الرئيسية/شروحات الكتب/مختصر الصواعق المرسلة/(62) الجهمية أول من عارض الوحي بالرأي
file_downloadsharefile-pdf-ofile-word-o

(62) الجهمية أول من عارض الوحي بالرأي

بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ
التَّعليق على كتاب (مُـختصر الصَّواعقِ الـمُرسلة على الجهميَّة والـمُعطِّلة) للموصلي
الدّرس: الثَّاني والسّتون

***    ***    ***
 
– القارئ: بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ، قالَ الإمامُ ابنُ القيِّمِ -رحمَهُ اللهُ تعالى- في "الصَّواعقِ المُرسَلةِ":
ثُمَّ انْقَرَضَ ذَلِكَ الْعَصْرُ وَأَهْلُهُ، وَقَامَ بَعْدَهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ يَدْعُونَ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ وَسُنَّةِ رَسُولِهِ عَلَى بَصِيرَةٍ، إِلَى أَنْ جَاءَ مَا لَا قِبَلَ لِأَحَدٍ بِهِ، وَهُمْ جُنُودُ إِبْلِيسَ حَقًّا، الْمُعَارِضُونَ لِمَا جَاءَتْ بِهِ الرُّسُلُ بِعُقُولِهِمْ وَآرَائِهِمْ، وَهُمُ الْقَرَامِطَةُ وَالْبَاطِنِيَّةُ وَالْمَلَاحِدَةُ، وَدَعَوْهُمْ إِلَى الْعَقْلِ الْمُجَرَّدِ، وَأَنَّ أُمُورَ الرُّسُلِ تُعَارِضُ الْمعقولَ، فَهُمُ الْقَائِمُونَ بِهَذِهِ الطَّرِيقَةِ حَق الْقِيَامَ بِالْقَوْلِ وَالْفِعْلِ، فَجَرَى عَلَى الْإِسْلَامِ وَأَهْلِهِ مِنْهُمْ مَا جَرَى، وَكَسَرُوا عَسْكَرَ الْخَلِيفَةِ مِرَارًا عَدِيدَةً، وَقَتَلُوا الْحجاجَّ قَتْلًا ذَرِيعًا، وَانْتَهَوْا

– الشيخ: القرامطةُ، الَّذين كانوا تراثهم الَّذين في القطيف، بلدُهم القطيفُ نعوذُ باللهِ، سبحان الله، وبقيتْ وكراً لهذه الطائفةِ، هي مقرُّهم وتكادُ تكونُ مقدَّسةً، القطيف
– طالب: أحسنَ الله إليكم الآن اللي فيها الاثني عشريَّة
– الشيخ: أي لكن أقول.. الرفضُ الرفضُ يجمعُهم
– طالب: الإسماعيليَّة منهم؟ القرامطةُ؟
– الشيخ: الإسماعيليَّة في نجران، المشهورُ أنَّهم هناك عندهم، لكنَّهم باطنيَّةٌ منافقون.
 
– القارئ: وقتلُوا الحجَّاجَ قَتْلًا ذَرِيعًا، وَانْتَهَوْا إِلَى مَكَّةَ فَقَتَلُوا بِهَا مَنْ وَصَلَ مِنَ الْحجّاجِ إِلَيْهَا، وَقَلَعُوا الْحَجَرَ الْأَسْوَدَ مِنْ مَكَانِهِ
– الشيخ: أعوذُ بالله، إنَّها لفتنةٌ عظيمةٌ
– القارئ: وَقَوِيَتْ شَوْكَتُهُمْ وَاسْتَفْحَلَ أَمْرُهُمْ وَعَظُمَتْ بِهِمُ الرَّزِيَّةُ وَاشْتَدَّتْ بِهِمُ الْبَلِيَّةُ.
وَأَصْلُ طَرِيقِهِمْ أَنَّ الَّذِي أَخْبَرَتْ بِهِ الرُّسُلُ قَدْ عَارَضَهُ الْعَقْلُ، وَإِذَا تَعَارَضَ الْعَقْلُ وَالنَّقْلُ قَدَّمْنَا الْعَقْلَ، وَفِي زَمَانِهِمُ اسْتَوْلَى الْكُفَّارُ عَلَى كَثِيرٍ مِنْ بِلَادِ الْإِسْلَامِ بِالْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ، وَكَادَ الْإِسْلَامُ أَنْ يَنْهَدِمَ رُكْنُهُ، لَوْلَا دِفَاعُ الَّذِي ضَمِنَ حِفْظَهُ إِلَى أَنْ يَرِثَ اللَّهُ الْأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْهَا

– الشيخ: دفاعُ اللهِ يعني، إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا [الحج:18]
 
– القارئ: ثُمَّ خَمَدَتْ دَعْوَةُ هَؤُلَاءِ فِي الْمَشْرِقِ وَظَهَرَتْ فِي الْمَغْرِبِ قَلِيلًا، حَتَّى اسْتَفْحَلَتْ وَتَمَكَّنَتْ وَاسْتَوْلَى أَهْلُهَا عَلَى كَثِيرٍ مِنْ بِلَادِ الْمَغْرِبِ، ثُمَّ أَخَذُوا يَطَؤُونَ الْبِلَادَ حَتَّى وَصَلُوا إِلَى بِلَادِ مِصْرَ فَمَلَكُوهَا وَبَنَوْا بِهَا الْقَاهِرَةَ، وَأَقَامُوا عَلَى هَذِهِ الدَّعْوَةِ مُصَرِّحِينَ بِهَا هُمْ وَوُلَاتُهُمْ وَقُضَاتُهُمْ، وُفِي زَمَانِهِمْ صُنِّفَتْ رَسَائِلُ إِخْوَانِ الصَّفَا وَالْإِشاراتِ وَالشِّفَا وَكُتُبُ ابْنِ سِينَا، فَإِنَّهُ قَالَ: كَانَ أَبِي مِنْ أَهْلِ الدَّعْوَةِ الْحَاكِمِيَّةِ، وَعُطِّلَتْ فِي زَمَانِهِمُ السُّنَّةُ وَكُتُبُهَا وَالْآثَارُ جُمْلَةً إِلَّا فِي الْخُفْيَةِ، وَشِعَارُ هَذِهِ الدَّعْوَةِ تَقْدِيمُ الْعَقْلِ
– الشيخ: يعني صارت حالُهم مثل حال المسلمين في ولاية الملاحدة الروسِ، يعني طُمِسَ الإسلامُ، ومُنِعَ التظاهرُ به حتَّى صار الموفقون المتمسِّكون يتعلَّمون ويعملون ما استطاعوا في السراديب وفي الأنفاقِ وفي بطنِ الأرضِ.
 
– القارئ: وَشِعَارُ هَذِهِ الدَّعْوَةِ تَقْدِيمُ الْعَقْلِ عَلَى الْوَحْيِ، وَاسْتَوْلَوْا عَلَى بِلَادِ الْمَغْرِبِ وَمِصْرَ وَالشَّامِ وَالْحِجَازِ، وَاسْتَوْلَوْا عَلَى الْعِرَاقِ سَنَةً وَأَهْلُ السُّنَّةِ فِيهِمْ كَأَهْلِ الذِّمَّةِ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ، بَلْ كَانَ لِأَهْلِ الذِّمَّةِ مِنَ الْأَمَانِ وَالْجَاهِ وَالْعِزِّ عِنْدَهُمْ مَا لَيْسَ لِأَهْلِ السُّنَّةِ، فَكَمْ أُغْمِدَ مِنْ سُيُوفِهِمْ فِي أَعْنَاقِ الْعُلَمَاءِ، وَكَمْ مَاتَ فِي سُجُونِهِمْ مِنْ وَرَثَةِ الْأَنْبِيَاءِ، حَتَّى اسْتَنْقَذَ اللَّهُ الْإِسْلَامَ وَالْمُسْلِمِينَ مِنْ أَيْدِيهِمْ فِي أَيَّامِ نُورِ الدِّينِ وَابْنِ أَخِيهِ صَلَاحِ الدِّينِ، فَأَبَلَّ الْإِسْلَامَ مِنْ عِلَّتِهِ، بَعْدَمَا وَطَّنَ نَفْسَهُ عَلَى الْعَزَاءِ، وَانْتَعَشَ بَعْدَ طُولِ الْخُمُولِ حَتَّى اسْتَبْشَرَ أَهْلُ الْأَرْضِ وَالسَّمَاءِ، وَأَبْدَرَ هِلَالُهُ بَعْدَ أَنْ دَخَلَ فِي الْمُحَاقِ، وَثَابَتْ إِلَيْهِ رُوحُهُ بَعْدَ أَنْ بَلَغَتِ التَّراقِ، وَقِيلَ: مَنْ رَاقَ، وَاسْتَنْقَذَ اللَّهُ بِعَبْدِهِ وَجُنُودِهِ بَيْتَ الْمَقْدِسِ مِنْ أَيْدِي عَبْدَةِ الصَّلِيبِ، وَأَخَذَ كُلٌّ مِنْ أَنْصَارِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ مِنْ نُصْرَةِ دِينِهِ بِنَصِيبٍ، وَعَلَتْ كَلِمَةُ السُّنَّةِ وَأُذِّنَ بِهَا عَلَى رُؤُوسِ الْأَشْهَادِ
– الشيخ: الله أكبر، أقولُ: يا لها من فرحةٍ ومن عودةٍ عظيمةٍ! لا إله إلَّا الله، بعدَ الذلَّةِ وبعدَ الظلمِ، فنسألُ الله أن ينصرَ دينَه في هذا الزمانِ…، المسلمون الآن، وإن لم يبلغوا مبلغَ أولئك لكنَّهم الآن العدو متسلِّطٌ، العدو وأدواتُه متسلِّطون على ديارِ المسلمين، يفرضون عليهم قوانينَهم ويفرضون عليهم ما يحقِّقون به مآربَهم من فسادِ أحوالِ المسلمين وأعمالهم وعقائدِهم، وذلكَ بما أوتوا من هذه الوسائلِ الَّتي توصل الشهوات والشبهات، القنواتُ والإذاعاتُ والجوالاتُ، كلُّها وسائلٌ تنفذُ منها هذه "البلاوي"، هذه الشرورِ، تنفذُ منها هذه الشرور، تنفذُ منها إلى البيوتِ ثمَّ إلى القلوبِ.
 
