file_downloadsharefile-pdf-ofile-word-o

(45) باب قراءة سورتين في كل ركعة

بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ

التَّعليق على كتاب (المنتقي) للمجد ابن تيميَّة

الدَّرس: الخامس والأربعون

***      ***      ***

 

– القارئ : بسمِ اللهِ الرحمنِ الرحيم، الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على نبيِّنا محمدٍ وعلى آلِه وصحبِه أجمعين، قال الإمامُ مجدُ الدين عبدُ السلام ابن تيميةَ الحراني -رحمه الله تعالى- في كتابه "المُنتقى في الأحكامِ الشرعية من كلامِ خيرِ البريَّة -صلى الله عليه وسلم-":

بَابُ: قِرَاءَةِ سُورَتَيْنِ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ وَقِرَاءَةِ بَعْضِ سُورَةٍ وَتَنْكِيسِ السُّوَرِ فِي تَرْتِيبِهَا وَجَوَازِ تَكْرِيرِهَا..

– الشيخ : الحمدُ لله، سيذكر الأدلة على هذهِ المسائل، قراءةُ سورتين جاء عن النبيِّ في بعضِ الروايات، وجاء في قصة الذي كان يقرأُ: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ [الإخلاص:1] أنَّه يقرأُ سورةً، ويقرأ بعدها، يختم قراءته ب: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ، قراءة بعض سورةٍ يُمكنُ في بعض النوافلِ فقد جاءَ أنه -صلى الله عليه وسلم- في ركعتَي الفجر يقرأُ بآيتين من سورة "البقرة"، ومن سورة "آل عمران" فهو يقرأُ بعضَ سُورةٍ.

 

– القارئ : عَنْ أَنَسٍ قَالَ: (كَانَ رَجُلٌ مِنْ الْأَنْصَارِ يَؤُمُّهُمْ فِي مَسْجِدِ قُبَاءَ، فَكَانَ كُلَّمَا افْتَتَحَ سُورَةً يَقْرَأُ بِهَا لَهُمْ فِي الصَّلَاةِ مِمَّا يَقْرَأُ بِهِ افْتَتَحَ بِ: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} حَتَّى يَفْرُغَ مِنْهَا ثُمَّ يَقْرَأُ سُورَةً أُخْرَى مَعَهَا، فَكَانَ يَصْنَعُ ذَلِكَ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ، فَلَمَّا أَتَاهُمْ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- أَخْبَرُوهُ الْخَبَرَ، فَقَالَ: "وَمَا يَحْمِلُكَ عَلَى لُزُومِ هَذِهِ السُّورَةِ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ". قَالَ: إنِّي أُحِبُّهَا. قَالَ: "حُبُّكَ إيَّاهَا أَدْخَلَكَ الْجَنَّةَ") رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ تَعْلِيقًا.

وَعَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: (صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- ذَاتَ لَيْلَةٍ فَافْتَتَحَ "الْبَقَرَةَ"، فَقُلْتُ يَرْكَعُ عِنْدَ الْمِائَةِ ثُمَّ مَضَى، فَقُلْتُ يُصَلِّي بِهَا فِي رَكْعَةٍ فَمَضَى، فَقُلْتُ يَرْكَعُ بِهَا فَمَضَى، ثُمَّ افْتَتَحَ "النِّسَاءَ" فَقَرَأَ بها  ثُمَّ افْتَتَحَ "آلَ عِمْرَانَ" فَقَرَأَهَا مُتَرَسِّلًا إذَا مَرَّ بِآيَةٍ فِيهَا تَسْبِيحٌ سَبَّحَ وَإِذَا مَرَّ بِسُؤَالٍ سَأَلَ وَإِذَا مَرَّ بِتَعَوُّذٍ تَعَوَّذَ ثُمَّ رَكَعَ فَجَعَلَ يَقُولُ: (سُبْحَانَ رَبِّي الْعَظِيمِ) وَكَانَ رُكُوعُهُ نَحْوًا مِنْ قِيَامِهِ ثُمَّ قَالَ: (سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ رَبّنَا لَكَ الْحَمْدُ) ثُمَّ قَامَ قِيَامًا طَوِيلًا قَرِيبًا مِمَّا رَكَعَ ثُمَّ سَجَدَ فَقَالَ: (سُبْحَانَ رَبِّي الْأَعْلَى) فَكَانَ سُجُودُهُ قَرِيبًا مِنْ قِيَامِهِ) رَوَاهُ أَحْمَدُ وَمُسْلِمٌ وَالنَّسَائِيُّ.

