الرئيسية/شروحات الكتب/مختصر الصواعق المرسلة/(59) تابع أحسن ما قيل في المثل الأعلى

(59) تابع أحسن ما قيل في المثل الأعلى

بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ
التَّعليق على كتاب (مُـختصر الصَّواعقِ الـمُرسلة على الجهميَّة والـمُعطِّلة) للموصلي
الدّرس: التَّاسع والخمسون

***    ***    ***
 
– القارئ: بسمِ اللهِ الرحمنِ الرحيمِ، الحمدُ للهِربِّ العالمينَ، والصلاةُ والسلامُ على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آلِه وصحبِه أجمعينَ أما بعد: قالَ الإمامُ ابنُ القيِّم -رحمه الله تعالى-:
السَّادِسُ وَالثَلَاثُونَ: قَوْلُهُ -تَعَالَى-: أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا [الأنعام:114] فَهَذَا يُبَيِّنُ أَنَّ الْحَكَمَ بَيْنَ النَّاسِ هُوَ اللَّهُ وَحْدَهُ.

الشيخ: الله أكبر! وَاللَّهُ يَحْكُمُ لاَ مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسَابِ [الرعد:41] إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ [الأنعام:57] شواهدُ هذا المعنى كثيرةٌ في القرآن: إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّه، وَاللَّهُ يَحْكُمُ لاَ مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ ، وَلَا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَدًا [الكهف:26]
وحُكمُ الرسولِ هو حكمُ اللهِ مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ [النساء:80] الرسولُ لا يأمرُ إلا بما أمرَ اللهُ به، ولا ينهى إلا عمَّا نهى الله عنه، ولا يحكمُ إلا بما حكمَ اللهُ به؛ ولهذا فرضَ اللهُ تحكيمَ الرسولِ، فتحكيمُ الرسولِ هو تحكيمٌ للهِ فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ [النساء:80]
وحُكمُ اللهِ ثلاثُ أنواعٍ: حكم كونيٌّ، وحكم شرعيٌّ، وحكم جزائيٌّ.
فالحكمُ الكونيُّ: هو حكمُه بما يقعُ في هذا الوجودِ بمشيئتِه -سبحانه وتعالى- مِن رفعٍ وخفضٍ وحياةٍ وموتٍ وبسطِ رزقٍ وتقتيرٍ وما أشبَهَ ذلكَ، وصحةٍ ومرضٍ، هذه أحكامٌ كونيةٌ، هي أحكامُه الكونيَّة.
وأحكامُهُ الشرعيّة هي أحكامُهُ التي بلَّغَها رسولُه وجاءَت في كتابِ اللهِ من وجوبٍ وتحريمٍ واستحبابٍ وكراهةٍ وإباحةٍ وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ [النساء:58] أيُّ حكمٌ هذا؟ هو الحكمُ الشرعيُّ، أمَّا الاحكامُ الكونيّةُ فليستْ إلا إلى اللهِ، الاحكامُ الكونيّةُ ليستْ إلا إلى اللهِ، يعني: لم يُخوَّلْ إلى أحدٍ.
والأحكامُ الجزائيةُ هي الأحكامُ التي يَحكمُ بها بينَ العبادِ يوم القيامة، ومن الأحكام الكونيّة في الدنيا أحكامٌ جزائيَّة، تكونُ جزاءً، مثل ما يُنزلِهُ من العقوباتِ على الأممِ الكافرة، وما يُنزلُه من النَّصر على أوليائِه وأنبيائِه، هي أحكامٌ كونيةٌ وجزائيةٌ.
 
– القارئ: فَهَذَا يُبَيِّنُ أَنَّ الْحَكَمَ بَيْنَ النَّاسِ هُوَ اللَّهُ وَحْدَهُ بِمَا أَنْزَلَ مِنَ الْكِتَابِ الْمُفَصَّلِ، كَمَا قَالَ فِي الْآيَةِ الْأُخْرَى: وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ [الشورى:10]، وَقَالَ -تَعَالَى-: كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ [البقرة:213]، وَقَالَ -تَعَالَى-: إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ[النساء:105] وَقَالَ -تَعَالَى-: فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا[النساء:65]
الشيخ: الله أكبر، يجبُ الإيمانُ والرِّضا والتسليم، إيمانٌ ورضا وتسليمٌ وانقيادٌ لحكمِ اللهِ ورسوله.

