file_downloadsharefile-pdf-ofile-word-o

(49) باب النهي عن القراءة في الركوع والسجود

بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ

التَّعليق على كتاب (المنتقي) للمجد ابن تيميَّة

الدَّرس: التَّاسع والأربعون

***      ***      ***

 

– القارئ : بسمِ الله الرحمنِ الرحيمِ. قال الإمامُ مجدُ الدين عبدُ السلام ابن تيميةَ -رحمه الله تعالى- في كتابه "المُنتقى في الأحكامِ الشرعية من كلامِ خيرِ البريَّة صلى الله عليه وسلم":

بَابُ النَّهْيِ عَنْ الْقِرَاءَةِ فِي الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ

عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: "كَشَفَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ السِّتَارَةَ وَالنَّاسُ صُفُوفٌ خَلْفَ أَبِي بَكْرٍ، فَقَالَ: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إنَّهُ لَمْ يَبْقَ مِنْ مُبَشِّرَاتِ النُّبُوَّةِ إلَّا الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ يَرَاهَا الْمُسْلِمُ أَوْ تُرَى لَهُ، أَلَا وَإِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَقْرَأَ الْقُرْآنَ رَاكِعًا أَوْ سَاجِدًا، أَمَّا الرُّكُوعُ فَعَظِّمُوا فِيهِ الرَّبَّ، وَأَمَّا السُّجُودُ فَاجْتَهِدُوا فِي الدُّعَاءِ فَقَمِنٌ أَنْ يُسْتَجَابَ لَكُمْ). رَوَاهُ أَحْمَدُ وَمُسْلِمٌ وَالنَّسَائِيُّ وَأَبُو دَاوُد.

بَابُ مَا يَقُولُ فِي رَفْعِهِ مِنْ الرُّكُوعِ وَبَعْدَ انْتِصَابِهِ

– الشيخ : لا، لا، بس أعد الباب.

– القارئ : بَابُ النَّهْيِ عَنْ الْقِرَاءَةِ فِي الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ

بَابُ النَّهْيِ عَنْ الْقِرَاءَةِ فِي الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ

عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: "كَشَفَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ السِّتَارَةَ وَالنَّاسُ صُفُوفٌ خَلْفَ أَبِي بَكْرٍ، فَقَالَ: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إنَّهُ لَمْ يَبْقَ مِنْ مُبَشِّرَاتِ النُّبُوَّةِ إلَّا الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ يَرَاهَا الْمُسْلِمُ أَوْ تُرَى لَهُ، أَلَا وَإِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَقْرَأَ الْقُرْآنَ رَاكِعًا أَوْ سَاجِدًا، أَمَّا الرُّكُوعُ فَعَظِّمُوا فِيهِ الرَّبَّ، وَأَمَّا السُّجُودُ فَاجْتَهِدُوا فِي الدُّعَاءِ فَقَمِنٌ أَنْ يُسْتَجَابَ لَكُمْ). رَوَاهُ أَحْمَدُ وَمُسْلِمٌ وَالنَّسَائِيُّ وَأَبُو دَاوُد

– الشيخ : في هذهِ الأحاديثِ أولاً النَّهيُ عن قراءةِ القرآنِ حالَ الركوعِ والسجودِ، محلُّ القراءةِ القيامُ، فــ (أَمَّا الرُّكُوعُ فَعَظِّمُوا فِيهِ الرَّبَّ) يُشرعُ فيه: سبحانَ ربيَ العظيم، سبحانَ ربيَ العظيم، وفي السجود: سبحانَ ربيَ الأعلى، ولكن الركوع ينبغي الإكثارُ مِن التسبيحِ؛ تعظيماً لله، وفي السجودِ ينبغي الدعاء، (وَأَمَّا السُّجُودُ فَاجْتَهِدُوا فِي الدُّعَاءِ فَقَمِنٌ أَنْ يُسْتَجَابَ لَكُمْ) وقالَ: (أقربُ مَا يكونُ العبدُ مِن رَبِّهِ وهو سَاجدٌ).

ولكن إذا أرادَ أنْ يدعوَ بدعاءٍ مُوافقٍ أو هو مِن القرآنِ مثلَ: رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً [البقرة:201] فلا بأسَ أنْ يدعوَ بِه لكن لا يقصدُ التلاوةَ، فلا يدخلُ في النَّهي؛ لأنَّه ما قصدَ قراءةَ القرآنِ، وإنَّما دعا بهذا الدعاءِ الذي هو موجودٌ في القرآنِ.

