file_downloadsharefile-pdf-ofile-word-o

(64) باب ما جاء في النحنحة والنفخ في الصلاة

بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ

التَّعليق على كتاب (المنتقى) للمجد ابن تيميَّة

الدَّرس: الرَّابع والستون

***      ***      ***

 

– القارئ : بسمِ اللهِ الرحمنِ الرحيمِ، قالَ الإمامُ مجدُ الدِّينِ عبدُ السَّلامِ بنُ تيميةَ الحرَّانيُّ -رحمَهُ اللهُ- في كتابِهِ: "المُنتقَى في الأحكامِ الشَّرعيَّةِ مِن كلامِ خيرِ البريَّةِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ" قالَ رحمَهُ اللهُ:

بَابُ مَا جَاءَ فِي النَّحْنَحَةِ وَالنَّفْخِ فِي الصَّلَاةِ

– الشيخ : النحنحةُ والنفخُ يعني: هل يبطلُ الصلاةَ أو لا يبطلُها؟ النحنحةُ مثل [أح أح] وهذهِ يستعملُها بعضُ الناسِ للتنبيه، يعني: إذا دخل ولَّا شيء ولَّا يريدُ ينبِّهُ، يعني: لو نبَّهَ، لو كانَ يصلّي ثمَّ سمعَ شيئاً فقال: أح، لأنَّ هذا ليسَ بكلامٍ، الصحيحُ أنَّها لا تبطُل.

أو النَّفخُ عندما يصيرُ عند الإنسانِ يعني يمكن يجدُ في نفسه ضيقاً أو همَّاً فيتنفَّسُ الصُّعداءَ وينفخ أو… هذه المسائلُ يذكرها الفقهاءُ، والمسألةُ ترجع إلى أنَّه لا يبطلُ الصلاةَ إلَّا الكلام، الكلامُ الواضحُ بكلمةٍ واحدةٍ أو جملةٍ من كلام الناسِ، أمَّا لو قالَ: الحمدُ للهِ، هذا من القرآنِ، فالعاطسُ إذا عطسَ يقولُ: الحمدُ لله.

 

– القارئ : عَنْ «عَلِيٍّ قَالَ: كَانَ لِي مِنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَدْخَلَانِ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَكُنْت إذَا دَخَلْت عَلَيْهِ وَهُوَ يُصَلِّي يَتَنَحْنَحُ لِي» رَوَاهُ أَحْمَدُ وَابْنُ مَاجَهْ وَالنَّسَائِيُّ بِمَعْنَاهُ.

– الشيخ : هذا عليٌّ -رضيَ الله عنه- يذكرُ أنَّه له عادةٌ يدخلُ على الرسولِ بالليلِ والنهارِ له مدخلانِ، فإذا جاءَ وهو يصلِّي الرسولُ -عليه الصلاة والسلامُ- تنحنحَ إمَّا للدَّلالةِ على الإذنِ أو للتنبيهِ على أنَّه يصلِّي، المهمُّ فإذا جاءَ عليٌّ يتنحنحُ عليه الصلاة والسلام.

 

– القارئ : وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو «أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- نَفَخَ فِي صَلَاةِ الْكُسُوفِ» رَوَاهُ

– الشيخ : في صلاة الخسوف

– القارئ : الكسوف

– الشيخ : إي هو الكسوف والخسوف.

– القارئ : رَوَاهُ أَحْمَدُ وَأَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيُّ، وَذَكَرَهُ الْبُخَارِيُّ تَعْلِيقًا. وَرَوَى أَحْمَدُ هَذَا الْمَعْنَى مِنْ حَدِيثِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ. وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: النَّفْخُ فِي الصَّلَاةِ كَلَامٌ. رَوَاهُ سَعِيدُ فِي سُنَنِهِ

– الشيخ : اللهُ المُستعان، يعني: على هذا يكونُ يبطلُ الصَّلاةَ عنده

– طالب: أحسنَ اللهُ إليكم، ذكر رواية الترمذيِّ أنَّه قالَ: أفْ أفْ، الشوكانيُّ قالَ: وَقَدْ فُسِّرَ فِي الْحَدِيثِ بِقَوْلِهِ: أُفْ، أُفْ

– الشيخ : أيش فُسِّرَ؟

– طالب: إي نعم. رواية

– الشيخ : يعني: لو تنفَّسَ وقالَ: افف، هذا نوعُ نفخٍ لكنَّه ليسَ بكلامٍ، أما قولُه: "أف أف" هذا كلامٌ، أفٍ لكما، شوف:  فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ [الإسراء:23] كلمةُ "أفٍ" معناه صارتْ كلاماً فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ.

