file_downloadsharefile-pdf-ofile-word-o

(41) أبواب صفة الصلاة

بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ

التَّعليق على كتاب (المنتقي) للمجد ابن تيميَّة

الدَّرس: الحادي والأربعون

***      ***      ***

 

– القارئ : بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ، قالَ الإمامُ مجدُ الدِّينِ عبدُ السَّلامِ بنُ تيميةَ الحرانيُّ -رحمَهُ اللهُ تعالى- في كتابِهِ "المنتقى في الأحكامِ الشَّرعيَّةِ مِن كلامِ خيرِ البريَّةِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ":

أَبْوَابُ صِفَةِ الصَّلَاةِ

– الشيخ : أَبْوَابُ صِفَةِ الصَّلَاةِ، اللهُ لما شرعَ لعبادِهِ الصلاةَ جاءَتْ في القرآنِ مجملةً، أقيموا الله، حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ [البقرة:238] لكنَّ الرسولَ -صلَّى الله عليه وسلَّمَ- بيَّنَ، وهذا هو من وظيفتِه البيان، بيانُ ما شرعَه اللهُ، فبيَّنَ للناسِ كيفَ الصلاة، كيفَ يصلُّون، بيَّنَ ذلك بقولِه وبفعلِه، بقولِه كما علم المسيء، المسيءُ الَّذي صلَّى وردَّدَهُ الرسولُ يقولُ: (ارجعْ فصلِّ … إلى آخرِهِ … فإنَّكَ لم تصلِّ) ثمَّ علَّمَهُ، وعلمَ بالفعل، فكانَ يصلِّي لأصحابِه في الحضرِ والسفرِ والأمنِ والخوفِ، في جميعِ الأحوالِ، وقالَ: (صلُّوا كما رأيْتُموني أصلّي) فعلى المسلمِ أنْ يعرفَ كيفَ صلَّى النبيُّ عليه الصلاة والسلام؛ ليتأسَّى به، ليصلّي كما صلَّى، (صلُّوا كما رأيْتُموني أصلّي) قالَ هذا لبعضِ أصحابِه الَّذين وفدوا عليه وشاهدوا صلاتَه وأرادُوا الرجوعَ، فأوصاهم بوصايا، ومن ذلك قولُه: (صلُّوا كما رأيْتُموني أصلّي).

ولهذا عقدَ العلماءُ هذا البابَ، بل أبوابٌ، عقدُوا أبواباً في صفةِ الصلاةِ، والصلاةُ وتشملُ أقوالاً وأفعالاً وأحوالاً، فعقدَ العلماءُ أبواباً ضمَّنُوها الأحاديثَ والأحكامَ المتعلِّقةَ بالصلاة، من أوَّلها إلى آخرها، لا إله إلَّا الله، فرضِها ونفلِها كلِّها، لا إله إلَّا الله، نعم قالَ المؤلِّفُ: أبوابُ صفةِ الصلاةِ.

 

– القارئ : بَابُ افْتِرَاضِ افْتِتَاحِهَا بِالتَّكْبِيرِ

– الشيخ : آه بدأَ من التكبيرِ، من الأوَّل، نعم باب أيش؟ افتتاحِها

– القارئ : بَابُ افْتِرَاضِ افْتِتَاحِهَا بِالتَّكْبِيرِ

– الشيخ : افتراض، يعني: بابُ ذكرِ ما يدلُّ على أنَّه يجبُ افتتاحُ الصلاةِ بالتكبيرِ، يجبُ افتتاحُ الصلاةِ بالتكبير، (تحريمُها التكبيرُ وتحليلُها التسليمُ).

 

– القارئ : عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- عَنْ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: «مِفْتَاحُ الصَّلَاةِ الطَّهُورُ، وَتَحْرِيمُهَا التَّكْبِيرُ، وَتَحْلِيلُهَا التَّسْلِيمُ» رَوَاهُ الْخَمْسَةُ إلَّا النَّسَائِيّ، وَقَالَ التِّرْمِذِيُّ: هَذَا أَصَحُّ شَيْءٍ فِي هَذَا الْبَابِ وَأَحْسَنُ.

– الشيخ : اللهُ أكبر، يؤيِّدُ هذا فعلُه عليه الصلاة والسلامُ وتعليمُه للمسيءِ، هذا معنىً متَّفقٌ عليه بينَ أهلِ العلمِ، ما تنعقدُ الصلاةُ إلَّا بالتكبيرِ، نعم لا يدخلُ الإنسانُ في الصلاةِ ولا يُعتبَرُ شارعاً في الصلاة إلَّا أن يكبِّرَ، يفتتحُها بالتكبيرِ.

