الرئيسية/شروحات الكتب/مختصر الصواعق المرسلة/(45) أنواع التوحيد الصحيحة والباطلة
file_downloadsharefile-pdf-ofile-word-o

(45) أنواع التوحيد الصحيحة والباطلة

بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ
التَّعليق على كتاب (مُـختصر الصَّواعقِ الـمُرسلة على الجهميَّة والـمُعطِّلة) للموصلي
الدّرس: الخامس والأربعون

***    ***    ***
 
– القارئ: أحسنَ اللهُ إليكم، شيخ في الدرس الماضي كان هناك إيهام في عبارة المختصر
– الشيخ: طيب تفضل جزاك الله خير.
– القارئ: ووضحت في الأصلِ، قالَ في المختصرِ: فَسَمَّوْا أَعْظَمَ التَّعْطِيلِ بِأَحْسَنِ الْأَسْمَاءِ، وَهُوَ التَّوْحِيدُ.
– الشيخ: هذا المختصر؟
– القارئ: هذا المختصر
– الشيخ: زين
– القارئ: وَسَمَّوْا أَصَحَّ الْأَشْيَاءِ وَأَحَقَّهَا بِالثُّبُوتِ، وَهُوَ صِفَاتُ الرَّبِّ، بِأَقْبَحِ الْأَسْمَاءِ، وَهُوَ التَّرْكِيبُ وَالتَّأْلِيفُ، فَتَوَلَّدَ مِنْ بَيْنِ هَذِهِ التَّسْمِيَةِ الصَّحِيحَةِ لِلْمَعْنَى الْبَاطِلِ جَحْدُ حَقَائِقِ
– الشيخ: هذي هي هذي موضع
– القارئ: نعم هذه هو أحسن الله إليك، قال: فَتَوَلَّدَ مِنْ بَيْنِ هَذِهِ التَّسْمِيَةِ الصَّحِيحَةِ لِلْمَعْنَى الْبَاطِلِ جَحْدُ حَقَائِقِ أَسْمَاءِ الرَّبِّ وَصِفَاتِهِ.
– الشيخ: حنا [نحن] قلنا التسمية .. قبيحة.
– القارئ: نعم، أحسن الله إليكم، في الأصل قال: فَتَوَلَّدَ مِنْ بَيْنِ هَذِهِ التَّسْمِيَةِ المنكرةِ لِلْمَعْنَى الصحيحِ
– الشيخ: بس يعني.
– القارئ: وتلكَ التسميةِ الصحيحةِ للمعنى الباطلِ جَحْدُ حَقَائِقِ أَسْمَاءِ الرَّبِّ وَصِفَاتِهِ
– الشيخ: مرة ثانية
– القارئ: فتَوَلَّدَ مِنْ بَيْنِ هَذِهِ التَّسْمِيَةِ المنكرةِ لِلْمَعْنَى الصحيحِ وتلكَ التسميةِ
– الشيخ: التسمية أيش؟
– القارئ: كأنه وضع مقارنة أحسن الله إليكم، قال: فتَوَلَّدَ مِنْ بَيْنِ هَذِهِ التَّسْمِيَةِ المنكرةِ لِلْمَعْنَى الصحيحِ وتلكَ التسميةِ الصحيحةِ للمعنى الباطلِ جَحْدُ حَقَائِقِ أَسْمَاءِ الرَّبِّ وَصِفَاتِهِ.
– الشيخ: هذا في الأصل؟
– القارئ: نعم، أحسن الله إليك.
– الشيخ: يعني إذاً، إذاً المختصر أقرب؟
– القارئ: المختصر حذف العبارة الأولى "التَّسْمِيَةِ المنكرةِ لِلْمَعْنَى الْصحيح" وفي الأصل وضع العبارتين.
– الشيخ: يعني حتى الأصل فيه تشويش، فتولَّد..
– القارئ: في الأصل: فتَوَلَّدَ مِنْ بَيْنِ هَذِهِ التَّسْمِيَةِ المنكرةِ لِلْمَعْنَى الْصحيح
– الشيخ: سمَّوا المعنى الصحيح -الذي يعني هو توحيدُ اللهِ وإثباتُ صفاتِهِ- سمَّوهُ تركيباً، هذهِ التسميةُ منكرةٌ، سمَّوا الحقَّ بما تَنْفُرُ عنه الناسُ، سمَّوا التوحيدَ توحيدَ الأسماءِ والصفاتِ أو إثبات الأسماءِ والصفاتِ سَمَّوهُ تسميةً منكرةً حيثُ سَمَّوهُ تركيباً وتجسيماً، وما إلى ذلك.

