file_downloadsharefile-pdf-ofile-word-o

(18) باب قضاء الفوائت

بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ

التَّعليق على كتاب (المنتقى) للمجد ابن تيميَّة

الدَّرس الثَّامن عشر

***    ***    ***   

 

– القارئ: بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ قالَ الإمامُ مجدُ الدِّينِ بنُ تيميةَ الحرَّانيُّ -رحمَهُ اللهُ- في كتابِهِ (المُنتقَى):

بَابُ قَضَاءِ الْفَوَائِتِ.

– الشيخ: لا إلهَ إلَّا الله، فوائتُ الصلاةِ (مَن نامَ عن صلاةٍ أو نسيَها فليُصلِها إذا ذكرَها)، أمَّا الفرائضُ فيجبُ قضاؤُها، مَن نامَ عن صلاةٍ أو نسيَها فليُصلِّها إذا ذكرَها، وإذا استيقظَ كما وقعَ للنبيِّ عليهِ الصلاةُ والسلامُ أنَّهم نامُوا عن صلاةٍ، فلمَّا استيقظُوا صلُّوا صلَّوها ضُحىً، صلوا صلاةَ الفجرِ ضُحىً قضاءً.

كذلك لمّا شُغِلُوا لمّا شغلهم المشركون عن صلاةِ الظهرِ وصلاةِ العصرِ قضاها النبيُّ -صلّى الله عليه وسلّم- بعدَ المغربِ، فدعا عليهم الرسولُ وقالَ ملأَ اللهُ أجوافَهم وقبورَهم ناراً كما شغلُونا عن الصلاةِ الوسطى صلاةِ العصرِ.

 

– القارئ: (عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ النَّبِيَّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – قَالَ: «مَنْ نَسِيَ صَلَاةً فَلْيُصَلِّهَا إذَا ذَكَرَهَا لَا كَفَّارَةَ لَهَا إلَّا ذَلِكَ» مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

– الشيخ: إذا ذكرَها أي وقتَ ذكرِها، أي ولو كانَ في وقتِ طلوعِ الشمسِ أو غروبِ الشمسِ.

 

– القارئ: وَلِمُسْلِمٍ: «إذَا رَقَدَ أَحَدُكُمْ عَنْ الصَّلَاةِ أَوْ غَفَلَ عَنْهَا فَلْيُصَلِّهَا إذَا ذَكَرَهَا، فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ: وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي».

(وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – قَالَ: «مَنْ نَسِيَ صَلَاةً فَلْيُصَلِّهَا إذَا ذَكَرَهَا، فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ: وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي» رَوَاهُ الْجَمَاعَةُ إلَّا الْبُخَارِيَّ وَالتِّرْمِذِيَّ).

وَفِيهِ أَنَّ الْفَوَائِتَ..

– الشيخ: وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي يعني عند ذكري أو وقتَ ذكري وهو معنى قوله: إذا ذكرَها؛ لأنَّ ذكرَ العبدِ للصلاة هو من هو ذكرٌ لله ِذكرٌ لحقِّه سبحانه وتعالى.

 

– القارئ: وَفِيهِ أَنَّ الْفَوَائِتَ يَجِبُ قَضَاؤُهَا عَلَى الْفَوْرِ وَأَنَّهَا تُقْضَى فِي أَوْقَاتِ النَّهْيِ وَغَيْرِهَا، وَأَنَّ مَنْ مَاتَ وَعَلَيْهِ صَلَاةٌ فَإِنَّهَا لَا تُقْضَى عَنْهُ وَلَا يُطْعَمُ عَنْهُ لَهَا لِقَوْلِهِ: «لَا كَفَّارَةَ لَهَا إلَّا ذَلِكَ» وَفِيهِ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ شَرْعَ مَنْ قَبْلَنَا شَرْعٌ لَنَا مَا لَمْ يَرِدْ نَسْخُهُ.

– الشيخ: يعني يُؤخَذُ هذا من قولِه استشهادُ النبيِّ بقوله سبحانه: (وأقمِ الصلاةَ لذكري)، فإنَّ هذا ممّا خاطبَ اللهُ به موسى عليه السلام، الشيخُ يأخذُ من هذا أنَّ مَن شاءَ أن شرع من قبلنا شرع لنا إذا لم يأتِ شرعُنا بنسخِه بخلافِه.

 

– القارئ: وَعَنْ أَبِي قَتَادَةَ قالَ: ذكرُوا للنبيِّ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- نَوْمَهُمْ عَنْ الصَّلَاةِ، فَقَالَ: إنَّهُ لَيْسَ فِي النَّوْمِ تَفْرِيطٌ إنَّمَا التَّفْرِيطُ فِي الْيَقَظَةِ، فَإِذَا نَسِيَ أَحَدُكُمْ صَلَاةً أَوْ نَامَ عَنْهَا فَلْيُصَلِّهَا إذَا ذَكَرَهَا». رَوَاهُ النَّسَائِيُّ وَالتِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ.

