الرئيسية/شروحات الكتب/مختصر الصواعق المرسلة/(55) تابع معارضة الوحي بالعقل
file_downloadsharefile-pdf-ofile-word-o

(55) تابع معارضة الوحي بالعقل

بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ
التَّعليق على كتاب (مُـختصر الصَّواعقِ الـمُرسلة على الجهميَّة والـمُعطِّلة) للموصلي
الدّرس: الخامس والخمسون

***    ***    ***
 
– القارئ: بسمِ اللهِ الرحمنِ الرحيمِ، الحمدُ للهِ، والصلاةُ والسلامُ على رسولِ اللهِ. قالَ الإمامُ ابنُ القيِّمِ -رحمَه الله تعالى- في الوجه الثاني والثلاثين في بيانِ فسادِ معقولِ الشيخِ الذي عارضَ بِه الوحي، قال:
الثَّالِثُ: أَنَّ ظَنَّهُ أَنَّ النَّارَ خَيْرٌ مِنَ التُّرَابِ بَاطِلٌ.

– الشيخ: يعني: الشيطان، الآن هو يناقش شبهةَ الشيطانِ، يناقش شبهةَ الشيطانِ وقوله: أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ [الأعراف:12]، شبهةٌ داحضةٌ فاسدةٌ مِنْ وجوهٍ كثيرةٍ.
 
– القارئ: أَنَّ ظَنَّهُ أَنَّ النَّارَ خَيْرٌ مِنَ التُّرَابِ بَاطِلٌ، مُسْتَنَدُهُ مَا فِيهَا مِنَ الْإِضَاءَةِ وَالْخِفَّةِ، وَمَا فِي التُّرَابِ مِنَ الثِّقَلِ وَالظُّلْمَةِ، وَنَسِيَ الشَّيْخُ مَا فِي النَّارِ مِنَ الطَّيْشِ وَالْخِفَّةِ، وَطَلَبِ الْعُلُوِّ، وَالْإِفْسَادِ بِالطَّبْعِ، حَتَّى لَوْ وَقَعَ مِنْهَا شُوَاظٌ بِقَدْرِ الْحَبَّةِ فِي مَدِينَةٍ عَظِيمَةٍ لَأَفْسَدَهَا كُلَّهَا وَمَنْ فِيهَا، بَلِ التُّرَابُ خَيْرٌ مِنَ النَّارِ وَأَفْضَلُ مِنْ وُجُوهٍ مُتَعَدِّدَةٍ:
مِنْهَا: أَنَّ طَبْعَهُ السُّكُونُ وَالرَّزَانَةُ، وَالنَّارُ بِخِلَافِهِ.
وَمِنْهَا: أَنَّهُ مَادَّةُ الْحَيَوَانِ وَالنَّبَاتِ وَالْأَقْوَاتِ، وَالنَّارُ بِخِلَافِهِ.

– الشيخ: إتلافٌ، يعني ضَعِ الحبةَ أو الحبوبَ في الترابِ تنبتُ وتتكاثرُ وتَخرجُ منها الثِّمار، وضعْ هذه الحبوب في النار تَتْلَفُ، الترابُ تنمو به الحياةُ والنارُ تُتْلِفُ الأخضرَ واليابسَ.
 
– القارئ: وَمِنْهَا: أَنَّهُ لَا يُمْكِنُ لأَحَدٍ أَنْ يَعِيشَ بِدُونَهُ وَدُونَ مَا خُلِقَ مِنْهُ الْبَتَّةَ، وَيُمْكِنُهُ أَنْ يَعِيشَ بُرْهَةً بِلَا نَارٍ، قَالَتْ عَائِشَةُ: "كَانَ يَمُرُّ بِنَا الشَّهْرُ وَالشَّهْرَانِ مَا يُوقَدُ فِي بيتنا نَارٌ أو ما نَرَى نَارًا" قَالَ لَهَا عُرْوَةُ: فَمَا يُعَيْشُكُمْ؟ قَالَتْ: "الْأَسْوَدَانِ: التَّمْرُ وَالْمَاءُ".
وَمِنْهَا: أَنَّ الْأَرْضَ تُؤَدِّي إِلَيْكَ بِمَا فِيهَا مِنَ الْبَرَكَةِ أَضْعَافَ أَضْعَافَ مَا تُودَعُهُ مِنَ الْحَبِّ وَالنَّوَى، وَتُرَبِّيهِ لَكَ وَتُغَذِّيهِ وَتُنَمِّيهِ، وَالنَّارُ تُفْسِدُهُ عَلَيْكَ وَتَمْحَقُ بَرَكَتَهُ.
وَمِنْهَا: أَنَّ الْأَرْضَ مَهْبِطُ وَحْيِ اللَّهِ

