الرئيسية/شروحات الكتب/كتاب الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح لابن تيمية/(98) تتمة فصل الرد عليهم في قولهم ومثل هذا القول في كتب الله المنزلة على أفواه الأنبياء والرسل شيء كثير
file_downloadsharefile-pdf-ofile-word-o

(98) تتمة فصل الرد عليهم في قولهم ومثل هذا القول في كتب الله المنزلة على أفواه الأنبياء والرسل شيء كثير

بسمِ اللهِ الرّحمنِ الرّحيمِ
شرح كتاب (الجواب الصَّحيح لِمَن بدّل دين المسيح) لابن تيمية
الدّرس الثّامن والتّسعون

***    ***    ***    ***
 
– القارئ: بسمِ اللهِ الرحمنِ الرحيمِ، الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ، والصلاةُ والسلامُ على أشرفِ الأنبياءِ والمرسلينَ، نبيِّنا محمَّدٍ، وعلى آلِه وأصحابِه أجمعينَ، أما بعد؛ فيقول شيخُ الإسلامِ ابنُ تيمية -رحمه الله تعالى- في كتابه "الجوابُ الصحيحُ لمن بدَّل دينَ المسيح" يقول -رحمه الله تعالى-:
الْوَجْهُ التَّاسِعُ: أَنَّ جَمِيعَ مَا عِنْدَهُمْ مِنَ النُّصُوصِ الصَّحِيحَةِ لَا يَدُلُّ عَلَى مَذْهَبِهِمْ الْبَتَّةَ نَصًّا، بَلْ غَايَةُ مَا يَدَّعُونَ فِيهَا الظُّهُورُ، وَهُمْ مُنَازَعُونَ فِي ذَلِكَ حَتَّى يُقَالَ: بَلِ الظَّاهِرُ فِيمَا يَحْتَجُّونَ بِهِ خِلَافُ
– الشيخ:
الظهورُ والنَّصُ، هذه يعني مصطلحٌ عند الأصوليين في دَلالاتِ الكلماتِ، ودَلالاتِ الألفاظ. من الألفاظِ ما هو "نصٌّ في معناه"، نصٌّ، وهو ما لا يَحتمل غيره.
و"الظاهرُ" عندَهم ما يَحتملُ مَعنيَين هو أظهرُ في أحدهما، فدلالته على هذا المعنى ظاهر، فيقولون: هذا دلالته على هذا المعنى ظاهرٌ، والثاني يقولون هذا نصٌّ في هذه المسألة، نصٌّ في هذه المسألة.
ولكن أيضاً يعبرون عن جملة الأدلة النقلية يُعبِّرون عن جملة الأدلة النقلية بالنصوصِ، نصوصُ الكتاب والسنة، هذه كلمة نصوصُ الكتاب والسنة تشملُ كلَّ الأدلة، سواء منها ما كان نصَّاً وما كان ظاهراً وما كان مؤولاً، يسمونها نصوص، الأدلة النقلية النصوص، وقد دلَّ على ذلك نصوصُ الكتاب والسنة يعني الآيات والأحاديث.
 