– الشيخ: ليسَ في النومِ تفريطٌ، الإنسانُ إذا نامَ ولم يستيقظْ للصلاةِ فليسَ بمُفرِّطٍ، لكنَّ مَن نامَ وهوَ لا ينوي أنْ يقومَ والعياذُ باللهِ، فمَن يجعلُ يوقّتُ الساعةَ على وقتِ كذا ولا يعتبرُ وقتَ الصلاةِ فهذا مُفرِّطٌ أيُّ مُفرَّطٍ تفريطُه عظيمٌ، لأنَّه مُتعمِّدٌ للنومِ عن الصلاةِ، مُتعمِّدٌ للنومِ عن الصلاةِ، وتعمُّدُ النومِ عن الصلاةِ لا يكونُ عُذراً. ليسَ بعُذرٍ لكنَّ النومَ الغالبَ أو المعتادَ نامَ الإنسانُ وفاتَ عليه وقت الصلاة الحمدُ لله، إذا قامَ صلَّى.

– طالب: إذا كَثُر نقصُ الفوائتِ.

– الشيخ: يقضيها يقضيها، نعم.

– طالب: يقضيها يعني بوقتٍ واحدٍ؟

– الشيخ: أي عجل [بالتأكيد].

– طالب: فوّت عليه عشرة أيّام.

– الشيخ: عليه عشرة أيَّام يقضيها مرتَّبة بحسبِ الوقتِ يصلَّيها ضحى عصر ظهر.. يستمرُّ حتَّى يقضيها.

 

– القارئ: «وَعَنْ أَبِي قَتَادَةَ فِي قِصَّةِ نَوْمِهِمْ عَنْ صَلَاةِ الْفَجْرِ قَالَ: ثُمَّ

– الشيخ: يعني هذا الكلام من يعني في المعذور، أمّا من ترك مُتعمِّد فهذا له شأنٌ آخرٌ.

– القارئ: قالَ: ثُمَّ أَذَّنَ بِلَالٌ بِالصَّلَاةِ فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ صَلَّى الْغَدَاةَ فَصَنَعَ كَمَا كَانَ يَصْنَعُ كُلَّ يَوْمٍ» رَوَاهُ أَحْمَدُ وَمُسْلِمٌ.

وَفِيهِ دَلِيلٌ عَلَى الْجَهْرِ فِي قَضَاءِ الْفَجْرِ نَهَارًا

– الشيخ: على الجهر؟

– القارئ: في قضاءِ الفجرِ نهاراً.

– الشيخ: يصليها كما كان يصليها.

– القارئ: وَعَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ: «سَرَيْنَا مَعَ النَّبِيِّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – فَلَمَّا كَانَ فِي آخِرِ اللَّيْلِ عَرَّسْنَا فَلَمْ نَسْتَيْقِظْ حَتَّى أَيْقَظَنَا حَرُّ الشَّمْسِ فَجَعَلَ الرَّجُلُ مِنَّا يَقُومُ دَهِشًا إلَى طَهُورِهِ، قالَ: فأمرَهُم النبيُّ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- أنْ يسكنُوا ثمَّ ارتحلْنا..

– الشيخ: أن يسكنوا يعني يطمئنُّوا، لا حرجَ عليكم؛ لأنَّهم قامُوا دَهِشِين فَزِعِين، الرسول طبعاً لا حرجَ عليكم الحمدُ لله.

 

– القارئ: ثمَّ ارتحلْنا فسِرْنا حتَّى إذا ارتفعَتِ الشَّمسُ توضَّأَ ثُمَّ أَمَرَ بِلَالًا فَأَذَّنَ، ثُمَّ صَلَّى الرَّكْعَتَيْنِ قَبْلَ الْفَجْرِ ثمَّ أقامَ..

– الشيخ: يعني ركعتي يعني ركعتين الفجر قبل الفجر يعني الركعتين الّلتينِ تُصلَيان قبلَ صلاةِ الفجرِ.

 

– القارئ: ثُمَّ أَقَامَ فَصَلَّيْنَا فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – أَلَا نُعِيدُهَا فِي وَقْتِهَا مِنْ الْغَدِ؟ فَقَالَ: أَيَنْهَاكُمْ رَبُّكُمْ عَنْ الرِّبَا وَيَقْبَلُهُ مِنْكُمْ» رواهُ أحمدُ في مُسندِهِ.

فِيهِ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ الْفَائِتَةَ يُسَنُّ لَهَا الْأَذَانُ وَالْإِقَامَةُ وَالْجَمَاعَةُ، وَأَنَّ النِّدَاءَيْنِ مَشْرُوعَانِ.

– الشيخ: يعني والجماعة يعني إذا كانتْ إذا فاتتْ يعني الّذين فاتتهم جماعة يصلّون جماعة، أما من فاتته الصلاة المفروض يصلي بنفسه.

– طالب: …

– الشيخ: إذا صلَّاها ضحىً مثلاً يصلَّي يجهر بها، إذا كانوا جماعة، وإذا كان مفرد هو بالخيار إنْ شاءَ جهرَ وإن شاءَ.

