الرئيسية/شروحات الكتب/كتاب الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح لابن تيمية/(89) فصل الرد على قولهم ظهر في عيسى حلول ذاته واتحاده بالمسيح أو غيره
file_downloadsharefile-pdf-ofile-word-o

(89) فصل الرد على قولهم ظهر في عيسى حلول ذاته واتحاده بالمسيح أو غيره

بسمِ اللهِ الرّحمنِ الرّحيمِ
شرح كتاب (الجواب الصَّحيح لِمَن بدّل دين المسيح) لابن تيمية
الدّرس التّاسع والثّمانون

***    ***    ***    ***
 
– القارئ: الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، وصلَّى اللهُ وسلَّمَ على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آلِهِ وصحبِهِ وسلَّمَ أجمعين، قالَ شيخُ الإسلامِ أحمدُ بنُ تيميةَ -رحمَهُ اللهُ تعالى- وغفرَ لهُ:
وَمِمَّا يَزِيدُ ذَلِكَ إِيضَاحًا مَا يَرَاهُ النَّائِمُ مِنْ بَعْضِ الْأَشْخَاصِ فِي مَنَامِهِ؛ فَيُخَاطِبُهُ وَيَأْمُرُهُ وَيَنْهَاهُ وَيُخْبِرُهُ بِأُمُورٍ كَثِيرَةٍ، وَهُوَ يَقُولُ: رَأَيْتُ فُلَانًا فِي مَنَامِي فَقَالَ لِي: كَذَا، وَقُلْتُ لَهُ: كَذَا، وَفَعَلَ كَذَا، وَفَعَلْتُ كَذَا، وَيَذْكُرُ أَنْوَاعًا مِنَ الْأَقْوَالِ وَالْأَفْعَالِ.
وَقَدْ يَكُونُ فِيهَا عُلُومٌ وَحِكَمٌ وَآدَابٌ يُنْتَفَعُ بِهَا غَايَةَ الْمَنْفَعَةِ، وَقَدْ يَكُونُ ذَلِكَ الشَّخْصُ الَّذِي رَأَى فِي الْمَنَامِ حَيًّا، وَهُوَ لَا يَشْعُرُ بِأَنَّ ذَاكَ رَآهُ فِي مَنَامِهِ فَضْلًا عَنْ أَنْ يَكُونَ شَاعِرًا بِأَنَّهُ قَالَ أَوْ فَعَلَ، وَقَدْ يَقُصُّ الرَّائِي عَلَيْهِ رُؤْيَاهُ، وَيَقُولُ لَهُ الرَّائِي: يَا سَيِّدِي رَأَيْتُكَ فِي الْمَنَامِ فَقُلْتَ لِي: كَذَا، وَأَمَرْتَنِي بِكَذَا، وَنَهَيْتَنِي عَنْ كَذَا، وَالْمَرْئِيُّ لَا يَعْرِفُ ذَلِكَ، وَلَا يَشْعُرُ بِهِ، لِأَنَّ الْمَرْئِيَّ الَّذِي حَلَّ فِي قَلْبِ الرَّائِي هُوَ الْمِثَالُ الْعِلْمِيُّ الْمُطَابِقُ لِلْعَيْنِيِّ.
كَمَا يَرَى الرَّائِي فِي الْمِرْآةِ أَوِ الْمَاءِ الشَّخْصَ الْمَوْجُودَ فِي الْخَارِجِ، فَهُوَ الْمَقْصُودُ، وَبَعْضُ الْمَرْئِيِّينَ فِي الْمَنَامِ قَدْ يَدْرِي بِأَنَّهُ.