– القارئ: وَمَعْلُومٌ أَنَّ أُصُولَ الْإِيمَانِ الَّتِي يُؤْمِنُ أَهْلُ الْإِيمَانِ بِهَا، وَيُكَفِّرُونَ مَنْ خَالَفَهَا، لَا بُدَّ أَنْ تَكُونَ مَعْلُومَةً عِنْدَهُمْ عَنِ الْأَنْبِيَاءِ، وَالْعِلْمُ لَا يَحْصُلُ بِلَفْظٍ مُحْتَمَلٍ، فَعُلِمَ أَنَّهُ لَا عِلْمَ عِنْدَهُمْ عَنِ الْأَنْبِيَاءِ -عَلَيْهِمُ الصلاة السَّلَامُ-، وَهُوَ مَحَلُّ النِّزَاعِ.
– الشيخ: كلُّ ما يتعلَّقون به ألفاظٌ محتمَلة، ليست نصوصاً، العلم لا يحصل بالألفاظ المحتمَلة.
– القارئ: الْوَجْهُ الْعَاشِرُ: أَنَّ أَصْرَحَ مَا عِنْدَهُمْ مِنَ التَّثْلِيثِ، هُوَ قَوْلُهُ: (عَمِّدُوا النَّاسَ بَاسْمِ الْأَبِ وَالِابْنِ وَرُوحِ الْقُدُسِ)، وَعَلَى هَذَا الْقَوْلِ بَنَوْا قَوْلَهُمْ بِالتَّثْلِيثِ، وَأَثْبَتُوا لِلَّهِ ثَلَاثَةَ أَقَانِيمَ.
وَلَفْظُ الْأَقَانِيمِ لَمْ يَنْطِقْ بِهِ أَحَدٌ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ، وَلَا أَحَدٌ مِنَ الْحَوَارِيِّينَ بِاتِّفَاقِهِم، بَلْ هُوَ مِمَّا ابْتَدَعُوهُ، قِيلَ: إِنَّهُ لَفْظٌ رُومِيٌّ مَعْنَاهُ: الْأَصْلُ، ثُمَّ أُقْنُومُ الِابْنِ تَارَةً يَقُولُونَ: "هُوَ عِلْمُ اللَّهِ" وَتَارَةً يَقُولُونَ: "هُوَ حِكْمَةُ اللَّهِ"، وَتَارَةً يَقُولُونَ: "هُوَ كَلِمَةُ اللَّهِ" وَتَارَةً يَقُولُونَ: "هُوَ نُطْقُ اللَّهِ وَرُوحُ الْقُدُسِ"، وتَارَةً يَقُولُونَ: "هُوَ حَيَاةُ اللَّهِ" وَتَارَةً يَقُولُونَ: "هُوَ قُدْرَةُ اللَّهِ".

– الشيخ: سبحان الله! أقنوم الابن، علم الله، حياة الله، قدرة الله،كلمة الله، علم الله، هن خمسة.
– القارئ: ذكر أربعة أحسن الله إليك.
– الشيخ: ما أدري.
– القارئ: أقول: ذكر أربعة.
– الشيخ: أربعة؟
– القارئ:  أي كأنه أدخل على الأقنوم الثالث روحُ القدس، كأنه هو روح القدس وتارةً يقولون: هو حياة الله وتارة يقولون: هو قدرة الله، بس ما العبارة ذي.
– الشيخ: نعم.
– القارئ: أحسن الله إليكم.
– الشيخ:
ها روح القدس؟
– القارئ: أي.
– الشيخ: الأول ثلاثة.
 