– القارئ: وَأَنَّ النِّدَاءَيْنِ مَشْرُوعَانِ فِي السَّفَرِ، وَأَنَّ السُّنَنَ الرَّوَاتِبَ تُقْضَى.

– الشيخ: وأنَّ الرواتب تُقضى وأنَّ ركعتي الفجرِ تُصليان سفراً وحضراً، ليستْ كسائرِ الرواتبِ، راتبةُ الفجرِ هذه لا يشملها حكم الرواتب في السفر، بل يصليها هذا نص صريح بأنّ الرسولَ صلّى ركعتي الفجر، في السفر.

 

– القارئ: بَابُ التَّرْتِيبِ فِي قَضَاءِ الْفَوَائِتِ

عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ «أَنَّ عُمَرَ جَاءَ يَوْمَ الْخَنْدَقِ بَعْدَ مَا غَرَبَتْ الشَّمْسُ فَجَعَلَ يَسُبُّ كُفَّارَ قُرَيْشٍ، وَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا كِدْتُ أُصَلِّي الْعَصْرَ حَتَّى كَادَتِ الشَّمْسُ أن تَغْرُبُ.

– الشيخ: هذا يدلُّ على أنَّه صلَّى لمَّا يعني لما خشيَ فوات الوقت صلّى، ما صلّيتها ما صلّيت العصر حتّى كادت الشمس أن تغرب، كادت يعني قاربت معناه أنَّه صلّى العصر قبل، نعم "فقال رسول الله" نعم..

 

– القارئ: فَقَالَ النَّبِيُّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: وَاَللَّهَ مَا صَلَّيْتُهَا فَتَوَضَّأَ وَتَوَضَّأْنَا فَصَلَّى الْعَصْرَ بَعْدَمَا غَرَبَتْ الشَّمْسُ ثُمَّ صَلَّى بَعْدَهَا الْمَغْرِبَ» مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

 وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: حُبِسْنَا يَوْمَ الْخَنْدَقِ عَنْ الصَّلَاةِ حَتَّى كَانَ بَعْدَ الْمَغْرِبَ بِهَوِيٍّ مِنْ اللَّيْلِ حتَّى كُفِينَا، وَذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ: وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا [الأحزاب: 25]

قَالَ: فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – بِلَالًا فَأَقَامَ الظُّهْرَ فَصَلَّاهَا فَأَحْسَنَ صَلَاتهَا كَمَا كَانَ يُصَلِّيهَا فِي وَقْتِهَا، ثُمَّ أَمَرَهُ فَأَقَامَ الْعَصْرَ فَصَلَّاهَا فَأَحْسَنَ صَلَاتَهَا كَمَا كَانَ يُصَلِّيهَا فِي وَقْتِهَا، ثُمَّ أَمَرَهُ فَأَقَامَ الْمَغْرِبَ فَصَلَّاهَا كَذَلِكَ» قَالَ: وَذَلِكَ قَبْلَ أَنْ يُنَزِّلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي صَلَاةِ الْخَوْفِ فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالا أَوْ رُكْبَانًا [البقرة:239] رَوَاهُ أَحْمَدُ وَالنَّسَائِيُّ وَلَمْ يَذْكُرْ الْمَغْرِبَ.

وَفِيهِ دَلِيلٌ عَلَى الْإِقَامَةِ لِلْفَوَائِتِ وَعَلَى أَنَّ صَلَاةَ النَّهَارِ وَإِنْ قُضِيَتْ لَيْلًا لَا يُجْهَرُ فِيهَا، وَعَلَى أَنَّ تَأْخِيرَهُ يَوْمَ الْخَنْدَقِ نُسِخَ بِشَرْعِ صَلَاةِ الْخَوْفِ.

– الشيخ: الله أكبر الله أكبر، نعم بعده.

– القارئ: أَبْوَابُ الْأَذَانِ

– الشيخ: حسبُك..

– طالب: …

– الشيخ: روايات … هو جاء في الحديث أنهم ارتحلوا قال أن هذا مكان حضر فيه الشيطان.

– طالب: جواز التراخي إذا خرج وقت الصلاة؟

– الشيخ: لا، تراخي وش معنى تراخي؟

– طالب: …

– الشيخ: أي ما يخالف شوي يعني شوي تحوّل يعني، تحوّل ما هو مثل يعني رح توضأ وإذا رحت تنتقل للمكان المناسب، ما هو بتراخي بمعنى يعني تصليها آخر الضحى أو يصلّيها بعد الظهر لا، يعني تراخي نسبي.

– طالب: يعني إذا كان لمصلحة الصلاة.

– الشيخ: أي لمصلحة الصلاة ماشي، المكان ما هو مناسب المكان ما هو مناسب تقدّموا قليلاً.

 

 

معلومات عن السلسلة


  • حالة السلسلة :مكتملة
  • تاريخ إنشاء السلسلة :
  • تصنيف السلسلة :الحديث وعلومه