file_downloadsharefile-pdf-ofile-word-o

(66) باب ما جاء في مسح الحصى وتسويته

بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ

التَّعليق على كتاب (المنتقى) للمجد ابن تيميَّة

الدَّرس: السَّادس والستون

***      ***      ***

 

– القارئ : بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ، الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ، والصَّلاةُ والسَّلامُ على نبيِّنا محمَّدٍ، وعلى آلِهِ وصحبِهِ أجمعينَ. قالَ الإمامُ مجدُ الدِّينِ ابنُ تيميةَ الحرَّانيُّ -رحمَهُ اللهُ تعالى- في كتابِهِ "المُنتقَى في الأحكامِ الشَّرعيَّةِ من كلامِ خيرِ البريَّةِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ":

بَابُ مَا جَاءَ فِي مَسْحِ الْحَصَى وَتَسْوِيَتِهِ

– الشيخ : فِي مَسِّ الْحَصَى، يعني: والإنسانُ يصلِّي يلمسُ التُّرابَ وبعضُهم يريدُ يواسي التُّرابَ بيدِه، لكن، مسّ الحصى هذا يُنهَى عنه، لكن إذا كانَ هناك ما يؤذي فله أنْ يزيلَه، يزيلُ إذا كانَ في شوكٍ أو شيءٍ يزيلُه.

 

– القارئ : بَابُ مَا جَاءَ فِي مَسْحِ الْحَصَى وَتَسْوِيَتِهِ

– الشيخ : مَسْحِ، احتمال أنَّها مسّ الحصى، مسّ الحصى

– القارئ : عَنْ مُعَيْقِيبٍ «عَنْ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ فِي الرَّجُلِ يُسَوِّي التُّرَابَ حَيْثُ يَسْجُدُ: إنْ كُنْتَ فَاعِلًا فَوَاحِدَةً» رَوَاهُ الْجَمَاعَةُ

– الشيخ : يعني: إذا كنْتَ لا بدَّ تفعل فمرَّة واحدة، مو بكلّ ما تريدُ تسجدُ تمسحُ التُّرابَ

– القارئ : وَعَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «إذَا قَامَ أَحَدُكُمْ إلَى الصَّلَاةِ فَإِنَّ الرَّحْمَةَ تُوَاجِهُهُ فَلَا يَمْسَحْ الْحَصَى» رَوَاهُ الْخَمْسَةُ، وَفِي رِوَايَةٍ لِأَحْمَدَ: «سَأَلْت النبيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَنْ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى سَأَلْتُهُ عَنْ مَسْحِ الْحَصَى فَقَالَ: وَاحِدَةً أَوْ دَعْ»

بَابُ كَرَاهَةِ أَنْ يُصَلِّيَ الرَّجُلُ مَعْقُوصَ الشَّعْرِ

– الشيخ : مَعْقُوصَ الشَّعْرِ يعني: مجدولَ، مشدودَ، أمَّا من يشدُّه من أجلِ إذا أرادَ أن يصلِّيَ فهذا يُنهَى عنه، أمَّا إذا كانَ من عادته أنَّ شعرَه مشدودٌ، فلا يُقالُ: إنَّه يُؤمَرُ أنْ ينقضَهُ.

 

– القارئ : بَابُ كَرَاهَةِ أَنْ يُصَلِّيَ الرَّجُلُ مَعْقُوصَ الشَّعْرِ.

عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ رَأَى عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْحَارِثِ يُصَلِّي وَرَأْسُهُ مَعْقُوصٌ إلَى وَرَائِهِ فَجَعَلَ يَحُلُّهُ وَأَقَرَّ لَهُ الْآخَرُ

– الشيخ : "أَقَرَّ" كأنَّه يقصدُ أنَّه سكتَ ما دافعَه، ما دافعَه، لكن لما صلَّى استنكرَ عليه، أو أنكرَ عليه، لكن لما كانَ يصلِّي سكتَ، تركَه ينقضُ شعرَه

– القارئ: وَأَقَرَّ لَهُ الْآخَرُ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ فَقَالَ مَا لَك وَرَأْسِي؟ قَالَ: إنِّي سَمِعْت رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: «إنَّمَا مَثَلُ هَذَا كَمَثَلِ الَّذِي يُصَلِّي وَهُوَ مَكْتُوفٌ» رَوَاهُ أَحْمَدُ وَمُسْلِمٌ وَأَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيُّ.

