file_downloadsharefile-pdf-ofile-word-o

(141) فصل في أنهار الجنة

بسمِ الله الرَّحمنِ الرَّحيم
التَّعليق على كتاب (نونيّة ابن القيم – الكافية الشَّافية)
الدرس: الحادي والأربعون بعد المئة

***    ***    ***

أنهار الجنة [1] أنهار الجنة تجري من غير أخدود [2] نعيم الجنة متفق في اللفظ وفي أصل المعنى مع نعيم الدنيا [3] طعام أهل الجنة [4] معنى عبارة تلذ الأعين وتشتهي الأنفس [5] شراب أهل الجنة [6]

 
 

– القارئ: أحسنَ اللهُ إليكَ، الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، وصلَّى اللهُ وسلَّمَ وباركَ على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آلِهِ وصحبِهِ أجمعين، أمَّا بعدُ فقالَ ابنُ القيِّمِ رحمَهُ اللهُ تعالى
– الشيخ: رحمه الله، ورحمنا وأيّاه.
– القارئ: فصلٌ: في أنهارِ الجنَّةِ

الحاشية السفلية

الحاشية السفلية
1 أنهار الجنة 
- الشيخ: الله أكبر الله أكبر، لا إلهَ إلَّا الله، لا إله إلَّا الله، هذا النوعُ من النعيمِ الأنهار، ينوِّهُ اللهُ به كثير من آياتِ القرآنِ، في الخبرِ عن الجنَّةِ، تجري من تحتها الأنهار، وفي بعضِ الآياتِ (تجري من تحتِهم الأنهارُ) من تحتِ قصورِها وأشجارِها، فتكونُ من تحتِهم، وهم في القصورِ، ومن تحتِهم وهم على الأرائكِ، تجري من تحتِهم الأنهار، وسمَّى اللهُ بعضَها من ماءٍ ولبنٍ وخمرٍ وعسلٍ، سبحان الله العظيم، سمَّى أنواعَ.. كافور، (عيناً يشربُ بها المقرَّبون تجري مِن تحتِهم الأنهارُ) وفي سورة الرحمن (فيهما عينانِ تجريان) (فيهما عينانِ نضَّاختان).
- القارئ: أحسنَ اللهُ إليكَ، قالَ رحمَهُ اللهُ تعالى:
أنهارُها فِي غيرِ أُخدُودٍ جرَتْ           سُبْحَانَ مُمسِكَها عَنِ الفيضانِ
 
2 أنهار الجنة تجري من غير أخدود
- الشيخ: نعم، من غير أخدود، يعني مالها حواجز جانبيّة تمنع من يعني من أنّها تسيحُ، أو تسيلُ، لا بل هي تجري وهي متماسكة، من غير أخدودٍ أنهارها من غيرِ أخدودٍ.
- القارئ:
أنهارُها فِي غيرِ أُخدُودٍ جرَتْ           سُبْحَانَ مُمسِكَها عَنِ الفيضانِ
مِــن تَحْتِهم تجْرِي كَمَا شاؤُوا           مُفجَّرةً وَمَا للنهـرِ مِن نُقْصَـانِ

- الشيخ: الله أكبر، نعم.
- القارئ:
عسلٌ مُصفَّى ثمَّ ماءٌ ثمَّ خمرٌ        ثمَّ أَنهَـــارٌ مِــن الألبـانِ
وَاللهِ مَا تِلْكَ الْمـوَادُ كهـذهِ        لَكِنْ هما فِي اللَّفْظِ يجتمعانِ
 