– القارئ: وَالْكُتُبُ الْمَنْقُولَةُ عَنِ الْأَنْبِيَاءِ عِنْدَهُمْ لَيْسَ فِيهَا تَسْمِيَةُ شَيْءٍ مِنْ صِفَاتِ اللَّهِ لَا بَاسْمِ ابْنٍ وَلَا بَاسْمِ رُوحِ الْقُدُسِ، فَلَا يُوجَدُ أَنَّ أَحَدًا مِنَ الْأَنْبِيَاءِ سَمَّى عِلْمَ اللَّهِ وَحِكْمَتَهُ وَكَلَامَهُ ابْنًا، وَلَا سَمَّى حَيَاةَ اللَّهِ أَوْ قُدْرَتَهُ رُوحَ الْقُدُسِ، بَلْ رُوحُ الْقُدُسِ فِي كَلَامِ الْأَنْبِيَاءِ يُرَادُ بِهَا مَعْنًى لَيْسَ هُوَ حَيَاةَ اللَّهِ، كَمَا يُرَادُ بِهَا مَلْكُ اللَّهِ..
– الشيخ: والله ما أدري، مَلَك، مَلَك.
– القارئ: عندي مضبوطة كذا بالضبط.
– الشيخ: لا ما، مَلَك.
– القارئ: أحسن الله إليكم، كما يراد بها.
– الشيخ: عندكم مَلَك؟ أي.
– القارئ: كَمَا يُرَادُ بِهَا مَلَكُ اللَّهِ أَوْ مَا يُنَزِّلُهُ فِي قُلُوبِ الْأَنْبِيَاءِ وَالصَّالِحِينَ مِنْ هُدَاهُ وَنُورِهِ وَتَأْيِيدِهِ، وَنَحْوِ ذَلِكَ.
وَإِذَا كَانَ كَذَلِكَ، عُلِمَ أَنَّ مَا فَسَّرُوا بِهِ قَوْلَ الْمَسِيحِ عَلَيْهِ السَّلَامُ: (عَمِّدُوا النَّاسَ بِاسْمِ الْأَبِ وَالِابْنِ وَرُوحِ الْقُدُسِ) كَذِبٌ صَرِيحٌ عَلَيْهِ، وَكَذَلِكَ مَا فَسَّرُوا بِهِ كَلَامَ الْأَنْبِيَاءِ مِنْ إِثْبَاتِ الْأَقَانِيمِ الثَّلَاثَةِ كَذِبٌ صَرِيحٌ عَلَيْهِم، كَقَوْلِهِمْ: إِلَهُ إِبْرَاهِيمَ وَإِلَهُ إِسْحَاقَ وَإِلَهُ يَعْقُوبَ، أَرَادُوا بِهِ إِثْبَاتَ ثَلَاثَةِ آلِهَةٍ، فَإِنَّ هَذَا مِمَّا يُعْلَمُ بِالضَّرُورَةِ ضَلَالُهُمْ فِيهِ وَافْتِرَاؤُهُمْ عَلَى الْأَنْبِيَاءِ، وَيُعْلَمُ أَنَّ إِلَهَ الثَّلَاثَةِ هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَيْسَ إِلَهُ إِبْرَاهِيمَ إِلَهًا آخَرَ غَيْرَ إِلَهِ إِسْحَاقَ حَتَّى لَوْ قِيلَ بِالْأَقَانِيمِ، فَلَا يَقُولُ عَاقِلٌ: إِنَّ أَحَدَ الْأَقَانِيمِ إِلَهُ هَذَا، وَالْأُقْنُومَ الْآخَرَ إِلَهُ الْآخَرِ، فَإِنَّ هَذَا لَمْ يَقُلْهُ أَحَدٌ مِنَ الْعُقَلَاءِ لَا النَّصَارَى، وَلَا غَيْرِهِم، لَا يَقُولُونَ: إِنَّ الْأَبَ إِلَهُ إِبْرَاهِيمَ مَثَلًا، وَالِابْنَ إِلَهُ إِسْحَاقَ، وَرُوحَ الْقُدُسِ إِلَهُ يَعْقُوبَ، بَلْ هُمْ مُتَّفِقُونَ مَعَ قَوْلِهِمْ بِالتَّثْلِيثِ أَنَّ الْجَمِيعَ إِلَهٌ وَاحِدٌ لِجَمِيعِ الْمُرْسَلِينَ، لَيْسَ إِلَهُ هَذَا أُقْنُومًا وَإِلَهُ الْآخَرِ أُقْنُومًا آخَرَ، فَعُلِمَ أَنَّ مَا يُفَسِّرُونَ بِهِ كَلَامَ الْأَنْبِيَاءِ كَذِبٌ، لَا يَصِحُّ لَا عَلَى تَثْلِيثِهِمُ الَّذِي ابْتَدَعُوهُ، وَلَا قَوْلِ أَهْلِ التَّوْحِيدِ الْمُتَّبِعِينَ لِرُسُلِ اللَّهِ تعالى.
فصلٌ؛ قَالَ الْحَاكِي عَنْهُم: فَقُلْتُ لَهُم: إِذَا كَانَتْ هَذِهِ النُّبُوَّاتُ عِنْدَ الْيَهُودِ، وَهُمْ مُقِرُّونَ مُعْتَرِفُونَ بِهَا أَنَّهَا حَقٌّ، وَأَنَّهَا عَتِيدَةٌ أَنْ تَكْمُلَ عِنْدَ مَجِيءِ الْمَسِيحِ..
– طالب:
عندنا عقيدة.
– الشيخ: لا، عقيدة أظهر، عندك عقيدة؟ ما في المحقق ما تدخل؟
– القارئ: ما قال شيء.
– طالب:
قال: عنيدة أحسن الله إليك
– الشيخ: عنيدة؟ لا لا، لا عنيدة ولا عتيدة، الظاهر عقيدة أقرب، تكمل، عقيدة تكمل، نعم عقيدة تكمل.
– القارئ: وَأَنَّهَا عَقيدَةٌ أَنْ تَكْمُلَ عِنْدَ مَجِيءِ الْمَسِيحِ.
– الشيخ: لا، عقيدة تكمل، أيش يقول؟ أن تكمل؟
 