– الشيخ: المهمّ من هذا كلُّه توضيح أنَّ الشيءَ له وجودٌ عينيٌّ في الخارج، وله وجودٌ ذهنيٌّ في القلبِ، بعده له وجودٌ لسانيٌّ في الكلام، ووجودٌ في الرسم إذا كان مكتوباً.
والموجودُ في الذهنِ غيرُ الموجودِ في الخارجِ في حقيقتِه، الموجودُ في الذهنِ ما هو إلَّا الصورةُ، صورتُه الذهنيَّةُ؛ لأنَّها يقولُ؛ لأنَّ بعضَ الناسِ لو كانَ الموجودُ في الخارج المعيَّنِ هو الموجودُ في الذهنِ، لكانَ مثلاً مَن فكَّرَ وجاءَ في ذهنِه النار لأدَّى ذلك ليحترقَ يحترق بناره، لأنه صار فيه نار.
لا في ذهنِه صورةٌ ذهنيَّةٌ ليستْ ناراً ليستْ عينُ النارِ، بل هي صورةٌ، وهذا جارٍ في كلِّ كلِّ الحقائقِ الذهنيَّةِ.
أنت تفكّرُ في فلانٍ هو في ذهنِك الآنَ، خيالُه صورتُه الآنَ في ذهنِك، وهو في مكانِه إمَّا نائمٌ ولا يقظانٌ ولا في الحالِ الَّتي هي عليها.
فالشيخ يريد أن يؤكِّد ويقرِّر هذا المعنى، الفرقُ بينَ الوجودِ العينيِّ والوجودِ الذهنيِّ، ويمثلُ هذا بمسألةِ المنامِ، يعني ما يراه ما يراه النائمُ يرى فلاناً وفلان ويكلّمُ ويفعلُ ويتكلَّمُ ويتحاورُ هو وإياه وهذاك في سبيله، يمكن يمكن أنه في أرضٍ بعيدةٍ أو يكون يمكن أنو في سوق يبيعُ ويشتري. إذاً الّذي الّذي يراهُ النائمُ ما هو إلّا مثالٌ، ما هو إلَّا مثالٌ صورةٌ ذهنيَّةٌ.

– القارئ: أحسنَ اللهُ إليكم، قالَ -رحمَهُ اللهُ تعالى-: وَبَعْضُ الْمَرْئِيِّينَ فِي الْمَنَامِ قَدْ يَدْرِي بِأَنَّهُ ..
– الشيخ
: رُئِي.
– القارئ: بِأَنَّهُ رُئِيَ فِي الْمَنَامِ وَيُكَاشِفُ بِذَلِكَ الرَّائِيَ كَمَا قَدْ يُكَاشِفُهُ بِأُمُورٍ أُخْرَى، لَا لِأَنَّهُ نَفْسُهُ حَلَّ فِيهِ. وَالرُّؤْيَا إِذَا كَانَتْ صَادِقَةً كَانَ ذَلِكَ الْقَوْلُ وَالْعَمَلُ مُنَاسِبًا لِحَالِ الْمَرْئِيِّ، مِمَّا هُوَ.
– الشيخ:
لا أعد أعد، إنَّ المرئي قد، قد أيش؟
– القارئ: قالَ رحمَهُ اللهُ: وبعضُ المرئيين في المنامِ.
– الشيخ:
بعض المرئيين، نعم قد يدري.
– القارئ: قَدْ يَدْرِي بِأَنَّهُ رُئِيَ فِي الْمَنَامِ وَيُكَاشِفُ بِذَلِكَ الرَّائِيَ.
– الشيخ: اصبر اصبر، هذي يعني جعل فيه استثناء يعني أنّه قد قد يشعر المَرئي في المنام أن أنّه رُئِيَ، أنه رُئيَ في المنام، وهذا في الحقيقة ما هو بظاهر.
والشيخ لم يذكر عليه يذكر له مثالاً، الظاهر البيَّنة أنّه لا يدري لا يشعر، والرائي في المنام يرى أحياءً وأمواتاً، يرى أمثالاً تُضرَبُ له من صورِ الأحياءِ أو صورِ الأمواتِ.
بل حتّى الرسول عليه الصلاة والسلام، قد يراهُ المؤمنُ لكن بشرط لا يكون تكون رؤياهُ صحيحة إلَّا أن يراه على طِبقِ صفتِه عليه الصلاة والسلام.
وفي الحديثِ أن أنَّ الشيطانَ لا يتمثلُ بي دلالةٌ أن ما يراه الإنسان من فلان أو فلان قد يكون تمثيل من الشيطان، يعني إمّا أن يكون ضرب المثل بواسطة المَلَك وقد يكون بواسطة الشيطان.
الشيطان يتمثّل بصورة فلان فيراه النائم ويكون هذا لغرضٍ شيطانيٍّ.

– القارئ: أحسنَ اللهُ إليكم، قالَ رحمَهُ اللهُ تعالى: وَبَعْضُ الْمَرْئِيِّينَ فِي الْمَنَامِ قَدْ يَدْرِي بِأَنَّهُ رُئِيَ فِي الْمَنَامِ.
– الشيخ:
قد يدري؟
– القارئ: قَدْ يَدْرِي بِأَنَّهُ رُئِيَ فِي الْمَنَامِ.
– الشيخ: أي هذا هو يعني ما هو بظاهر، بعده.
– القارئ: قال: وَيُكَاشِفُ بِذَلِكَ الرَّائِيَ كَمَا قَدْ يُكَاشِفُهُ بِأُمُورٍ أُخْرَى، لَا لِأَنَّهُ نَفْسُهُ حَلَّ فِيهِ.
وَالرُّؤْيَا إِذَا كَانَتْ صَادِقَةً كَانَ ذَلِكَ الْقَوْلُ وَالْعَمَلُ مُنَاسِبًا لِحَالِ الْمَرْئِيِّ، مِمَّا هُوَ عَادَتُهُ بقولِهِ وبفعلِهِ بِنَفْسِهِ، فَمَثَّلَ فمَثُلَ لِلرَّائِي.