3 نعيم الجنة متفق في اللفظ وفي أصل المعنى مع نعيم الدنيا
- الشيخ: هما في اللفظ وفي أصل المعنى أو في المعنى المشترك، لا في اللفظ فقط، هذا هو التحقيق، يعني صحيح الاسمُ واحدٌ ماء خمر عسل كذا كذا أسماء، لكنّها أيضاً ليس الاتفاق بمجرَّد لفظ اللفظ، يقول ابن تيميّة: لولا القدرُ مُشترك ما فُهِمَ الخطابُ.
- القارئ:
هَذَا وَبَينهمَا يسيرُ تشابُهٍ           وَهُوَ اشْتِرَاكٌ قَامَ بالأذهانِ
- الشيخ: تمام، هذا هو المعنى، هذا وبينهما يسير تشابهٍ.
- القارئ:
هَذَا وَبَينهمَا يسيرُ تشابُهٍ           وَهُوَ اشْتِرَاكٌ قَامَ بالأذهانِ
- الشيخ: نعم، القدر المشترك إنَّما يكون في الذهن، القدر المشترك.
- القارئ:
وتظنُّها محلوبةً مِن باقرٍ            أو ناقةٍ أو ماعزٍ أو ضانِ
فصلٌ: فِي طَعَامِ أهلِ الْجنَّة          ...
 
4 طعام أهل الجنة
- الشيخ: لا إله إلَّا الله، طعامُهم يدخلُ فيه الفواكهُ (فاكهةٌ ممّا يتخيَّرون) ولحم (ولحمِ طيرٍ مَّما يشتهون) هذا هو الطعام الّذي يعني نُوِّه بهِ في القرآنِ، ثمَّ يعني مجمل يُطاف عليهم بصِحاف من ذهبٍ وصِحاف يعني المتبادر في أواني الطعام، الصِّحاف أواني الطعام، يُطاف عليهم بصِحاف من ذهبٍ وأكوابٍ وفيها ما تشتهيه الأنفسُ، هذا عام ما لم يسمَّ شيء منه لم يسمَّ، نعم.
- القارئ:
وطعامُهم مَا تشتهيهِ نُفُوسُهم             وَلُحُومُ طيرٍ ناعــمٍ وسِمـانِ
وفواكـهٌ شَتَّى بِحَسبِ مُنَاهُمْ             يَا شِبعَةً كَمُلَتْ لذِي الْأَيْمَانِ
لحــمٌ وخمرٌ والنسا وفواكــهٌ            وَالطّيبُ مَعَ روحٍ وَمَعَ ريحَانِ
وصِحافُهم ذهبٌ تطوفُ عَلَيْهِم            بأكــفِّ خُدامٍ مِـن الْوِلدَانِ

- الشيخ: الله أكبر، لا إله إلَّا الله، نسألُ اللهَ من فضلِه.
- القارئ:
وَانْظُرْ إِلَى جعلِ اللَّذاذةِ للعيو            نِ وشهوةٍ للنَّفسِ فِي القرآنِ
 
5 معنى عبارة تلذ الأعين وتشتهي الأنفس
- الشيخ: تلذُّ الأعين، تشتهي الأنفس وتلذُّ الأعين، يعني تلذُّ الأعينُ كناية عن حُسنِ المنظرِ، تشتهيه الأنفسُ مثل يدلُّ على يعني حُسن الطعم ولعلَّه والرائحة، لذيذُ المطعمِ وطيبُ الرائحةِ هذا ممَّا يجذبُ النفسَ للرغبةِ، يولِّدُ الرغبةَ في نفسِ المؤمنِ، نعم، أعدِ البيت.
- القارئ:
وَانْظُرْ إِلَى جعلِ اللَّذاذةِ للعيـو         نِ وشهوةٍ للنَّفسِ فِي القرآنِ
للعينِ مِنهَا لَـذَّةٌ تَدْعُــو إِلَـى           شهواتِها بِالنَّفـسِ والأمرانِ
سَبَبُ التَّنَاوُلِ وَهُوَ يُوجِبُ لَذَّةً          أُخْرَى سوى مَا نَالَتِ العينانِ
فصلٌ في شرابِهم
 