– طالب: أحسنَ اللهُ إليكم، قولُ الترمذيِّ: هذا أصحُّ شيءٍ في الباب، وحديثُ المسيءِ في الصحيحين؟

– الشيخ : أي وش في [ماذا هناك]؟

– طالب: التكبيرُ، إذا قمْتَ إلى الصلاةِ فاستقبلِ القبلةَ ثمَّ كبِّرْ

– الشيخ : لا لا هو يريدُ الحديثَ بكلِّ فقراتِهِ، ما يريدُ، أليس الحديثُ اشتملَ على ثلاثةِ مسائلَ؟ أي، هو يريدُ هذا الحديثَ بهذا اللفظِ، وهذا لا يمنعُ أنْ يدلَّ على هذه الأمورِ أحاديثٌ أخرى صحيحةٌ أصحُّ منها.

 

– القارئ : وَعَنْ مَالِكِ بْنِ الْحُوَيْرِثِ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: «صَلُّوا كَمَا رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي» رَوَاهُ أَحْمَدُ وَالْبُخَارِيُّ، قَدْ صَحَّ عَنْهُ أنه كَانَ يَفْتَتِحُ بِالتَّكْبِيرِ

– الشيخ : أي هذا بيانُ وجهِ الاستدلالِ، يعني استدلَّ بحديثِ مالكِ بن الحويرثِ بافتراضِ افتتاحِ الصلاةِ بالتكبيرِ، طيِّب حديث: «صَلُّوا كَمَا رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي» ما فيه ذكرٌ، ولهذا نبَّهَ الشيخُ أنَّه قد صحَّ عن النبيِّ -صلَّى الله عليه وسلَّمَ- أنَّه كانَ يفتتحُ الصلاةَ بالتكبيرِ، إذاً فدلَّ الحديثُ حديث: «صَلُّوا كَمَا رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي» على وجوبِ افتتاحِ الصلاةِ بالتكبيرِ، وعلى وجوبِ كلِّ ما سوى ذلك.

 

– القارئ : بَابُ أَنَّ تَكْبِيرَ الْإِمَامِ بَعْدَ تَسْوِيَةِ الصُّفُوفِ وَالْفَرَاغِ مِنْ الْإِقَامَةِ

– الشيخ : يعني المصنِّفُ رتَّبَ الأبوابَ على ترتيبِ أفعالِ صلاة الجماعة؛ لأنَّها هي أهمُّ ما يكونُ صلاة الجماعة، فهو يذكرُ الدليلَ على أنَّ الإمامَ لا يفتتحُ الصلاةَ ولا يكبِّرُ للدخولِ في الصلاةِ إلَّا بعدَ تسويةِ الصفوفِ، كما كان عليه الصلاةُ والسلامُ يفعلُ ذلك، إذا فرغَ المؤذِّنُ من الإقامة صارَ الرسولُ يقول: (سوُّوا صفوفَكم) وينظرُ ويتقدَّمُ، ويقولُ: يا فلانُ، ويسوِّي الصُّفوفَ، ويقولُ: لتسوُّونَ صفوفَكم أو ليخالفَنَّ اللهُ بينَ وجوهِكم أو كما قالَ.

 

– القارئ : عَنْ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ قَالَ: «كَانَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يُسَوِّي صُفُوفَنَا إذَا قُمْنَا إلَى الصَّلَاةِ، فَإِذَا اسْتَوَيْنَا كَبَّرَ»

– الشيخ : اللهُ أكبرُ، إذا استويْنا، يعني: إذا رآنا قد أقمْنا الصفوفَ واستويْنا  كما أمرَ: "سوُّوا صفوفَكم" كبَّر، فلا يكبِّرُ..، وبعضُ الناسِ بعضُ الأئمةِ يستعجلُ، فرغَ، اللهُ أكبرُ، وهذا يعني ما اعتدلَ القائمُ وهذا الصَّفُّ ما تكاملَ ولا حصلَ التراصُّ ويستعجلُ، وهذا غلطٌ، عليه ينتظرُ، عليه ينظرُ، عليه يوجِّهُ برصِّ الصفوفِ، ينبِّهُ، ينبِّهُ إلى هذا ويذكِّرُ بهذا، ولهذا بعضُ الناسِ، بعضُ المأمومين يستطيلُ، يستطيلُ أنْ يفعلَ الإمامُ ذلك، أن يفعلَ الإمامُ ذلك، ويلبسُ ويتركُ، يعني آخرُ شيءٍ تركُ الفرصةِ لرصِّ الصفوفِ، هذا كان في آخرِ صلاته..، فيأتي التقصيرُ تارةً من الإمام بالاستعجالِ، وتارةً من المأمومين بعدم القيامِ بما يجبُ عليه من تسوية الصفِّ والتراصِّ فيهِ، اللهُ أكبرُ.

