الرئيسية/شروحات الكتب/المنتقى في الأحكام الشرعية من كلام خير البرية/(32) باب ما جاء في لبس القميص والعمامة والسراويل
file_downloadsharefile-pdf-ofile-word-o

(32) باب ما جاء في لبس القميص والعمامة والسراويل

بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ

التَّعليق على كتاب (المنتقي) للمجد ابن تيميَّة

الدَّرس: الثَّاني والثلاثون

***     ***     ***

 

– القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، قال الإمام مجد الدين ابن تيميةرحمه الله تعالى في كتابه المنتقى:

باب ما جاء في لبس القميص والعمامة والسراويل.

عن أبي أمامة قال: «قلنا يا رسول الله إن أهل الكتاب يتسرولون ولا يتزرون، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: تسرولوا واتزروا وخالفوا أهل الكتاب».

وعن مالك بن عميرة قال: «بعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رجل سراويل قبل الهجرة فوزن لي فأرجح لي» رواه أحمد وابن ماجه.

– الشيخ : يعني … الدراهم، كانت الدراهم، العجيب أنها يعني ما تعد، تعد أحيانا وتوزن أحيانا، مثل ما جاء ليس فيما دون خمس أواق صدقة، بوزن، يشتري منه كذا بأوقية، يشتري كذا بأوقيتين، يقول: فوزن لي فأرجح، إذا صار راجحا يعني معناه أنه الثمن واف وزيادة، أرجح.

إرجاح الميزان هذا ضد التطفيف والبخس ضده، المطفف يسرق وينقص، وأما اللي يرجح لا، يزيد يحسن، نعم فوزن لي، فوزن لي وأرجح.

 

– القارئ : وعن أم سلمة قالت: «كان أحب الثياب إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- القميص». رواه أحمد وأبو داود والترمذي.

وعن أسماء بنت يزيد قالت: «كانت يد كم قميص رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى الرسغ». رواه أبو داود والترمذي.

وعن ابن عباس قال: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يلبس قميصا قصير اليدين والطول». رواه ابن ماجه.

وعن نافع عن ابن عمر قال: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا اعتم سدل عمامته بين كتفيه». قال نافع: وكان ابن عمر يسدل عمامته بين كتفيه رواه الترمذي. انتهى الباب.

– الشيخ : على كل حال مجموع هذه الأحاديث يدل على التوسعة في نوع الثياب، كان الباب السابق يتضمن بيان التخيير والإباحة في الألوان، في الألوان الأبيض والأسود والأحمر والأخضر وما أشبه، وأما هذا الباب فيتضمن التخيير بين أشكال اللباس، إزار سراويل قميص عمامة، لا بأس كلها جائزة مباحة.

ولكل يعني جماعة من الناس ولكل أهل بلد عادتهم عوائد، فالملابس هذه من قبيل العادات، فلا نقول مثلا إن لبس العمامة سنة لا، بل هي عادة، فلا حرج، لا نقول إنه لبس الشماغ هذا بدعة، لبس الشماغ بدعة؟ لا ما هو بدعة عادي، لأنه من العادات.

وتقدم أنه يعني ينبغي مراعاة العادات، والشذوذ والخروج على العادة يعني فيها شهرة، ويعرف الناس الآن بلباسهم يعني ترى الإنسان بلباسه تعرفه، تصنفه أنه من البلد الفلاني بثيابه التي هو لابس، لكن بعضها أولى من بعضها وأفضل، كان أحب الثياب إلى الرسول البياض كما تقدم، وكذلك أحب الثياب إليه القميص.

القميص هي ثيابنا الآن التي نلبسها، الثوب ذو الأكمام ويستر معظم البدن أو كل البدن، قميص، لا إله إلا الله، والسراويل قالوا: يا رسول الله إن أهل الكتاب يتسرولون، قال: تسرولوا ولا تشبهوا بأهل الكتاب، فعلمنا لبس السراويل ليس من التشبه، لكن إذا كان لهم لبسة خاصة للسراويل [….] السراويل لا على طريقتهم.

تسرولوا تسرولوا، والسراويل اسم للواحد، السراويل ليس جمعا، نحن الآن يسمون هذا النوع من اللباس الواحد سروال، الواحد سروال والعدد سراويل، وهو في اللغة لا، السراويل اسم لواحد، لبس فلان سراويله، اشتريت سراويلا، إذا قال الواحد: اشتريت سراويلا يعني معناه يعني واحدا أو جنسا، لكن باللهجة الدارجة الآن إذا قال: اشتريت سراويلا نعرف أنه اشترى عددا، يعني السراويل عندنا جمع، جمع حقيقي.

– طالب: جمعها سراويلات؟

– الشيخ : وسراويل ويجمع، يجمع سراويل كما جاء في حديث ما يلبسه المحرم، لا إله إلا الله، أما الآن دخل على الناس هذا البنطلون البنطلون، فهذا هو الأصل أنه سروال لكن من صفته أنه يكون ضيقا، من صفته أنه يكون ضيقا، وبهذا يكون فيه تشبه، البنطلون فيه تشبه، البس سروالا، أما ضيق حتى إن الواحد منهم يعني ضيق يكون مشحونا بعضو الإنسان، إذا من يعتاده ويلبسه إذا ركع ينسحب من خلف ويبدو أعلى عجيزته.

بعضهم يجعل سروالا قصيرا تحت البنطلون، يمكن يعني يكون فيه تأمين عن انكشاف العورة، ومن التوسع في التشبه حتى النساء صرن يلبسن البنطلون ويخرجن به، وهو يصف البنطلون يصف يعني حجم العضو حجم العورة، لأنه لاصق لاصق، أما السروال العادي لا، يكون واسعا فضفاضا، الله المستعان، نعم.

