الرئيسية/شروحات الكتب/المنتقى في الأحكام الشرعية من كلام خير البرية/(31) باب ما جاء في لبس الأبيض والأسود والأخضر والمزعفر والملونات
file_downloadsharefile-pdf-ofile-word-o

(31) باب ما جاء في لبس الأبيض والأسود والأخضر والمزعفر والملونات

بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ

التَّعليق على كتاب (المنتقي) للمجد ابن تيميَّة

الدَّرس: الحادي والثلاثون

***     ***     ***

 

– القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم، قال الإمام مجد الدين ابن تيمية رحمه الله تعالى في كتابه المنتقى: باب ما جاء في لبس الأبيض والأسود والأخضر والمزعفر والملونات.

عن سمرة بن جندب قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «البسوا ثياب البياض فإنها أطهر وأطيب وكفنوا فيها موتاكم». رواه أحمد والنسائي والترمذي وصححه.

وعن أنس قال: «كان أحب الثياب إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يلبسها الحبرة» رواه الجماعة إلا ابن ماجه.

وعن أبي رمثة قال: «رأيت النبي -صلى الله عليه وسلم- وعليه بردان أخضران». رواه الخمسة إلا ابن ماجه.

وعن عائشة قالت: «خرج النبي -صلى الله عليه وسلم- ذات غداة وعليه مرط مرحل من شعر أسود». رواه أحمد ومسلم والترمذي وصححه.

وعن أم خالد قالت: «أتي النبي -صلى الله عليه وسلم- بثياب فيها خميصة سوداء، فقال: من ترون نكسو هذه الخميصة؟ فأسكت القوم، فقال: ائتوني بأم خالد فأتي بي إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فألبسنيها بيده، وقال أبلي وأخلقي مرتين، وجعل ينظر إلى علم الخميصة، ويشير بيده إلي..

– الشيخ : بنية صغيرة، أقول: هي بنية صغيرة تقول: ألبسنيها بيده صلى الله عليه وسلم، وهي يعني كان من عادتهم أنهم يكنون الصغار، يكنوه أبو فلان وأبو فلان ولا أم فلان وإن كانت صغيرة.

 

– القارئ : ويشير بيده إلي، ويقول: يا أم خالد هذا سنا، يا أم خالد هذا سنا، والسنا بلسان الحبشة: الحسن.

– الشيخ : الحسن يعني، سنا يعني: حسن، سنا: حسن، يا أم خالد سنا هذا حسن، زين يعني هاد زين، يعني طفلة هي، وهي تعرف هذه الكلمة لأنها يعني ممن كانت في الحبشة مع أهلها.

– القارئ : وعن ابن عمر: أنه كان يصبغ ثيابه ويدهن بالزعفران فقيل له: لم تصبغ ثيابك وتدهن بالزعفران؟ فقال: لأني رأيته أحب الأصباغ إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يدهن به ويصبغ به ثيابه». رواه أحمد وكذلك أبو داود والنسائي بنحوه ولفظهما: ولقد كان يصبغ ثيابه كلها حتى عمامته.

– الشيخ : حتى عمامته.. سبحان الله.. والأصباغ هذه من الأمور العادية، يعني ما نقول: إنه يسن الصبغ، صبغ الثياب بكذا أو بكذا لا، أمور عادية بل ربما يعني يكره الشيء إذا كان فيه شهرة، لأنه شاذ في عادة المجتمع، الأصل إن هذه يعني الألوان كلها مباحة وأفضلها الأبيض وأفضلها الأبيض، ولكن كلها مباحة، الأسود الأخضر كلها جاء عن النبي أنه لبسه.

كان والحبرة يعني الثياب فيها تلوين أو فيها خطوط حبرة، وكذلك أنه رئي وعليه حلة ثوبان أخضران فعلى كل حال، كلها حكمها الإباحة وليس شيء منها يقال: إنه هو سنة، يعني لبس الأخضر أو لبس الأسود أو لا، يلبس ما تيسر وما يلائم العادة ويتناسب مع العادة.