– القارئ: وتلكَ التسميةُ الصحيحةُ للمعنى الباطلِ جَحْدُ حَقَائِقِ أَسْمَاءِ
– الشيخ: المعنى الباطلُ ما سمَّوهُ تسميةً صحيحةً، سمَّوا المعنى الباطلَ أيضاً بتسميةٍ منكرةٍ، يعني تسميةُ الباطلِ بالاسمِ الحسنِ هذا منكرٌ، وتسميةُ الحقِّ بالاسمِ القبيحِ منكرٌ، فهم يعني تولَّدَ من تسميةِ الحقِّ بالتسميةِ المنكرةِ، وتسميةِ الباطلِ كذلك بالتسميةِ المنكرةِ؛ لأنَّ تسميةَ الحقِّ بالاسمِ القبيحِ الـمُنَفِّرِ هذا منكرٌ، وتسميةُ الباطلِ بالاسمِ الذي يعني يُعَبِّرُ عن صحتِهِ هي تسميةٌ منكرةٌ، يعني فالفرقُ بس [فقط]كلمة "الصحيحة.."؟
– القارئ: نعم، أحسن الله إليك.
– الشيخ: في الأصلِ بدل الصحيحة شيء والا بس [أم فقط] حذف؟
– القارئ: لا، فقط حذف.
– الشيخ: المعنى هذا واضح إن شاء الله، نعم بعده.
 
– القارئ: أحسن الله إليكم، بسمِ اللهِ الرحمنِ الرحيمِ، الحمدُ للهِ، والصلاةُ والسلامُ على رسولِ اللهِ، قالَ المؤلفُ غفرَ اللهُ لنا وله:
وَقَالَتِ الْجَهْمِيَّةُ: نَحْنُ نُثْبِتُ قَدِيمًا وَاحِدًا، وَمُثْبِتُو الصِّفَاتِ يُثْبِتُونَ عِدَّةَ قُدَمَاءَ

– الشيخ: هذهِ شبهةٌ من شُبَهِ يعني الجهميَّةِ، يَدخلُ في هذا الاسم المعتزلة، يعني أحياناً يُقالُ الجهميَّةُ والمعتزلةُ ويُفَرَّقُ بينهما، وأحياناً يُعَبَّرُ بالجهميَّةِ عنهم، عنهم جميعاً، ففي بابِ الصفاتِ يعني في الجملةِ المعتزلة جهميَّة، وهذه شُبَّهةُ المعتزلة، شُبْهَتُهُمْ في نفيِّ الصفاتِ يقولونَ: إنَّ إثباتَ الصفاتِ يستلزمُ القدماء، والقِدَمُ هو أخصُّ أوصافِ الإلهِ، إذاً يُفضي إلى تعددِ الإلهِ؛ لأنَّه كلُّ قديم هو إلهٌ، فإثباتُ الصفاتِ، والمفروضُ أنْ تكونَ قديمةً والقِدَمُ أخصُّ أوصافِ الإلهِ، فَيَلزمُ من إثباتِ الصفاتِ تَعَدُّدُ القدماءِ، وبذلكَ يتعدد، تتعددُ الآلهة، نعم، هذه شبهةُ المعتزلةِ، أو واحدةٌ من شُبَهِ المعتزلةِ، نعم بعده.
 
 – القارئ: قَالَ: وَالنَّصَارَى أَثْبَتُوا ثَلَاثَةَ قُدَمَاءَ مَعَ اللَّهِ تَعَالَى فَكَفَّرَهُمْ، فَكَيْفَ مَنْ أَثْبَتَ سَبْعَةَ قُدَمَاءَ أَوْ أَكْثَرَ؟
– الشيخ: هذا الكلامُ مُوَجَّهٌ من المعتزلةِ إلى مَنْ؟ إلى الأشاعرةِ؛ لأنَّ في خصومة بين المعتزلةِ وبينَ الأشاعرةِ، الأشاعرةُ خيرٌ منهم؛ لأنَّهم أثبتوا في الجملةِ، أثبتوا الصفاتِ؛ ولهذا يُلَقَّبُونَ بالصفاتيَّةِ، إذا يعني قرأتَ الصفاتيَّة فهم الأشاعرةُ، والكُلَّابيّةُ؛ لأنَّهمْ يُثبتونَ الصفاتِ في الجملةِ.
 
