بسمِ الله الرَّحمنِ الرَّحيم
التَّعليق على كتاب (نونيّة ابن القيم – الكافية الشَّافية)
الدرس: الواحد والسّتون بعد المئة
*** *** ***
– القارئ: الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ، وصلَّى اللهُ وسلَّمَ وباركَ على نبيِّنا محمَّدٍ، وعلى آلِهِ وصحبِهِ أجمعينَ. أمَّا بعدُ؛ فقالَ ابنُ القيِّمِ رحمَه اللهُ تعالى:
فصلٌ في حالِ العدوِّ الثاني
– الشيخ: والعدو الأول وينو [أين هو]؟
– القارئ: العدو الأول الذي مرَّ معنا من قوله:
هَذَا وإنِّي بعدُ مُمْتَحَنٌ بأرْ بَعَةٍ وكلُّهم ذَوو أضغانِ
– الشيخ: أضافها إلى نفسه؟
– القارئ: إي، نعم أحسنَ الله إليك.
– الشيخ: هذا، طيب العدو الأول؟ النفس؟
– القارئ: فظٌّ غليظٌ جاهلٌ مُتَمْعْلِمٌ
– الشيخ: آه، نعم، طيب الثاني
– القارئ: قال رحمه الله:
فصلٌ في حالِ العدوّ الثاني
أو حاسدٌ قدْ باتَ يَغْلِي صدرُهُ
– الشيخ: قِدْرُه.
– القارئ: "صدره" أحسنَ الله إليك
– الشيخ: "قِدْرُهُ" الله يهديك، قِدرُه بالكسر، الجِدْر [القدر] تعرفَه، الجِدْر؟
– القارئ: إي، نعم
– الشيخ: خلاص
– القارئ:
أو حاسدٌ قدْ باتَ يغلي قِدْرُهُ بِعَدَاوتي كالمِرْجَلِ الـمَلآنِ
لو قلتُ هذا البحرُ قالَ مُكذِّبَاً هذا السَّرابُ يكونُ بالقِيعانِ
أو قلتُ هذي الشمسُ قالَ مُبَاهِتَاً الشمسُ لمْ تطلعْ إلى ذَا الآنِ
الحاشية السفلية
↑1 | بيانُ حال العدو الثَّاني وهو الحاسدُ المكابرُ - الشيخ: يُكابِر، يعني يُكابِر، حاسدٌ يُكابِرُ، يعني ما يقبلُ مِني كلاماً أبداً، رحمَه اللهُ، عجيب! - القارئ: أو قلتُ قالَ اللهُ قالَ رسولُهُ غضبَ الخبيثُ وجاءَ بالكِتْمَانِ أو حَرَّفَ القرآنَ عَن موضوعِهِ تحريفَ كذَّابٍ على القرآنِ صَالَ النصوصُ عليهِ فهو بِدفْعِها متوكِّلٌ بالدأْبِ والدَّيْدَانِ - الشيخ: والدَّيْدَان دَيْدَنٌ يعني: دائماً. - القارئ: فكلامُهُ في النَّصِّ عندَ خلافِهِ مِن بابِ دَفْعِ الصائلِ الطَّعْانِ فالقصدُ دفعُ النَّصِّ عَنْ مَدْلُولِهِ كَيْلَا يَصُولَ إذا التقى الزَّحفانِ فصلٌ: في حالِ العدو الثالثِ: والثالثُ الأعمى الـمُقَلِّدُ ذَيْنِكَ الر جلينِ قائدُ زمرةِ العُمْيانِ فاللَّعْنُ والتكفيرُ والتبديعُ والتـَّ ـضليلُ والتَّفْسِيقُ بالعدوانِ. |
---|---|