لا إله إلا الله، لكن يمكن يقال: أنه –مثلا- هذا أفضل؛ لأن … مثل أبيض ألبسوا من ثيابكم البياض وكفنوا بها موتاكم، والأبيض يميزه أنه يتبين بالدنس فينقى، لكن الألوان الأخرى لا، يعلق فيها الدنس ولا تنقى، مثل الآن عندنا الثياب الشتوية هذه مريحة ما تحتاج إلى كثير يعني غسيل و، لا لأنه ما يبين فيها الدنس.

 وفي الحديث في الدعاء دعاء الاستفتاح: "اللهم نقني من خطاياي كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس"، الثوب الأبيض يبين عليه أي شيء فينقى، أي نقطة تجي فيه يبادر الناس إلى إزالتها وتنظيفها، لا إله إلا الله، لا إله إلا الله، تقدم ما يدل على النهي عن المعصفر يعني والأحمر القاني.

 

– القارئ : باب حكم ما فيه صورة من الثياب والبسط والستور والنهي عن التصوير.

عن عائشة «أن النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يكن يترك في بيته شيئا فيه تصاليب إلا نقضه». رواه البخاري وأبو داود وأحمد ولفظه " لم يكن يدع في بيته ثوبا فيه تصليب إلا نقضه".

– الشيخ : تصليب من الصليب، تصليب يعني فيه رسمة صليب، نعم.

– القارئ : وعن عائشة: «أنها نصبت سترا فيه تصاوير فدخل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فنزعه قالت: فقطعته وسادتين فكان يرتفق عليهما». متفق عليه، وفي لفظ أحمد:  "فقطعته مرفقتين فلقد رأيته متكئا على إحداهما وفيها صورة" .

 وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «أتاني جبريل فقال: إني..

– الشيخ : لكن وإن أبيح استعمال الصور فيما هو ممتهن كالبساط والوسادة لكن هذا لا يفيد بجواز التصوير، ما يجوز التصوير لكن لو وجدت الصورة في الكساء وفي الثوب جاز اتخاذه فراشا أو وسادة أو ما أشبه ذلك، أما ابتداء يعني مصنع النسيج نقول: ما يجوز لكم أن تصوروا.

ففرق بين التصوير واستعمال الصور، فالأصل أن التصوير حرام لما تواتر عن النبي -صلى الله عليه وسلم- بالنهي عنه، والنهي عن استعمال الصور لكن في أمر الاستعمال فيه استثناء، كاستعمال يعني ما فيه صورة في ما هو ممتهن، نعم.

– طالب: المستند، أحسن الله إليكم، هذا الحديث الذي انتهى؟ هو مستند هذا الحديث يعني؟

– الشيخ : أي مستند أيش؟

– طالب: الامتهان جواز الامتهان.

– الشيخ : إي إي أجل.

– طالب: حديث يقول الصنعاني: قال فيه: أن الصور، الصورة الصورة والتمثال إذا غير لم يكن بهما بأس يعني كأنه يعني

– الشيخ : وش معنى إذا غير لم يكن بهما بأس؟

– طالب: يعني قطعتهما يقول؟

– الشيخ : إي.. طيب وش فيه؟

– طالب: يعني لم تبق الصورة على حالها.

– الشيخ : لا فيها الصورة، قطعت القماش، ما يلزم أنها جاءت وقطعت الصورة قطعت الرأس ما فيها، ما فيها هذا المعنى، قطعت القماش واتخذت منه وفيه الصورة، لا لا بس.

 

– القارئ : وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «أتاني جبريل فقال: إني كنت أتيتك الليلة فلم يمنعني أن أدخل البيت الذي أنت فيه إلا أنه كان في البيت تمثال رجل وكان في البيت قرام ستر فيه تماثيل، وكان في البيت كلب فمر برأس التمثال الذي في باب البيت يقطع يصير كهيئة الشجرة، ومر بالستر يقطع فيجعل وسادتين منتبذتين توطآن، ومر بالكلب يخرج ففعل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وإذا الكلب جرو وكان للحسن والحسين تحت نضد لهم» رواه أحمد وأبو داود والترمذي وصححه.