6 شراب أهل الجنة
- الشيخ: رحمه الله، شرابُهم يلتحق يعني يتعلَّق بالبابِ السابقِ الأنهار، شرابهم من أنهارها، من الأنهار، الماء واللبن والعسل والعيون، يشربون من كأسٍ، (إنَّ الأبرارَ يشربون مِن كأسٍ كانَ مزاجُها كافوراً) (قواريرَ من فضةٍ قدروها تقديراً) (يشربون فيها كأساً) (ويُسقون فيها كأساً) هذا كلُّه في الشراب، (عيناً فيها تسمّى سلسبيلاً).
- القارئ:
يُسقونَ فِيهَا مِن رحيقٍ خَتمُهُ         بالمِسكِ أَوَّلُـهُ كَمثلِ الثَّانِي
مِنْ خمرةٍ لذَّتْ لشاربِهـا بِــلَا         غــولٍ وَلَا دَاءٍ وَلَا نُقْصَـانِ
وَالْخمرُ فِي الدُّنْيَا فَهَذَا وصفُهَا       تغتالُ عقلَ الشَّارِبِ السَّكْرَانِ
وَبهَا مِن الأدواءِ مَا هِـــيَ أَهلُهُ         وَيُخَافُ مِن عدمٍ لذِي الوجدانِ
فنفى لنا الرَّحْمَنُ أجمعَها عَـنِ         الْخمرِ الَّتِي فِـي جنَّةِ الْحَيَوَانِ

- الشيخ: ويخاف من عدمٍ..
- القارئ: لذي الوجدانِ
- الشيخ: يعني من عدم عقلهم يخافُ عليهم.
- القارئ: قالَ: تورثُهُ العدمَ والإملاقَ بعدَ الغنى واليسارِ
- الشيخ: صح يعني زين توجيه حسن، يعني المفتون بشربِ الخمرِ يمكن أن يؤول أمره إلى الفقر بسبب ما ينفقونه فيها.
- القارئ:
فنفى لنا الرَّحْمَنُ أجمعَها عَـنِ         الْخمرِ الَّتِي فِـي جنَّةِ الْحَيَـوَانِ
وشرابُهم مِـن سلسبيلٍ مَزْجُـهُ        الكافورُ ذاكَ شرابُ ذي الإحسانِ
هذا شرابُ أولي اليمينِ ولكـنِ        الأبرارُ مشربُهم شـرابٌ ثـانِ
يُدعى بتسنيمٍ سنـامُ شرابِهـم        شِرْبُ المُقـرَّبِ خيــرةُ الرَّحمــنِ
صفَّى المُقرَّبُ سعيَهُ فسطى لهُ        ذاكَ الشَّـرابُ فتلـكَ تصفيتانِ
لكنَّ أصحابَ اليميــنِ فأهــلُ        مزجٍ بالمُباحِ وليـسَ بالعصيـانِ
مُزِجَ الشَّرابُ لهم كما مزجُوهم        الأعمـالَ ذاكَ المـزجُ بالميـزانِ

- الشيخ: لا إله إلّا الله، لا إله إلّا الله، الله المستعان.
- القارئ:
هذا وذو التخليـطِ مُرْدٍ أمــرُهُ         والحكـمُ فيــهِ لربِّهِ الدَّيَّــانِ
فصلٌ: في مصرفِ طعامِهم وشرابِهم وهضمِهِ.
هذا وتصريفُ المآكـلِ منهـم            عرقٌ يفيضُ لهم مِن الأبدانِ
كروائحِ المِسكِ الَّذي ما فيهِ خلـ         ـطٌ غيرُهُ مِـن سائرِ الألــوانِ
فتعودُ هاتيكَ البطونُ ضوامـراً           تبغي الطعامَ على مدى الأزمانِ

- الشيخ: لا إله إلّا الله نسأل الله من فضله.
- القارئ:
لا غائطٌ فيها ولا بولٌ ولا         مخطٌ ولا بصقٌ مِن الإنسانِ
ولهم جُشاءٌ ريحُهُ مِسكٌ يكو     نُ بهِ تمامُ الهضمِ بالإحسانِ
هذا وهذا صحَّ عنهُ فواحـدٌ      في مسلمٍ ولأحمدَ الأثـــرانِ

- الشيخ: إلى هنا حسبُك
- القارئ: أحسن الله إليك.
 
 

معلومات عن السلسلة


  • حالة السلسلة :مكتملة
  • تاريخ إنشاء السلسلة :
  • تصنيف السلسلة :العقيدة