– القارئ: قَالَ الْحَاكِي عَنْهُم: فَقُلْتُ لَهُم: إِذَا كَانَتْ هَذِهِ النُّبُوَّاتُ عِنْدَ الْيَهُودِ، وَهُمْ مُقِرُّونَ مُعْتَرِفُونَ بِهَا أَنَّهَا حَقٌّ، وَأَنَّهَا عَقِيدَةٌ
– الشيخ: لا، اصبر، عقيدة تكمل بعده.
– القارئ: أحسن الله إليك أظن أنها يعني حريَّةٌ أن تكمل عند مجيء المسيح، عتيدة يعني.
– الشيخ: أي.
– القارئ: عتيدة …
– الشيخ:
عتيدة؟
– القارئ: أي حريَّة.
– الشيخ: يمكن، يمكن، بس ما هي بعتيدة، لا، يظهر ما هي عتيدة، يقال: على الشي العتيد كأنه الشيء المـُعَد، عتيدة محتمل، محتمل، عتيدة، ممكن، ممكن عتيدة يعني مُعدَّة، ومُعدَّة مُعَدَّةٌ لتكمل، يمكن، عندك أن تكمل؟
– القارئ: نعم أحسن الله إليك.
– الشيخ: لا خله كذا، عتيدة أن تكمل، كأنه كذا زين، يحتمل من وجه أن تكمل، معدة أن تكمل، نعم تكمل أيش؟
– القارئ: وَأَنَّهَا عَتِيدَةٌ أَنْ تَكْمُلَ عِنْدَ مَجِيءِ الْمَسِيحِ فَأَيُّ حُجَّةٍ لَهُمْ يَحْتَجُّونَ بِهَا عَنِ الْإِيمَانِ بِهِ؟
أَجَابُوا قَائِلِينَ: إِنَّ اللَّهَ اخْتَارَ بَنِي إِسْرَائِيلَ، وَاصْطَفَاهُمْ عَلَى النَّاسِ لَهُ شَعْبًا فِي ذَلِكَ الزَّمَانِ، وَحَيْثُ كَانُوا فِي أَرْضِ مِصْرَ فِي عُبُودِيَّةِ فِرْعَوْنَ أَرْسَلَ إِلَيْهِم مُوسَى النَّبِيَّ دَلَّهُمْ عَلَى مَعْرِفَةِ اللَّهِ، وَوَعَدَهُمْ أَنَّ اللَّهَ -تعالى- يُخَلِّصُهُمْ مِنْ عُبُودِيَّةِ فِرْعَوْنَ، وَيُخْرِجُهُمْ مِن مِصْرَ، وَيُرِيهِمْ أَرْضَ الْمِيعَادِ الَّتِي هِيَ أَرْضُ بَيْتِ الْمَقْدِسِ فَطَلَبَ مُوسَى مِنَ اللَّهِ، وَعَمِلَ الْعَجَائِبَ قُدَّامَ عُيُونِهِم، وَضربَ أَهْلُ مِصْرَ العَشْرَ ضَّرَبَاتِ، وَهُمْ يَرَوْنَ ذَلِكَ جَمِيعَهُ

– الشيخ: وضربَ؟
– القارئ: وَضربَ أَهْلَ مِصْرَ العَشْرَ ضَّرَبَاتِ، وَهُمْ يَرَوْنَ ذَلِكَ جَمِيعَهُ
– الشيخ: كأنه يعني الله ضربهم، عاقبهم، ما في تعليق؟
– القارئ: ما عندي شيء، أحسن الله إليك.
– الشيخ: لا ما هو بشيء.
– طالب: كأنه ضُرِبَ.
– الشيخ: وش ضُرِب؟ ها؟
– طالب: هكذا.
– الشيخ: وضُرِب أيش؟
– طالب: وضُرِبَ أهل مصر.
– الشيخ: لا لا، وضُرِبَ أهلُ مصر، العشرَ ضربات؟
– القارئ: نعم أحسن الله إليك.
– الشيخ: إن كان ضَرَبَ، فالمقصود: ضربَ اللهُ أهل مصرَ الضربات العشر، وإن ضُرِبَ فنفس المعنى.
– القارئ: وَهُمْ يَرَوْنَ ذَلِكَ جَمِيعَهُ، وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ يَصْنَعُهُ لِأَجْلِهِم، وَأَخْرَجَهُمْ مِن مِصْرَ بِيَدٍ قَوِيَّةٍ، وَشَقَّ لَهُمُ الْبَحْرَ، وَأَدْخَلَهُمْ فِيهِ
– الشيخ: أخرجَهم أيش؟
– القارئ: وَأَخْرَجَهُمْ مِن مِصْرَ بِيَدٍ قَوِيَّةٍ
– الشيخ: بيد قوية؟
– القارئ: نعم أحسن الله إليك.
– الشيخ: والله ما أدري!
– القارئ: وَشَقَّ لَهُمُ الْبَحْرَ، وَأَدْخَلَهُمْ فِيهِ، وَصَارَ لَهُمُ الْمَاءُ حَائِطًا عَنْ يَمِينِهِم، وَحَائِطًا عَنْ شِمَالِهِم، وَدَخَلَ فِرْعَوْنُ، وَجَمِيعُ جُنُودِهِ فِي الْبَحْرِ، وَبَنُو إِسْرَائِيلَ يَنْظُرُونَ ذَلِكَ فَلَمَّا بَرَزَ مُوسَى
– الشيخ: وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنْجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ [البقرة:50]، مشهدٌ هائلٌ، ومشهدٌ مُفرِح، أنَّ فرعون يشاهدونَه يغرق، وجنودُه يغرقون في الماء ويغيبون في الماء، وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ امتنانٌ امتنانٌ.
 
