الرئيسية/شروحات الكتب/المنتقى في الأحكام الشرعية من كلام خير البرية/(26) باب من صلى في قميص غير مزرر تبدو منه عورته في الركوع أو غيره
file_downloadsharefile-pdf-ofile-word-o

(26) باب من صلى في قميص غير مزرر تبدو منه عورته في الركوع أو غيره

بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ

التَّعليق على كتاب (المنتقى) للمجد ابن تيميَّة

الدَّرس السَّادس والعشرون

***    ***    ***

 

– القارئ: بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ، قالَ مجدُ الدينِ ابنُ، قالَ الإمامُ مجدُ الدينِ ابنُ تيميةَ -رحمَهُ اللهُ تعالى- في كتابِهِ المُنتقى:

بَابُ مَنْ صَلَّى فِي قَمِيصٍ غَيْرِ مُزَرَّرٍ تَبْدُو مِنْهُ عَوْرَتُهُ فِي الرُّكُوعِ أَوْ غَيْرِهِ تَبْدُو مِنْهُ عَوْرَتُهُ فِي الرُّكُوعِ أَوْ غَيْرِهِ.

– الشيخ: إذا كان القميصُ واسعَ الجيبِ وكذا واسع وليس بمزرور إذا ركعَ الإنسانُ يقعُ بصرُه على عورتِه، يكونُ تكونُ العورةُ مكشوفةً من هذا الجانب، فإذا كان الجيبُ واسعاً فإنّه ينبغي أن يُزرَّ بشيءٍ بزرار يعني نسبة فيه كما هو في ملابسنا الآن معتاد، أو يأتي بشيء شوكة أو شيء يزره به حتّى لا تكون تبدو العورة.

وهذا يعني معناه أنّه مطلوبٌ أن يسترَ عورتَه حتَّى عن نفسِه، في الصلاةِ ما ينظرُ إلى عورتِه ولا يدعُ قميصَه مفتوحَ الجيبِ بحيثُ أنَّه إذا ركع أو سجد ما ينظر هناك، نعم باب.

 

– القارئ: بَابُ مَنْ صَلَّى فِي قَمِيصٍ غَيْرِ مُزَرَّرٍ تَبْدُو مِنْهُ عَوْرَتُهُ فِي الرُّكُوعِ أَوْ غَيْرِهِ.

عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ قَالَ: قُلْت: يَا رَسُولَ اللَّهِ إنِّي أَكُونُ فِي الصَّيْدِ وَأُصَلِّي وَلَيْسَ عَلَيَّ إلَّا قَمِيصٌ وَاحِدٌ، قَالَ: فَزُرَّهُ وَإِنْ لَمْ تَجِدْ.

– الشيخ: ما عليه إلَّا قميصٌ واحدٌ ما في سراويل، الآن وللهِ الحمدُ يعني الآن إذا لبسَ الإنسانُ السراويلَ خلاص عورتُه مستورةٌ، يعني أصبحَ القميصُ وإنْ كانَ واسعَ الجيبِ فالعورةُ حينئذٍ مستورةٌ، ولهذا قالَ: ليسَ عليَّ إلَّا قميصٌ واحدٌ.

 

– القارئ: «فَزُرَّهُ وَإِنْ لَمْ تَجِدْ إلَّا شَوْكَةً». رَوَاهُ أَحْمَدُ وَأَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيُّ.

وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ «أَنَّ النَّبِيَّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – نَهَى أَنْ يُصَلِّيَ الرَّجُلُ حَتَّى يَحْتَزِمَ». رَوَاهُ

– الشيخ: يحتزم يربطُ على بطنِه حزامٌ لأنّه إذا فعلَ ذلكَ ما تظهرُ عورتُه فيما إذا كانَ الجيبُ واسعاً.

– القارئ: رَوَاهُ أَحْمَدُ وَأَبُو دَاوُد.

وَعَنْ عُرْوَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «أَتَيْتُ النَّبِيَّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – فِي رَهْطٍ مِنْ مُزَيْنَةُ فَبَايَعْنَاهُ، وَإِنَّ قَمِيصَهُ لَمُطْلَقٌ قَالَ: فَبَايَعْتُهُ فَأَدْخَلْتُ يَدِي قَمِيصِهِ فَمَسِسْتُ خَاتَمَ، قَالَ..