– الشيخ: لا إله إلا الله، تُرَبِّيهِ وتفعلُ وكذا هذا مِن إضافةِ الشيءِ إلى سببِه، يعني: هذا تأثيرٌ، وهذا التأثيرُ بتقديرِ العزيزِ الحكيمِ القديرِ -سبحانه وتعالى- يعني: هذه الأسبابُ مُؤثِّرةٌ كون الترابِ والماءِ..، فهذه مؤثرةٌ في حصولِ نتائج وآثار نافعة، هذا حقٌّ، لكنَّ الله هو الذي جعلَ فيها هذا التأثيرَ، الله هو الذي خلقَ الأسبابَ وخلقَ الـمُسَبِّبَاتِ. فإضافةُ هذه المعاني إلى الترابِ والأرضِ مِن إضافةِ الأشياءِ إلى أسبابِها الحقيقيةِ، أسبابٌ حقيقيةٌ.
 
– القارئ: وَمِنْهَا: أَنَّ الْأَرْضَ مَهْبِطُ وَحْيِ اللَّهِ وَمَسْكَنُ رُسُلِهِ وَأَنْبِيَائِهِ وَأَوْلِيَائِهِ، وَكِفَاتُهُمْ أَحْيَاءً وَأَمْوَاتًا، وَالنَّارُ مَسْكَنُ أَعْدَائِهِ وَمَأْوَاهُمْ.
وَمِنْهَا: أَنَّ فِي الْأَرْضِ بَيْتَهُ الَّذِي جَعَلَهُ

– الشيخ: لا إله إلا الله، يعني: الأرض مَسْكَنُ أنبياءِه وأولياءِه يعني: في الدنيا، والأرضُ.. مَسْكَنُ كأنها للناس كلهم، فالتقابلُ هنا بين النارِ والترابِ والأرضِ في المسكن ما هو بَيِّنٍ ليس ببَيِّنٍ، فالأرضُ هي مَسْكَنُ يعني الأرض الأرض هي مَسْكَنُ الناس، وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ [البقرة:36]، هذا شامِلٌ للناسِ كلِّهم، للمؤمنينَ والكفار.
 
– القارئ: وَمِنْهَا: أَنَّ فِي الْأَرْضِ بَيْتَهُ الَّذِي جَعَلَهُ إِمَامًا لِلنَّاسِ وَقِيَامًا لَهُمْ، وَجَعَلَ حَجَّهُ مَحَطًّا لِأَوْزَارِهِمْ، وَمُكَفِّرًا لِسَيِّئَاتِهِمْ، وَجَالِبًا لَهُمْ مَصَالِحَ مَعَايشِهِمْ وَمَعَادِهِمْ.
وَمِنْهَا: أَنَّ النَّارَ طَبْعُهَا الْعُلُوُّ وَالْفَسَادُ، وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ وَلَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ، وَالْأَرْضُ طَبْعُهَا الْخُشُوعُ وَالْإِخْبَاتُ، وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُخْبِتِينَ الْخَاشِعِينَ.
وَقَدْ ظَهَرَ هذا بِخَلْقِ إِبْرَاهِيمَ وَمُحَمَّدٍ وَمُوسَى وَعِيسَى وَالرُّسُلِ مِنَ الْمَادَّةِ الْأَرْضِيَّةِ، وَخَلْقِ إِبْلِيسَ وَجُنُودِهِ مِنَ الْمَادَّةِ النَّارِيَّةِ.
نَعَمْ وَخَلَقَ مِنَ الْمَادَّةِ الْأَرْضِيَّةِ الْكُفَّارَ وَالْمُشْرِكونَ، وَمِنَ الْمَادَّةِ النَّارِيَّةِ صَالِحُو الْجِنِّ، وَلَكِنْ لَيْسَ فِي هَؤُلَاءِ مِثْلُ إِبْلِيسَ، وَلَيْسَ فِي أُولَئِكَ مِثْلُ الرُّسُلِ، فَمُعَلِّمُ الْخَيْرُ مِنَ الْمَادَّةِ الْأَرْضِيَّةِ، وَمُعَلِّمُ الشَّرُّ مِنَ الْمَادَّةِ النَّارِيَّةِ.
وَمِنْهَا: أَنَّ النَّارَ لَا تَقُومُ بِنَفْسِهَا بَلْ لَا بُدَّ لَهَا مِنْ مَحَلٍّ تَقُومُ بِهِ لَا تَسْتَغْنِي عَنْهُ، وَهِيَ مُحْتَاجَةٌ إِلَى الْمَادَّةِ التُّرَابِيَّةِ فِي قِوَامِهَا وَتَأْثِيرِهَا