 

– القارئ : بَابُ الْبُكَاءِ فِي الصَّلَاةِ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ تَعَالَى قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا [مريم:58]

– الشيخ : الله أكبرُ، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلَّا الله: وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا [الإسراء:109] لا إله إلَّا الله، فالبكاءُ في الصَّلاة ليسَ هو بكلامٍ، لكن لو أنَّه غُلِبَ الإنسانُ وجرى على لسانه ونبرَ بكلمةٍ فإنَّه لا يضرُّ؛ لأنَّه لم يتعمَّدْ، غيرُ متعمدٍ لذلك.

 

– القارئ : عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ قَالَ: «رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يُصَلِّي وَفِي صَدْرِهِ أَزِيزٌ كَأَزِيزِ الْمِرْجَلِ مِنْ الْبُكَاءِ»

– الشيخ : اللَّهم صلِّ وسلِّم، في صدرِه أزيزٌ ليس على لسانِه كلامٌ، في صدرِه أزيزٌ، ومعناه أنَّه يظهرُ أنَّ هذا نتيجة أنَّه يكتمُه، يكتمُ البكاءَ، ما هو مثل بعضِ الناسِ إذا [….] لا لا، يبكي بكاءً ما يشعرُ به إلَّا من يكون إلى جنبه، أمَّا أنَّه يرخي لنفسِه العنانَ بالشخير والصُّراخِ، لا هذا ليسَ بشيءٍ.

– القارئ : رَوَاهُ أَحْمَدُ وَأَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيُّ

– الشيخ : اللَّهمَّ صلِّ وسلِّم عليه، اللَّهمَّ صلِّ وسلِّم عليه، اللَّهمَّ صلِّ وسلِّم عليهِ.

 

– القارئ : وَعَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: «لَمَّا اشْتَدَّ بِرَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَجَعُهُ، قِيلَ لَهُ: الصَّلَاةُ، قَالَ: مُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ، فَقَالَتْ عَائِشَةُ: إنَّ أَبَا بَكْرٍ رَجُلٌ رَقِيقٌ إذَا قَرَأَ غَلَبَهُ الْبُكَاءُ

– الشيخ : اللَّهمَّ ارضَ عنه..

– القارئ : فَقَالَ: مُرُوهُ فَلْيُصَلِّ فَعَاوَدَتْهُ، فَقَالَ: مُرُوهُ فَلْيُصَلِّ إنَّكُنَّ صَوَاحِبُ يُوسُفَ» رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ، وَمَعْنَاهُ مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ مِنْ حَدِيثِ عَائِشَةَ

– الشيخ : اللَّهمَّ صلِّ وسلِّمْ عليه، وهذا ممَّا يُستدَلُّ به على فضلِ أبي بكرٍ، وأنَّه الخليفةُ بعده؛ لأنَّه استنابَه على الناس في الصلاةِ، توفي رسولُ اللهِ وهو الَّذي يصلِّي بالناسِ رضيَ الله عنه، ولهذا اتَّفقَ الصَّحابةُ على بيعتِه وعلى تقديمِه على كلِّ من سواه، وهو أفضلُ هذه الأمَّةِ، ومعَ هذا الطَّائفةُ المخذولةُ الرافضةُ يسبُّونه ويلعنونَه ويُحقِّرونه وهذا من خذلانِ اللهِ لهم، ومن بالغِ جهلِهم وضلالِهم واستدراجِ الشَّيطانِ لهم، طائفةٌ مخذولةٌ شريرةٌ خبيثةٌ شرُّ طوائفِ الأمةِ.