– القارئ: فَانْظُرْ إِلَى هَذَا التَّدْلِيسِ وَالتَّلْبِيسِ الَّذِي يُوهِمُ السَّامِعَ أَنَّهُمْ أَثْبَتُوا قُدَمَاءَ مَعَ اللَّهِ تَعَالَى وإِنَّمَا أَثْبَتُوا قَدِيمًا وَاحِدًا بِصِفَاتِهِ، وَصِفَاتُهُ دَاخِلَةٌ فِي مُسَمَّى اسْمِهِ، كَمَا أَنَّهُمْ إِنَّمَا أَثْبَتُوا إِلَهًا وَاحِدًا، وَلَمْ يَجْعَلُوا كُلَّ صِفَةٍ مِنْ صِفَاتِهِ إِلَهًا، بَلْ هُوَ الْإِلَهُ الْوَاحِدُ بِجَمِيعِ أَسْمَائِهِ وَصِفَاتِهِ، وَهَذَا بِعَيْنِهِ مُتَلَقًّى مِنْ عُبَّادِ الْأَصْنَامِ الْمُشْرِكِينَ بِاللَّهِ تَعَالَى الْمُكَذِّبِينَ لِرَسُولِهِ -صلى الله عليه وسلم- حَيْثُ قَالُوا: يَدْعُو مُحَمَّدٌ إِلَى إِلَهٍ وَاحِدٍ، ثُمَّ يَقُولُ: يَا اللَّهُ يَا سَمِيعُ يَا بَصِيرُ، فَيَدْعُو آلِهَةً مُتَعَدِّدَةً.
– الشيخ: ثم يقولُ: يا الله يا رحمنُ هذا هو إلي جاء بالروايات، لأن، ولهذا جاءَ في القرآن: قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى [الإسراء: 110].
 
– القارئ: فَأَنْزَلَ اللَّهُ عز وجل: قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى [الإسراء: 110]، فَأَيُّ اسْمٍ دَعَوْتُمُوهُ بِهِ فَإِنَّمَا دَعَوْتُمُ الْمُسَمَّى بِذَلِكَ الِاسْمِ، فَأَخْبَرَ سُبْحَانَهُ أَنَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ، وَإِنْ تَعَدَّدَتْ أَسْمَاؤُهُ الْحُسْنَى الْمُشْتَقَّةُ مِنْ صِفَاتِهِ، وَلِهَذَا كَانَتْ حُسْنَى، وَإِلَّا فَلَوْ كَانَتْ كَمَا يَقُولُ الْجَاحِدُونَ لِكَمَالِهِ: أَسْمَاءٌ مَحْضَةٌ فَارِغَةٌ مِنَ الْمَعَانِي.
– الشيخ: هذا قولُ المعتزلة، مشهورٌ أنَّهم ُيثبتونَ الأسماءَ فقط، ما يثبتونَ الصفاتِ، وبناءً على هذا يقولون: نعم إنَّه عليمٌ، نعم، وسميعٌ وبصيرٌ وقديرٌ وحيٌّ، يُثبتونَ الأسماءَ، لكن لا يثبتونَ العِلمَ والسَّمعَ والبصرَ والكلامَ، بل منهم مَنْ يُصَرِّحُ، يعني منهم من يقولُ: هذهِ أسماءٌ هي أعلامٌ محضةٌ، أعلامٌ محضةٌ، يعني أعلامٌ يعني لا تدلُّ على معانٍ لا تدلُّ على صفاتٍ.
فالآنَ من اسمهُ حافظٌ وهو ما يحفظُ شيئاً، هذا الاسمُ عَلَمٌ والا صفةٌ والا أيش؟ عَلَمٌ فقط، لكن إذا وافقَ وصارَ هذا المولودُ سمَّاهُ أبوهُ حافظ ثم صار يحفظُ نقولُ له: يا حافظ هذا يحفظُ، يكون الاسم عَلَمَاً وصفةً، فهمْ يجعلونَ أسماءَ اللهِ أعلاماً مَحضةً، نعم بعده.
 
