍ وأموالِهم"، فاعلمْ -رحمَكَ اللهُ- أنَّ الدعوةَ بيِّنةٌ لا تُوجبُ صدقَ مَن يدَّعيها، وقد حذَّرَ اللهُ -عزَّ وجلَّ- مِن قبولِ قولِ الفاسقِ وأمرَ بالتَّثبُّتِ في خبرِهِ …إلخ أحسنَ اللهُ إليكَ، ثمَّ ساقَ بعضَ النَّصوصِ في النَّهي عن الظُّلمِ وتتبُّعِ العوراتِ.
– الشيخ:
اقرأ آخرَ كلمةٍ وصلَّى اللهُ على نبيِّه.
– القارئ: نعم، قالَ هُنا.
– الشيخ
: آخر شيء.
– القارئ: واعلمُوا -رحمَكم اللهُ- أنَّ اعتقادي في هذهِ الأخبارِ ما قدَّمْتُهُ في أثناءِ كتابي مِن حملِها على ظاهرِها، مِن غيرِ تشبيهٍ ولا تجسيمٍ فيما لا يحيلُ صفاتَهُ ولا يخرجُها عمَّا تستحقُّهُ، فمن روى عنّا خلافَ ذلكَ أو أضافَ إلينا سواهُ أو نحلَنا في ذلكَ قولَنا غيرَهُ فهوَ كاذبٌ مُفترٍ مُتخرِّصٌ مُعتدٍّ، يبوءُ بسخطِ اللهِ وعليهِ غضبُ اللهِ ولعنتُهُ في الدَّارينِ، وحقٌّ على اللهِ -عزَّ وجلَّ- أنْ يوردَهُ الموردَ الَّذي وعدَ رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- حرباهُ، وأنْ يُحِلَّهُ المحالَّ الَّذي أخبرَ نبيُّ اللهِ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- أنَّ اللهَ -عزَّ وجلَّ- مُحِلُّهُ محلَّ أمثالِهِ على ما أخبرَ عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ.
إلى آخرِهِ -أحسنَ اللهُ إليكَ- قالَ: فنسألُ اللهَ -عزَّ وجلَّ- أنْ يجعلَنا ممَّن يقفو أثرَ نبيِّهِ ويتَّبعُ آثارَهُ ولا يخالفُ أقوالَهُ.
تمَّ الكتابُ والحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ.

– الشيخ: نسأل الله تعالى أنْ يعفوَ عنَّا وعنه ويغفرَ لنا وله.
– القارئ: وعفا اللهُ عن مؤلِّفِهِ وغفرَ لهُ، وغفرَ لكم شيخَنا ووالدينا أجمعينَ، وجمعَنا جميعاً في جنَّاتِ النَّعيمِ، اللَّهُم ارزقْنا جميعاً العلمَ النَّافعَ والعملَ الصَّالحَ، أحسنَ اللهُ إليكم فضيلةَ الشَّيخِ وجزاكَ اللهُ عنَّا خيراً.
– الشيخ:
وجزاك الله خيراً.
– القارئ: وباركَ اللهُ فيكم وفي علمِكم وفي جهودِكم.
– الشيخ: لكن أُأَكِّد على مطلبي.
– القارئ: بإذنِ اللهِ إنْ شاءَ اللهُ.
– الشيخ: إنَّك يعني تجتهد في هذا لأنَّه ما، من أنت؟
– طالب: الداعي محمّد إبراهيم من غينيا
– الشيخ:
حياك الله
– طالب: إنّي أريد قول، أريد أبلغ لأخوتي قبل أن ينصرفوا
– الشيخ: نعم ما هو قولك؟
– طالب: طبعاً جئت قصداً
– الشيخ: ما هو قولك؟
– طالب: لو سمحت لي
– الشيخ: لأ ما أسمح لك حتّى أعرف ماذا تقول.
– طالب: القول يعني أنا الآن أبرأُ يعني أسعى لأنْ تبرأَ ذمّتي
– الشيخ: ما هو من أيِّ شيءٍ؟
– طالب: هذا كلنا الآن يعني هذا الكتاب تنتهون منه يعني أسماء الله وصفاته
– الشيخ: طيّب وش في [ماذا هناك]؟
– طالب: يعني.
– الشيخ: أنت ماذا تريد أنْ تبلغَ؟
– طالب: أنا أبلغُ أنا جئْتُ قصداً لأنتم فقط لكنَّ هذا أمرٌ طارئٌ أبلغُهم أبلغ عليهم.
– الشيخ: ما هو الأمرُ الّذي تبلغُهم؟
– طالب: أقول لهم أسألُهم سؤالاً واحداً هل منهم أحدٌ منذ بداية تعلُّمه حتّى هذا الوقت، هل هو خرج لدعوٍة أو يعني بقي هنا لكن له يدٌ في الخارج يعني لتأييدِ أهلِ السُّنَّةِ والجماعةِ؟ أريد أسألهم فقط.
ثمّ ثمّ أنا أسألُك للّذي جئْتُ لأجلِكم.
– الشيخ: أي وقت آخر الآن نكمل جلستنا وإذا انتهى نتكلّم معك.
– طالب: إنْ شاءَ اللهُ.
– القارئ: أحسنَ اللهُ إليكَ فضيلةَ الشّيخ.
– الشيخ: لا حول ولا قوَّة إلّا بالله، اللَّهم لكَ الحمدُ اللّهم لكَ الحمدُ.
 
 

معلومات عن السلسلة


  • حالة السلسلة :مكتملة
  • تاريخ إنشاء السلسلة :
  • تصنيف السلسلة :العقيدة