الرئيسية/فتاوى/حكم وصف موسى عليه السلام بحبيب الله
file_downloadshare

حكم وصف موسى عليه السلام بحبيب الله

السؤال :

تعبيرُ الشَّيخ عبدالرَّحمن بن سعدي بالحبيب عن موسى، حيث قال: لِتكون لنفسي حبيبًا مختصًّا، هل هو جيد ؟

إي، لا إشكال فيه، تقول: وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي [طه:39] ، أمَّا قول مَحَبَّةً مِنِّي: فالأظهرُ أنَّ اللهَ ألقى عليه المحبَّةَ. وكلامُ الشَّيخ يتضمَّنُ، ألقى عليه المحبَّةَ فحبَّبَه لمن رآه، ولهذا قال الشَّيخ: فكلُّ من رآه أحبَّه، فالمحبَّةُ المذكورةُ هنا: أَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي ليست هي محبَّةُ اللهِ له، لكن هذا يُستفادُ من قوله: وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي؛ يعني: اتخذتُك وليًّا وخاصًّا، وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي: اخترتك لنفسي؛ فهذا يتضمَّنُ محبَّةَ اللهِ له وولايتَه وإعلاءَ شأنه، وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي، فموسى من خاصَّة الله -سبحانه وتعالى- ولكن مع هذا ليس هو الأفضل، ولهذا قال الشيخ أنه يقتضي أنه أفضلُ من كلِّ أحدٍ إلّا النادرَ؛ كإبراهيمَ ومحمَّدٍ -عليهم السلام جميعًا-، فإبراهيمُ ومحمَّدٌ أفضلُ من موسى، وموسى هو أفضلُ الرُّسل بعد الخليلين .