– القارئ: وَإِلَّا فَلَوْ كَانَتْ كَمَا يَقُولُ الْجَاحِدُونَ لِكَمَالِهِ: أَسْمَاءٌ مَحْضَةٌ فَارِغَةٌ مِنَ الْمَعَانِي لَيْسَ لَهَا حَقَائِقُ لَمْ تَكُنْ حُسْنَى.
– الشيخ: صحيح، إنَّما يكونُ الاسمُ حَسَنَاً بما يدلُّ عليه من المعنى الحسن.
– القارئ: وَلَكَانَتْ أَسْمَاءُ الْمَوْصُوفِينَ بِالصِّفَاتِ وَالْأَفْعَالِ أَحْسَنَ مِنْهَا. فَدَلَّتِ الْآيَةُ عَلَى تَوْحِيدِ الذَّاتِ وَكَثْرَةِ النُّعُوتِ وَالصِّفَاتِ. وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُ هَؤُلَاءِ: أَخَصُّ صِفَاتِ الْإِلَهِ: الْقَدِيمُ، فَإِذَا أَثْبَتُّمْ لَهُ
– الشيخ: أَخَصُّ صِفَاتِ اللهِ، المناسبُ "القِدَم" لكن لا مانع، قريب، نعم.
– القارئ: وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُ هَؤُلَاءِ: أَخَصُّ صِفَاتِ الْإِلَهِ: الْقَدِيمُ، فَإِذَا
– الشيخ: كأنها "القِدَم" أحسن.
– القارئ: أَخَصُّ صِفَاتِ الْإِلَهِ: الْقِدَمُ، فَإِذَا أَثْبَتُّمْ لَهُ صِفَاتٍ قَدِيمَةً لَزِمَ أَنْ تَكُونَ آلِهَةً قَدِيمَةً، وَلَا يَكُونُ الْإِلَهُ وَاحِدًا.
– الشيخ: هذا هو، هو معنى ما تقدَّمَ.
– القارئ: فَيُقَالُ لِهَؤُلَاءِ الْمُدَلِّسِينَ الْمُلْبِسِينَ عَلَى أَمْثَالِهِمْ مِنْ أَشْبَاهِ الْأَنْعَامِ: الْمَحْذُورُ الَّذِي نَفَاهُ الْعَقْلُ وَالشَّرْعُ وَالْفِطْرَةُ، وَأَجْمَعَتِ الْأَنْبِيَاءُ عَلَى بُطْلَانِهِ: أَنْ يَكُونَ مَعَ اللَّهِ آلِهَةٌ أُخْرَى، لا أَنْ يَكُونَ إِلَهُ الْعَالَمِينَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ حَيًّا قَيُّومًا سَمِيعًا بَصِيرًا مُتَكَلِّمًا آمِرًا نَاهِيًا فَوْقَ عَرْشِهِ، لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى وَالصِّفَاتُ الْعُلَى، فَلَمْ يَنْفِ الْعَقْلُ وَالشَّرْعُ وَالْفِطْرَةُ أَنْ يَكُونَ لِلْإِلَهِ الْوَاحِدِ صِفَاتُ كَمَالٍ يَخْتَصُّ بِهَا لِذَاتِهِ.
وَاعْلَمْ أَنَّ لَفْظَ الْجِسْمِ لَمْ يَنْطِقْ بِهِ الْوَحْيُ إِثْبَاتًا فَيَكُونُ لَهُ إِثْبَاتُ، وَلَا نَفْيًا فَيَكُونُ لَهُ إلغاءُ النَّفْي، فَمَنْ

– الشيخ: إي، المعنى صحيحٌ وواضحٌ بس [لكن] كأنَّهُ العبارة ما هي..
– طالب: عندنا وَلَا نَفْيًا فَيَكُونُ لَهُ النَّفْيُ
– الشيخ: كأنَّ هذه أزين، نعم.
 
– القارئ: وَلَا نَفْيًا فَيَكُونُ لَهُ النَّفْي فَمَنْ أَطْلَقَهُ نَفْيًا أَوْ إِثْبَاتًا سُئِلَ عَمَّا أَرَادَ بِهِ.
– الشيخ: يعني لفظُ الجسمِ في حقِّ اللهِ من الألفاظِ الْمُجْمَلَةِ، يعني الألفاظُ المحتمِلةُ لأكثرِ من معنى، لأنَّ لفظَ الجسمِ في اصطلاحِ المتكلمينَ له معانٍ وله معنىً في اللغةِ.
فإذا قالَ لنا قائلٌ: اللهُ جسمٌ، ما نقولُ له: لا، لا، اللهُ ليسَ بجسمٍ، ولا نقولُ: صح، نقولُ له: ما تريدُ بلفظِ الجسمِ؟ أيش معنى لفظ الجسم عندكَ في قولكَ: اللهُ جسمٌ؟ يقول: الجسمُ معناهُ الموجودُ، نقولُ: نعم، إذا كان هذا معناهُ، الجسمُ هو القائمُ بنفسهِ، نقولُ: نعم هذا صحيحٌ، اللهُ قائمٌ بنفسِهِ، موجودٌ، قائمٌ بنفسِهِ، إذا قالَ: الجسمُ هو الذي تقومُ به الصفاتُ، نقولُ: نعم صحيحٌ، هذه معانٍ صحيحة، لا إله إلا الله.
فإذا قالَ: الجسمُ هو الْمُركَّبُ مِنْ كذا وكذا من الجواهرِ الْمُفردةِ، أو الْمُركَّبُ من المادةِ والصورةِ، أو الجسمُ هو القابلُ يعني للتجزؤِ، نقولُ: هذهِ معانٍ باطلةٌ، اللهُ ليسَ بجسمٍ بهذهِ المعاني.
 