– الشيخ: لعلَّه يريدُ خاتمَ النبوَّةَ، والخاتمُ ظاهرٌ بدونِ بدونِ أن يدخلَ يدَه، يعني الصورة فيما يبدو أنَّ الجيبَ أنَّه كانَ قميصه مثل كان كم واسع، يظهر من التوصيف الكم واسع، فأدخل يديه وإذا كان الكم واسع سهل يدخل يده يقول: فمسسْت الخاتم، كمّل نشوف شوي.

 

– القارئ: قَالَ عُرْوَةُ: فَمَا رَأَيْت مُعَاوِيَةَ وَلَا أَبَاهُ فِي شِتَاءٍ وَلَا حَرٍّ إلَّا مُطْلِقَيْ أَزْرَارِهِمَا لَا يُزَرِّرَانِ أَبَدًا» رَوَاهُ أَحْمَدُ وَأَبُو دَاوُد. وَهَذَا مَحْمُولٌ عَلَى أَنَّ الْقَمِيصَ لَمْ يَكُنْ وَحْدَهُ

– الشيخ: صارَ يعني التوصيفُ أنّه كانَ القميصُ مطلقَ الجيبِ يعني غير مزرورٍ، مُطلقٌ غيرُ مزرورِ فأدخلَ يدَه من نفس الجيب لا في الكم، يعني مطلق أي غير مزرر.

 

– القارئ: بَابُ اسْتِحْبَابِ الصَّلَاةِ فِي ثَوْبَيْنِ وَجَوَازِهَا فِي الثَّوْبِ الْوَاحِدِ.

– الشيخ: قلْتُ لكم أنَّ الثوبَ في اللغةِ يطلقُ على الآن في اصطلاحِنا الثوبُ القميص، في عرفِنا الثوب القميص، لكن في اللغة لأ يشمل الإزار والرداء والقميص كلُّه اسمه ثوب، ولهذا يقالُ للمحرمِ يحرمُ في ثوبين ثوبين يعني إزار ورداء، وقال عليه الصلاة والسلام في شأنِ المحرمِ الّذي وقصته راحلته: "كفِّنوه في ثوبيه"، قميص كلّه ثوب، لا إله إلّا الله.

 

– القارئ: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ «أَنَّ سَائِلًا سَأَلَ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَنْ الصَّلَاةِ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ، فَقَالَ

– الشيخ: أَوَ أَوَلِكُلِّكُمْ أَوَ

– القارئ: نعم، ثَوْبَانِ. رَوَاهُ الْجَمَاعَةُ إلَّا التِّرْمِذِيَّ زَادَ الْبُخَارِيُّ فِي رِوَايَةٍ: ثُمَّ سَأَلَ رَجُلٌ عُمَرَ فَقَالَ: إذَا وَسَّعَ اللَّهُ فَوَسِّعُوا جَمَعَ رَجُلٌ عَلَيْهِ ثِيَابَهُ، صَلَّى رَجُلٌ فِي إزَارٍ وَرِدَاءٍ، فِي إزَارٍ وَقَمِيصٍ، فِي إزَارٍ وَقِبَا، فِي سَرَاوِيلَ وَرِدَاءٍ، فِي سَرَاوِيلَ وَقَمِيصٍ

– الشيخ: يعني كلُّه واسعٌ، إذا كانت الأمورُ متيسرةً يتخيَّرُ الإنسانُ، يختارُ الإزارَ والرداءَ في سراويلَ ورداءَ في كذا في كذا في في قميص ورداء، إذا اللهُ وسَّعَ فينبغي للإنسانِ أن يتوسَّعَ ولا يضيّق على نفسه مع التوسعة ومع … يرتدي لباساً ضيقاً، فاللباسُ يُقصَدُ أوَّلاً لسترِ العورةِ والثاني الزينة، يَا بَنِي آَدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ[الأعراف:31] الله المستعان نعم.