هذا يدلُّ على عظمِ شأنِ صلاةِ الجماعةِ، لها أحكامٌ، أحكامُ الصفوفِ، يعني لها أحكامٌ ونظامٌ وترتيب إمام والمأمومون يكونون خلف وموقفُ المأمومِ من الإمامِ، أحكامٌ كثيرةٌ، أحكامُ الإمامةِ، أحكامُ الإمامةِ.

– طالب: التسويةُ واجبةٌ في الفرضِ، أحسنَ اللهُ إليكم

– الشيخ : أي شيءٍ؟

– طالب: التسويةُ، يعني ذكرَ هنا … القاضي عياض: ولا يختلفُ فيه أنَّه من سننِ الجماعةِ

– الشيخ : من اللي يقول؟

– طالب: القاضي عياض

– الشيخ : يقول أيش؟

– طالب: قالَ: ولا يختلفُ فيه أنَّه من سننِ الجماعةِ

– الشيخ : وش هو اللي لا يختلفُ فيه؟

– طالب: التسويةُ، تسويةُ الصَّفِّ

– الشيخ : لا واللهِ، هذا عجيبٌ!

– طالب: قالَ: وَقَدْ ذَهَبَ ابْنُ حَزْمٍ الظَّاهِرِيُّ إلَى فَرْضِيَّةِ ذَلِكَ

– الشيخ : بس نحن معَ ابن حزم، كيف يقولُ والرسولُ يقولُ: لتسوُّون قسم، لتسوُّون صفوفَكم أو ليخالفَنَّ الله، سبحان الله!، ما أدري بما يؤوِّلون هذا الحديثَ؟! سبحان الله

– طالب: والأمرُ في الحديثين: سوُّوا صفوفَكم

– الشيخ : هذا ما فيه كلامٌ، نعم بعده بس [فقط].

 

– القارئ : وَعَنْ «أَبِي مُوسَى قَالَ: عَلَّمَنَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إذَا قُمْتُمْ إلَى الصَّلَاةِ فَلْيَؤُمُّكُمْ أَحَدُكُمْ وَإِذَا قَرَأَ الْإِمَامُ فَأَنْصِتُوا»

– الشيخ : أيش؟ فَلْيَؤُمَّكُمْ؟

– القارئ : أَحَدُكُمْ

– الشيخ : هذا لفظٌ غريبٌ، الرواياتُ الصحيحةُ: فليؤمَّكم أكبرُكم، هذا ما قاله الرسولُ -صلَّى الله عليه وسلَّم- لمالكِ بنِ الحويرثِ وصاحبِه، فليؤمَّكم أكبرُكم، يؤمُّ القومُ أقرؤُهم الحديثُ، فإذا تساوَوا في العلمِ والسُّنَّةِ والقراءةِ قالَ: فأكبرُكم سنَّاً.

– القارئ : وَإِذَا قَرَأَ الْإِمَامُ فَأَنْصِتُوا» رَوَاهُ أَحْمَدُ

– الشيخ : الحديثُ في الصحيح: (إنَّما جُعِلَ الإمامُ؛ ليُؤتَمَّ بهِ، فإذا كبَّرَ فكبِّرُوا وإذا قرأَ فأنصتُوا) ولكنَّ المؤلِّفَ جاب من جهة الإمامةِ.

 

– القارئ : بَابُ رَفْعِ الْيَدَيْنِ وَبَيَانُ صِفَتِهِ وَمَوَاضِعِهِ

– الشيخ : لا إله إلَّا الله، لا إله إلَّا الله

– القارئ : عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إذَا قَامَ إلَى الصَّلَاةِ رَفَعَ يَدَيْهِ مَدًّا» رَوَاهُ الْخَمْسَةُ إلَّا ابْنَ مَاجَهْ

– الشيخ : رفعَ يديهِ مدَّاً، يعني يبسطُهما كذا

– القارئ : وَعَنْ وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ أَنَّهُ «رَأَى رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَرْفَعُ يَدَيْهِ مَعَ التَّكْبِيرَةِ» رَوَاهُ أَحْمَدُ وَأَبُو دَاوُد.

وَعَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: «كَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إذَا قَامَ إلَى الصَّلَاةِ رَفَعَ يَدَيْهِ حَتَّى يَكُونَا بِحَذْوِ مَنْكِبَيْهِ ثُمَّ يُكَبِّرُ، فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَرْكَعَ رَفَعَهُمَا مِثْلُ ذَلِكَ، وَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنْ الرُّكُوعِ رَفَعَهُمَا كَذَلِكَ أَيْضًا وَقَالَ: سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ رَبَّنَا وَلَك الْحَمْدُ» مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. وَلِلْبُخَارِيِّ: «وَلَا يَفْعَلُ ذَلِكَ حِينَ يَسْجُدُ، وَلَا حِينَ يَرْفَعُ رَأْسَهُ مِنْ السُّجُودِ» وَلِمُسْلِمٍ: «وَلَا يَفْعَلُهُ حِينَ يَرْفَعُ رَأْسَهُ مِنْ السُّجُودِ» وَلَهُ أَيْضًا: «وَلَا يَرْفَعُهُمَا بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ»

– الشيخ : على كلٍّ دلَّتْ هذه الأحاديثُ على سنّيّةِ ومشروعيَّة رفع اليدين وصفةِ ذلك كما ترجمَ، كما ترجمَ، فهذه الأحكام تُؤخَذُ من مجموعِ هذه الأدلَّةِ، ورفعُ اليدين في هذه المواضعِ عندَ تكبيرةِ الإحرامِ وعندَ الركوعِ والرفعِ منه هذهِ مِن سننِ الصلاةِ، من السننِ؛ لأنَّها أفعالٌ، ولم يردْ فيه أمراً من النبيِّ -عليه الصلاة والسلام- يعني أمرٌ خاصٌّ، فالمعروفُ عندَ أهلِ العلمِ أنَّ هذه من سننِ الصلاةِ الفعليَّةِ، من سننِ الصلاة الفعليَّةِ.

 

– القارئ : وَعَنْ نَافِعٍ «أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ إذَا دَخَلَ فِي الصَّلَاةِ كَبَّرَ وَرَفَعَ يَدَيْهِ وَإِذَا

– الشيخ : إذا دخلَ يعني: أرادَ يدخل، ما هو بهو إذا دخلَ، إذا أرادَ الدخولَ كبَّرَ ورفعَ يديه سوى كذا، يعني ما هو بعد أن يدخلَ في الصلاةِ ويصيرُ في الصلاةِ لا، دخولُه في الصلاةِ بالتكبيرِ ورفعِ اليدين معَ التكبيرِ

– القارئ : وَإِذَا رَكَعَ رَفَعَ يَدَيْهِ، وَإِذَا قَالَ: سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ رَفَعَ يَدَيْهِ، وَإِذَا قَامَ مِنْ الرَّكْعَتَيْنِ رَفَعَ يَدَيْهِ

– الشيخ : وهذا موضعٌ رابعٌ، موضعٌ رابعٌ، صارتْ مواضعُ رفعِ اليدين أربعةً، عندَ تكبيرةِ الإحرامِ، وعندَ الركوعِ، والرفعِ منهُ، وعندَ القيامِ من اثنتين، يعني القيام من التشهُّدِ الأوَّلِ.

– القارئ : وَإِذَا قَامَ مِنْ الرَّكْعَتَيْنِ رَفَعَ يَدَيْهِ، وَرَفَعَ ذَلِكَ ابْنُ عُمَرَ إلَى النَّبِيِّ. -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-»

– الشيخ : رفعَه يعني قال: هكذا علَّمَنا رسولُ اللهِ، أو هكذا رأيْتُ رسولَ اللهِ أو ما أشبهَ ذلك.

– القارئ : رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ وَالنَّسَائِيُّ وَأَبُو دَاوُد.

وَعَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ «عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ كَانَ إذَا قَامَ إلَى الصَّلَاةِ الْمَكْتُوبَةِ كَبَّرَ وَرَفَعَ يَدَيْهِ حَذْو مَنْكِبَيْهِ، وَيَصْنَعُ مِثْلُ ذَلِكَ إذَا قَضَى قِرَاءَتَهُ وَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَرْكَعَ، وَيَصْنَعُهُ إذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنْ الرُّكُوعِ، وَلَا يَرْفَعُ يَدَيْهِ فِي شَيْءٍ مِنْ صَلَاتِهِ وَهُوَ قَاعِدٌ

– الشيخ : وهذا مطابقٌ لحديثِ ابنِ عمرَ

– القارئ : وَإِذَا قَامَ مِنْ السَّجْدَتَيْنِ رَفَعَ يَدَيْهِ كَذَلِكَ وَكَبَّرَ» رَوَاهُ أَحْمَدُ وَأَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ.

وَقَدْ صَحَّ التَّكْبِيرُ فِي الْمَوَاضِعِ الْأَرْبَعَةِ فِي حَدِيثِ أَبِي حُمَيْدٍ السَّاعِدِيِّ وَسَنَذْكُرُهُ.

وَعَنْ أَبِي قِلَابَةَ أَنَّهُ رَأَى «مَالِكَ بْنِ الْحُوَيْرِثِ إذَا صَلَّى كَبَّرَ وَرَفَعَ يَدَيْهِ، وَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَرْكَعَ رَفَعَ يَدَيْهِ، وَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ رَفَعَ يَدَيْهِ، وَحَدَّثَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- صَنَعَ هَكَذَا» مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

– الشيخ : هو الرواي لحديثِ: (صلُّوا كما رأيْتُموني أصلّي) فتطابقَ حديثُ مالكٍ مع حديثِ عليٍّ معَ حديث ابنِ عمرَ، كلُّها متطابقةٌ على هذه السُّنَّةِ، رفعُ اليدين في هذه المواضعِ.

 

– القارئ : وَفِي رِوَايَةِ «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ إذَا كَبَّرَ رَفَعَ يَدَيْهِ حَتَّى يُحَاذِيَ بِهِمَا أُذُنَيْهِ، وَإِذَا رَكَعَ رَفَعَ يَدَيْهِ حَتَّى يُحَاذِيَ بِهِمَا أُذُنَيْهِ، وَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنْ الرُّكُوعِ، فَقَالَ سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ فَعَلَ مِثْلَ ذَلِكَ» رَوَاهُ أَحْمَدُ وَمُسْلِمٌ وَفِي لَفْظٍ لَهُمَا: «حَتَّى يُحَاذِيَ بِهِمَا فُرُوعَ أُذُنَيْهِ»

وَعَنْ أَبِي حُمَيْدٍ السَّاعِدِيِّ «أَنَّهُ

– الشيخ : كأنَّه طويلٌ

– القارئ : حديثُ أبي حميدٍ ثمَّ ينتهي البابُ

– الشيخ : نعم اقرأْ

– القارئ : وَعَنْ أَبِي حُمَيْدٍ السَّاعِدِيِّ «أَنَّهُ قَالَ وَهُوَ فِي عَشَرَةٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَحَدُهُمْ أَبُو قَتَادَةَ: أَنَا أَعْلَمُكُمْ بِصَلَاةِ رَسُولِ اللَّهِ

– الشيخ : هذا أبو حميدٍ، يقولُ: أنا أعلمُكم

– القارئ : وَعَنْ أَبِي حُمَيْدٍ السَّاعِدِيِّ «أَنَّهُ قَالَ وَهُوَ فِي عَشَرَةٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَحَدُهُمْ أَبُو قَتَادَةَ: أَنَا أَعْلَمُكُمْ بِصَلَاةِ النَّبيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالُوا: مَا كُنْتَ أَقْدَمَ منَّا لَهُ صُحْبَةً، وَلَا أَكْثَرَنَا لَهُ إتْيَانًا، قَالَ: بَلَى، قَالُوا: فَاعْرِضْ، فَقَالَ: كَانَ

– الشيخ : بلى، يظهرُ أنَّ قوله: بلى، كأنَّها ترجعُ إلى قوله: إنِّي أعلمُكم بصلاةِ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم.

