الرئيسية/شروحات الكتب/نونية ابن القيم/(140) فصل في سماع أهل الجنة
file_downloadsharefile-pdf-ofile-word-o

(140) فصل في سماع أهل الجنة

بسمِ الله الرَّحمنِ الرَّحيم
التَّعليق على كتاب (نونيّة ابن القيم – الكافية الشَّافية)
الدرس: الأربعون بعد المئة

***    ***    ***

- سماع أهل الجنة وتلذذهم بالأصوات الحسنة [1] - جمع الله تعالى لأهل الجنة أنواع النعيم [2] - تفسير بعض العلماء لقوله تعالى يحبرون بالسماع [3] - المفتون بالغناء قد يفضي به إلى الشرك [4] - نصيحة الشيخ حفظه الله بتغيير نغمات الجوال المطربة [5] - الطرب والغناء هو شأن سفهاء الناس [6]

 
 

القارئ: الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، وصلّى اللهُ وسلّمَ وباركَ على نبيِّنا محمّدٍ وعلى آلهِ وصحبهِ أجمعين، أمّا بعدُ فقالَ ابنُ القيّمِ -رحمَه اللهُ تعالى-:
فصلٌ: في سماعِ أهلِ الجنّةِ

الحاشية السفلية

الحاشية السفلية
1 سماع أهل الجنة وتلذذهم بالأصوات الحسنة
- الشيخ: في سماعهم يعني فيما يسمعونه ويلتذّونَ به في سماعهم الذي يلذُّ لهم، من أنواع المُتع للاستمتاع بالأصوات الحسنة والاصوات الجميلة، الله المستعان نعم، قال ابنُ عبّاسٍ.
- القارئ:
قالَ ابنُ عبّاسٍ ويُرسِل ربُّنا        ريحاً تهزُّ ذوائبَ الأغصانِ
- الشيخ: الأثر عن ابن عباس، يذكر أنّ أنّ الله يرسل ريحاً فتحرك أغصان أشجار الجنة، فيحدث منها أصوات يعني يلتذُّ بها أهل الجنة، نعم قال ابن عبّاس.
- القارئ:
قالَ ابنُ عبّاسٍ ويُرسِـل ربُّنا        ريحاً تهزُّ ذوائبَ الأغصانِ
فتُثيرُ أصواتاً تلذُّ لمسمعِ الإ          نسانِ كالنغماتِ بالأوزانِ

- الشيخ: الله المستعان
- القارئ:
يا لذّةَ الأسماعِ لا تتعوضي          بلـذاذةِ الأوتــارِ والعيـدانِ
أو ما سمعْتِ سماعَهم فيها غنا      ءَ الحورِ بالأصواتِ والألحانِ
واهـاً لذيّــاكَ السمـاع فإنّـهُ            مُلِئَتْ بهِ الأذنـانِ بالإحسانِ
واهـاً لذيّـاكَ السماعِ وطيبهِ            مِن مِثلِ أقمارٍ على أغصانِ
واهـاً لذيّـاكَ السمـاعِ فكمْ بهِ            للقلبِ مِن طربٍ ومِن أشجانِ
 
2     [2] جمع الله تعالى لأهل الجنة أنواع النعيم
- الشيخ: لا إله إلا الله، يعني يجمع الله لهم بين أنواع النعيم، يعني أنواع النعيم ما يُتَنَعَّمُ برؤيته وما يُتَنَعَّمُ بسماعه ما يُتَنَعَّمُ بأكله وشربه ولُبسه وغير ذلك، يُطاف عليهم بصحافٍ من ذهبٍ وأكوابٍ وفيها ما تشتهيه الأنفس وتَلَذُّ الأعينُ، فيجمع الله لهم بين أنواع اللّذّات، لذّات النظر بالعيون ولذّات السماع بالآذان، نعم.
- القارئ: أحسنَ اللهُ إليكم.
واهـاً لذيّــــاكَ السمـاعِ ولمْ أقلْ            ذيّـاكَ تصغيـراً لـــهُ بلسـانِ
ما ظــنَّ سامعُهُ بصوتٍ أطيبَ الـ        أصواتِ مِن حورِ الجنانِ حِسانِ
نحنُ النواعــمُ والخوالــدُ خيــّـرا         تٌ كاملاتُ الحُسنِ والإحســـانِ
لسْنـا نموتُ ولا نخـافُ وما لنـا            سُخْـطٌ ولا ضَغَنٌ مِن الأضغـانِ
طوبـى لِمَنْ كُنَّـــا لهُ وكذاكَ طو            بى للّذي هوَ حظُّنـــا الحقـَّــانِ
فــي ذاكَ آثـــارٌ روينَ وذكرُهـا            فـي الترمـذيِّ ومُعجــمِ الطبرانيِّ

- الشيخ: هذا تخريج تخريج المعنى الذي ذكره، من غناء الحور لسنا نموت ولا ولا ولا لنا ضغن من الأضغان، نعم يقول الترمذيّ والطبرانيّ.
- القارئ:
ورواهُ يحيى شيخُ الأوزاعيِّ تفــــ         ـسيراً للفظةِ يُحبَرونَ أغانِ
 