– القارئ: فِي سَرَاوِيلَ وَقَبَا، فِي تُبَّانٍ وَقِبَا

– الشيخ: التُبَّانُ سروالٌ قصيرٌ، السروالُ القصيرُ يشبهُ إلي يسمَّونه الآن هاف هاف، سروالٌ قصيرٌ تبّاَن يسترُ السوءةَ العورةَ المغلَّظةَ، لكنَّه يلبسُ عليه القباء القباء يلبسُ عليه، والقباء كأنَّه يشبهُ كأنّه يشبهُ يعني الجُبَّةَ أو .. الطويل.

 

– القارئ: فِي تُبَّانٍ وَقَمِيصٍ. قَالَ: وَأَحْسَبُهُ قَالَ: فِي تُبَّانٍ وَرِدَاءٍ.

– الشيخ: ورداء؟

– القارئ: نعم

– الشيخ: هذا ظنّ نعم.

– القارئ: وَعَنْ جَابِرٍ «أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- صَلَّى فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ مُتَوَشِّحًا بِهِ». مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

– الشيخ: لا إله إلَّا الله، متوشحاً به يعني ملتحفٌ به على على عاتقيهِ، كما أرشدَ جابرُ وغيرُه إلى هذا، إذا كانَ الثوبُ واسعاً فالتحفْ به، وإذا ما كانَ في إلَّا ثوبٌ واحدٌ ضيِّقٌ فيتزرُ به و المشتكى إلى الله.

 

– القارئ: وَعَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ: «رَأَيْت النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يُصَلِّي فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ مُتَوَشِّحًا بِهِ فِي بَيْتِ أُمِّ سَلَمَةَ قَدْ أَلْقَى طَرَفَيْهِ عَلَى عَاتِقَيْهِ».

– الشيخ: هذا هو هذا هذه الروايةُ تشرحُ الّتي قبلَها، نعم قد ألقى طرفيهِ.

– القارئ: قَدْ أَلْقَى طَرَفَيْهِ عَلَى عَاتِقَيْهِ». رَوَاهُ الْجَمَاعَةُ.

– الشيخ: يعني يظهر يظهرُ من التوصيفِ أنَّه يصير يعني قماشٌ عريضٌ وعريضٌ يسترُ يتوشَّحُ به يلتحفُ به فيسترُ عاتقيه، وطرفُه الآخرُ قد لفَّه على يعني لفَّه على يعني على عورته ولفَّه على على أسفلِ بدنِه فيسترُ العورة ويسترُ العاتقين.

 

– القارئ: بَابُ كَرَاهِيَةِ اشْتِمَالِ الصَّمَّاءِ.

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: «نَهَى رَسُولُ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – أَنْ يَحْتَبِيَ الرَّجُلُ فِي الثَّوْبِ الْوَاحِدِ لَيْسَ عَلَى فَرْجِهِ مِنْهُ شَيْءٌ، وَأَنْ يَشْتَمِلَ الصَّمَّاءَ بِالثَّوْبِ الْوَاحِدِ لَيْسَ عَلَى أَحَدِ شِقَّيْهِ مِنْهُ: يَعْنِي شَيْءٌ» مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ، وَفِي لَفْظٍ لِأَحْمَدَ: «نَهَى عَنْ لِبْسَتَيْنِ: أَنْ يَحْتَبِيَ أَحَدُكُمْ فِي الثَّوْبِ الْوَاحِدِ لَيْسَ عَلَى فَرْجِهِ مِنْهُ شَيْءٌ، وَأَنْ يَشْتَمِلَ فِي إزَارِهِ إذَا مَا صَلَّى.

– الشيخ: "إذا ما صلّى" يعني: إذا صلّى

– القارئ: إلَّا أَنْ يُخَالِفَ بِطَرَفَيْهِ عَلَى عَاتِقَيْهِ.

– الشيخ: كلُّ هذا يؤكِّدُ ما سبقَ في حديثِ أبي هريرةَ: لا يصلِّ أحدَكم في الثوبِ الواحدِ ليسَ على عاتقِه منه شيءٌ.