– القارئ: وَنَادَى الْمُنَادِي: يَا أَنْصَارَ اللَّهِ لَا تَنْكُلُوا عَنِ الْجِهَادِ فَإِنَّهُ أَبْلَغُ الزَّادِ لِيَوْمِ الْمَعَادِ.
فَعَاشَ النَّاسُ فِي ذَلِكَ النُّورِ مُدَّةً حَتَّى اسْتَوْلَتِ الظُّلْمَةُ عَلَى بِلَادِ الشَّرْقِ، فَقَدَّمُوا الْآرَاءَ وَالْعُقُولَ وَالسِّيَاسَةَ وَالْأَذْوَاقَ عَلَى الْوَحْيِ، وَظَهَرَتْ فِيهِمُ

– الشيخ: كلُّ هذا من ابن القيِّمِ يبيِّن يعني عواقبَ تحكيمِ الآراءِ والعقولِ، تحكيمُ آراءِ الرجالِ، تقديمُها على كتابِ اللهِ وسنَّة رسولِه، كلُّ هذا يردُّ به على المسلمين الَّذين تبنَّوا أو بنوا آراءَهم على تقديم العقل على النقل، يعني يُرَدُّ على المعتزلة والجهميَّة والأشاعرة، كذلك الاشاعرةُ يعتمدون في عقائدِهم على العقل، فيما نفوهُ.
 
– القارئ: وَظَهَرَتْ فِيهِمُ الْفَلْسَفَةُ وَالْمَنْطِقُ وَتَوَابِعُهُمَا
– الشيخ: بل وفيما أثبتُوه، ما أثبتُوه يقولون: إنَّه ثابتٌ بالعقل وما نفوه يقولون: إنَّ العقلَ نفاه، إذاً فمعولُهم في الإثباتِ والنفي العقلُ.
 