– طالب: … خاطبهم وهم يصلون يوم تراجع أبو بكر

– الشيخ : تقول: خاطبَهم؟

– طالب: إي، نعم، خاطبَهم وكلَّمَهم في صلاتهم؟

– الشيخ : هذا ظاهرُ السياقِ.

– القارئ : بَابُ مَا يَقُولُ فِي رَفْعِهِ مِنْ الرُّكُوعِ وَبَعْدَ انْتِصَابِهِ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: "كَانَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذَا قَامَ إلَى الصَّلَاةِ يُكَبِّرُ حِينَ يَقُومُ ثُمَّ يُكَبِّرُ حِينَ يَرْكَعُ ثُمَّ يَقُولُ: (سَمِعَ الله لِمَنْ حَمِدَهُ) حِينَ يَرْفَعُ صُلْبَهُ مِنْ الرَّكْعَةِ ثُمَّ يَقُولُ وَهُوَ قَائِمٌ: (رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ) ثُمَّ يُكَبِّرُ حِينَ يَهْوِي سَاجِدًا ثُمَّ يُكَبِّرُ حِينَ يَرْفَعُ رَأْسَهُ ثُمَّ يُكَبِّرُ حِينَ يَهْوِي سَاجِدًا ثُمَّ يُكَبِّرُ حِينَ يَرْفَعُ رَأْسَهُ ثُمَّ يَفْعَلُ ذَلِكَ فِي الصَّلَاةِ كُلِّهَا وَيُكَبِّرُ حِينَ يَقُومُ مِنْ الثِّنْتَيْنِ بَعْدَ الْجُلُوسِ". مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ وَفِي رِوَايَةٍ لَهُمْ: (رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ).

 وَعَنْ أَنَسٍ أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "إذَا قَالَ الْإِمَامُ سَمِعَ الله لِمَنْ حَمِدَهُ فَقُولُوا: رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ". مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ "أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنْ الرُّكُوعِ قَالَ: (اللهمَّ رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ مِلْءَ السَّمَوَاتِ وَمِلْءَ الْأَرْضِ وَمِلْءَ مَا بَيْنَهُمَا وَمِلْءَ مَا شِئْتَ مِنْ شَيْءٍ بَعْدُ، أَهْلَ الثَّنَاءِ وَالْمَجْدِ، لَا مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْت وَلَا مُعْطِيَ لِمَا مَنَعْت وَلَا يَنْفَعُ ذَا الْجَدِّ مِنْكَ الْجِدُّ) رَوَاهُ مُسْلِمٌ وَالنَّسَائِيُّ.

– طالب: الْجَدِّ؟ ولَا الْجِدُّ؟

– الشيخ : جَدّ جَدّ، الْجَدّ، الحظ الْجَدّ الحَظُّ، يعني صاحبُ الْجَدّ ما يُنجيه مِن عذابِ اللهِ، حَظُّهُ مَا يُنجِيهِ. انتهى؟

– القارئ : انتهى الباب هذا.

– الشيخ : هذهِ اشتملتْ -هذهِ الأحاديثُ- على أذكارِ الركوعِ والسجودِ والاعتدالِ، فالصلاةُ كلُّها أذكارٌ، ولهذا الفقهاءُ يقولونَ: الصلاةُ: أقوالٌ وأعمالٌ مخصوصةٌ، كلُّها أعمالٌ وأقوالٌ مخصوصةٌ تَبدأُ بالتكبيرِ، تَحريمُها التكبيرُ، وتنتهي بالتسليمِ، فأولها: الاسمُ الكريمُ الشريفُ: "الله"، "الله أكبر"، وآخرُها: "الله"، "السلام عليكم ورحمة الله" وما بينَ ذلكَ قرآنٌ وتسبيحٌ ودعاءٌ، ولهذا كانتِ الصلاةُ هي أفضلُ العباداتِ، والوصيةُ بها مِن الله، أوصى اللهُ بها كثيراً: وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ [البقرة:43] وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي [طه:14] اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ [العنكبوت:45] وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ [طه:132] واسماعيلُ وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا [مريم:55] حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلاَةِ الْوُسْطَى [البقرة:238] الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ [البقرة:238] وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ [المؤمنون:9]، الآيات، وهكذا، وهكذا.

 

 

معلومات عن السلسلة


  • حالة السلسلة :مكتملة
  • تاريخ إنشاء السلسلة :
  • تصنيف السلسلة :الحديث وعلومه