 

– القارئ: وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ «أَنَّ النَّبِيَّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – نَهَى عَنْ اشْتِمَالِ الصَّمَّاءِ وَالِاحْتِبَاءِ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ لَيْسَ عَلَى فَرْجِهِ مِنْهُ شَيْءٌ». رَوَاهُ الْجَمَاعَةُ إلَّا التِّرْمِذِيَّ فَإِنَّهُ رَوَاهُ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَلِلْبُخَارِيِّ «نَهَى عَنْ لِبْسَتَيْنِ»، وَاللِّبْسَتَانِ: اشْتِمَالُ الصَّمَّاءِ وَالصَّمَّاءُ: أَنْ يَجْعَلَ ثَوْبَهُ عَلَى أَحَدِ عَاتِقَيْهِ فَيَبْدُوَ أَحَدُ شِقَّيْهِ لَيْسَ عَلَيْهِ ثَوْبٌ، وَاللِّبْسَةُ الْأُخْرَى احْتِبَاؤُهُ بِثَوْبِهِ، وَهُوَ جَالِسٌ لَيْسَ عَلَى فَرْجِهِ مِنْهُ شَيْءٌ.

– الشيخ: هذا شرحٌ لبستين نهى رسول الله عن لبستين، اللبسةُ الهيئةُ في اللباسِ، فِعلة في اللغةِ العربيّةِ لِبسة فِعلة هذه اسم الهيئة يعني الصفة، هيئة الشيء لِبسة قِتلة قِعدة، قِعدته كذا يعني جالس على الهيئة الفلانيّة.

فنهى رسولُ اللهِ عن لبستين اشتمالُ الصمَّة وأن يحتبي في الثوب الواحد ليس على فرجه منه شيء، يجلس وناصباً ساقيه هكذا وليس عليه ما عندَه سروالٌ عندك سروالٌ الأمرُ واسعٌ يتصرَّفُ الإنسانُ ويجلسُ و يباعدُ بين رجليه.

السروالُ فيه سترٌ يعني عظيمٌ، لكن يأتي ووهو ليس عليه شيء فيأتي بثوب ويجيبه من الخلف يشدُّه من هنا، إذاً العورة إذاً من فوق بادية، إلّا أن يكون له طرف ويجعله على عورته ولكن يحتبي بهذا يحتبي الاحتباء أن يشدَّ ساقيه إلى قفاه هكذا وهو جالسٌ، يجلسُ على مقعدته وينصبُ ساقيه ويأتي بشيء من خلفه ويشدُّه من الأمام. فإذا لم يكنْ عليه سروالٌ ولا شيء آخر تكون العورة بادية، بادية يعني من فوق.

 

– القارئ: بَابُ النَّهْيِ عَنْ السَّدْلِ وَالتَّلَثُّمِ فِي الصَّلَاةِ.

– الشيخ: إلى آخره قف على هذا.. لا إله إلَّا الله وحده لا شريك له، واشتمالُ الصمَّةِ وصفوها يعني أقرب ما نشبهُها ونقرِّبُها بالاضطباع … بالثوبِ الطويلِ ثوب كما قلنا أنّه ما هو قميص … ويجعل طرفيه على عاتقه، فيصير أحدُ الشقين من تحت بادي، فنُهي عن اللبستين كلُّه يعني تأكيداً لسترِ العورةِ.

فالاحتباءُ في ثوبٍ واحدٍ هذا يتضمَّنُ انكشاف العورة وكذلك لبسة اشتمال الصمَّاء، يتضمّن أيضاً انكشاف أحد جانبي العورة من تحت أو يكون عرضة لانكشاف العورة، إذا جاءَ طرفيه على عاتقه الكتف الأيمن أو الأيسر يمكن يرتخي فيسقطُ اللباسُ وتنكشفُ العورةُ.

وبهذا يُعلَمُ أنَّ المقصدَ الأعظمَ من من اللباس هو سترُ العورةَ، يَا بَنِي آَدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا، قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآَتِكُمْ وَرِيشًا[الأعراف:26].