– الشيخ: فمُثِّل مُثِل يمكن.
– القارئ: فَمُثِّل لِلرَّائِي مِثَالَهُ قَائِلًا لَهُ وَفَاعِلًا؛ لِيَعْلَمَ أَنَّهُ نَفْسُهُ بقُولُهُ وَبَفْعَلُه.
– الحضور
: يَقُولُهُ وَيَفْعَلُهُ.
– الشيخ: نعم.
– القارئ: لِيَعْلَمَ أَنَّهُ نَفْسَهُ يَقُولُهُ وَيَفْعَلُهُ فَيَنْتَفِعُ بِذَلِكَ الرَّائِي، كَمَا يُحْكَى لِلْإِنْسَانِ قَوْلُ غَيْرِهِ وَعَمَلُهُ لِيَعْرِفَ بِذَلِكَ نَفْسَ الْقَوْلِ وَالْعَمَلِ الْمَحْكِيِّ، فَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْأَشْيَاءِ لَا تعْرِفُهُ النَّاسُ أَوْ أَكْثَرُهُمْ إِلَّا بِالْمَثَلِ الْمَضْرُوبِ لَهُ، إِمَّا فِي الْيَقَظَةِ وَإِمَّا فِي الْمَنَامِ، مَعَ الْعِلْمِ بِأَنَّ عَيْنَ هَذَا لَيْسَ عَيْنَ هَذَا.
وَمَنْ تَوَهَّمَ أَنَّهُ..
– الشيخ:
يعني "عين" كلمة "عين" هنا الشيخ استعملها في الخارج، يعني عين المعيّن في الخارج، واستعملها في ما في الذهن أو في المنام، وهي ليست في الحقيقة عيناً.
لكن من جهةِ عينِ ليسَ عينُ هذا هو عينُ هذا، الّذي في الخرج عين معينة، أما الذي في الذهن فليست عيناً معيّنة.
لكن قد يُراد بالتعيين أن أنّه نفس المرئيّ نفس الرؤية، يعني الصورة تقول هذا يعني هذا المعيّن المصوّر هذه الصورة عين هذه الصورة، عين هذه الصورة. الصورة لها لها يعني تعيُّن لها اختصاص، ولا الأصل أن عين الشيء هو حقيقته الخارجية.

– القارئ: أحسنَ اللهُ إليكم، قالَ: مَعَ الْعِلْمِ بِأَنَّ عَيْنَ هَذَا لَيْسَ عَيْنَ هَذَا،
وَمَنْ تَوَهَّمَ أَنَّهُ إِذَا رَأَى شَخْصًا فِي مَنَامِهِ بِأَنَّ ذَاتَهُ نَفْسَهَا حَلَّتْ فِيهِ دَلَّ عَلَى جَهْلِهِ؛ فَإِنَّ الْمَرْئِيَّ كَثِيرًا مَا يَكُونُ حَيًّا وَهُوَ لَا يَشْعُرُ بِمَنْ رَآهُ، ذَلِكَ لَا..