– القارئ: فَقَوْلُهُ: أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا[الأنعام:114] اسْتِفْهَامُ إِنْكَارٍ، يَقُولُ: كَيْفَ أَبْتَغِي حَكَمًا غَيْرَ اللَّهِ وَقَدْ أَنْزَلَ كِتَابًا مُفَصَّلًا؟ فَإِنَّ قَوْلَهُ: وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا[الأنعام:114] جُمْلَةٌ فِي مَوْضِعِ الْحَالِ
الشيخ: أيش؟ في موضع الحال: أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا اقرأ الآية: وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا جملة حالية يعني: كيف أبتغي غيره حكماً وهو الذي أنزل الكتاب؟ والحال أنه الذي أنزل هذا الكتاب الـمُفصَّل: وَلَقَدْ جِئْنَاهُم بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَى عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ [الأعراف:52] أعدِ الجملةَ، ويقول، فهذه الجملة، فقوله..
 
– القارئ: فَإِنَّ قَوْلَهُ: وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا جُمْلَةٌ فِي مَوْضِعِ الْحَالِ، وَقَوْلُهُ: {مُفَصَّلًا} يُبَيِّنُ أَنَّ الْكِتَابَ الْحَاكِمَ مُفَصَّلٌ مُبَيَّنٌ ضِدَّ مَا يَصِفُهُ بِهِ مَنْ يَزْعُمُ أَنَّ عُقُولَ الرِّجَالِ تُعَارِضُ بَعْضَ نُصُوصِهِ، أَوْ أَنَّ نُصُوصَهُ خَيَّلتْ أَوْ أَفْهَمَتْ خِلَافَ الْحَقِّ لِمَصْلَحَةِ الْمُخَاطَبِ
الشيخ: بهذا يشيرُ إلى قولِ الفلاسفة الإسلاميين كابنِ سينا والفارابيّ يقولونَ: هذهِ نصوصٌ تخييل، الرسول إنما يَتخيَّلُ أشياءً ويخبرُ بها الناسَ، وهي ليستْ هي مطابقةٌ للواقِع، لكن يُخيِّلُ للناس من أجلِ مصلحتِهم؛ لأنَّ الجمهور يقولون: أن خطابات القرآن هو من نوعِ الخطابِ الجمهوريّ، جمهور الناس ما يطيقونَ حقيقة أمور على ما هو عليه، فالرسلُ جاؤوا بأشياءَ مِن أجلِ التأثيرِ على العامة، على العوامِّ، وهذا مِن أعظمِ الإلحادِ والكفرِ باللهِ ورسلِهِ.
 
– القارئ: أَوْ أَنَّ لَهَا مَعَانِيَ لَا تُفْهَمُ وَلَا يُعْلَمُ الْمُرَادُ مِنْهَا
الشيخ: هذا قولُ الـمـُفَوِّضَةِ فابنُ القيِّم يُشيرُ إلى مذاهبِ الطوائفِ في النصوصِ، في نصوص القرآنِ، إما أنها تخيِّيلٌ، أو نصوصٌ مُبْهَمَة لا يُفهَم منها شيءٌ، كما هو قولُ أهلِ التفويضِ.
 
– القارئ: أَوْ أَنَّ لَهَا تَأْوِيلَاتٍ بَاطِلَةً.
الشيخ: أهلُ التأويلِ، حيث ذكرَ أهل التخيِّيل، وأهل التأويل، وأهل التجهيل، كما يُسمِّيهم شيخُ الإسلامِ، شيخُ الإسلامِ يُسمِّي أهلَ التفويضِ: "أهلُ التجهيلِ"؛ لأنَّ مذهبَهم يتضمَّنُ أنَّ الرسولَ والصحابةَ لا يعلمونَ معاني نصوصِ أسماءِ اللهِ وصفاتِه، سبحان الله العظيم عـَّما يقولُ الظالمون والجاهلون!
 