يعني وجمالاً لكم، لا إله إلَّا الله، اقرأ شرح الباب الأوّل نشوف [لنرى]

 

– القارئ: قالَ الشوكانيُّ -رحمَهُ اللهُ-:

الْحَدِيثُ أَخْرَجَهُ أَيْضًا الشَّافِعِيُّ وَابْنُ خُزَيْمَةَ وَالطَّحَاوِيُّ وَابْنُ حِبَّانَ وَالْحَاكِمُ وَعَلَّقَهُ الْبُخَارِيُّ فِي صَحِيحِهِ وَوَصَلَهُ فِي تَارِيخِهِ، وَقَالَ: فِي إسْنَادِهِ نَظَرٌ. قَالَ الْحَافِظُ: وَقَدْ بَيَّنْتُ طُرُقَهُ فِي تَغْلِيقِ التَّعْلِيقِ وَلَهُ شَاهِدٌ مُرْسَلٌ، وَفِيهِ انْقِطَاعٌ أَخْرَجَهُ الْبَيْهَقِيُّ.

وَقَدْ رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ أَيْضًا عَنْ إسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ مُوسَى بْنِ إبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ سَلَمَةَ، زَادَ فِي الْإِسْنَادِ رَجُلًا.

– الشيخ: بعده بعده شوف والحديث دليل.

– القارئ: نعم، قَوْلُهُ: (فِي الصَّيْدِ) جَاءَ فِي رِوَايَةٍ بِلَفْظِ: "إنَّا نَكُونُ فِي الصَّفِّ، قال: وَفِي أُخْرَى "بِالصَّيْفِ" وَقَدْ.

– الشيخ: في عندنا وحدة رواية: في الصيف ووحدة في الصيد ووحدة في الصف؟

– القارئ: نعم.

– الشيخ: ووحدة في الصيف؟

– القارئ: نعم

وَقَدْ جَمَعَ ابْنُ الْأَثِيرِ بَيْنَ الرِّوَايَاتِ فِي شَرْحِهِ لِلْمُسْنَدِ بِمَا حَاصِلُهُ أَنَّ ذِكْرَ الصَّيْدِ؛ لِأَنَّ الصَّائِدَ يَحْتَاجُ أَنْ يَكُونَ خَفِيفًا لَيْسَ عَلَيْهِ مَا يُشْغِلُهُ عَنْ الْإِسْرَاعِ فِي طَلَبِ الصَّيْدِ، وَذِكْرُ الصَّفِّ مَعْنَاهُ أَنْ يُصَلِّيَ فِي جَمَاعَةٍ، وَلَيْسَ عَلَيْهِ إلَّا قَمِيصٌ وَاحِدٌ فَرُبَّمَا بَدَتْ عَوْرَتُهُ، وَذِكْرُ الصَّيْفِ مَعْنَاهُ.

– الشيخ: قميصٌ واحدٌ ما، أقولُ القميصُ من أحسنِ الثيابِ إذا كانَ يعني عادي يعني طويل بِلا إسبالٍ فإنَّه يحصل به الستر الستر التامّ، نعم نعم.

 

– القارئ: وَذِكْرُ الصَّيْفِ مَعْنَاهُ مَظِنَّةٌ لِلْحَرِّ سِيَّمَا فِي الْحِجَازِ لَا يُمْكِنُ مَعَهُ الْإِكْثَارُ مِنْ اللِّبَاسِ.

قَوْلُهُ: (فَزَرَّهُ) هَكَذَا وَقَعَ هُنَا

– الشيخ: لا قولهُ..

– القارئ: قَوْلُهُ: (فَزَرَّهُ)

– طالب: فَزُرَّهُ

– القارئ: (فَزُرَّهُ) هَكَذَا وَقَعَ هُنَا. وَفِي رِوَايَةِ الْبُخَارِيِّ قَالَ: " يَزُرُّهُ ". وَفِي رِوَايَةِ أَبِي دَاوُدَ " فَازْرِرْهُ ".

– الشيخ: المعنى واحد ألفاظ متقاربة.. فَزُرَّهُ و ازْرِرْهُ أو فيزُرَّهُ نعم.

– القارئ: وَفِي رِوَايَةِ ابْنِ حِبَّانَ وَالنَّسَائِيُّ " زُرَّهُ " وَالْمُرَادُ شَدُّ الْقَمِيصِ، وَالْجَمْعُ بَيْنَ طَرَفَيْهِ لِئَلَّا تَبْدُوَ عَوْرَتُهُ وَلَوْ لَمْ يُمْكِنْهُ ذَلِكَ إلَّا بِأَنْ يَغْرِزَ فِي طَرَفِهِ شَوْكَةً يَسْتَمْسِكُ بِهَا.