– الشيخ: كأن بمن رآه.
– القارئ: أحسنَ اللهُ إليكم.
– الشيخ
: بمن رآهُ وش بعدها؟
– القارئ: وَهُوَ لَا يَشْعُرُ بِمَنْ رَآهُ، ذَلِكَ لَا رُوحُهُ تَشْعُرُ وَلَا جِسْمُهُ، فَلَا يَتَوَهَّمُ.
– الشيخ: لا يشعرُ بمن رآهُ، صحّ ماشي كان من أولى نعم، بمن رآه بعده.
– القارئ: وَهُوَ لَا يَشْعُرُ بِمَنْ رَآهُ، ذَلِكَ لَا رُوحُهُ تَشْعُرُ وَلَا جِسْمُهُ، فَلَا يَتَوَهَّمُ أَنَّ ذَاتَ رُوحِهِ تَمَثَّلَتْ فِي صُورَتِهِ الْجِسْمِيَّةِ لِلنَّائِمِ، بَلِ الْمُمَثَّلُ فِي نَفْسِ الرَّائِي مِثْالٌ مُطَابِقٌ لَهُ وَجِسْمُهُ وَرُوحُهُ حَيْثُ هُمَا.
ثُمَّ الرُّؤْيَا قَدْ تَكُونُ مِنَ اللَّهِ، فَتَكُونُ حَقًّا، وَقَدْ تَكُونُ مِنَ الشَّيْطَانِ، كَمَا ثَبَتَ تَقْسِيمُهَا إِلَى هَذَيْنِ فِي الْأَحَادِيثِ الصَّحِيحَةِ، وَالشَّيْطَانُ قد يَتَمَثَّلُ فِي الْمَنَامِ بِصُورَةِ شَخْصٍ يَرَاهُ كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ، يُضِلُّ بِذَلِكَ مَنْ لَمْ يَكُنْ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ وَالْإِيمَانِ، كَمَا يَجْرِي لِكَثِيرٍ مِنْ مُشْرِكِي الْهِنْدِ وَغَيْرِهِمْ إِذَا مَاتَ مَيِّتُهُمْ يَرَوْنَهُ قَدْ جَاءَ بَعْدَ ذَلِكَ وَقَضَى دُيُونًا، وَرَدَّ وَدَائِعَ وَأَخْبَرَهُمْ بِأُمُورٍ عَنْ مَوْتَاهُم، وَإِنَّمَا هُوَ شَيْطَانٌ تَصَوَّرَ فِي صُورَتِهِ، وَقَدْ يَأْتِيهِمْ فِي صُورَةِ مَنْ يُعَظِّمُونَهُ مِنَ الصَّالِحِينَ، وَيَقُولُ: أَنَا فُلَانٌ، وَإِنَّمَا هُوَ شَيْطَانٌ.
وَقَدْ يَقُومُ شَيْخٌ مِنَ الشُّيُوخِ، وَيُخْلِفُ مَوْضِعَهُ شَخْصًا فِي صُورَتِهِ يُسَمُّونَهُ رُوحَانِيَّةَ الشَّيْخِ وَرَفِيقَهُ
– الشيخ:
رفيقه؟
– القارئ: هكذا عندَنا ورفيقَه.
– طالب:
رفيقته.
– الشيخ: يمكن ورفيقته قرينته، نعم.
– القارئ: يُسَمُّونَهُ رُوحَانِيَّةَ الشَّيْخِ وَرَفِيقَتُهُ، وَهُوَ جِنِّيُّ تَصَوَّرَ فِي صُورَتِه.
– الشيخ:
يحتمل يعني أنو رفيقه أو رفيقته كأنه، رفيقه أو رفيقته، ما في نسخة رقيقته؟ ما في أحد يمكن الرقيقة؟
– طالب: النسخة هذه رفيقه والنسخة الثانية رفيقته.
– الشيخ: بس قريبة من بعض، نعم بعده.
– القارئ: قالَ رحمَهُ اللهُ: وَهُوَ جِنِّيُّ تَصَوَّرَ فِي صُورَتِهِ، الرُّهْبَانِ مِنَ الْمُنْتَسِبِينَ إِلَى الْإِسْلَامِ، وَقَدْ يَرَى أَحَدُهُمْ فِي الْيَقَظَةِ مَنْ يَقُولُ لَهُ: أَنَا الْخَلِيلُ، أَوْ أَنَا مُوسَى، أَوْ أَنَا الْمَسِيحُ، أَو مُحَمَّدٌ، أَوْ أَنَا فُلَانٌ لِبَعْضِ الصَّحَابَةِ، أَوِ الْحَوَارِيِّينَ، وَيَرَاهُ طَائِرًا فِي الْهَوَاءِ، وَإِنَّمَا يَكُونُ ذَلِكَ مِنَ الشَّيَاطِينِ، وَلَا تَكُونُ تِلْكَ الصُّورَةُ مِثْلَ صُورَةِ ذَلِكَ الشَّخْصِ.
«مَنْ رَآنِي فِي الْمَنَامِ فَقَدْ رَآنِي حَقًّا فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لَا يَتَمَثَّلُ فِي صُورَتِي».

– الشيخ: لكن شرطُ ذلك أن يراه على صفتِه المطابقة، لما عُرِفَ من حالته، فإن رأى إنسان شيئاً يظنُّه أو قيل له هذا الرسول لكن رآهُ طويلاً، لأ خلاص ما هو ليسَ هو الرسول، الرسول ربعة، أو رآه يعني لونه يعني لون وجهه أسود لا الرسول وجهه أبيض مُشربٌ بحُمرة، أو رأى له أنَّه لا لحية له، لا إذاً ما يصير … لم يرَ الرسول نقول له رؤياك باطلة.