وَعَنْ أَبِي رَافِعٍ قَالَ: «نَهَى النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنْ يُصَلِّيَ الرَّجُلُ وَرَأْسُهُ مَعْقُوصٌ» رَوَاهُ أَحْمَدُ وَابْنُ مَاجَهْ، وَلِأَبِي دَاوُد وَالتِّرْمِذِيِّ مَعْنَاهُ.

بَابُ كَرَاهَةِ تَنَخُّمِ الْمُصَلِّي قِبَلَهُ أَوْ عَنْ يَمِينِهِ.

– الشيخ : إلى هنا بس، اقرأ البابَ هذا كَرَاهَةُ أَنْ يُصَلِّيَ الرَّجُلُ وشعرُهُ مَعْقُوصَ، اقرأ الي عندك، الشَّوكانيّ

– القارئ : الْحَدِيثُ الْأَوَّلُ أَخْرَجَهُ مِنْ ذِكْرِ الْمُصَنِّفِ. وَأَخْرَجَ الْأَئِمَّةُ السِّتَّةُ أَيْضًا عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: «أُمِرَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنْ يُسْجَدَ عَلَى سَبْعَةِ أَعْضَاءٍ وَلَا يَكُفُّ شَعْرًا وَلَا ثَوْبًا» وَأَخْرَجَ الشَّيْخَانِ وَالنَّسَائِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ عَنْهُ مِنْ طَرِيقٍ أُخْرَى نَحْوَهُ.

وَالْحَدِيثُ الثَّانِي أَخْرَجَهُ ابْنُ مَاجَهْ مِنْ رِوَايَةِ مُخَوَّلٍ سَمِعْت أَبَا سَعْدٍ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ يَقُولُ: رَأَيْتُ رَافِعًا مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- رَأَى الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- يُصَلِّي وَقَدْ عَقَصَ شَعْرَهُ فَأَطْلَقَهُ أَوْ نَهَى عَنْهُ وَقَالَ: «نَهَى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – أَنْ يُصَلِّيَ الرَّجُلُ وَهُوَ عَاقِصٌ شَعْرَهُ» وَأَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ بِمَعْنَاهُ كَمَا ذَكَرَهُ الْمُصَنِّفُ وَلَفْظُهُ عَنْ أَبِي رَافِعٍ «أَنَّهُ مَرَّ بِالْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ وَهُوَ يُصَلِّي وَقَدْ عَقَصَ شعرهُ فَحَلَّهَا فَالْتَفَتَ إلَيْهِ الْحَسَنُ مُغْضَبًا فَقَالَ: أَقْبِلْ عَلَى صَلَاتِكِ وَلَا تَغْضَبْ فَإِنِّي سَمِعْت رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: ذَلِكَ كِفْلُ الشَّيْطَانِ»

وَفِي الْبَابِ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ عِنْدَ ابْنِ أَبِي حَاتِمٍ فِي الْعِلَلِ بِنَحْوِ حَدِيثِ أَبِي رَافِعٍ. وَعَنْ عَلِيٍّ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- عِنْدَ أَبِي عَلِيٍّ الطُّوسِيِّ. وَعَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ عِنْدَ ابْنِ مَاجَهْ بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ وَعَنْ أَبِي مُوسَى عِنْدَ أَبِي عَلِيٍّ الطُّوسِيِّ فِي الْأَحْكَامِ. وَعَنْ جَابِرٍ عِنْدَ ابْنِ عَدِيٍّ فِي الْكَامِلِ وَفِيهِ عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ وَهُوَ ضَعِيفٌ

قَوْلُهُ: (عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْحَارِثِ) هُوَ ابْنُ جَزْءٍ بِفَتْحِ الْجِيمِ وَسُكُونِ الزَّايِ وَبَعْدَهَا هَمْزَةٌ السَّهْمِيُّ شَهِدَ بَدْرًا. قَوْلُهُ: (وَرَأْسُهُ مَعْقُوصٌ) عَقْصُ الشَّعْرِ: ضَفْرُهُ وَفَتْلُهُ وَالْعِقَاصُ: خَيْطٌ يُشَدُّ بِهِ أَطْرَافُ الذَّوَائِبِ ذُكِرَ مَعْنَى ذَلِكَ فِي الْقَامُوسِ. قَوْلُهُ: (وَأَقَرَّ لَهُ الْآخَرُ) أَيْ اسْتَقَرَّ لِمَا فَعَلَهُ وَلَمْ يَتَحَرَّكْ. قَوْلُهُ: (وَهُوَ مَكْتُوفٌ) كَتَفْتُهُ كَتْفًا كَضَرَبْتُهُ ضَرْبًا إذَا شَدَدْتَ يَدَهُ إلَى خَلْفِ كَتِفَيْهِ. مُوثَقًا بِحَبَلٍ