– القارئ: وَبَنُو إِسْرَائِيلَ يَنْظُرُونَ ذَلِكَ فَلَمَّا بَرَزَ مُوسَى وَبَنُو إِسْرَائِيلَ مِنَ الْبَحْرِ، وَخَلْفَهُمْ فِرْعَوْنُ بِجُنُودِهِ فِيهِ، أَمَرَ اللَّهُ -تعالى- لِمُوسَى أَنْ يَرُدَّ عَصَاهُ إِلَى الْمَاءِ فَعَادَ الْمَاءُ كَمَا كَانَ، وَغَرِقَ فِرْعَوْنُ وَجَمِيعُ جُنُودِهِ فِي الْبَحْرِ، وَبَنُو.
– الشيخ: يقول: وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الْآخَرِينَ، وَأَنْجَيْنَا مُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ، ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ [الشعراء:64-66]، كلُّهم ما راح منهم ولا واحد، يعني على ما جاءَ في الآثار مثلُ هذا اليوم، ها؟
– القارئ: سبحان الله!
– الشيخ: أليس اليوم عاشوراء؟
– القارئ: بلى.
– الشيخ:
نعم، لا إله إلا الله.
– القارئ: وَغَرِقَ فِرْعَوْنُ وَجَمِيعُ جُنُودِهِ فِي الْبَحْرِ، وَبَنُو إِسْرَائِيلَ يَشْهَدُونَ ذَلِكَ فَلَمَّا غَابَ عَنْهُم مُوسَى إِلَى الْجَبَلِ لِيُنَاجِيَ رَبَّهُ، وَأَخَذَ
– الشيخ: لينادي؟
– القارئ: ليناجي ربه.
– الشيخ: كذا عندكم؟
– الحضور: نعم.
– الشيخ: لينادي؟
– القارئ: نعم، أحسن الله إليك، بالجيم.
– الشيخ: لعلها، لعلها، يناجي.
– القارئ: أي هي كذا.
– الشيخ: عندكم؟ أنت تقول ليناجي؟
– القارئ: ليناجي -أحسن الله إليك-
– الشيخ: عَجَل أنا أسمعها ينادي؟
– القارئ: يمكن إني أخطأتُ أنا.
– الشيخ: يمكن، لا أنا يمكن سمعي، أي يناجي وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا [مريم:52]
– القارئ: فَلَمَّا غَابَ عَنْهُم مُوسَى -عليه السلام- إِلَى الْجَبَلِ لِيُنَاجِيَ رَبَّهُ، وَأَخَذَ لَهُمُ التَّوْرَاةَ مِنْ يَدِ اللَّهِ تَرَكُوا عِبَادَةَ اللَّهِ، وَنَسُوا جَمِيعَ أَفْعَالِهِ.
– الشيخ: أعوذ بالله، نسأل الله العافية، أعوذ بالله، أعوذ بالله، بنو إسرائيل لهم عجائبٌ! عجائب! عجائب! عجائب! بعد ما خرجوا من البحر وجدوا أولئكَ المشركين يَعْكُفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَهُمْ قَالُوا يَا مُوسَى اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا [الأعراف:138]، على طول!
لما راح موسى لميعادِ ربِّه جاءهم الشيطان السامريُّ وصنع لهم عجلاً، قال: هَذَا إِلَهُكُمْ وَإِلَهُ مُوسَى [طه:88]، ولما أنكر عليهم هارونُ قَالُوا لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ [طه:91]، لا إله إلا الله، أمرُ بني إسرائيل لهم عجائب!
 