– القارئ: أحسنَ اللهُ إليكم، قالَ رحمَهُ اللهُ تعالى:
فَرُؤْيَتُهُ فِي الْمَنَامِ حَقٌّ، وَأَمَّا فِي الْيَقَظَةِ فَلَا يُرَى بِالْعَيْنِ هُوَ، وَلَا أَحَدٌ مِنَ الْمَوْتَى مَعَ أَنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ قَدْ يَرَى فِي الْيَقَظَةِ مَنْ يَظُنُّهُ نَبِيًّا مِنَ الْأَنْبِيَاءِ، إِمَّا عِنْدَ قَبْرِهِ وَإِمَّا عِنْدَ غَيْرِ قَبْرِهِ.
وَقَدْ يَرَى الْقَبْرَ انْشَقَّ، وَخَرَجَ مِنْهُ صُورَةُ إِنْسَانٍ، فَيَظُنُّ أَنَّ الْمَيِّتَ نَفْسُهُ.

– الشيخ: أن الميت نَفْسَهُ إذا …
– القارئ: أحسن الله إليكم: فَيَظُنُّ أَنَّ الْمَيِّتَ نَفْسُهُ.
– الشيخ
: نفسَه.
– القارئ: طيب أحسنَ اللهُ إليكم، فَيَظُنُّ أَنَّ الْمَيِّتَ نَفْسَهُ خَرَجَتْ مِنَ الْقَبْرِ، وَإِنَّمَا ذَلِكَ جِنِّيٌّ تَصَوَّرَ فِي صُورَتِهِ لِيُضِلَّ ذَلِكَ الرَّائِيَ، فَإِنَّ الرُّوحَ لَيْسَتْ مِمَّا تَكُونُ تَحْتَ التُّرَابِ وَيَنْشَقُّ عَنْهَا التُّرَابُ، فَإِنَّهَا وَإِنْ كَانَتْ قَدْ تَتَّصِلُ بِالْبَدَنِ، فَلَا يُحْتَاجُ فِي ذَلِكَ إِلَى شَقِّ التُّرَابِ، وَالْبَدَنُ لَمْ يَنْشَقَّ عَنْهُ التُّرَابُ، وَإِنَّمَا ذَلِكَ تَخْيِيلٌ مِنَ الشَّيْطَانِ، وَقَدْ جَرَى مِثْلُ هَذَا لِكَثِيرٍ مِنَ الْمُنْتَسِبِينَ إِلَى الْمُسْلِمِين.
– الشيخ:
وقد؟
– القارئ: وَقَدْ جَرَى مِثْلُ هَذَا لِكَثِيرٍ مِنَ الْمُنْتَسِبِينَ إِلَى الْمُسْلِمِينَ، وَأَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ.
– الشيخ:
الله المستعان، وهذا يوجبُ للإنسانِ أن يكونَ عندَه بصيرة فيما يجوزُ وما لا يجوزُ، يعني فيما يمكنُ وما لا يمكنُ، وإلّا إذا لم يكنْ عندَ الإنسانِ بصيرةٌ من الشرعِ أنَّ هذا غير ممكن، يظنَّ أن ما يراه أنو حقيقة فيصدِّق.

– القارئ: أحسنَ اللهُ إليكم، قالَ: وَقَدْ جَرَى مِثْلُ هَذَا لِكَثِيرٍ مِنَ الْمُنْتَسِبِينَ إِلَى الْمُسْلِمِينَ، وَأَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ.
وَيَظُنُّ كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ أَنَّ هَذَا مِنْ كَرَامَاتِ عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ، وَيَكُونُ مِنْ إِضْلَالِ الشَّيَاطِينِ، كَمَا قَدْ بُسِطَ الْكَلَامُ فِي هَذَا الْبَابِ فِي غَيْرِ هَذَا الْكِتَابِ، مِثْلِ الْفُرْقَانِ بَيْنَ أَوْلِيَاءِ الرَّحْمَنِ، وَأَوْلِيَاءِ الشَّيْطَانِ وَغَيْرِ ذَلِكَ.
فصلٌ في أنَّهُ لا دليلَ على حلولِ ذاتِهِ واتِّحادِهِ بالمسيحِ.
– الشيخ:
حسبُك.
– القارئ: أحسن الله إليك.
 
 

معلومات عن السلسلة


  • حالة السلسلة :مكتملة
  • تاريخ إنشاء السلسلة :
  • تصنيف السلسلة :