3 تفسير بعض العلماء لقوله تعالى يحبرون بالسماع
- الشيخ: الله أكبر يُحبرون في سورة الروم يظهر أن هي، تَقُومُ ٱلسَّاعَةُ يَوۡمَئِذٖ يَتَفَرَّقُونَ * فَأَمَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ فَهُمۡ فِي رَوۡضَةٖ يُحۡبَرُونَ [الروم:13-14] فسَّر بعضهم ذلك بسماع بسماع الغنا، نعم.
- القارئ:
نزِّهْ سماعَكَ إنْ أردْتَ سماعَ ذيـّـــــ        ــــاكَ الغناءِ عنْ هذهِ الألحانِ
- الشيخ: الله أكبر، من ترك شيئاً لله عوّضه الله، نزِّه سماعك.
- القارئ: 
نزِّهْ سماعَكَ إنْ أردْتَ سماعَ ذيـّـــــ        ــــاكَ الغناءِ عنْ هذهِ الألحانِ
لا تُؤثِرِ الأدنى على الأعلى فتُحـ        ــــرَمَ ذا وذا يا ذِلّـــةَ الحرمــانِ
إنّ اختياركَ للسماعِ النـــازلِ الــــ        أدنى على الأعلى مِن النُّقصانِ
واللهِ إنَّ سماعَهُم في القلــبِ والـــ       إيمــــانِ مِثلُ السُّمِّ في الأبـــدانِ

- الشيخ: سماع سماع أصحاب سماع البطّالين، أصحاب اللهو والمجون، والله إنّ سماعهم.
- القارئ:
واللهِ إنَّ سماعَهُم في القلـبِ والـ       إيمــــانِ مِثلُ السُّمِّ في الأبــدانِ
واللهِ مــا انفكَّ الّذي هوَ دأبُـــهُ       أبـــداً مِن الإشــراكِ بالرحمـــنِ
 
4 المفتون بالغناء قد يفضي به إلى الشرك
- الشيخ: نسأل الله العافية، المفتون بالغنا يعود به إلى الشرك، المفتون بالغنا وسماع المغنيين والمغنيات يعود به إلى الشرك؛ لأنّه يغلو في المغني مثل الذين يغلون أيضاً في اللاعبين ويعظّمونهم، يحبّونهم محبّة عظيمة هذا قد يفضي بهم إلى الشرك، نعم أعد البيت.
- القارئ: 
واللهِ مـــا انفكَّ الّذي هوَ دأبُــهُ       أبـــداً مِن الإشـراكِ بالرحمنِ
فالقلبُ بيتُ الربِّ جلَّ جلالُــهُ         حبَّاً وإجلالاً مــعَ الإحســانِ
- طالب: حبّاً وإخلاصاً مع الإحسان.

- الشيخ: و[هنا] وش يقول؟
- القارئ: حبّاً وإجلالاً.
(يرن هاتف أحد الحضور)
 
5 نصيحة الشيخ حفظه الله بتغيير نغمات الجوال المطربة
- الشيخ: غيّر نغمتك غيّر النغمة، غيّرها حطّها ما فيها طرب، نعم.
 وإخلاصاً كأنّ الإخلاص زين، حبّاً وإخلاصاً، نعم، وإجلالاً كذلك نعم، ماشي.

- القارئ:
فإذا تعلّـــــقَ بالسَّمــــــــاعِ أصـــــــارَهُ           عبـــــداً لكــــــــلِّ فُلانـــــــةٍ وفُلانِ
- الشيخ: فإذا تعلّق، نعوذ بالله المفتون بالغناء يتعلّق قلبه بالمغنّي والمغنّية ويصير دائما تفكيره فيهم، فإذا تعلّق.
- القارئ:
فإذا تعلّـقَ بالسَّمــاعِ أصارَهُ           عبـــــداً لكـــلِّ فُلانـةٍ وفُلانِ
حُبُّ الكتابِ وحبُّ ألحانِ الغنا           في قلبِ عبدٍ ليسَ يجتمعانِ
ثقُلَ الكتابُ عليهــم لمّـا رأوا           تقييــدَهُ بشرائـعِ الإيمـانِ
واللهــوُ خـفَّ عليهم لمّا رأوا           مـا فيهِ مِن طربٍ ومِن ألحانِ
قوتُ النفوسِ وإنَّما القرآنُ قـو           تُ القلبِ أنّى يستوي القوتانِ
ولذا تراهُ حظُّ ذي النقصانِ كالـ           ـــجُهَّالِ والصبيانِ والنسـوانِ
وألذُّهم فيهِ أقلُّهم مِـن العقـــلِ           الصحيحِ فسلْ أخـا العِرفــانِ
 
6 الطرب والغناء هو شأن سفهاء الناس
- الشيخ: الله المستعان. الطرب والغنا هو شأن سفهاء الناس، سفهاء الناس من الصبيان والنسوان، أعد هذا البيت.
- القارئ:
قوتُ النفوسِ وإنَّما القرآنُ قــــــو           تُ القلبِ أنّى يستوي القوتانِ
ولذا تراهُ حظَّ ذي النقصانِ كالـ ... ـجهالِ.

الشيح: تراه يعني الغنا وإذا تراه، الغنا هو قوت النفوس والقرآن قوت القلوب، أنّى يستوي القوتان، ولذا تراه أي قوت النفوس أي الغنى ولذا ولذا تراه حظ ذي النقصان، الناقصين عقلاً وفضيلةً ناقصين، ولذا تراه حظاً ذي النقصان.
- القارئ:
ولذا تراهُ حظُّ ذي النقصانِ كالـ           ــجُهَّالِ والصبيـانِ والنسـوانِ
وألذُّهم فيهِ أقلُّهم مِـن العقــــلِ           الصحيحِ فسلْ أخــا العِرفــانِ

- الشيخ: الله المستعان.
- القارئ:
يا لذّةَ الفُسَّاقِ لسْــتِ كلذَّةِ الــ            أبرارِ في عقـلٍ ولا قــرآنِ
- الشيخ: أحسنت، إلى هنا
- القارئ: أحسنَ اللهُ إليك
- الشيخ: هذا من الفصول التي ينبغي أن تُحفَظ .
 

معلومات عن السلسلة


  • حالة السلسلة :مكتملة
  • تاريخ إنشاء السلسلة :
  • تصنيف السلسلة :العقيدة