وَعَنْ رَجُلٍ مِنْ جُهَيْنَةَ أَنَّهُ: (سَمِعَ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- يَقْرَأُ فِي الصُّبْحِ إذَا زُلْزِلَتْ الْأَرْضُ [الزلزلة:1] فِي الرَّكْعَتَيْنِ كِلْتَيْهِمَا قَالَ: فَلَا أَدْرِي أَنَسِيَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- أَمْ قَرَأَ ذَلِكَ عَمْدًا). رَوَاهُ أَبُو دَاوُد.

وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ: (أَنَّ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- كَانَ يَقْرَأُ فِي رَكْعَتَيْ الْفَجْرِ فِي الْأُولَى مِنْهُمَا: قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا [البقرة:136] الْآيَة فِي الْبَقَرَةِ وَفِي الْآخِرَةِ: آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ [آل عمران:52]) وَفِي رِوَايَةٍ: (كَانَ يَقْرَأُ فِي رَكْعَتَيْ الْفَجْرِ: قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا [البقرة:136] وَاَلَّتِي فِي آلِ عِمْرَانَ: تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ [آل عمران: 64]). رَوَاهُمَا أَحْمَدُ وَمُسْلِمٌ.

– الشيخ : نعم. انتهى؟

– القارئ : نعم.

– الشيخ : لا إلهَ إلا الله، لكن يجوز أنْ يقرأَ الإنسانُ "الفاتحة"، هذه هي الركن في الصلاة، وإذا قرأَ زيادةً يقرأُ من أوائلِ السور، أو أواخرِ السور، أو أوساط السورِ، يقرأ، لكن يعني الهديُ الغالبُ من النبيِّ -عليه الصلاة والسلام- أنَّه في الفرائضِ لا يقرأ إلا سورة، يقرأُ بها كاملةً، ويندرُ أنْ يجعلَ السورةَ في ركعتين، كان يقرأُ في الركعةِ الواحدةِ سورةً كاملةً من المُفصَّلِ.

– القارئ : بَابُ: جَامِعِ الْقِرَاءَةِ فِي الصَّلَوَاتِ:

عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ (أَنَّ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم-

– الشيخ : قِفْ على هذا

– طالب: أحسنَ الله إليكم، حديثُ حذيفة ذكرَ أنَّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم-: (قرأَ "البقرةَ والنساءَ وآل عمران"، ثم ركع نحوًا من ذلك، ثم إذا رفعَ من الركوع يعني نحوًا من ذلك أطالَه) يعني يُكرِّرُ الدُّعاءَ؟ .. يُكرِّرُ الدعاء في هذا؟ في قيامِه، في الرفعِ من الركوعِ بقدْرِ سورةِ "البقرة والنساء".

– الشيخ : اللهُ أعلمُ ما أدري! الظاهرُ أنه أطالَ فقط، ما هو بقدْرِ سورتين يعني تقريبًا: أطالَ، ويُشكل يعني، وإذا أطالَ الإنسانُ يقول: (ربَّنا لك الحمدُ) وردَ في بعض الرواياتِ (لِرَبِّيَ الحمدُ، لِرَبِّيَ الحمدُ) مثل ما تقول في الركوع: (سبحان ربي العظيم سبحان ربي العظيم)، تقولُ في الاعتدال: (لربي الحمدُ، لربي الحمدُ، لربي الحمد) وتُكرِّر، ووردَ أيضًا الدعاء بعد الركوع: (اللهم طهِّرْني من خطايَاي بالماء والثلجِ والبردِ، اللَّهُمَّ نقِّنِي من خطاياي) فإذا كان في […..] وما لم الحمد لله، المهمُّ أن يشغلَ هذا الركنُ بالذِّكرِ، وأولى ما في الذكر ما وردَ، تقول: (ربنا لك الحمد ربنا لك الحمد) أو (لربي الحمد لربي الحمد لربي الحمد) مثل ما تقول: (سبحان ربي الأعلى سبحان ربي الأعلى سبحان ربي الأعلى).

 

 

معلومات عن السلسلة


  • حالة السلسلة :مكتملة
  • تاريخ إنشاء السلسلة :
  • تصنيف السلسلة :الحديث وعلومه