– القارئ: أَوْ أَنَّ لَهَا تَأْوِيلَاتٍ بَاطِلَةً، خِلَافَ مَا دَلَّتْ عَلَيْهِ ظَوَاهِرُهَا، فَهَؤُلَاءِ كُلُّهُمْ لَيْسَ الْكِتَابُ عِنْدَهُمْ مُفَصَّلًا، بَلْ مُجْمَلٌ مُؤَوَّلٌ، وَلَا يُعْلَمُ الْمُرَادُ مِنْهُ، وَالْمُرَادُ مِنْهُ خِلَافُ ظَاهِرِهِ أَوْ إِفْهَامُ خِلَافِ الْحَقِّ، ثُمَّ قَالَ: وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ [الأنعام:114] وَذَلِكَ أَنَّ الْكِتَابَ الْأَوَّلَ مُصَدِّقٌ لِلْقُرْآنِ، فَمَنْ نَظَرَ فِيهِ عَلِمَ عِلْمًا يَقِينيًّا
الشيخ: الكتابُ الأولُ: التوراة والإنجيل التي أنزلَهما الله على أنبيائِه.
 
– القارئ: عَلِمَ عِلْمًا يَقِينيًّا أَنَّ هَذَا وَهَذَا مِنْ مِشْكَاةٍ وَاحِدَةٍ، لَا سِيَّمَا فِي بَابِ التَّوْحِيدِ وَالْأَسْمَاءِ والصفات، فَإِنَّ التَّوْرَاةَ مِنْ ذَلِكَ لَيْسَ هُوَ الْمُبَدَّلُ الْمُحَرَّفُ
– الشيخ: فإنَّ في التَّوْرَاةَ. اقرأها كذا. فإنَّ في التَّوْرَاةَ مِنْ ذَلِكَ
– القارئ: فإنَّ في التَّوْرَاةَ مِنْ ذَلِكَ لَيْسَ هُوَ الْمُبَدَّلُ الْمُحَرَّفُ الَّذِي أَنْكَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ
– طالب: أحسنَ الله إليك في الأصلِ: فإنَّ التوراةَ مطابقةٌ للقرآنِ في ذلكَ، موافقةٌ لَه، وهذا يدلُّ على أن ما في ذلكَ مِن التوراةِ ليسَ هو من الـمُبدَّل المـُحرَّفِ.
– الشيخ: جميل توضّح الجملة الأخيرة. هذا في الأصلِ؟
– الطالب: هذا في الأصل.
– الشيخ: والذي قرأَهُ من المختصرِ؟
– طالب: من المختصر.
– الشيخ: هذه الجملةُ ينبغي أن تُضافَ هنا.
 
– القارئ: بَلْ هُوَ مِنَ الْحَقِّ الَّذِي شَهِدَ لَهُ الْقُرْآنُ وَصَدَّقَهُ
الشيخ: يعني أنَّ اليهودَ حين حرَّفوا، حرَّفوا الشيءَ الذي يَتعارضُ مع أهوائِهم وشهواتِهم، ويؤيدُ هذا، يؤيد أنَّهم ما حرَّفوا النصوصَ المتعلِّقة بالتوحيدِ، بدليلِ أنَّ الحَبْرَ اليهوديّ جاءَ يقولُ "كذا وكذا" إنا نجدُ يا محمدُ نجد أنَّ الله يجعلُ السماءَ على ذه أو على أصبعٍ، والماءَ والشجرَ على أصبعٍ، وكذا على أصبعٍ، وأصبعٍ، فضحكَ النبي -صلى الله عليه وسلم- قالَ ابن مسعود تصديقًا لقولِ الحبر ثم قرأ: وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ [الأنعام:91]
فهذا ممَّا يُستشهدُ به على أنَّ أكثرَ التبديلِ والتحريفِ فيما يتعارضُ، إمَّا ما يتعارض في أبوابِ الحلالِ والحرامِ، أو فيما يتعلَّق بصفاتِ النَّبي-صلى الله عليه وسلم-.
 