وَالْحَدِيثُ يَدُلُّ عَلَى جَوَازِ الصَّلَاةِ فِي الثَّوْبِ الْوَاحِدِ وَفِي الْقَمِيصِ مُنْفَرِدًا عَنْ غَيْرِهِ مُقَيَّدًا بِعِقْدِ الزِّرَارِ، وَقَدْ تَقَدَّمَ الْخِلَافُ فِي ذَلِكَ.

وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ «أَنَّ النَّبِيَّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – نَهَى أَنْ يُصَلِّيَ الرَّجُلُ حَتَّى يَحْتَزِمَ».

هَذَا الْحَدِيثُ وَقَعَ الْبَحْثُ عَنْهُ فِي سُنَنِ أَبِي دَاوُد وَمُسْنَدِ أَحْمَدَ وَالْجَامِعِ الْكَبِيرِ وَمَجْمَعِ الزَّوَائِدِ فَلَمْ يُوجَدْ بِهَذَا اللَّفْظِ فَيُنْظَرُ فِي نِسْبَةِ الْمُصَنِّفِ لَهُ إلَى أَحْمَدَ وَأَبِي دَاوُدَ وَلَكِنَّهُ يَشْهَدُ لَهُ الْأَمْرُ بِشَدِّ الْإِزارِ عَلَى الْحَقْوِ، وَقَدْ تَقَدَّمَ؛ لِأَنَّ الِاحْتِزَامَ شَدُّ الْوَسَطِ كَمَا فِي الْقَامُوسِ وَغَيْرِهِ وَكَذَلِكَ حَدِيثُ "وَإِنْ كَانَ ضَيِّقًا فَاِتَّزِرْ بِهِ" عِنْدَ الشَّيْخَيْنِ كَمَا تَقَدَّمَ، لِأَنَّ الِاتِّزَارَ: شَدُّ الْإِزَارِ عَلَى الْحَقْوِ فَيَكُونُ هَذَا النَّهْيُ مُقَيَّدًا بِالثَّوْبِ الضَّيِّقِ كَمَا فِي غَيْرِهِ مِنْ الْأَحَادِيثِ، وَقَدْ تَقَدَّمَ الْكَلَامُ.

– الشيخ: يعني الشدُّ يعني هذه يُقصَدُ به الاحتزامُ شدُّ الوسطِ يُقصَدُ به تثبيتُ الإزارِ، إذا لم يشدَّه يكون عُرضةً، ولهذا اتّخذَ الناسُ الآن الحزامَ هذا المصنوع من جلدٍ أو نحوِه يشدُّ به الإزار ويثبّتُ الإزار ويأمن يأمن لابس الإزار من انحلاله وسقوطه، يشدُّه على وسطه.

أحياناً بعض الناس يصير ما عنده محزم ما عنده حزام، فيلفُّه وهذا يحصل به يعني يلفُّه إذا لفَّه لفَّاً جيَّداً فإنّه يستمسك، لكنّه لا يأمن أنّه مع الحركة وسرعة وركض أو شي ينحلّ.

 

– القارئ: وَعَنْ عُرْوَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ عَنْ أَبِيهِ، حديثُ الرهطِ، قال: الْحَدِيثُ أَخْرَجَهُ أَيْضًا التِّرْمِذِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ وَذَكَرَ الدَّارَقُطْنِيّ أَنَّ هَذَا الْحَدِيثَ تَفَرَّدَ بِهِ، وَذَكَرَ ابْنُ عَبْدِ الْبَرِّ أَنَّ قُرَّةَ بْنَ إيَاسٍ وَالِدَ مُعَاوِيَةَ الْمَذْكُورِ لَمْ يَرْوِ عَنْهُ غَيْرُ ابْنِهِ مُعَاوِيَةَ وَفِي إسْنَادِهِ أَبُو مَهَلٍ بِمِيمِ ثُمَّ هَاءٍ مَفْتُوحَتَيْنِ وَلَامٍ مُخَفَّفَةٍ الْجُعْفِيُّ الْكُوفِيُّ، وَقَدْ وَثَّقَهُ أَبُو زُرْعَةَ الرَّازِيّ، وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ. قَوْلُهُ: (وَعَنْ عُرْوَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ) هُوَ ابْنُ نُفَيْلٍ النُّفَيْلِيُّ وَقِيلَ: ابْنُ قُشَيْرٍ وَهُوَ أَبُو مَهَلٍ الْمَذْكُورُ الرَّاوِي عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ.