– القارئ : فَقَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إذَا قَامَ إلَى الصَّلَاةِ اعْتَدَلَ قَائِمًا وَرَفَعَ يَدَيْهِ حَتَّى يُحَاذِيَ بِهِمَا مَنْكِبَيْهِ، وكبَّر، فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَرْكَعَ رَفَعَ يَدَيْهِ حَتَّى يُحَاذِيَ بِهِمَا مَنْكِبَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: اللَّهُ أَكْبَرُ وَرَكَعَ، ثُمَّ اعْتَدَلَ فَلَمْ يُصَوِّبْ رَأْسَهُ وَلَمْ يُقْنِعْ

– الشيخ : اعتدلَ في الركوع يعني، اعتدلَ في الركوع، ويشرحُ هذا بأنَّه لم يصوِّبْ رأسَه ولم يشخِّصْهُ.

– القارئ : وَوَضَعَ يَدَيْهِ عَلَى رُكْبَتَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، وَرَفَعَ يَدَيْهِ وَاعْتَدَلَ حَتَّى يَرْجِعَ كُلُّ عَظْمٍ فِي مَوْضِعِهِ مُعْتَدِلًا، ثُمَّ هَوَى إلَى الْأَرْض سَاجِدًا

– الشيخ : يعني ما يسجدُ إلَّا بعدَ أن يعتدلَ اعتدالاً تامَّاً، خلاف من يرفعُ رأسَه ويرجعُ، ما يتكاملُ، لا يتكاملُ اعتدالُه، لا يسجدُ حتَّى يعتدلَ تماماً، وسيأتي لهذا بابٌ خاصٌّ لهذه المسائل نعم، أبواب.

– القارئ : ثُمَّ قَالَ: اللَّهُ أَكْبَرُ، ثُمَّ ثَنَى رِجْلَهُ وَقَعَدَ عَلَيْهَا، وَاعْتَدَلَ حَتَّى يَرْجِعَ كُلُّ عَظْمٍ فِي مَوْضِعِهِ

– الشيخ : هذا فيما بينَ السجدتينِ

– القارئ : ثُمَّ نَهَضَ، ثُمَّ صَنَعَ فِي الرَّكْعَةِ الثَّانِيَةِ مِثْلَ ذَلِكَ، حَتَّى إذَا قَامَ مِنْ السَّجْدَتَيْنِ كَبَّرَ وَرَفَعَ يَدَيْهِ حَتَّى

– الشيخ : هذا هو الموضعُ الرابعُ، يعني تطابقتْ هذه..، حديثُ أبي حميدٍ مطابقٌ لما تقدَّمَ في رفعِ اليدين في هذه المواضعِ الأربعةِ.

– القارئ : حَتَّى يُحَاذِيَ بِهِمَا مَنْكِبَيْهِ كَمَا صَنَعَ حِينَ افْتَتَحَ الصَّلَاةَ، ثُمَّ صَنَعَ كَذَلِكَ حَتَّى إذَا كَانَتْ الرَّكْعَةُ الَّتِي تَنْقَضِي فِيهَا صَلَاتُهُ، أَخَّرَ رِجْلَهُ الْيُسْرَى، وَقَعَدَ عَلَى شِقِّهِ مُتَوَرِّكًا

– الشيخ : على شقِّه الأيسرِ، على وركِه، على الوركِ، يجلسُ على وركه، ولهذا سُمِّيَت الجلسةُ تورُّكاً.

– القارئ : ثُمَّ سَلَّمَ، قَالُوا: صَدَقْتَ، هَكَذَا صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-». رَوَاهُ الْخَمْسَةُ إلَّا النَّسَائِيُّ، وَصَحَّحَهُ التِّرْمِذِيُّ، وَرَوَاهُ الْبُخَارِيُّ مُخْتَصَرًا

– الشيخ : أحسنتَ

– القارئ : انتهى البابُ

– الشيخ : حسبُك، لا إله إلَّا الله، اللَّهمَّ صلِّ وسلِّمْ، والحمدُ للهِ ربِّ العالمين، حفظَ اللهُ دينَه بتبليغِ النبيِّ، ثمَّ بتبليغ الصحابة -رضي الله عنهم-، فهم الَّذين نقلُوا لنا هديَ النبيِّ -صلَّى الله عليه وسلَّمَ- في سائر أحواله، وأعظمُ ذلك ما نقلوه في هديهِ في صلاتِه وصفةِ صلاته صلَّى الله عليه وسلَّم.

 

معلومات عن السلسلة


  • حالة السلسلة :مكتملة
  • تاريخ إنشاء السلسلة :
  • تصنيف السلسلة :الحديث وعلومه