file_downloadsharefile-pdf-ofile-word-o

(38) باب تنزيه قبلة المسجد عما يلهي المصلي

بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ

التَّعليق على كتاب (المنتقي) للمجد ابن تيميَّة

الدَّرس: الثَّامن والثلاثون

***     ***     ***

 

– القارئ : بسمِ اللهِ الرحمن ِالرحيمِ، قالَ الإمامُ مجدُ الدِّينِ عبدُ السلامِ ابنُ تيميةَ الحرَّانيّ في كتابِهِ "المنتقى":

بَابُ تَنْزِيهِ قِبْلَةِ الْمَسْجِدِ عَمَّا يُلْهِي الْمُصَلِّي

– الشيخ : لا إله إلا الله، المساجدُ بُنيتْ؛ لإقامةِ الصلواتِ الخمسِ وغيرِها من النوافلِ والصلواتِ، والمطلوبُ في الصلاةِ: الخشوعُ، والإقبالُ على الله بذكرِه بالقلبِ واللسانِ، وإذا وُجِدَ في قبلةِ المسجد مِن الرسومِ والكتاباتِ والألوانِ ما يُشغلُه، كان هذا ضدَّ المقصود من بناء المساجدِ، المفروض أنْ تكون المساجدُ، أن يُوَفَّرَ فيها ما يُعينُ على الخشوعِ لا على ما يؤدِّي إلى ضدِّ الخشوع، إلى لَـهْوِ القلبِ.

 

– القارئ : عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ قِرَامٌ لِعَائِشَةَ قَدْ سَتَرَتْ بِهِ جَانِبَ بَيْتِهَا، فَقَالَ لَهَا النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (أَمِيطِي عَنِّي قِرَامَك هَذَا، فَإِنَّهُ لَا تَزَالُ تَصَاوِيرُهُ تَعْرِضُ لِي فِي صَلَاتِي). رَوَاهُ أَحْمَدُ وَالْبُخَارِيُّ

وَعَنْ عُثْمَانَ بْنِ طَلْحَةَ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ–

– الشيخ : الصُّور، الصُّور هذه تُلهي، فلا يجوزُ أن يكونَ في قبلةِ المسجدِ صور، وإن كان المسلمون ما يفعلون هذا لكن يفعلونَ رسوماً، أشكال وألوان وكتابات.

 

– القارئ : وَعَنْ عُثْمَانَ بْنِ طَلْحَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- دَعَاه بَعْدَ دُخُولِهِ الْكَعْبَةَ، فَقَالَ: (إنِّي كُنْت رَأَيْت قَرْنَيْ الْكَبْشِ حِينَ دَخَلْت الْبَيْتَ فَنَسِيت أَنْ آمُرَك أَنْ تُخَمِّرَهُمَا فَخَمِّرْهُمَا فَإِنَّهُ لَا يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ فِي قِبْلَةِ الْبَيْتِ شَيْءٌ يُلْهِي الْمُصَلِّي). رَوَاهُ أَحْمَدُ وَأَبُو دَاوُد.

– الشيخ : يعني إذا وُجِدَ شيءٌ مما يُباحُ وجودُه ولا حرجَ فيه يُغطّى، إذا كانَ فيه كتابات تدعو إلى الحاجةِ فلتُغطّى حتى ما يشتغلَ بها نظرُ المصلِّينَ.

 

– القارئ : بَابُ لَا يَخْرُجُ مِنْ الْمَسْجِدِ بَعْدَ الْأَذَانِ حَتَّى يُصَلِّيَ إلَّا لِعُذْرٍ.

– طالب: أحسن الله إليكم … أذكارُ الصلاة في لوحاتٍ كبيرة يعلِّقُونَها، أكثر المساجد..

– الشيخ : أيش؟

– طالب: أذكار الصلاة، أذكارُ بعدِ الصلاةِ يضعونَها في المساجد، في أغلبِ المساجدِ وفي لوحاتٍ كبيرةٍ.

– الشيخ : وين هي؟ في القِبلة؟

– طالب: يعني تكون أحياناً..

– الشيخ : في القِبلة؟

– طالب: عند الأبواب.

– طالب: كذلك الساعات.

– الشيخ : في القِبلة هذا هو المحظورُ، في غير القِبلة لها شأنٌ آخر.

– طالب: الساعات يا شيخ؟

– الشيخ : وكذلك السَّاعة في القبلة تُشغِل، الواحد ينظر كمِ الساعة، يجيه [يلأتيه] الشيطان ويقول له: كم الساعة؟ ويمكن ينظر في أول صلاته كذا يقولُ: استغرقتْ صلاتي عشرَ دقائق.

 

– القارئ : بَابُ لَا يَخْرُجُ مِنْ الْمَسْجِدِ بَعْدَ الْأَذَانِ حَتَّى يُصَلِّيَ إلَّا لِعُذْرٍ

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (إذَا كُنْتُمْ فِي الْمَسْجِدِ فَنُودِيَ بِالصَّلَاةِ فَلَا يَخْرُجْ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُصَلِّيَ). رَوَاهُ أَحْمَدُ.

وَعَنْ أَبِي الشَّعْثَاءِ قَالَ: خَرَجَ رَجُلٌ مِنْ الْمَسْجِدِ بَعْدَمَا أُذِّنَ فِيهِ، فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: أَمَّا هَذَا فَقَدْ عَصَى أَبَا الْقَاسِمِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. رَوَاهُ الْجَمَاعَةُ إلَّا الْبُخَارِيَّ.

– الشيخ : يعني هذا لا يليقُ بالمسلم بعدَ الأذانِ الذي هو دعوةٌ للحضورِ أن يكونَ الإنسان في المسجدِ ثمَّ يخرج؛ لأنَّه حينئذٍ سيتعرَّض -حتى ولو أنَّه قالَ أنه سيصلي هنا أو هنا- فإنَّه يتعرَّضُ إلى ما يُشغلُه ويصيبُه ويُفوِّتُه الصلاةَ.

إذا كان الإنسان له شأنٌ فليخرجْ قبلَ الأذان، أمَّا إذا كان له عذرٌ، أعذارٌ معروفةٌ، خرجَ ليتوضأَ، خرجَ لأمرٍ مهمٍ في شأنِه، يعني يمكن نقول: لو كانَ إمامَ مسجدٍ، يخرجُ لأدائِه واجباً.

– القارئ : أَبْوَابُ اسْتِقْبَالِ الْقِبْلَةِ

– الشيخ : قف على هذا بس [فقط]، نعم يا محمد، لا حول ولا قوة إلا بالله.

 

معلومات عن السلسلة


  • حالة السلسلة :مكتملة
  • تاريخ إنشاء السلسلة :
  • تصنيف السلسلة :الحديث وعلومه