– القارئ: وَأَخَذَ لَهُمُ التَّوْرَاةَ مِنْ يَدِ اللَّهِ تَرَكُوا عِبَادَةَ اللَّهِ، وَنَسُوا جَمِيعَ أَفْعَالِهِ، وَكَفَرُوا بِهِ وَعَبَدُوا رَأْسَ الْعِجْلِ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ، ثُمَّ عَبَدُوا الْأَصْنَامَ مِرَارًا كَثِيرَةً لَيْسَ مَرَّةً وَاحِدَةً، وَذَبَحُوا لَهَا الذَّبَائِحَ لَيْسَتْ حَيَوَانَاتٍ بَلْ بَنِيهِمْ مَعَ الْبَنَاتِ حَسْبَمَا ذُكِرَ في
– الشيخ: بعد أيش؟ ليسوا حيوانات.
– القارئ: وعبدوا، لَيْسَتْ حَيَوَانَاتٍ بَلْ بَنِيهِمْ مَعَ الْبَنَاتِ حَسْبَمَا ذُكِرَ فِيمَا قَبْلَ ذَلِكَ.
– الشيخ: ما أدري! أي، يقول بل؟
– القارئ: بل بنيهم مع البنات
– الشيخ: بنيهم مع البنات؟
– القارئ: نعم -أحسن الله إليك-
– الشيخ: حَسْبَمَا ذُكِرَ قَبْلَ ذَلِكَ؟
– القارئ: نعم أحسن الله إليك.
– الشيخ: لا إله إلا الله، هائلة.
– القارئ: وَجَمِيعُ أَفْعَالِهِمْ مَكْتُوبَةٌ فِي أَخْبَارِ بَنِي إِسْرَائِيلَ فَلَمَّا رَأَى اللَّهُ -تعالى- قَسَاوَةَ قُلُوبِهِم، وَغِلَظَ رِقَابِهِمْ وَكُفْرَهُمْ بِهِ، وَرَأَى أَفْعَالَهُمُ النَّجِسَةَ الْخَبِيثَةَ، غَضِبَ عَلَيْهِمْ وَجَعَلَهُمْ مَرْذُولِينَ، وَطَبَعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ، وَجَعَلَهُمْ مُهَانِينَ فِي جَمِيعِ الْأُمَمِ، وَلَيْسَ لَهُمْ مَلِكٌ وَلَا بِلَادٌ وَلَا نَبِيٌّ
– الشيخ: وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذَابِ إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ [الأعراف:167]، ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ … وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ [آل عمران:112]، نسأل الله العافية.
– القارئ: وَلَيْسَ لَهُمْ مَلِكٌ وَلَا بِلَادٌ وَلَا نَبِيٌّ وَلَا كَاهِنٌ إِلَى الْأَبَدِ حَسْبَمَا تَنَبَّأتْ عَلَيْهِمُ الْأَنْبِيَاءُ
– الشيخ: حَسْبَمَا؟
– القارئ: تنبأت، حَسْبَمَا تَنَبَّأتْ عَلَيْهِمُ الْأَنْبِيَاءُ عَلَى مَا ذَكَرْنَاهُ قَبْلُ، وَتَشْهَدُ بِهِ كُتُبُهُمُ الَّتِي فِي أَيْدِيهِمْ إِلَى يَوْمِنَا هَذَا.
وَكَذَا قَالَ اللَّهُ -تعالى- لِأَشْعِيَا: (اذْهَبْ إِلَى هَذَا الشَّعْبِ، فَقُلْ لَهُمْ تَسْمَعُونَ سَمَاعًا وَلَا تَفْهَمُونَ، وَيَنْظُرُونَ نَظَرًا وَلَا تُبْصِرُونَ، لِأَنَّ قَلْبَ هَذَا الشَّعْبِ قَدْ غَلُظَ