– القارئ: قال: فَإِنْ قَالَ: أَرَدْتُ بِالْجِسْمِ مَعْنَاهُ فِي لُغَةِ الْعَرَبِ وَهُوَ الْبَدَنُ الْكَثِيفُ الَّذِي لَا يُسَمَّى جِسْمٌ سِوَاهُ، فَلَا يُقَالُ لِلْهَوَاء جِسْمٌ لُغَةً وَلَا لِلنَّارِ وَلَا لِلْمَاءِ، فَهَذِهِ اللُّغَةُ وَكُتُبُهَا بَيْنَ أَظْهُرِنَا، فَهَذَا الْمَعْنَى مَنْفِيٌّ عَنِ اللَّهِ عَقْلًا وَسَمْعًا، وَإِنْ أَرَدْتُمْ بِهِ الْمُرَكَّبَ مِنَ الْمَادَّةِ وَالصُّورَةِ، وَالْمُرَكَّبَ مِنَ الْجَوَهِرِ الْفْرَدِ، فَهَذَا مَنْفِيٌّ عَنِ اللَّهِ قَطْعًا، وَالصَّوَابُ نَفْيُهُ عَنِ الْمُمْكِنَاتِ أَيْضًا، فَلَيْسَ الجسم الْمَخْلُوقُ مُرَكَّبًا مِنْ هَذَا وَلَا مِنْ هَذَا، وَإِنْ أَرَدْتُمْ بِالْجِسْمِ مَا يُوَصَفُ بِالصِّفَاتِ وَيُرَى بِالْأَبْصَارِ وَيَتَكَلَّمُ وَيُكَلَّمُ وَيَسْمَعُ وَيُبْصِرُ وَيَرْضَى وَيَغْضَبُ، فَهَذِهِ الْمَعَانِي ثَابِتَةٌ للربِّ تَعَالَى وَهُوَ مَوْصُوفٌ بِهَا، فَلَا نَنْفِيهَا عَنْهُ.
– الشيخ: إذا قالوا: الجسمُ، يعني تارةً يكونُ الخطابُ مع من يقولُ: اللهُ جسمٌ، وتارةً مع من يقولُ: اللهُ ليسَ بجسمٍ، فما كانَ الـمُثْبِتُ فيه مُحِقَّاً يكونُ النافي مُبْطِلاً، وما كانَ الـمُثْبِتُ فيه مُبْطِلاً يكونُ النافي لهُ، النافي له مُحِقَّاً.
 
– القارئ: قال: فَهَذِهِ الْمَعَانِي ثَابِتَةٌ للرب تَعَالَى وَهُوَ مَوْصُوفٌ بِهَا، فَلَا نَنْفِيهَا عَنْهُ بِتَسْمِيَتِكُمْ لِلْمَوْصُوفِ بِهَا جِسْمًا، كَمَا أَنَّا لَا نَسُبُّ الصَّحَابَةَ لِأَجْلِ تَسْمِيَةِ الرَّوَافِضِ لِمَنْ يُحِبُّهُمْ وَيُوَالِيهِمْ نَوَاصِبَ، وَلَا نَنْفِي قَدَرَ الرَّبِّ وَنُكَذِّبُ بِهِ لِأَجْلِ تَسْمِيَةِ الْقَدَرِيَّةِ لِمَنْ أَثْبَتَهُ جَبْرِيًّا، وَلَا نرَدُّ مَا أَخْبَرَ بِهِ الصَّادِقُ عَنِ اللَّهِ وَأَسْمَائِهِ وَصِفَاتِهِ وأفعاله لِتَسْمِيَةِ أَعْدَاءِ الْحَدِيثِ لَنَا حَشْوِيَّةً، وَلَا نَجْحَدُ صِفَاتِ خَالِقِنَا وَعُلُوَّهُ عَلَى خَلْقِهِ وَاسْتِوَاءَهُ عَلَى عَرْشِهِ لِتَسْمِيَةِ الْفِرْعَوْنِيَّةِ الْمُعَطِّلَةِ لِمَنْ أَثْبَتَ ذَلِكَ مُجَسِّمًا مُشَبِّهًا:
فَإِنْ كَانَ تَجْسِيمًا ثُبُوتُ اسْتِوَائِهِ    عَلَى عَرْشِهِ إِنِّي إِذًا لِمُجَسِّمُ
وَإِنْ كَانَ تَشْبِيهًا ثُبُوتُ صِفَاتِهِ    فَمِنْ ذَلِكَ التَّشْبِيهِ لَا أَتَكَتَّمُ
وَإِنْ كَانَ تَنْزِيهًا جُحُودُ اسْتِوَائِهِ    وَأَوْصَافِهِ أَوْ كَوْنِهِ يَتَكَلَّمُ
فَمِنْ ذَلِكَ التَّنْزِيهِ نَزَّهْتُ رَبَّنَا      بِتَوْفِيقِهِ وَاللَّهُ أَعْلَى وَأَعْلمُ

– الشيخ: أيش [ماذا] قالَ المعلَّق على الأبيات؟
– القارئ: قالَ: لعلَّ هذهِ الأبياتِ لابنِ القيمِ رحمه الله.
– الشيخ: أي من القصيدةِ الشهيرةِ الميمية، قصيدةٌ طويلةٌ ميميةٌ هكذا "فَحَيَّ عَلَى جَنَّاتِ عَدْنٍ فَإِنَّهَا   مَنَازِلُكَ الْأُولَى وَفِيهَا الْمُخَيَّمُ"
وخَتَمَها بقوله: "فَإِنْ كُنْت تَدْرِي فَتِلْكَ مُصِيبَةٌ   وَإِنْ كُنْت تَدْرِي فَالْمُصِيبَةُ أَعْظَمُ"
نعم بعده.
 