– الشيخ: لا إله إلا الله، سبحان الله العظيم، سبحان الله، يعني النار ما تكونُ إلا بشيءٍ ترتبطُ به من الأرض أو من أجزاءِ الأرض، فلابدَّ النار ما توجد إلا يكون في حَطَب تشتعلُ به.
حتى النار الآن التي وُجدت بأسبابٍ غيرِ ما كانَ يَعرفُه الناسُ مثل: النار التي تُحصَّلُ بالطاقة الكهربائية هذا ما تقومُ إلا، لابدَّ لها من شيءٍ تقوم به، هذه المعادنُ النحاسيةُ، الأسلاكُ كلها، لابدَّ لها من شيءٍ تتعلَّقُ به، النار لا بد لها من شيءٍ تتعلَّق به، لا تقوم بنفسِها.
والتيار الكهربائي الآن هو في وقتِ قبلَ أن، ليسَ هو بنار، ليسَ هو بنار، لكن نار تتولَّدُ بإذن الله عند التقاءِ كما يقولونَ: السالبُ والموجبُ، يعني فالسِّلك مثلاً أحدُ التيارين هذا ما فيه نار، لكن النار متى تُوجَدُ؟ تُوجَد إذا التقى العُنْصَرانِ، إذا التقى العُنْصَرانِ تولَّدتِ النار، فإن كانَ التقيا في مكانٍ في موضعٍ مُهَيَّئٍ قابلٍ لاجتماعِهما وُجدِتِ النارُ على وجهٍ يُستفادُ منها، وإذا التقيا على غيرِ الوجهِ المهيأ حصلَ الإحراقٌ والاحتراق والحريق..
الشاهد من قولِ ابن القيم: "إنَّ النار لا تقومُ بنفسِها" لابدَّ لها من عنصرٍ من التراب، منها مثل ما قلنا: الحطب…إلى آخره.
 
– القارئ: وَمِنْهَا: أَنَّ النَّارَ لَا تَقُومُ بِنَفْسِهَا بَلْ لَا بُدَّ لَهَا مِنْ مَحَلٍّ تَقُومُ بِهِ لَا تَسْتَغْنِي عَنْهُ، وَهِيَ مُحْتَاجَةٌ إِلَى الْمَادَّةِ التُّرَابِيَّةِ فِي قِوَامِهَا وَتَأْثِيرِهَا
– الشيخ: التُّرَابِيَّة يعني: الْمَادَّةُ التُّرَابِيَّةُ ما هو بالشكل الذي نفهمُه التراب، يعني أشياء نَفْسُ المعادن هذه من الترابِ، من الأرضِ، المعدنُ الذي تقومُ به النارُ المولَّدَةُ هذه هي من..
 
– القارئ: وَالْأَرْضُ قَائِمَةٌ بِنَفْسِهَا لَا تَحْتَاجُ إِلَى مَحَلٍّ تَقُومُ بِهِ، وَلَا تَفْتَقِرُ فِي قِوَامِهَا وَنَفْعِهَا إِلَى النَّارِ
– الشيخ: هو المفروض لو صار يُعبِّرُ بالتراب بالتراب والطين وكذا كان أولى.
 