 

– القارئ : بَابُ حَمْدِ اللَّهِ فِي الصَّلَاةِ لِلعُطاس أَوْ حُدُوثِ نِعْمَةٍ

 عَنْ رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعٍ قَالَ: «صَلَّيْت خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَعَطَسْت فَقُلْت: الْحَمْدُ لِلَّهِ حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ كَمَا يُحِبُّ رَبُّنَا وَيَرْضَى، فَلَمَّا صَلَّى النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: مَنْ الْمُتَكَلِّمُ فِي الصَّلَاةِ؟ فَلَمْ يَتَكَلَّمْ أَحَدٌ، ثُمَّ قَالَهَا الثَّانِيَةَ فَلَمْ يَتَكَلَّمْ أَحَدٌ، ثُمَّ قَالَهَا الثَّالِثَةَ، فَقَالَ رِفَاعَةُ: أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَالَ: وَاَلَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَدْ ابْتَدَرَهَا بِضْعٌ وَثَلَاثُونَ مَلَكًا أَيُّهُمْ يَصْعَدُ بِهَا» رَوَاهُ النَّسَائِيّ وَالتِّرْمِذِيُّ.

بَابُ مَنْ نَابَهُ شَيْءٌ فِي صَلَاتِهِ فَإِنَّهُ يُسَبِّحُ وَالْمَرْأَةُ تُصَفِّقُ:

 عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «مَنْ نَابَهُ شَيْءٌ فِي صَلَاتِهِ فَلْيُسَبِّحْ فَإِنَّمَا التَّصْفِيقُ لِلنِّسَاءِ»

 وَعَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ: «كَانَتْ لِي سَاعَةٌ مِنْ السَّحَرِ أَدْخُلُ فِيهَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَإِنْ كَانَ قَائِمًا يُصَلِّي سَبَّحَ بي فَكَانَ ذَلِكَ إذْنَهُ لِي، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ يُصَلِّي أَذِنَ لِي» رَوَاهُ أَحْمَدُ.

– الشيخ : عُلِمَ بهذا أنَّ التسبيحَ في الصلاة، يعني: للتنبيه، ما يختصُّ بالسَّهو، (مَنْ نَابَهُ شَيْءٌ فِي صَلَاتِهِ فَلْيُسَبِّحْ) ومن ذلكَ يعني: المأمومُ إذا سها إمامُه يقولُ له: سبحانَ الله، والإمامُ نفسُه إذا استنكرَ شيئًا أو أرادَ أنْ ينبِّهَ على حالِه أنَّه يصلِّي يقولُ: سبحانَ الله. فالتسبيحُ يكون من المأمومين لتنبيهِ الإمام، ويكونُ من الإمام أيضاً لتنبيهِ بعض المأمومينَ أو غيرهم.

 

– القارئ : وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: «التَّسْبِيحُ لِلرِّجَالِ وَالتَّصْفِيقُ لِلنِّسَاءِ فِي الصَّلَاةِ» رَوَاهُ الْجَمَاعَةُ وَلَمْ يَذْكُرْ فِيهِ الْبُخَارِيُّ وَأَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيُّ: "فِي الصَّلَاةِ"

– الشيخ : لا إله إلَّا الله، لكن [….] أقولُ: الروايات المقيَّدةُ توضِّحُ المطلقةَ

– القارئ : بَابُ الْفَتْحِ فِي الْقِرَاءَةِ عَلَى الْإِمَامِ وَغَيْرِهِ

– الشيخ : حسبُك

– طالب: أحسنَ اللهُ إليكَ، يا شيخ بالنسبة لتصفيقِ النساءِ بظاهرِ اليدِ أم باطنِ اليد أم يجوزُ؟

– الشيخ : الحديثُ فيه مطلقٌ، لكنَّ الفقهاءَ يقولون: على ظهره؛ لأنَّ الضربَ على الكفِّ هذا يصير فيه، الظاهرُ هذه للإطلاق، يمكن الضربُ على هذه يمكن ما يسمعُ الإمامُ قد يكون بعيداً … الضربُ على باطنِ اليدِ فيه صوتٌ .

معلومات عن السلسلة


  • حالة السلسلة :مكتملة
  • تاريخ إنشاء السلسلة :
  • تصنيف السلسلة :الحديث وعلومه