– طالب: أحسن الله إليك، يا شيخ المصلي تنكشف ظهره من خلال السجود هل تصح صلاته؟

– الشيخ : واللهِ يُخشَى يخشى بس [فقط].

 

– القارئ : باب الرخصة في اللباس الجميل واستحباب التواضع فيه وكراهة الشهرة والإسبال.

عن ابن مسعود قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر، فقال رجل: إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنا ونعله حسنا، قال: إن الله جميل يحب الجمال، الكبر بطر الحق وغمص الناس». رواه أحمد ومسلم. أحسن الله إليك.

وعن سهل بن معاذ الجهني عن أبيه عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال:  «من ترك أن يلبس صالح الثياب وهو يقدر عليه تواضعا لله -عز وجل- دعاه الله -عز وجل- على رؤوس الخلائق حتى يخيره في حلل الإيمان أيتهن شاء» . رواه أحمد والترمذي.

وعن ابن عمر قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من لبس ثوب شهرة في الدنيا ألبسه الله عز وجل– ثوب مذلة يوم القيامة». رواه أحمد وأبو داود وابن ماجه.

وعن ابن عمر قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة، فقال أبو بكر: إن أحد شقي إزاري يسترخي إلا أن أتعاهد ذلك منه، فقال: إنك لست ممن يفعل ذلك خيلاء». رواه الجماعة إلا أن مسلما وابن ماجه والترمذي لم يذكروا قصة أبي بكر.

وعن ابن عمر عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «الإسبال في الإزار والقميص والعمامة من جر شيئا خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة». رواه أبو داود والنسائي وابن ماجه.

وعن أبي هريرة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «لا ينظر الله إلى من جر إزاره بطرا». متفق عليه. ولأحمد والبخاري: «ما أسفل من الكعبين من الإزار في النار»انتهى.

– الشيخ : لا إله إلا الله، دل مجموع هذه الأحاديث على استحباب لبس الثوب الحسن الجميل لقوله: "إن الله جميل يحب الجمال"، فيه الدلالة في الحديث أن هذا ليس من الكبر، لبس الثوب الجميل الملابس الحسنة والنعل الحسن، حقيقة الكبر هو رد الحق، بطر الحق يعني رد الحق، وغمط الناس يعني احتقار الناس، لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم [الحجرات:11]

المسلم أخو المسلم لا يخذله ولا لا يكذبه ولا يسلمه ولا يحقره بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم، احتقار هذا هو هذا هو الكبر رد الحق.

ومن أقبح صور الكبر، والكفار الله وصفهم بالكبر وجعل مثواهم جهنم، أليس في جهنم مثوى للكافرين [العنكبوت:68]

الذين منعهم الكبر من قبول دعوة الرسل، فالذي إذا أمر بالمعروف أو نصح يعني اشمأز وغضب، هذا عنده كبر، ولكن مع ذلك يعني ينهى عن الشهرة، يعني أن يلبس الإنسان لباس الشهرة، من لبس لباس شهرة ألبسه الله يوم القيامة لباس مذلة، والشهرة قال العلماء: أنها تكون في الجميل وفي الرديء، حتى اللي يلبس يعني لبسة لا تليق يعني فيها رثاثة ورداءة، وتلفت الانتباه هذه شهرة، كما تكون الشهرة في الجميل تكون في الرديء من اللباس، الإنسان وبين ذلك الاعتدال.

لا تلبس يعني ثياب شهرة في بجمالها يعني بحيث تلفت أنظار الناس بلباس، ولا تلبس ملابس فيها رثاثة زائدة زائدة تلفت كذلك الأنظار، كن يعني متوسطا معتدلا الحمد لله، الله المستعان، والعدل مطلوب في كل شيء والتوسط مطلوب، هذا منهج، وشريعة الإسلام قائمة على العدل والاعتدال والتوسط في كل التصرفات في كل شيء.

وتضمنت هذه الأحاديث تحريم الإسبال وهو إرخاء الثياب وجرها على الأرض، وأول ذلك نزولها عن الكعبين، ما أسفل من الكعبين ففي النار، وقد يصل هذا تنزل عن الكعبين حتى يجر الواحد ثوبه، يصبح أسفل ثوبه يمشي على الأرض يمشي على التراب، في الحديث "من جر إزاره خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة"، هذا وعيد شديد ويدل على أن ذلك من كبائر الذنوب.

وجر الثياب لا يجوز، الإسبال لا يجوز حتى ولو لم يكن خيلاء، لا يجوز تعمد، تعمد إرخاء الثياب، تطويل الثياب لا يجوز تعمده، لأنه جاء النهي عن الإسبال مطلقا، وما أسفل من الكعبين، ما أسفل من الكعبين فهو في النار، فإذا أضاف إلى ذلك أن يكون خيلاء وتعاظم، الآن الذي يجر يعني ثيابه يقترن به أنه يكون عنده خيال وإعجاب بنفسه.

فالواجب أن تكون الثياب يعني فوق الكعبين، لا تنزل عن الكعبين، ولا تجعلها على الحد يعني أن، لأنك ما تعمل، إذا جئت عند الخياط فخلي فيه يعني مسافة حتى ما، ارفع، اجعل بينك وبين الحرام قدرا قدرا من الحلال، حتى تتقي به الحرام، والله المستعان.

 

 

معلومات عن السلسلة


  • حالة السلسلة :مكتملة
  • تاريخ إنشاء السلسلة :
  • تصنيف السلسلة :الحديث وعلومه