– القارئ: قال: وَرَحْمَةُ اللَّهِ عَلَى الشَّافِعِيِّ حَيْثُ فَتَحَ لِلنَّاسِ هَذَا الْبَابَ فِي قَوْلِهِ:
يَا رَاكِبًا قِفْ بِالْمُحَصَّبِ مِنْ مِنًى   وَاهْتِفْ بِقَاعِدِ خَيْفِهَا وَالنَّاهِضِ
إِنْ كَانَ رَفْضًا حُبُّ آلِ مُحَمَّدٍ        فَلْيَشْهَدِ الثَّقَلَانِ أَنِّي رَافِضِي
وَهَذَا كُلُّهُ كَأَنَّهُ مَأْخُوذٌ مِنْ قَوْلِ الشَّاعِرِ الْأَوَّلِ:
وَعَيَّرَنِي الْوَاشُونَ أَنِّي أُحِبُّهَا      وَذَلِكَ ذَنْبٌ لَسْتُ مِنْهُ أَتُوبُ
وَإِنْ أَرَدْتُمْ بِالْجِسْمِ مَا يُشَارُ إِلَيْهِ إِشَارَةً حِسِّيَّةً فَقَدْ أَشَارَ أَعْرَفُ الْخَلْقِ بِهِ بِأُصْبُعِهِ رَافِعًا بِهَا إِلَى السَّمَاءِ بِمَشْهَدِ الْجَمْعِ الْأَعْظَمِ مُسْتَشْهِدًا لَهُ، لَا لِلْقِبْلَةِ، وَإِنْ أَرَدْتُمْ بِالْجِسْمِ مَا يُقَالُ: أَيْنَ هُوَ؟ فَقَدْ سَأَلَ أَعْلَمُ الْخَلْقِ بِهِ عنه بِأَيْنَ، مُنَبِّهًا عَلَى عُلُوِّهِ عَلَى عَرْشِهِ، وَسَمِعَ السُّؤَالَ بِأَيْنَ، وَأَجَابَ عَنْهُ، وَلَمْ يَقُلْ: هَذَا السُّؤَالُ إِنَّمَا يَكُونُ عَنِ الْجِسْمِ، وَإِنْ أَرَدْتُمْ بِالْجِسْمِ مَا يَلْحَقُهُ مِنْ، وَإِلَى، فَقَدْ نَزَلَ جِبْرِيلُ مِنْ عِنْدِهِ، وَعَرَجَ بِرَسُولِهِ إِلَيْهِ، وَإِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ، وَعَبْدُهُ الْمَسِيحُ رُفِعَ إِلَيْهِ.
وَإِنْ أَرَدْتُمْ بِالْجِسْمِ مَا يَتَمَيَّزُ مِنْهُ أَمْرٌ غَيْرُ أَمْرٍ، فَهُوَ سُبْحَانُهُ مَوْصُوفٌ بِصِفَاتِ الْكَمَالِ، جَمِيعها، مِنَ السَّمْعِ وَالْبَصَرِ وَالْعِلْمِ وَالْقُدْرَةِ وَالْحَيَاةِ، وَهَذِهِ صِفَاتٌ مُتَمَيِّزَةٌ مُتَغَايِرَةٌ، وَمَنْ قَالَ: إِنَّهَا صِفَةٌ وَاحِدَةٌ فَهُوَ بِالْمَجَانِينِ أَشْبَهَ مِنْهُ بِالْعُقَلَاءِ، وَقَدْ قَالَ أَعْلَمُ الْخَلْقِ بِهِ.

– الشيخ: بعضُ المـُعطلةِ والأصلُ للفلاسفةِ يجعلونَ الصفةَ، هذهِ الصفة هي الموصوف، لا، هذهِ الصفةُ هي الصفةُ الأخرى، ويجعلونَ الصفةَ هي الموصوفُ، يعني يقولونَ بالوَحدةِ بالاتحادِ، يعني العِلْمُ هو القدرةُ، والقدرةُ هي الإرادةُ، والإرادةُ مثلاً هي الحياةُ، ويجعلونَ الحياةَ هي الحيَّ.
وهذا ذكرهُ شيخ الإسلام نقله في كتبِهِ الكبيرةِ والصغيرِة ومنها التدمريَّة، ذَكرَ هذا عنهم -يعني قولهم بالاتحادِ بين الصفةِ- فمنهمْ من يجعلُ الصفةَ هي الموصوف، ويجعلُ هذه الصفة هي الصفة الأخرى جَحْدَاً للعلومِ الضرورياتِ.
 