– الشيخ : مكتوف، مكتوف، مُكتَّف

– القارئ : وَالْحَدِيثَانِ يَدُلَّانِ عَلَى كَرَاهَةِ صَلَاةِ الرَّجُلِ وَهُوَ مَعْقُوصُ الشَّعْرِ أَوْ مَكْفُوفُهُ. وَقَدْ حَكَى التِّرْمِذِيُّ عَنْ أَهْلِ الْعِلْمِ أَنَّهُمْ كَرِهُوا ذَلِكَ. قَالَ الْعِرَاقِيُّ: وَمِمَّنْ كَرِهَهُ مِنْ الصَّحَابَةِ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ وَعُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ وَعَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَحُذَيْفَةُ وَابْنُ عُمَرَ وَأَبُو هُرَيْرَةَ وَابْنُ عَبَّاسٍ وَابْنُ مَسْعُودٍ. وَمِنْ التَّابِعِينَ إبْرَاهِيمُ النَّخَعِيُّ فِي آخَرِينَ.

وَالْحِكْمَةُ فِي ذَلِكَ أَنَّ الشَّعْرَ يَسْجُدُ مَعَهُ إذَا سَجَدَ وَفِيهِ امْتِهَانٌ لَهُ فِي الْعِبَادَةِ، قَالَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ فِيمَا رَوَاهُ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ فِي الْمُصَنَّفِ بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ إلَيْهِ أَنَّهُ دَخَلَ الْمَسْجِدَ فَرَأَى فِيهِ رَجُلًا يُصَلِّي عَاقِصًا شَعْرَهُ فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: إذَا صَلَّيْتَ فَلَا تَعْقِصْ شَعْرَك فَإِنَّ شَعْرَكَ يَسْجُدُ مَعَكَ، وَلَكَ بِكُلِّ شَعْرَةٍ أَجْرٌ، فَقَالَ الرَّجُلُ: إنِّي أَخَافُ أَنْ يَتَتَرَّبَ فَقَالَ: تَتْرِيبُهُ خَيْرٌ لَكَ

– الشيخ : ترِّب وجهَك حتّى، قبلَ ذلك، قبلَ شعرِك ترِّب وجهَك، لكن الآن لا، ما شاءَ الله، ها [يضرب الشيخُ السُّجادَ بيدِهِ] خلاص.

 

– القارئ : وَقَالَ ابْنُ عُمَرَ لِرَجُلٍ رَآهُ يُصَلِّي مَعْقُوصًا شَعْرُهُ: أَرْسِلْهُ لِيَسْجُدَ مَعَك.

وَرَوَى ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ إلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ أَنَّهُ رَأَى رَجُلًا يُصَلِّي وَقَدْ عَقَدَ شَعْرَهُ قَالَ: يَا ابْنَ أَخِي مَثَلُ الَّذِي يُصَلِّي وَقَدْ عَقَصَ شَعْرَهُ مَثَلُ الَّذِي يُصَلِّي وَهُوَ مَكْتُوفٌ. وَقَدْ تَقَدَّمَ تَمْثِيلُ مَنْ فَعَلَ ذَلِكَ بِالْمَكْتُوفِ مَرْفُوعًا مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَفِيهِ مَعْنَى مَا أَشَارَ إلَيْهِ ابْنُ مَسْعُودٍ مِنْ سُجُودِ الشَّعْرِ فَإِنَّ الْمَكْتُوفَ لَا يَسْجُدُ بِيَدَيْهِ عَلَى الْأَرْضِ، وَقَدْ قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ: «الْيَدَانِ يَسْجُدَانِ كَمَا يَسْجُدُ الْوَجْهُ»

– الشيخ : هذا أيضاً ثابتٌ بقوله: (أُمِرْتُ أنْ أسجدَ على سبعةِ أعظمٍ: الوجهُ واليدانِ والرُّكبتانِ وأطرافُ القدمَينِ)

– القارئ : وَرَوَى ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ كَانَ إذَا صَلَّى وَقَعَ شَعْرُهُ عَلَى الْأَرْضِ وَظَاهِرُ النَّهْيِ فِي حَدِيثِ الْبَابِ التَّحْرِيمُ فَلَا يُعْدَلُ عَنْهُ إلَّا لِقَرِينَةٍ.