قَوْلُهُ: (إنَّ قَمِيصَهُ) بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ لِأَنَّهَا بَعْدَ وَاوِ الْحَالِ.

قَوْلُهُ: (لَمُطْلَقٌ)

– الشيخ: بعد واو الحال وإنّ، نعم.

– القارئ: أَيْ غَيْرُ مَشْدُودٍ، وَكَانَ عَادَةُ الْعَرَبِ أَنْ تَكُونَ جُيُوبُهُمْ وَاسِعَةً فَرُبَّمَا يَشُدُّونَهَا وَرُبَّمَا يَتْرُكُونَهَا مَفْتُوحَةً مُطْلَقَةً.

قَوْلُهُ: (فَمَسَسْت) بِكَسْرِ السِّينِ الْأُولَى.

– الشيخ: بكسر السين؟

– القارئ: نعم

– الشيخ: فَمَسِسْتُه، نعم.

– القارئ: قَوْلُهُ: (الْخَاتَمَ) يَعْنِي خَاتَمَ النُّبُوَّةِ تَبَرُّكًا بِهِ وَلِيُخْبِرَ بِهِ مَنْ لَمْ يَرَهُ.

قَوْلُهُ: (إلَّا مُطْلِقِيْ) بِكَسْرِ اللَّامِ وَفَتْحِ الْقَافِ وَسُكُونِ الْيَاءِ مُثَنَّى مُطْلَقٍ. وَالْحَدِيثُ يَدُلُّ.

– الشيخ: مُطْلَقَيْ مُطْلَقَيْ

– القارئ: وَالْحَدِيثُ يَدُلُّ عَلَى أَنَّ إطْلَاقَ الزُّرَارِ مِنْ السُّنَّةِ. وَالْمُصَنِّفُ أَوْرَدَهُ هَهُنَا تَوَهُّمًا مِنْهُ أَنَّهُ مُعَارَضٌ بِحَدِيثِ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ الَّذِي مَرَّ، وَلَيْسَ الْأَمْرُ كَذَلِكَ؛ لِأَنَّ حَدِيثَ سَلَمَةَ خَاصٌّ بِالصَّلَاةِ، وَهَذَا الْحَدِيثُ لَيْسَ فِيهِ ذِكْرُ الصَّلَاةِ.

وَيُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ مُرَادُ الْمُصَنِّفِ بِإِيرَادِهِ هُنَا الِاسْتِدْلَالَ بِهِ عَلَى جَوَازِ إطْلَاقِ الزُّرَارِ فِي غَيْرِ الصَّلَاةِ وَإِنْ كَانَتْ تَرْجَمَةُ الْبَابِ لَا تُسَاعِدُ عَلَى ذَلِكَ. قَالَ – رَحِمَهُ اللَّهُ -: وَهَذَا مَحْمُولٌ عَلَى أَنَّ الْقَمِيصَ لَمْ يَكُنْ وَحْدَهُ انتهى.

بَابُ اسْتِحْبَابِ الصَّلَاةِ فِي ثَوْبَيْنِ.

– الشيخ: إلى هنا بس [فقط].. ويظهرُ واللهُ أعلمُ أنَّ مثلَ هذه الأمور ترجعُ إلى العادةِ يعني الأمور عاديّة، أحياناً من الناس من يعني تارةً أحياناً يكون من عادةِ الناس المحافظة على يعني جيب القميص واتّخاذ الأزرّة الزرار، كما هو جارٍ الآن جيب فيه خمسة أزرّة، في بعض المجتمعاتِ لأ يكونُ الجيبُ مفتوحاً، والأمرُ في هذا واسعٌ المهمُّ المحافظةُ على العورة ستر العورة عن العيون.

 

 

معلومات عن السلسلة


  • حالة السلسلة :مكتملة
  • تاريخ إنشاء السلسلة :
  • تصنيف السلسلة :الحديث وعلومه