file_downloadsharefile-pdf-ofile-word-o

(40) باب تطوع المسافر على مركوبه حيث توجه به

بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ

التَّعليق على كتاب (المنتقي) للمجد ابن تيميَّة

الدَّرس: الأربعون

***      ***      ***

 

– القارئ : بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ، قالَ الإمامُ عبدُ السَّلامِ بنُ تيميةَ الحرانيُّ -رحمَهُ اللهُ تعالى- في كتابِهِ "المنتقى في الأحكامِ الشَّرعيَّةِ":

بَابُ تَطَوُّعِ الْمُسَافِرِ عَلَى مَرْكُوبِهِ حَيْثُ تَوَجَّهَ بِهِ

– الشيخ : يعني تطوُّعُه بالصلاة، لأنَّنا نحن في أبواب استقبال القبلة، فمن المتقرِّر أنَّ استقبالَ القبلة شرطٌ لصحَّة الصلاة، في الفريضة مطلقاً وفي النافلة إذا كانَ الإنسانُ يعني على الأرض فيجبُ عليه استقبالُها، أَّما إذا كانَ في سفرٍ وهو على راحلتِه فقد دلَّت السُّنَّة على أنَّه يجوزُ أن يتطوَّعَ إلى أيِّ جهةٍ، كما كانَ النبيُّ -صلَّى الله عليه وسلَّمَ- يفعلُ ذلك، كان يصلِّي على راحلته غيرِ المكتوبةِ.

 

– القارئ : عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: «كَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يُسَبِّحُ عَلَى رَاحِلَتِهِ قِبَلَ أَيِّ وِجْهَةٍ تَوَجَّهَ وَيُوتِرُ عَلَيْهَا غَيْرَ أَنَّهُ لَا يُصَلِّي عَلَيْهَا الْمَكْتُوبَةَ» مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

– الشيخ : يسبِّحُ يعني: يصلّي السُّبحةَ، والسُّبحةُ هي النافلةُ، من الصلاة النافلة من الصلاة، يسبِّحُ على راحلتِه يعني في السفرِ ويوترُ عليها، كذلك الوترُ يجوزُ أن يكونَ على الراحلة، في السفر، أمَّا المكتوبةُ فلا.

 

– القارئ : وَفِي رِوَايَةِ: «كَانَ يُصَلِّي عَلَى رَاحِلَتِهِ وَهُوَ مُقْبِلٌ مِنْ مَكَّةَ إلَى الْمَدِينَةِ

– الشيخ : اللَّهمَّ صلِّ على محمَّدٍ، دابّتُه هي راحلتُه، بعيرٌ بعيرٌ، البعيرُ يُسمَّى دابَّةً

– القارئ : حَيْثُمَا تَوَجَّهَتْ بِهِ، وَفِيهِ نَزَلَتْ: فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ [البقرة:115]» رَوَاهُ أَحْمَدُ وَمُسْلِمٌ وَالتِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ.

وَعَنْ «جَابِرٍ قَالَ: رَأَيْت النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يُصَلِّي وَهُوَ عَلَى رَاحِلَتِهِ النَّوَافِلَ فِي كُلِّ جِهَةٍ، وَلَكِنْ يَخْفِضُ السُّجُودَ مِنْ الرُّكُوعِ

– الشيخ : يعني يركعُ ويسجدُ بالإيماءِ هكذا، ويخفضُ السجودَ، يعني يجعلُ سجودَه أخفضُ

– طالب: بالرأس أحسنَ اللهُ إليكم؟ أقولُ: بالرأس جسده ما يحرِّكُه؟

– الشيخ : واللهِ ما أفهمُه أنا

– طالب: يعني يومئُ برأسِه

– الشيخ : ما أدري إذا صحَّ أنَّه يومئُ برأسِه يعني يقول، لكن اللي أفهمُه أنَّه يقول كذا

– القارئ : وَيُومِئُ إيمَاءً» رَوَاهُ أَحْمَدُ، وَفِي لَفْظِ: «بَعَثَنِي النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي حَاجَةٍ فَجِئْت وَهُوَ يُصَلِّي عَلَى رَاحِلَتِهِ نَحْوَ الْمَشْرِقِ، وَالسُّجُودُ أَخْفَضُ مِنْ الرُّكُوعِ» رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ.

وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إذَا أَرَادَ أَنْ يُصَلِّيَ عَلَى رَاحِلَتِهِ تَطَوُّعًا اسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ فَكَبَّرَ لِلصَّلَاةِ ثُمَّ خَلَّى عَنْ رَاحِلَتِهِ فَصَلَّى حَيْثُمَا تَوَجَّهَتْ بِهِ» رَوَاهُ أَحْمَدُ وَأَبُو دَاوُد.

– الشيخ : انتهى؟

– القارئ : نعم

– الشيخ : لا إله إلَّا الله، حسبُك إلى هنا، وش بعده؟ باب؟

– القارئ : أَبْوَابُ صِفَةِ الصَّلَاةِ

بَابُ افْتِرَاضِ افْتِتَاحِهَا بِالتَّكْبِيرِ.