– القارئ: فَبَعَثَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ عِبَادًا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ، وَعَاثُوا فِي الْقُرَى وَالْأَمْصَارِ، وَكَادَ الْإِسْلَامُ أَنْ يَذْهَبَ اسْمُهُ وَيَنْمَحِيَ رَسْمُهُ، وَكَانَ مشارُ هَذِهِ الْفِئَةِ وَعَالِمُهَا الَّذِي يُرْجَعُ إِلَيْهِ وَزَعِيمُهَا الْمُعَوَّلُ فِيهَا عَلَيْهِ، شَيْخُ شُيُوخِ الْمُعَارِضِينَ بَيْنَ الْوَحْيِ وَالْعَقْلِ، وَإِمَامُهُمْ فِي وَقْتِهِ نَصِيرُ الشِّرْكِ وَالْكَفْرِ (الطَّوْسِيُّ) فَلَمْ يُعْلَمْ فِي عَصْرِهِ أَحَدٌ عَارَضَ بَيْنَ الْعَقْلِ وَالنَّقْلِ مُعَارَضَةً رَامَ بِهَا إِبْطَالَ النَّقْلِ بِالْكُلِّيَّةِ مِثْلُهُ، فَإِنَّهُ أَقَامَ الدَّعْوَةَ الْفَلْسَفِيَّةَ، وَاتَّخَذَ الْإِشَارَاتِ عِوَضًا عَنِ السُّوَرِ وَالْآيَاتِ، وَقَالَ: هَذِهِ عَقْلِيَّاتٌ قَطْعِيَّةٌ بُرْهَانِيَّةٌ قَدْ قَابَلَتْ تِلْكَ النَّقْلِيَّاتِ الْخِطَابِيَّةَ؛ وَاسْتَعْرَضَ أَهْلَ الْإِسْلَامِ وَعُلَمَاءَ أَهْلِ الْإِيمَانِ وَالْقُرْآنَ وَالسُّنَّةَ عَلَى السَّيْفِ، فَلَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ الأمنُ قَدْ أَعْجَزَهُ
– الشيخ: فلم
– القارئ: عندي خطأ هنا، فَلَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ الأمنُ، فَلَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ الأمنُ، إلَّا مَن قد أعجزَهُ
– الشيخ: لا لا، فلم يبقَ منهم من أمِنهم، كذا؟
– القارئ: اللي عندي
– الشيخ: اللي عندك يا محمَّد؟
– طالب: الأصلُ: فلم يبقَ منهم إلَّا مَن أعجزَهُ قصداً لإبطالِ دعوةِ الإسلامِ
– القارئ: واللي عندي: فلم يبقَ منهم مَن قد أعجزَهُ.
– الشيخ: الآمن؟
– طالب: إلَّا مَن
– القارئ: عندي ساقطةٌ إلَّا
– الشيخ: نعم
– القارئ: قَصْدًا لِإِبْطَالِ الدَّعْوَةِ الْإِسْلَامِيَّةِ، وَجَعَلَ مَدَارِسَ الْمُسْلِمِينَ وَأَوْقَافَهُمْ لِلْنَجَسِيَّةِ السَّحَرَةِ وَالْمُنَجِّمِينَ وَالْفَلَاسِفَةِ وَالْمَلَاحِدَةِ وَالْمَنْطِقِيِّينَ، وَرَأَى إِبْطَالَ الْأَذَانِ وَتَحْوِيلَ الصَّلَاةِ إِلَى الْقُطْبِ الشَّمَالِيِّ، فَحَالَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ ذَلِكَ مَنْ
– الشيخ: من تراثه ومن ورثته هذا الطاغوتُ التركيُّ، لكنَّ اللهَ أهلكَهُ، ويسَّرَ اللهُ في هذه السنواتِ الأخيرةِ من عملَ على تخفيفِ التعلُّقِ به وتعظيمه، لأنَّ ذلك الطاغوتَ أتاتورك فرضَ الكفرَ وحاربَ الإسلامَ بكلِّ وسيلةٍ، القرآن واللغة العربيَّة والصلاة والمصلّين، فنسألُ اللهَ أنْ ينصرَ من نصرَ الدِّينَ، اللَّهمَّ انصرْ من نصرَ الإسلامَ واخذلْ من حاربَ الإسلامَ، اللَّهمَّ انصرْ من نصرَ الإسلامَ وشرائعَه وأحكامَه، واخذلْ من حاربَ الإسلامَ في عقائدِهِ أو سلوكياتِهِ وأخلاقِهِ وشرائعِه، يعني ينبغي أن تكثروا من الدعاءِ بنصرِ الإسلامِ والمسلمين وصلاحِ أحوالِ المسلمين، وأنْ يخزيَ اللهُ الكفرةَ والمنافقين، وأنْ يكفَّ شرَّهم إنَّه على ذلك قديرٌ.
 
– القارئ: فَحَالَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ ذَلِكَ مَنْ تَكَفَّلَ بِحِفْظِ الْإِسْلَامِ وَنَصْرِهِ، وَهَذَا كُلُّهُ مِنْ ثَمَرَةِ الْمُعَارِضِينَ بَيْنَ الْوَحْيِ وَالْعَقْلِ.
وَلِتَكُنْ قِصَّةُ شَيْخِ هَؤُلَاءِ الْقَدِيمِ مِنْكَ عَلَى ذِكْرٍ كُلَّ وَقْتٍ، فَإِنَّهُ أَوَّلُ مَنْ عَارَضَ بَيْنَ الْعَقْلِ وَالنَّقْلِ، وَقَدَّمَ الْعَقْلَ، فَكَانَ مِنْ أَمْرِهِ مَا قَصَّ اللَّهُ، وَوَرَّثَ الشَّيْخُ تَلَامِذَتَهُ هَذِهِ الْمُعَارَضَةَ، فَلَمْ