– القارئ: وَلِهَذَا لَمْ يُنْكِرِ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ- مَا فِي التَّوْرَاةِ مِنَ الصِّفَاتِ; وَلَا عَابَهُمْ بِهِ; وَلَا جَعَلَهُ تَشْبِيهًا وَتَجْسِيمًا وَتَمْثِيلًا، كَمَا فَعَلَ كَثِيرٌ مِنَ النُّفَاةِ، وَقَالَ: الْيَهُودُ أَئِمَّةُ التَّشْبِيهِ وَالتَّجْسِيمِ
– الشيخ: وقالوا؟
– القارئ: "وقال" عندي.
– طالب: "وقالوا" النسخة الي عندي: "وقالوا".
– الشيخ: لا، وقالوا، النُّفاةُ، النُّفاةُ من هذهِ الأمَّةِ قالوا: إنَّ الْيَهُودُ أَئِمَّةُ.
– القارئ: وَقَالوا: الْيَهُودُ أَئِمَّةُ التَّشْبِيهِ وَالتَّجْسِيمِ، وَلَا ذَنْبَ
– الشيخ: يعني أهلُ السنةِ على مذهبِ اليهودِ، واليهودُ يقولون: إنَّهم أئمَّةُ التجسيمِ والتشبيهِ، والحقُّ أنَّ أهلَ السُّنةِ والصحابةِ والتابعونَ على ما عندَ اليهودِ من الحقِّ الذي لم يُبدَّل.
 
– القارئ: وَقَالوا: الْيَهُودُ أَئِمَّةُ التَّشْبِيهِ وَالتَّجْسِيمِ، وَلَا ذَنْبَ لَهُمْ فِي ذَلِكَ ; فَإِنَّهُمْ قرأوا مَا فِي التَّوْرَاةِ، فَالَّذِي عَابَهُمُ اللَّهُ بِهِ مِنْ تَأْوِيلِ التَّحْرِيفِ وَالتَّبْدِيلِ لَمْ يَعِبْهُمْ بِهِ الْمُعَطِّلَةُ بَلْ شَارَكُوهُمْ فِيهِ، وَالَّذِي اسْتَشْهَدَ اللَّهُ عَلَى نُبُوَّةِ رَسُولِهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِهِ مِنْ مُوَافَقَةِ مَا عِنْدَهُمْ مِنَ التَّوْحِيدِ وَالصِّفَاتِ عَابُوهُمْ وَنَسَبُوهُمْ إِلَى التَّشْبِيهِ وَالتَّجْسِيمِ، وَهَذَا ضِدُّ مَا عَلَيْهِ الرَّسُولُ وَأَصْحَابُهُ، فَإِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا ذَكَرُوا لَهُ شَيْئًا مِنْ هَذَا الَّذِي تُسَمِّيهِ الْمُعَطِّلَةُ تَجْسِيمًا وَتَشْبِيهًا صَدَّقَهُمْ عَلَيْهِ وَأَقَرَّهُمْ وَلَمْ يُنْكِرْهُ، كَمَا صَدَّقَهُمْ فِي خَبَرِ الْحبرِ الَّذِي ثَبَتَ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ وَضَحِكَ تَعَجُّبًا وَتَصْدِيقًا لَهُ ; وَفِي غَيْرِ ذَلِكَ.
ثُمَّ قَالَ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ [الأنعام:115] فَمَا أَخْبَرَ بِهِ فَهُوَ صِدْقٌ وَمَا أَمَرَ بِهِ فَهُوَ عَدْلٌ.
وَهَذَا يُبَيِّنُ أَنَّ مَا فِي النُّصُوصِ مِنَ الْخَبَرِ فَهُوَ صِدْقٌ، عَلَيْنَا أَنْ نُصَدِّقَ بِهِ لَا نُعَارِضُهُ وَلَا نُعْرِضُ عَنْهُ، وَمَنْ عَارَضَهُ بِعَقْلِهِ لَمْ يُصَدِّقْ بِهِ، وَلَوْ صَدَّقَهُ تَصْدِيقًا مُجْمَلًا، وَلَمْ يُصَدِّقْهُ تَصْدِيقًا مُفَصَّلًا فِي أَعْيَانِ مَا أَخْبَرَ بِهِ لَمْ يَكُنْ مُؤْمِنًا، وَلَوْ أَقَرَّ بِلَفْظِهِ مَعَ جَحْدِ معناه أو صرفه إلى معان أخر غير ما أريد به لم يكن مُصدِّقًا بل هو إلى التكذيب أقربُ.
السابع والثلاثون.

الشيخ: حسبك ما شاء الله.. في الكلام على هذه الآية.
 
 

info

معلومات عن السلسلة


  • حالة السلسلة :مكتملة
  • تاريخ إنشاء السلسلة :
  • تصنيف السلسلة :العقيدة