– الشيخ : إلى هنا إلى هنا، حسبُك، شف [انظر] كلام الشوكانيّ على قوله: يومئُ يومئُ كذا الحديث دوّر

– طالب: أحسنَ الله إليك، الصلاةُ لكن في غيرِ سفرٍ؟

– الشيخ : أيش؟

– طالب: الصلاةُ على الراحلةِ في غيرِ سفرٍ؟

– الشيخ : ما علمْتُ أنَّ النبيَّ فعلَه، نعم، إنَّما كانَ هذا في السفرِ

– طالب: بس يقول: في سفرٍ في غير … في السفر لكن […..] يقطعُ مسافةً

– الشيخ : في سفرٍ في سفرٍ يا أخي

– طالب: … رسول الله

– الشيخ : أيش تقول؟

– طالب: …

– الشيخ : مادام مسافراً مسافراً أيش تقول؟

– القارئ : يقولُ: وَالْحَدِيثُ يَدُلُّ عَلَى أَنَّ سُجُودَ مَنْ صَلَّى عَلَى الرَّاحِلَةِ يَكُونُ أَخْفَضَ مِنْ رُكُوعِهِ وَلَا يَلْزَمُهُ وَضْعُ الْجَبْهَةِ عَلَى السِّرْجِ وَلَا بَذْلُ. غَايَةِ

– الشيخ : ولا يلزمُه؟

– القارئ : وَلَا يَلْزَمُهُ وَضْعُ الْجَبْهَةِ عَلَى السَّرْجِ وَلَا بَذْلُ. غَايَةِ الْوُسْعِ فِي الِانْحِنَاءِ

– الشيخ : في الانحناءِ، يصيرُ كلامُه أنَّه ما هو إيماءٌ بالرأسِ، الإيماءُ بالرأس يكون.. بس، ما لا ليس بشيءٍ.

– طالب: بعض من المشايخ يرى عدمَ.. بعضُ المشايخِ […..] روايةٌ في الصحيحين عن ابنِ عمرَ يقولُ: إنَّه يومئُ برأسِه

– الشيخ : يومئُ برأسِه مجملةٌ، مجملةٌ كلمةُ "يومئُ برأسِه" مجملةٌ، ما هي واضحةٌ، حتَّى إنَّ الإيماءَ بالرأس ما يحصلُ للمصلّي تميّز، ما يتميَّز، أنَّه يقولُ طيِّب الركوع كذا السجود كذا، كذا؟ ما يحصلُ تميُّز، يرى هذا الإيماءَ بالرأسِ للمريض، هذا واضحٌ في، المريضِ يقول كذا، يعني على المستطاعِ، أمَّا الراكبُ يقول: اللهُ أكبر، خلاص وهو راكبٌ، والسجودُ يخفضُ شوي، الإيماءُ بالرأسِ ما يتميَّز ركوع من سجود

– طالب: والتسليمُ أحسنَ الله إليكم؟ يسلِّمُ يميناً.

– الشيخ : يسلّم وش في؟

– طالب: أحسنَ اللهُ إليكم يا شيخُ يقولُ في مصنّف عبد الرزاق يقولُ: حديثُ جابرٍ قالَ: بعثَني رسولُ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم

– الشيخ : من هو؟

– القارئ : جابر

– الشيخ : أي

– طالب: قالَ: بعثَني رسولُ اللهِ -صلَّى الله عليه وسلَّمَ- لحاجةٍ فجئْتُ وهو يصلّي نحو المشرقِ يومئُ برأسِه إيماءً على راحلتِه

– الشيخ : مجملةٌ هذه مجملةٌ

– طالب: والسجودُ أخفضُ من الركوعِ

– الشيخ : أقولُ: مجملٌ، كلمةُ يومئُ برأسِه حتَّى اللي يقول […..] يومئُ برأسِه

– طالب: أحسنَ اللهُ إليك، قالَ: السجودُ أخفضُ من الركوعِ

– الشيخ : أي السجودُ، يعني الركوعُ كذا والسجودُ

– طالب: … على أنَّه يحرِّكُه ليسَ رأسه فقط

– الشيخ : لو كانَ قلْتُ لكَ: إيماءٌ بالرأسِ ما يتميَّزُ ركوع من سجود إلَّا شيئاً يسيراً، ثَّم يعني فيه حرجٌ عند الصلاة بالإيماءِ وهو على راحلته، يقول كذا بس؟ لا لا، نعم بعده.

– القارئ : قالَ: بَلْ يَخْفِضُ سُجُودَهُ بِمِقْدَارٍ يَفْتَرِقُ بِهِ السُّجُودُ عَنْ الرُّكُوعِ

– الشيخ : انتهى؟

– القارئ : نعم انتهى

– الشيخ : حسبُك، نعم يا محمَّد، لا إله إلَّا الله.

 

معلومات عن السلسلة


  • حالة السلسلة :مكتملة
  • تاريخ إنشاء السلسلة :
  • تصنيف السلسلة :الحديث وعلومه