الرئيسية/فتاوى/القدر المشترك بين صفات الخالق والمخلوق
file_downloadshare

القدر المشترك بين صفات الخالق والمخلوق

السؤال :

قولُ بعضِهم "وأهلُ السُّنةِ أثبتُوا الصّفاتِ فأثبتُوا للهِ يدًا حقيقةً وعينًا وقدَمًا حقيقةً، ولكنْ أثبتُوا هذهِ الصّفاتِ في قَدْرٍ مُشْتَرَكٍ في الاسمِ فقط" انتهى. هل هذهِ العبارةُ تفويضٌ ؟

كلام، أمَّا قولُهم أنَّهم يُثْبِتُونَ للهِ يدينِ حقيقةً ووجهًا حقيقةً : هذا صحيحٌ، لكن كلمةَ حقيقة يعني ليستْ كصفاتِ المخلوقينَ، فالتَّشبيهُ منفيٌّ قطعًا، وكذلكَ الكيفيّةُ عدمُ العلمِ بالكيفيّةِ، ولكن يُثْبِتُونَهَا للهِ حقيقةً معَ عدمِ الـمُمَاثلةِ، ولكن بينَ صفاتِ الخالقِ وصفاتِ المخلوقِ قَدْرَاً مُشترَكًا وهو المعنى الكُلّي الذي لا يمكنُ نفيُه بين موجودَين، لا يمكنُ نفيُ القَدْرِ المشترَكُ بينَ موجودين، فكلُّ الموجوداتِ بينها قَدْرٌ مشترَكٌ وهو: مُطلَقُ الوجودِ، وهكذا في الأسماءِ والصّفاتِ، وأسماءِ العبادِ، بينهَا قَدْرٌ مشتركٌ، وهو مدلولُ الاسمِ المطلَق، فصفاتُ الخالقِ مُختصَّةٌ بِه، وصفاتُ المخلوقِ مُختصةٌ بِه، وإن كانَ بينها..
ونقولُ: يُوضَّحُ هذا لو قلتُ لك : هل العلمُ مختصٌّ بالله؟ بهذا الإطلاق؟ لا. مختصٌّ بالمخلوقِ؟ لا. لكنِ العلمُ الشاملُ، أو العلمُ التامُّ، والعلمُ المحيطُ بكلِّ شيءٍ : هذا مختصٌّ باللهِ، والعلمُ الـمُحْدَثُ: مختصٌّ بالمخلوقِ، وهكذا نقولُ في سائرِ الصّفاتِ، لكن مطلَقُ العلمِ، هذا قَدْرٌ مشترَكٌ، فالمخلوقُ يُوصَفُ بالعلمِ، والخالقُ يُوصَفُ بالعلمِ، وليسَ العلمُ كالعلمِ.
وهكذا نقولُ في صفةِ اليدينِ ونحوِها، اللهُ -تعالى- لَه يدانِ يختصُّ بهما لا تُمَاثِلُ صفةَ المخلوقينِ، لكن نعلمُ أنَّ للهِ يدًا يفعلُ بها ويخلقُ بها ويأخذُ بها ما شاءَ، خَلَقَ آدمَ بيديهِ، ويأخذُ السمواتِ والأرضَ يومَ القيامةِ كيفَ شاءَ، وَالأرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ [الزمر:67] .