– الشيخ: إبليس لإبليس هو الشيخ، إبليس، أعوذُ باللهِ، قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ [الأعراف:12] الله يقول: فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ [الحجر:29] قالَ: لا، كيف أسجدُ وأنا خيرٌ منه، يسجدُ الفاضلُ للمفضولِ؟! فهذا تصويرٌ ما يشيرُ إليه ابنُ القيِّم، لأنَّ إبليسَ هو أوَّلُ من عارضَ النقلَ والسمعَ بعقلِه الفاسدِ.
 
– القارئ: فَلَمْ يَزَلْ يَجْرِي عَلَى الْأَنْبِيَاءِ وَأَتْبَاعِهِمْ مِنْهَا كُلَّ مِحْنَةٍ وَبَلِيَّةٍ، وَأَصْلَ كُلِّ بَلِيَّةٍ فِي الْعَالَمِ، كَمَا قَالَ مُحَمَّدٌ الشَّهْرَسْتَانِيُّ: مِنْ مُعَارَضَةِ النَّصِّ بِالرَّأْيِ وَتَقْدِيمِ الْهَوَى عَلَى الشَّرْعِ، وَالنَّاسُ إِلَى الْيَوْمِ فِي شُرُورِ هَذِهِ الْمُعَارَضَةِ، ثُمَّ ظَهَرَ مَعَ هَذَا الشَّيْخِ الْمُتَأَخِّرِ الْمُعَارِضِ أَشْيَاءُ لَمْ تَكُنْ تُعْرَفُ قَبْلَهُ
– الشيخ: إلى هنا، طويلٌ ما شاءَ اللهُ، استرسلَ، اللهُ يرحمُه
– القارئ: ما ذكرْتُم عن تركيا الآن، أريدُ أن أنبِّهَ على أنَّ حزبَ التنميةِ والعدالةِ الآن لم يُمكَّنْ من حكمِ البلدِ إلَّا بعدَ أن أقسمَ للجيشِ على حمايةِ علمانيَّةِ الدولةِ
– الشيخ: ما يخالف
– القارئ: وهذا منصوصٌ عليه، يعني معروفٌ
– الشيخ: ما يخالف لكن يعني أنا ماذا قلتُ؟ أنا قلتُ: تخفيف، أنا ما قلتُ تخفيف؟
– القارئ: نعم أحسنَ اللهُ إليكم، نعم وهذا حقَّاً موجود الآن خُفِّفَ يعني الكفر، ولكنَّ الكفرَ قائمٌ
– الشيخ: ما يخالف، تخفيف، التخفيفُ مطلبٌ ولا ما هو مطلبٌ؟ يعني في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، الأمرُ بالمعروفِ والنهي عن المنكرِ غايتُه إزالةُ المنكرِ أو تخفيفُه، المسلمين مرتاحين للواقع الآن، مرتاحين يرجونَ اللهَ أن هذا الخير ينمو على كلِّ حالٍ، الآن هي موئِلٌ، موئلٌ لكثيرٍ من المشرَّدين، أهلُ الشامِ من آواهم؟ من آوى المشرّدين في الشام؟ فنسألُ اللهَ أن يزيدَ هذا الرجلَ خيراً وصلاحاً وأن يحبطَ كيدَ من يحاربُ الإسلامَ ويحاربه لقربه من الإسلام.
وسياسةُ التدرُّج هذه سياسةٌ عقليَّةٌ شرعيَّةٌ، إذا كانَ له نيَّةٌ صالحةٌ أنَّه يريدُ يقيمُ دينَ اللهِ، ويقيمُ شرعَ اللهِ بقدر الاستطاعة، فهو مشكورٌ ومأجورٌ
– القارئ: هو مقيمٌ للقوانين وللخمور، ويحارب الإسلاميِّين، علمانيّ
– الشيخ: اذكرْ الله، اذكر الله، المهم اتَّفقْنا على التخفيف، على أن في تخفيف، واللهُ عليمٌ بالسرائرِ، هو أعلمُ بالسرائر.
 

 

معلومات عن السلسلة


  • حالة السلسلة :مكتملة
  • تاريخ إنشاء السلسلة :
  • تصنيف السلسلة :العقيدة