الحمدُ لله والصَّلاة والسَّلام على نبيِّنا محمَّد، وعلى آله وصحبه أجمعين؛ أمَّا بعد:
فإنَّ تشبيه المحمود بالمذموم ليس مذمومًا مطلقًا، بل المعوَّل في ذلك على وجه الشَّبه ؛ فقد يكون في الشَّيء المذموم خصلة حسنة أو ظاهرة جلية تصلح للتَّشبيه بها، وفي الحديث تشبيه إلقاء الوحي بصلصلة الجرس، أي: مِن حيث وقعُه على السَّمع وتتابع الصَّوت، وهذا هو وجه الشَّبه، فهذا التَّشبيه مناسب جدًا في بيان قوة صوت الوحي وتتابعه [1] ، ألا ترى قوله -صلَّى الله عليه وسلَّم-: (إذا قَضَى اللهُ الأمرَ في السَّماءِ ضَربتِ الملائكةُ بأجنحتِهَا خضعانًا لقوله ؛ كأنَّه سلسلةٌ على صفوان ينفُذهُم ذلك) [2] ، فشبَّه وقعَ كلام الله في أسماع الملائكة متتابعًا بوقع صوت السّلسلة تجرّ على صفوان [3] في مسمع الإنسان؛ ولهذا قال: (ينفُذهم)، والله أعلم.
عبدالرَّحمن بن ناصر البرَّاك
في الخامس من ذي القعدة 1439هـ