– القارئ: قالَ: وَمَنْ قَالَ: إِنَّهَا صِفَةٌ وَاحِدَةٌ فَهُوَ بِالْمَجَانِينِ أَشْبَهَ مِنْهُ بِالْعُقَلَاءِ
– الشيخ: نعم صحيح.
– القارئ: وَقَدْ قَالَ أَعْلَمُ الْخَلْقِ بِهِ: "أَعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ، وَأَعُوذُ بِعَفْوِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْكَ" وَالْمُسْتَعَاذُ بِهِ غَيْرُ الْمُسْتَعَاذِ مِنْهُ
– الشيخ: صحيح.
– القارئ: وَأَمَّا اسْتِعَاذَتُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِهِ مِنْهُ فَبِاعْتِبَارَيْنِ مُخْتَلِفِينَ، فَإِنَّ الصِّفَةَ الْمُسْتَعَاذَ بِهَا وَالصِّفَةَ الْمُسْتَعَاذَ مِنْهَا صِفَتَانِ لِمَوْصُوفٍ وَاحِدٍ وَرَبٍّ وَاحِدٍ.
– الشيخ: مثلُ الرضى والسَّخَطِ، يعني كلمةُ "وَأَعُوذُ بِكَ مِنْكَ" فيها إجمالٌ لما قبلها، يعني الأولُ فيه رضىً وسخطٌ، وعفوٌ وعقوبةٌ، وفي الجملةِ الثالثةِ إجمالٌ للجميعِ "أَعُوذُ بِكَ مِنْكَ" فيعوذُ بهِ، يعوذُ باللهِ، بعزَّتِهِ وقدرتِهِ ورحمتِهِ مّما يُضَادُّ ذلكَ من صفاتِهِ، فهذا الأمرُ، يعني فالأمرُ الْمُستَعَاذُ بهِ والْمُستَعَاذُ منهُ راجعانِ إلى اللهِ سبحانه وتعالى، فالجملتانِ الأوليانِ مفسرتانِ للجملةِ الثالثة، والجملةُ الثالثةُ فيهما إجمالٌ للجملتينِ قبلهما وما أشبهها "وَأَعُوذُ بِكَ مِنْكَ".
ولعلَّهُ يُقربِهُ ويُفسِّرهُ: "لَا مَلْجَأَ وَلَا مَنْجَى مِنْكَ إِلَّا إِلَيْكَ"، فالخائفُ من اللهِ يَفِرُّ إلى مَن؟ يَفِرُّ إليه سبحانه، يسألُهُ، يَفِرُّ مِن عذابِهِ، يَفِرُّ مِن سَخَطِهِ، يَفِرُّ مِن بأسِهِ، يَفِرُّ إليه، إلى مغفرتِهِ ورحمتِهِ وعفوِهِ، نعم، "لَا مَلْجَأَ وَلَا مَنْجَى مِنْكَ إِلَّا إِلَيْكَ".
 