وعن ابن عمر أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «الذين يصنعون هذه الصور يعذبون يوم القيامة يقال لهم: أحيوا ما خلقتم».

وعن ابن عباس وجاءه رجل، فقال: إني أصور هذه التصاوير فأفتني فيها، فقال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «كل مصور في النار يجعل له بكل صورة صورها نفسا تعذبه في جهنم فإن كنت لا بد فاعلا فاجعل الشجر وما لا نفس له». متفق عليهما.

– الشيخ : الله أكبر، الله أكبر، نعم.

القارئ : باب ما جاء في لبس القميص والعمامة والسراويل.

– الشيخ : إلى هنا إلى هنا.. لا يخفى أنه دلت هذه الأحاديث على تحريم التصوير، وأنه كبيرة من كبائر الذنوب، وأن التحريم متعلق بتصوير ما فيه روح، فإن كنت لابد صانعا فافعل الشجر وما لا نفس له، ومما يدل على ذلك أنه يقال للمصور يوم القيامة للمصورين يوم القيامة أحيوا أحيوا ما خلقتم.

ودل على تحريم التصوير قوله وفعله عليه الصلاة والسلام، فنهى عن التصوير تصوير ذوات الأرواح، وقال وفي الحديث الصحيح: قال الله: "من أبلغ ممن ذهب يخلق كخلقي فليخلقوا حبة وليخلقوا ذرة وليخلقوا شعيرة"، لا إله إلا الله، سبحان الله العظيم.

وهذا جبريل -عليه السلام- امتنع من دخول بيت النبي -عليه الصلاة والسلام- للأمور الثلاثة التي ذكرها، كان فيه قرام عائشة وفيه تماثيل وهو الذي غضب النبي -صلى الله عليه وسلم- وهتكه وقامت عائشة فقطعته وجعلت منه وسائد، وكذلك التمثال قال أمر به أن يقطع رأسه حتى يكون كهيئة الشجرة، فصورة إنما تكون في الرأس فإذا الصورة لم يكن لها رأس.. أستغفر الله، وكذلك الكلب فعلم أن أن هذا يكون شاهدا للحديث "لا تدخل الملائكة بيتا فيه صورة ولا كلب"، فأمر بالكلب فأخرج، أمر بالتمثال أن يقطع رأسه حتى يكون كهيئة الشجرة، الله المستعان.

وقد عظمت الفتنة في هذا العصر أعظم ما يكون بالتصوير، تصوير المجسمات؛ لأن مجسمات صور مجسمة، وصور التي يقال: إنها ليست ذات ظل وهي الرسومات التي تكون على الثياب وعلى كذا وعلى كذا، وأفادت الأحاديث تحريم لبس ما فيه تصاوير وهو مقصود المصنع، التي فلا يجوز لبس ما فيه صورة.

وقد عمت البلوى بذلك صار الكثير من الأقمشة ولا سيما التي تجلب للنساء يعني يكثر فيها التصوير، وكذلك بعض ملابس الرجال يوجد فيها يعني رسوم وصور، فالواجب تجنب ما حرم الله من الأفعال ومن الذوات والأشياء، الأحاديث تدل على تحريم التصوير وتحريم استعمال المصورات، استعمال المصورات إلا ما كان يعني استعماله بصورة فيها امتهان، أما تعليق صورة هذا من أعظم المنكرات، تعليق الآن يوجد صور تعلق.

ثم جاءت فتنة التأويل، تأويل أن التصوير المحرم أنه ما كان بكذا باليد هذه فتنة أتاحت يعني التهاون بالصور، يعني أدت إلى التهاون بالتصوير وباستعمال المصورات، في البيوت والأماكن والدوائر والمحلات، سبحان الله.

