الحمدُ لله وحده، وصلَّى الله وسلَّم على نبيِّنا محمَّد، أما بعد :
فإنَّ اعتقادَ التَّعارضَ بين الآيتين توهُّمٌ منشؤه أنَّه لا يجتمعُ الوجلُ بذكرِ الله، وهو الخوفُ منه سبحانه، والطمأنينةُ لذكره . والصَّواب : أنَّه لا منافاة بين الخوف مِن الله والطمأنينة إليه؛ فإنَّ الخائفَ مِن الله يفرُّ منه إليه، وإذا ذَكرَ عظمتَهُ وعزَّتَه وشدَّة بطشهِ ذَكرَ رحمته ولطفه بعباده، وعفوه ومغفرته؛ فحينئذٍ يسكنُ إلى ربِّه، ويُحسنُ ظنَّه بربِّه، ويقوى رجاؤه لفضله، فيجتمعُ في قلبِ العبدِ الخوفُ والرَّجاءُ والمحبَّةُ والإجلالُ، وبهذا فلا تعارض بين الآيتين بحمد الله، والله أعلم .
عبدالرَّحمن بن ناصر البرَّاك
حرر في:17-6-1437 هـ