– القارئ: فَالْمُسْتَعِيذُ بِإِحْدَى الصِّفَتَيْنِ مِنَ الْأُخْرَى مُسْتَعِيذٌ بِالْمَوْصُوفِ بِهِمَا مِنْهُ.
وَإِنْ أَرَدْتُمْ بِالْجِسْمِ مَا له وجهٌ ويدانِ وسمعٌ وبصرٌ فنحنُ نؤمنُ بوجهِ ربِّنا الأعلى وبيديهِ وبسمعِهِ وبصرِهِ، وغيرِ ذلكَ من صفاتِ ربِّنا التي أطلقَهَا على نفسِهِ.
وَإِنْ أَرَدْتُمْ بِالْجِسْمِ مَا يَكُونُ فَوْقَ غَيْرِهِ وَمُسْتَوِيًا عَلَى غَيْرِهِ، فَهُوَ سُبْحَانَهُ فَوْقَ عِبَادِهِ مُسْتَوٍ عَلَى عَرْشِهِ، كَذَلِكَ إِنْ أَرَدْتُمْ بالتَّشْبِيهِ وَالتَّرْكِيبِ هَذِهِ الْمَعَانِيَ الَّتِي دَلَّ عَلَيْهَا الْوَحْيُ وَالْعَقْلُ، فَنَفْيُكُمْ لَهَا بِهَذِهِ الْأَلْقَابِ الْمُنْكَرَةِ خَطَأٌ فِي اللَّفْظِ وَالْمَعْنَى، وَجِنَايَةٌ عَلَى أَلْفَاظِ الْوَحْيِ، أَمَّا الْخَطَأُ اللَّفْظِيُّ فَتَسْمِيَتُكُمُ الْمَوْصُوفَ بِذَلِكَ جِسْمًا مُرَكَّبًا مُؤَلَّفًا مُشَبَّهًا بِغَيْرِهِ، وَتَسْمِيَتُكُمْ هَذِهِ الصِّفَاتِ تَجْسِيمًا وتَرْكِيبًا وَتَشْبِيهًا، فَكَذَبْتُمْ عَلَى الْقُرْآنِ وَعَلَى الرَّسُولِ وَعَلَى اللُّغَةِ، وَوَضَعْتُمْ لِصِفَاتِهِ أَلْفَاظًا مِنْكُمْ بَدِأتْ وَإِلَيْكُمْ تَعُودُ، وَأَمَّا خَطَؤُكُمْ فِي الْمَعْنَى فَنَفْيُكُمْ وَتَعْطِيُلُكُمْ لِصِفَاتِ كَمَالِهِ بِوَاسِطَةِ هَذِهِ التَّسْمِيَةِ وَالْأَلْقَابِ، فَنَفَيْتُمُ الْمَعْنَى الْحَقَّ وَسَمَّيْتُمُوهُ بِالِاسْمِ الْمُنْكَرِ، وَكُنْتُمْ فِي ذَلِكَ بِمَنْزِلَةِ مَنْ سَمِعَ في الْعَسَلِ شِفَاءٌ وَلَمْ يَرَهُ فَسَأَلَ عَنْهُ، فَقِيلَ لَهُ: مَائِعٌ رَقِيقٌ أَصْفَرٌ يُشْبِهُ الْعَذِرَةَ، تَتَقَيَّؤُهُ الزَّنَابِيرُ، وَمَنْ لَمْ يَعْرِفِ الْعَسَلَ يَنْفِرُ عَنْهُ بِهَذَا التَّعْرِيفِ، وَمَنْ عَرَفَهُ وَذَاقَهُ لَمْ يَزِدْهُ هَذَا التَّعْرِيفُ عِنْدَهُ إِلَّا مَحَبَّةً لَهُ وَرَغْبَةً فِيهِ، وَلِلَّهِ دَرُّ الْقَائِلِ:
تَقُولُ هَذَا جَنَا النَّحْلِ تَمْدَحُهُ         وَإِنْ تَشَأْ قُلْتَ ذَا قَيْءُ الزَّنَابِيرِ
مَدْحًا وَذَمًّا وَمَا جَاوَزْتَ وَصْفَهُمَا    وَالْحَقُّ قَدْ يَعْتَرِيهِ سُوءُ تَعْبِيرِ
وَأَشَدُّ مَا جَادَلَ أَعْدَاءُ الرَّسُولِ -صلى الله عليه وسلم- فِي التَّنْفِيرِ عَنْهُ سُوءُ التَّعْبِيرِ عَمَّا جَاءَ بِهِ، وَضَرْبُ الْأَمْثَلةِ الْقَبِيحَةِ لَهُ، وَالتَّعْبِيرُ عَنْ تِلْكَ الْمَعَانِي الَّتِي لا أَحْسَنَ مِنْهَا بِأَلْفَاظٍ مُنْكَرَةٍ أَلْقَوْهَا فِي مَسَامِعِ الْمُغْتَرِّينَ الْمَخْدُوعِينَ، فَوَصَلَتْ إِلَى قُلُوبِهِمْ فَنَفَرَتْ عَنْهُ، وَأَكْثَرُ الْعُقُولِ كَمَا عَهِدْتُ.

– الشيخ: أعداءُ الرسلِ سمَّوهُم، سمَّوا النَّبيَّ شاعرٌ ومجنونٌ وكاهنٌ، ولا تزالُ هذا المنهجُ جارٍ لأعداءِ اللهِ، يُسمُّونَ الحقَّ بالأسماءِ التي ينفِرُ عنها الناسُ، والباطلَ بالأسماءِ التي ينجذبُ إليها الناسُ تنفيراً عن الأولِ وإغراءً بالثاني.
 
– القارئ: وَأَكْثَرُ الْعُقُولِ كَمَا عَهِدْتُ تَقْبَلُ الْقَوْلَ بِعِبَارَةٍ وَترُدُّهُ بِعِبَارَةٍ أُخْرَى.
وَكَذَلِكَ إِذَا قَالَ الْفِرْعَوْنِيُّ: لَوْ كَانَ فَوْقَ السَّمَوَاتِ رَبٌّ أَوْ عَلَى الْعَرْشِ إِلَهٌ لَكَانَ مُرَكَّبًا، قِيلَ لَهُ: لَفْظُ الْمُرَكَّبِ فِي اللُّغَةِ هُوَ الَّذِي رَكَّبَهُ.

– الشيخ: بس [يكفي] خلاص قف على هذا يا أخي.
– القارئ: أحسن الله إليكم.
 

معلومات عن السلسلة


  • حالة السلسلة :مكتملة
  • تاريخ إنشاء السلسلة :
  • تصنيف السلسلة :العقيدة