قَالَ الْعِرَاقِيُّ: وَهُوَ مُخْتَصٌّ بِالرِّجَالِ دُونَ النِّسَاءِ لِأَنَّ شَعْرَهُنَّ عَوْرَةٌ يَجِبُ سَتْرُهُ فِي الصَّلَاةِ، فَإِذَا نَقَضَتْهُ رُبَّمَا اسْتَرْسَلَ وَتَعَذَّرَ سَتْرُهُ فَتَبْطُلُ صَلَاتُهَا. وَأَيْضًا فِيهِ مَشَقَّةٌ عَلَيْهَا فِي نَقْضِهِ لِلصَّلَاةِ وَقَدْ رَخَّصَ لَهُنَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي أَلَّا يَنْقُضْنَ ضَفَائِرَهُنَّ فِي الْغُسْلِ مَعَ الْحَاجَةِ إلَى بَلِّ جَمِيعِ الشَّعْرِ كَمَا تَقَدَّمَ. انتهى.

– الشيخ : اللهُ المستعانُ

– طالب: أحسن الله إليكم، عقصُ الشعرِ الآن، في السُّننِ جاءَ بابُ ما جاءَ فِي الرَّجُلِ يَعْقِصُ شَعْرَهُ، ويذكرون حديثَ أم هانئٍ "أنَّها رأتْ النَّبيَّ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- عندَما دخلَ مكَّةَ ولهُ أربعُ ضفائرَ". وذكرَ هنا ربطَ الشَّعرِ بالخيطِ، يعني في هذا العملِ إن شاءَ اللهُ ما في بأس؟

– الشيخ : عقصُ الشَّعرِ جائزٌ، وضفرُه، وجَدْلُه، لكن هذا البحثُ كلُّه، كلُّ الرواياتِ في الصَّلاةِ، أمَّا عقصُه للصَّلاةِ، هذا بينَ الكراهةِ والتَّحريمِ، أمَّا إذا كانَ مُرسَلاً وغيرَ معقوصٍ فكفُّه حرامٌ، يعني ما يجوز يبغى…، (وألّا أكفَّ شعراً ولا ثوباً) لكن إذا كانَ هو من عادتِه، من عادتِه أنَّ شعرَه معقوصٌ، مثل حالةِ النِّساءِ، فهل نقولُ: "يجبُ عليه أنْ يحلَّه"! أمَّا إذا كانَ يتعمَّدُ أنَّه يعقصُه ويضفرُه ويربطُه من أجلِ الصَّلاةِ فهذا أقلُّ أحوالِه الكراهةُ، واللهُ أعلمُ

– طالب: في غيرِ الصلاةِ يعني هناك من ينكرُ على من يعقصُ شعرَه، ويقولُ: هذا تشبُّهٌ بالكفَّارِ، هذه الضَّفائرُ

– الشيخ : ما أدري والله، هو فيه يعني تشبُّه بالكفَّار؟ الكفّار؟

– طالب: يعقصون، الآن كثيرٌ منهم

– الشيخ : لكن ما، والنَّاس من قبلهم -من قبلِ الكفَّار-، طيِّب إذا أعفى الكفَّارُ أو بعضُ الكفَّارِ لحاهم، نقولُ في تشبُّه بالكفَّار بعد؟! ترى زعمه بعضهم، بعض من يريدون…، هذا سمعتُه من بعضِ مدرِّسين مصريِّين يقول: إن الحاخامات يعفونَ لحالهم، ويطوِّلون لحالهم إذاً منع التَّشبُّه أو يصير مخالفتَهم فيحلقُها، عكس… فإذا أنَّهم لسنا منهيِّين عن مشابهتِهم فيما هو مشروعٌ لنا، ما كانَ مشروعاً ما علينا منهم، فعلوها أو لم يفعلوها

– طالب: هو الَّذي يفعلُ هذا يفعلُه من أجلِ أنَّ الكفَّارَ فعلُوه

– الشيخ : خلِّ، هذا متشبِّهٌ

– طالب: ما يفعلُ هذا بس [فقط]، هو يحلقُ لحيتَه، ويعقصُ شعرَه

– الشيخ : هذا متشبِّهٌ، من وجهين.

 

معلومات عن السلسلة


  • حالة السلسلة :مكتملة
  • تاريخ إنشاء السلسلة :
  • تصنيف السلسلة :الحديث وعلومه