الرئيسية/فتاوى/حكم الاعتكاف في مصليات وقف الملك عبد العزيز ومكث الحائض فيها وإجزاء صلاة الميت عن تحية المسجد
share

حكم الاعتكاف في مصليات وقف الملك عبد العزيز ومكث الحائض فيها وإجزاء صلاة الميت عن تحية المسجد

السؤال :

فضيلة الشَّيخ عبدالرَّحمن بن ناصر البرَّاك ؛ سلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، آملُ تكرمكم بإجابة الأسئلة الآتية :
س 1 : هل الاعتكاف في مصلَّيات وقف الملك عبد العزيز اعتكافٌ صحيحٌ ؟
س 2 : هل يجوزُ للحائض دخولُ مصلَّيات وقف الملك عبد العزيز ، أو أن لتلك المصلَّيات حكم المسجد ؟
س 3 : هل تقوم الصَّلاة على الميت عن ركعتي تحية المسجد ؟
شكر الله لكم ، ونفع بكم ، وتقبَّل عملكم .
 

الحمدُ لله ، والصَّلاة والسَّلام على نبيِّنا محمَّدٍ ، وعلى آله وصحبه أجمعين ؛ أما بعد :
وعليكم السلام ورحمة الله:

ج 1 : الاعتكافُ في مصلَّيات الأبراج والبنايات المجاورة للمسجد الحرام ليس باعتكاف ؛ لأنَّها ليس لها حكم المساجد ؛ بل هي مصلَّيات ، كالمصلَّى الذي يجعله الإنسان في بيته .
ج 2 : الذي يظهرُ أنَّه ليس للحائض دخول هذه المصلَّيات ؛ لأنَّ هذه المصلّيات إن كانت مساجد فقد جاء حديث: (لَا أُحِلُّ الْمَسْجِدَ لِحَائِضٍ وَلَا جُنُبٍ) [1] . رواه أبو داود عن عائشة رضي الله عنها ، وإن لم تكن مساجد فقد قالَ -صلَّى الله عليه وسلَّم- في شأن صلاة العيد: (ويعتزلُ الحيَّضُ المصلَّى) [2] متَّفق عليه عن أم عطية رضي الله عنها .
ج 3 : لا تجزئ صلاة الميت عن تحية المسجد ؛ لأنَّها ليست صلاة ذات ركوع وسجود ، فلا تُعَدُّ ركعة ولا ركعتين ، والله أعلم. وصلَّى الله وسلَّم على نبيِّنا محمَّدٍ .
 

أملاه:
عبدالرَّحمن بن ناصر البرَّاك
الثلاثاء 17 من ذي الحجة لعام 1439هـ  

 


الحاشية السفلية

الحاشية السفلية
1  أخرجه البخاري في تاريخه الكبير (2/67، رقم 1710)، وأبو داود (232)، وابن خزيمة (1327) من طريق عبد الواحد بن زياد، عن أفلت بن خليفة، عن جسرة بنت دجاجة قالت: سمعت عائشة قالت: جاء رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ووجوه بيوت أصحابه شارعة في المسجد، فقال: «وجهوا هذه البيوت عن المسجد»، ثم دخل النبي -صلى الله عليه وسلم- فلم يصنع القوم شيئًا؛ رجاء أن ينزل لهم في ذلك رخصة، فخرج عليهم بعد، فقال: «وجهوا هذه البيوت عن المسجد؛ فإني لا أحل المسجد لحائض ولا جنب».
قال البخاري: " وعند جسرة عجائب! وقال عروة وعباد بن عبد الله: عن عائشة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: «سدوا هذه الأبواب إلا باب أبي بكر» وهذا أصح".
وقال الخطابي في المعالم (1/78): "وضعفوا هذا الحديث وقالوا: أفلتُ راويه مجهول لا يصح الاحتجاج بحديثه". وتعقبه المنذري في مختصر السنن (1/85) بقوله: "وفيما حكاه الخطابي أنه مجهول نظر، فإنه أفلتُ بن خليفة، ويقال: فُلَيت بن خليفة العامري، ويقال: الذهلي، وكنيته أبو حسان، حديثه في الكوفيين، روى عنه سفيان بن سعيد الثوري، وعبد الواحد بن زياد. وقال الإمام أحمد بن حنبل: ما أرى به بأسًا. وسئل عنه أبو حاتم الرازي؟ فقال: شيخ. وحكى البخاري أنه سمع من جسرة بنت دجاجة. قال البخاري: وعند جسرة عجائب".
وأخرجه ابن ماجه (645) من طريق أبي الخطاب الهجري، عن محدوج الذهلي، عن جسرة، عن أم سلمة، به. قال البوصيري في الزوائد (1/230): "هذا إسناد ضعيف؛ محدوج لم يوثق، وأبو الخطاب مجهول".
وقال ابن أبي حاتم في العلل (2/137، رقم 269) عن أبي زرعة: "يقولون: عن جسرة، عن أم سلمة؛ والصحيح: عن عائشة".  وقال ابن رجب في الفتح (1/322): "وفي إسنادهما ضعف".  وينظر: بيان الوهم والإيهام (5/327) و(5/669)، ونصب الراية (1/193)، والبدر المنير (2/558)، والتلخيص الحبير (1/376، رقم 185)، وضعيف أبي داود (1/86، رقم 32)، وإرواء الغليل (1/162، رقم 124).
2  أخرجه البخاري (324)، ومسلم (890) من حديث أم عطية.