– القارئ: وَمِنْهَا: أَنَّ التُّرَابَ يُفْسِدُ صُورَةَ النَّارِ وَيُبْطِلُهَا وَيَقْهَرُهَا، وَإِنْ عَلَتْ عَلَيْهِ.
وَمِنْهَا: أَنَّ الرَّحْمَةَ تَنْزِلُ عَلَى الْأَرْضِ وَتَحْيَا بِهَا وَتُخْرِجُ زِينَتَهَا وَأَقْوَاتَهَا وَتَشْكُرُ رَبَّهَا، وَتَنْزِلُ عَلَى النَّارِ فَتَأْبَاهَا وَتُطْفِئُهَا وَتَمْحُوهَا وَتَذْهَبُ بِهَا، فَبَيْنَهَا وَبَيْنَ الرَّحْمَةِ مُعَادَاةٌ، وَبَيْنَ الْأَرْضِ وَبَيْنَ الرَّحْمَةِ مُوَالَاةٌ

– الشيخ: المطرُ المطرُ، الماءُ، الماء الماء يُنمِّي الأرضَ وتُنبتُ البركاتُ والخيراتُ، ويَنزلُ الماءُ على النارِ فتنطفي، ما، غير قابلة.
 
– القارئ: وَمِنْهَا: أَنَّ النَّارَ تُطْفَأُ عِنْدَ التَّكْبِيرِ، وَتَضْمَحِلُّ عِنْدَ ذِكْرِ الرَّبِّ؛ وَلِهَذَا يَهْرَبُ الْمَخْلُوقُ مِنْهَا عِنْدَ الْأَذَانِ
– الشيخ: المخلوقُ منها، أيْ: من النارِ، وهم الشياطين، ولهذا يَهربُ المخلوقُ مِن النار -وهمُ الشياطين- يَهربونَ من الأذانِ.
– القارئ: وَلِهَذَا يَهْرَبُ الْمَخْلُوقُ مِنْهَا عِنْدَ الْأَذَانِ حَتَّى لَا يَسْمَعَهُ، وَالْأَرْضُ تَبْتَهِجُ بِذَلِكَ وَتَفْرَحُ بِهِ وَتَشْهَدُ بِهِ لِصَاحِبِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ.
وَيَكْفِي فِي فَضْلِ الْمَخْلُوقِ مِنَ الْأَرْضِ أَنَّ اللَّهَ -تَعَالَى- خَلَقَهُ بِيَدِهِ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ، وَأَسْجَدَ لَهُ مَلَائِكَتَهُ، وَعَلَّمَهُ أَسْمَاءَ كُلِّ شَيْءٍ، فَهَلْ حَصَلَ لِلْمَخْلُوقِ مِنَ النَّارِ وَاحِدَةٌ مِنْ هَذِهِ؟
فَقَدْ تَبَيَّنَ لَكَ حَالُ هَذِهِ الْمُعَارَضَةِ الْعَقْلِيَّةِ لِلسَّمْعِ وَفَسَادُهَا مِنْ هَذِهِ الْوُجُوهِ، وَأَكْثَرِ مِنْهَا، وَهِيَ مِنْ شَيْخِ الْقَوْمِ

– الشيخ: كلَّه، كلُّ هذا لإبطالِ زعمِ إبليس فضلَه؛ لأنَّه مخلوقٌ من نار، بناءً على توهُّمِهِ أنَّ النارَ خيرٌ من الطينِ، يعني: حُجَّتُهُ وشبهتُهُ قائمةٌ على مقدمتين:
الأولى: أنَّ النارَ خيرٌ من الطين، وهذه باطلةٌ، هذه ذكر ابنُ القيِّم الوجوهَ الدالَّة على بطلانِها، النارُ خيرٌ من الطين؟ لا، ما هي خير من الطين، خيرٌ من التراب؟
الثانية: أنَّ المخلوقَ من الشيءِ يكون له حكمُه، إذاً إذا كانت النارُ أفضلُ فالمخلوقُ منها أفضلُ من المخلوقِ من الطين، وهذا باطلٌ، فليس، ما يلزم أن يكونَ الشيءُ تابعاً لأصلِه وما خُلِقَ له، فاللهُ يُخرِجُ الحيَّ من الميتِ ويُخرِجُ الميتَ من الحيّ.
 