– الشيخ: يعني قلوبهم، قلوبهم.
– القارئ: قلوب.
– الشيخ: لا، قلب صحيح.
– القارئ: نعم.
– الشيخ: أقصد المعنى.
– القارئ: أحسن الله إليك.
– الشيخ: نعم.
– القارئ: لأنَّ قلب هذا الشعب قد غَلُظ
– الشيخ: نعم.
– القارئ: وَقَدْ سَمِعُوا بِأَفْهَامِهِمْ سَمْعًا ثَقِيلًا، وَقَدْ غَمَّضُوا أَعْيُنَهُمْ لِئَلَّا يُبْصِرُوا بِهَا، وَسَمِعُوا بِآذَانِهِمْ وَلَا يَفْهَمُونَ بِقُلُوبِهِم، وَيَرْجِعُونَ إِلَيَّ فَأَرْحَمُهُم)
وَقَالَ أَشْعِيَا: (قَالَ اللَّهُ: هَكَذَا مَقَتَتْ نَفْسِي سَبُوتَكُمْ وَرُءُوسَ شُهُورِكُمْ صَارَتْ عِنْدِي مَرْذُولَةً، وَقَالَ.

– الشيخ: وصَارَتْ أيش؟
– القارئ: وَرُءُوسَ شُهُورِكُمْ صَارَتْ عِنْدِي مَرْذُولَةً، وَقَالَ: (وَفِي ذَلِكَ الْيَوْمِ يَقُولُ اللَّهُ: سَأُبْطِلُ السُّبُوتَ وَالْأَعْيَادَ كُلَّهَا وَأُعْطِيكُمْ سنة جَدِيدَةً مُخْتَارَةً لَا كَالسنة الَّتِي أَعْطَيْتُهَا لِمُوسَى عَبْدِي (يَوْمَ حُورِيبَ) يَوْمَ الْجَمْعِ الْكَثِيرِ، بَلْ سنة جَدِيدَةً مُخْتَارَةً أَمَرُّ بِهَا وَأُخْرِجَهَا مِن صِهْيُونَ).
– الشيخ: باقي طويل؟ طال علينا.
– القارئ: بس.
– الشيخ: ها؟
– القارئ: نُتِمُّ الأربع سطور أحسن الله إليك؟ أربع سطور تقريباً بس.
– الشيخ: أيش تقول؟
– القارئ: أقول: أربع سطور وينتهي تقريباً جزء من المعنى.
– الشيخ:
زين، زين، كمل، كمل.
– القارئ: فَصِهْيُونُ هِيَ أُورْشَلِيمُ، وَالسنة الْجَدِيدَةُ الْمُخْتَارَةُ: هِيَ السنة الَّتِي تَسَلَّمْنَاهَا نَحْنُ مَعْشَرَ النَّصَارَى مِنْ يَدَيِ الرُّسُلِ الْحَوَارِيِّينَ الْأَطْهَارِ الَّذِينَ خَرَجُوا مِن أُورْشَلِيمَ، وَدَارُوا فِي سَبْعَةِ أَقَالِيمِ الْعَالَمِ وَأَنْذَرُوا بِهَذِهِ السنة الْجَدِيدَةِ، فَأَيُّ بَيَانٍ يَكُونُ أَوْضَحَ وَأَصَحَّ مِنْ هَذَا الْبَيَانِ، إِذْ قَدْ أَوْرَدْنَاهُ مِنْ قَوْلِ اللَّهِ، وَلَا سِيَّمَا وَأَعْدَاؤُنَا الْيَهُودُ الْمُخَالِفُونَ لِدِينِنَا شَهِدُوا لَنَا بِصِحَّةِ ذَلِكَ جَمِيعِهِ.
– الشيخ: بعده، أيش؟
– القارئ: قال: وَأَمَّا حُجَّةُ الْيَهُودِ فِي هَذِهِ النُّبُوَّاتِ يَقُولُونَ وَيَعْتَقِدُونَ أَنَّهَا حَقٌّ.
– الشيخ: بس بس، لا إله إلا الله، هذه الكتبُ: الإنجيلُ والتوراةُ الموجودةُ الآن يجبُ على من يطَّلِعُ عليها أن يعرضِها على القرآن، فما أثبتَه القرآنُ آمَنَّا بِه … وما نفاهُ وأبطلَه أبطلْناه، وما ليسَ كذلك نتوقف فيه؛ لأنَّها هي لا تكفي مستندَاً ما، يعني فما فيها هو مما جاءَ فيه، يعني هيَ أقوال بني إسرائيل، وبنو إسرائيل أقوالهم على هذه القِسمة، منه ما دلَّ القرآن على صدقِه، ومنه ما دلَّ القرآن على كذبِه، وما لم يدل.
 

معلومات عن السلسلة


  • حالة السلسلة :مكتملة
  • تاريخ إنشاء السلسلة :
  • تصنيف السلسلة :العقيدة