↑2 | بيانُ حال العدو الثَّالث وهو المقلّدُ الجاهلُ - الشيخ: يعني ما عندَه حُجَج ولا عندَه شيء، بس هو، سِبَابٌ، سِبَابٌ بس، هذا دأبُ المقلِّدِ الجاهلِ، أمَّا ذاكَ المتعالم يُجادِلُ. - القارئ: فإذا هُمُ سألُوهُ مُستَنَدَاً لَهُ قالَ اسمعُوا ما قالَهُ الرَّجُلانِ - الشيخ: يعني: مَنْ يَقتدي بهما. - القارئ: فصلٌ: في حالِ العدوِّ الرابع: هذا ورابِعُهُم وليسَ بكلبِهِمْ حاشَا الكلابَ الآكِلِي الأنْتَانِ - الشيخ: شوف استمدَّ، استمدَّ -سبحان الله- استمدَ مِن معنى أصحابِ الكهفِ، رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ [الكهف:22] - القارئ: هذا ورابِعُهُم وليسَ بكلبِهِم حاشَا الكلابَ الآكِلِي الأنْتَانِ خنزيرُ طَبْعٍ في خَليقةِ ناطقٍ مُتَسَوِّقٌ بالكِذْبِ والبُهْتَانِ |
↑3 | بيانُ حال العدو الرَّابع وهو المتسوّقُ بالكذبِ - الشيخ: لا، "متزوِّقٍ" يظهر - طالب: مُتَسَوّفٍ - الشيخ: مُتَسَوِّفٍ؟ - طالب: إي نعم - الشيخ: زاي ولا سين؟ - طالب: عندي أنا: "مُتَسَوِّقٌ" - الشيخ: عندك سين، إي يصبح، "مُتَسَوِّفٌ" مِن سوفَ، ويُحتمَلُ أنه مُتَزَوِّقٍ مُتَزَيِّنٍ، شوف عاد نشوف تحليل الهَرَّاس أيش يبي [يريد] يقول فيها. - طالب: ... يَتسَوَّلُ القومَ ويجري وراءهم كالكلب - الشيخ: مُتَسَوِّلٍ؟ - طالب: في الأصل: "مُتَسَوِّلٌ" وفي الشرح قال: "يَتسَوَّلُ" - الشيخ: هذا مَنْ يقولُ بالشرح؟ - طالب: الهراس - الشيخ: الهراس؟ لا هو ... ومناسِبٌ للكلب، اقرأ اقرأ أيش يقول؟ - القارئ: خِنْزِيرُ طَبْعٍ في خليقةِ ناطقٍ مُتَسِوِّقٌ بالكِذْبِ والبُهْتَانِ - الشيخ: والله ما أدري، كأنَّها تَزْويق، تَزْويق، حتى قولُ الشيخ ما هو بواضح مُتَسَوِّل، لأنَّهُ شَبَّهَهُ بالخِنْزِيرِ انتقلَ عِن الكلبِ، يقول: ما هو بكلبٍ، الكلابُ أحسنُ منه، نَزَّهَ الكلاب، الظاهرُ أنه مُتَزَوِّقٍ شوف بعض الشرَّاح. - القارئ: كأنَّهم الـمُثبتين المحققين ربطُوهَا بالبيتِ التالي لها. - الشيخ: سؤال يعني جعلوهُ مُتَسَوِّلٍ. - القارئ: مُتَسَوِّقٍ الذي يذهبُ إلى السوقِ، همْ ضبطوها: مُتَسَوِّقٍ. - الشيخ: إي كما قراتها أنت؟ - القارئ: إي نعم، ثم لما قال في البيت الذي بعده: كالكلبِ يَتْبَعُهُم يُمَشْمِشُ أعْظُمَاً يَرْمُونَها والقومُ لِلُّحْمَانِ قالوا: أنَّ هذا العدو الرابعُ يَتَّبِعُ الأعداءَ الثلاثةَ كما يَتَتَبَّعُ الكلبُ العظمَ، فهو يجري وراءَهُم عسى أنْ يصيبَ منهم عَظْمَاً يفرحُ بِهِ. - الشيخ: خلاص ما لنا شغل، هذا واضح البيت، الذي بعده، متسوِّقٌ بالكِذْبِ - القارئ: يَتفكَّهُونَ بها رخيصاً سِعرُهَا مَيْتَاً بلا عِوَضٍ ولا أثمانِ هو فَضْلةٌ في الناسِ لا عِلْمٌ ولا دينٌ ولا تمكينُ ذِي سلطانِ فإذا رأى شَرَّاً تَحَرَّكَ يَبْتَغِي ذِكْرَاً كمِثْلِ تَحَرُّكِ الثُّعبانِ لِيزولَ عنْه أذىَ الكَسادِ فيَنْفُقُ الـ ـكلبُ العَقورُ على قطيعِ الضَّانِ فبقاؤُهُ في النَّاسِ أعظمُ محنةً مِن عسكرٍ يُعزى إلى غازانِ هذي بضاعةُ ضاربٍ في الأرضِ يبـ ـغي تاجراً يَبتاعُ بالأثمانِ وجدَ التِجَارَ جميعُهم قدْ سافرُوا عَن هذهِ البُلدانِ والأوطانِ - الشيخ: وجد، أعد، واللهِ ابنُ القيم أقولُ: شعر، شعر، يُبدِعُ في التشبيهاتِ والتخيلاتِ البَديعة! أعد يجد التجار - القارئ: وجدَ التِجَارَ جميعُهم قدْ سافرُوا عَن هذهِ البُلدانِ والأوطانِ إلا الصَّعَافِقَةَ الذين تكلَّفُوا أنْ يَتْجُروا فينَا بلا أثمانِ - الشيخ: "الصَّعَافِقَةَ" أيش قال المحققين صَعْفَقَة؟ - القارئ: جمعُ صَعْفَقِيّ وصَعْفَق وصَعْفُوق بالفَتْحِ، وهمُ القومُ الذينَ يَشهدونَ السُّوقَ للتجارةِ بلا رأسِ مالٍ، فإذا اشتَرَى التُّجَّارُ شيئاً دخلُوا معَهم - الشيخ: عجيب! - القارئ: فهمُ الزَّبونُ لها فباللهِ ارحمُوا |
↑4 | هل الزَّبون كلمة عربيَّة؟ - الشيخ: واللهِ هذه كلمةٌ نادرةٌ عُرْفِيةٌ، "الزَّبون" ذي لا تكادُ تَمُرُّ في كلامِ العلماء، ما أذكرُ، لكنَّها عُرْفِية الآن، زبون هو المشتري والعميلُ زَبُون، عجيبة! أيش قالوا الزبون بعد؟ - القارئ: ما قالوا شيء - الشيخ: كأنَّها ما هي بعربية كأنَّها ما هي بعربية، الزبون، طيب أيش يقول فهم الزبون؟ - القارئ: فهمُ الزَّبونُ لها فباللهِ ارحمُوا مِن بيعةٍ مِن مُفْلِسٍ مِدْيَانِ - الشيخ: لا حول ولا قوة إلا بالله، مُفْلِسٍ مِدْيَانِ، مِدْيَانِ يعني: مَدْين. - القارئ: يا ربِّ فارزقْهَا بحقِّكَ تاجِرًا قدْ طافَ في الآفاقِ والبُلدانِ - الشيخ: كأنَّه يعني المنظومَة، كأنَّه يعني هذه القصيدة. - القارئ: ما كلُّ مَنْقُوشٍ لديهِ أصفرٍ ذَهَبَاً يراهُ خالصُ العِقْيانِ وكذا الزجاجُ ودُرَّةُ الغَوَّاصِ في تَمْييزِهِ مَا إنْ هُمَا مِثْلانِ - الشيخ: انتهى؟ - القارئ: انتهى ثم بعدها الفصل الأخيرُ بعدها. - الشيخ: ما شاء الله، خلّه بس [اتركه يكفي] خلّه نقرأه، لا إله إلا الله، طويل الأخير؟ - القارئ: خمسة وأربعون بيتا. - الشيخ: لا، خله ما شاء الله تقرأه.. الله يرحمه، لا إله إلا الله، سبحان الله. |