وإذا عم البلاء وكثر الشر يعني يصعب التخلص منه إلا على من أعانه الله وأمده وقوى عزيمته على مفارقة ما عليه الناس، لأنه من أصعب الأمور مخالفة الناس، مخالفة عوائد الناس هذا هو الذي يشق على النفوس، أن يخالف ما عليه المجتمع وما عليه الجمهور.

ثم لم يزل الأمر يشتد إلى أن بلغ مبلغا لا نزيد عليه نسأل الله العافية، ما يعني … ما بقي إلا التماثيل التي تنصب كما هي موجودة في البلدان الأخرى، التماثيل المجسمة التي تنصب تمثال فلان وفلان من طواغيت البشر وشرارهم، والذين يعني سهلوا في التصوير في الكاميرا أو التصوير الجغرافي أو كما يسمونه قديما التصوير الضوئي يسمونه التصوير الضوئي، يعني لا يبيحون اقتناء الصور للذكرى واستبقاء الصور، يكون الإنسان يصور نفسه أو يصور أولاده ويحتفظ بالصور يقولون: للذكرى.

ولا يخفى أن الصور الحية اللي يسمونه تصوير حي هذا لا كلام فيه، أنه من نوع الصورة في المرآة، التصوير الحي التصوير التي بنفس الحال، يعني نقل الصورة بوسيلة من وسائل النقل مثل ما تشاهدونه –مثلا- في نقل يعني ما ما يجري يجرى من مناسبات أو مثلا مثل الآن نقل الصلاة في الحرمين..

– طالب: مباشر

– الشيخ : مباشر أي، يعني.. ثم تزول الصورة تذهب خلاص انتهى، تشاهدها مادامت الكاميرا مسلطة أو موجهة، فإذا.. هذه هي التي يمكن أن تشبه بالمرآة تماما، ومن جنسها هذه حقة البيوت التي يرى فيها الطارق وكذا، يعني يكون عند الباب عدسة وفي البيت من الداخل شاشة يشاهد، الله أكبر، هذه.. يعني حكمها حكم المرآة؛ لأنها مجرد تنقل الصورة الواقعية نفس اللحظة، فلو ذهب من عند الباب خلاص زالت، تشاهده مادام موجودا.

ولا شك أن بعضهم شر من بعض، فإذا كانت الصور إذا كانت صور نساء فاتنة انضاف إلى مفسدة التصوير مفسدة الفتنة والشهوانية، وإذا كانت صور معظمين فكانت المفسدة أعظم وهكذا.

– طالب: الفيديو أحسن الله إليكم، ما يقع من تصوير الدروس العلم.

– الشيخ : والله أنا أعتبره غلط، فضول هذا اسمه فضول، دروس! أي حاجة؟! حتى يقولون في بعض الأشياء يقولون: هذا للتوثيق، لا يا أخي ما هو للتوثيق، التوثيق خبر الثقة، وإلا فالذي يريد يلبس يصور يعني يمثل مجمع أو اجتماع أو مجلس ولم يكن من ذلك شيء يصوره، فالمعول على خبر الثقة، يعني يظهر أن القاضي لا يعول على الصورة؛ لأن الصورة الآن كما يقولون يعني ترتب وتدبلج، ويتحكم فيها تكبيرا وتصغيرا، ثم ما يقال من إنها ليست تصويرا بل هي نقل، لا ما هذا لا يسلم بل هو تصوير، ولهذا يتحكمون فيها، يعني بالألوان بالتلوين بالتكبير بالتصغير، إذا هو لهم فيها عمل، نعم يا محمد اقرأ أنت، نعم.

سبحان الله العظيم ابتلاء هذا كله ابتلاء، ليميز الله الخبيث من الطيب، ويميز الصادقين من الكاذبين، أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون (2) ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا [العنكبوت:2-3].

 

معلومات عن السلسلة


  • حالة السلسلة :مكتملة
  • تاريخ إنشاء السلسلة :
  • تصنيف السلسلة :الحديث وعلومه