– القارئ: فَقَدْ تَبَيَّنَ لَكَ حَالُ هَذِهِ الْمُعَارَضَةِ الْعَقْلِيَّةِ لِلسَّمْعِ وَفَسَادُهَا مِنْ هَذِهِ الْوُجُوهِ، وَأَكْثَرِ مِنْهَا، وَهِيَ مِنْ شَيْخِ الْقَوْمِ وَرَئِيسِهِمْ وَمُعَلِّمِهِمُ الْأَوَّلِ، فَمَا الظَّنُّ بِمُعَارَضَةِ التَّلَامِذَةِ؟
وَنَحْنُ نَقُولُ قَوْلًا نُقَدِّمُ بَيْنَ يَدَيْهِ مَشِيئَةَ اللَّهِ وَحَوْلَهُ وَالِاعْتِرَافَ بِمِنَّتِهِ عَلَيْنَا وَفَضْلَهُ لَدَيْنَا، وَإِنَّهُ مَحْضُ مِنَّتِهِ وَجُودِهِ وَفَضْلِهِ، فَهُوَ الْمَحْمُودُ أَوَّلًا وَآخِرًا عَلَى تَوْفِيقِنَا لَهُ وَتَعْلِيمِنَا إِيَّاهُ:
إِنَّ كُلَّ شُبْهَةٍ مِنْ شُبَهِ أَرْبَابِ

– الشيخ: إلى هنا بس [يكفي].
– القارئ: بقي القليل أحسن الله إليك.
– الشيخ: لا ما بقي، بقي كلام، لأنه الآن هذه مقدمة
– القارئ: هو الآن
– الشيخ: إي قلها
– القارئ: سينهي الوجه هذا فقط
– الشيخ: نعم.
– القارئ: قال: إِنَّ كُلَّ شُبْهَةٍ مِنْ شُبَهِ أَرْبَابِ الْمَعْقُولَاتِ عَارَضُوا بِهَا الْوَحْيَ فَعِنْدَنَا مَا يُبْطِلُهَا بِأَكْثَرِ مِنَ الْوُجُوهِ الَّتِي أَبْطَلْنَا بِهَا مُعَارَضَةَ شَيْخِ الْقَوْمِ، وَإِنْ مَدَّ اللَّهُ فِي الْأَجَلِ أَفْرَدْنَا فِي ذَلِكَ كِتَابًا كَبِيرًا، وَلَوْ نَعْلَمُ أَنَّ فِي الْأَرْضِ مَنْ يَقُولُ ذَلِكَ، وَيَقُومُ بِهِ تَبْلُغُ إِلَيْهِ أكباد الْإِبِلِ اقْتَدَيْنَا فِي السَّيْرِ إِلَيْهِ بِمُوسَى -عَلَيْهِ السَّلَامُ- فِي سَفَرِهِ إِلَى الْخَضِرِ، وَبِجَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ فِي سَفَرِهِ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُنَيْسٍ لِسَمَاعِ حَدِيثٍ وَاحِدٍ، وَلَكِنَّ أزهدَ النَّاسُ فِي عَالِمِ قَوْمِهِ ; وَقَدْ قَامَ قَبْلَنَا بِهَذَا الْأَمْرِ مَنْ بَرَزَ عَلَى أَهْلِ الْأَرْضِ فِي عَصْرِهِ وَفِي أَعْصَارٍ قَبْلَهُ فَأَدْرَكَ مَنْ قَبْلَهُ وَحِيدًا، وَسَبَقَ مَنْ بَعْدَهُ بَعِيدًا.
– الشيخ: ابن تيمية، سماه؟
– طالب: ما سمَّاه لكن حتى المحقق قالَ: لعلَّه يقصدُ شيخ الإسلام
– الشيخ: ما يحتاج أنه يعني
– طالب: هو يقول هو شيخ الإسلام..  ذكرَه في موضعٍ، ذكر كتاب قال: قد كَفَانَا شيخُ الإسلامِ في الدَرْءِ والعقل
– الشيخ: أي أقول: واضح يعني، الله المستعان، حسبُك يا أخي الكريم، انتهى الكلام؟
– القارئ: نعم أحسن الله إليك
– الشيخ: وش [ماذا] بعده؟
– القارئ: بعده: الْوَجْهُ الثَّالِثُ وَالثَلَاثُونَ .
 
 

معلومات عن السلسلة


  • حالة السلسلة :مكتملة
  • تاريخ إنشاء السلسلة :
  • تصنيف السلسلة :العقيدة