الرئيسية/فتاوى/الخوف والاستبشار عند رؤية الغيوم
file_downloadshare

الخوف والاستبشار عند رؤية الغيوم

السؤال :

جاءَ في حديثِ عائشةَ الـمتفقُ عليهِ قالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا رَأَى غَيْمًا أَوْ رِيحًا عُرِفَ فِي وَجْهِهِ، فقَالَتْ: "يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ النَّاسَ إِذَا رَأَوْا الغَيْمَ فَرِحُوا رَجَاءَ أَنْ يَكُونَ فِيهِ المَطَرُ، وَأَرَاكَ إِذَا رَأَيْتَهُ عرفتُ فِي وَجْهِكَ الكَرَاهِيَةُ"، فَقَالَ: (يَا عَائِشَةُ مَا يُؤْمِنِّي أَنْ يَكُونَ فِيهِ عَذَابٌ..) الحديث. السؤالُ: هل يَنبغي للمؤمنِ إذا رأى الغيومَ -لا الرّياح- أنْ يكونَ على خوفٍ وَوَجَلٍ، خلافًا لِمَا يفعلُهُ كثيرٌ مِن النّاسِ الآن مِن الاستبشارِ والفرحِ لرؤيتِهِ ؟

لا إله إلا الله، هذا سؤال -أقول- سؤالٌ جيدٌ، هذا السّؤالُ جيدٌ، لكن لعلَّهُ مِن الجوابِ أنْ يَجمعَ بينَ الأمرينِ، كما ذكرَهُ اللهُ سبحانه وتعالى؛ خوفٌ وطمعٌ، يَخافُ ويَطمعُ، هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا [الرعد:12]، فلعلَّ هذا يُحَقِّقُ الجمعَ بينَ الأدلّةِ وبينَ ما جاءَ عن الرَّسولِ -عليه الصَّلاة والسَّلام-، وهذا المطرُ الآن فيهِ تكونُ له أحداثٌ أحياناً، أليسَ في الاستسقاءِ: (اللَّهُمَّ سُقْيَا رَحْمَةٍ، لاَ سُقْيَا عَذاب، ولاَ بلاءٍ، ولا هَدْمٍ، ولا غَرَقٍ) فالإنسانُ وإنْ فَرِحَ بالمطرِ، لكن عليهِ أنْ يَسألَ اللهَ اللُّطْفَ، أنْ يَلْطُفَ بنا، وأنْ يَسقيَنَا سُقْيَا رحمةٍ وغَيثٍ، رحمةٍ.