الرئيسية/شروحات الكتب/المنتقى في الأحكام الشرعية من كلام خير البرية/(68) باب القنوت في المكتوبة عند النوازل وتركه في غيره
file_downloadsharefile-pdf-ofile-word-o

(68) باب القنوت في المكتوبة عند النوازل وتركه في غيره

بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ

التَّعليق على كتاب (المنتقى) للمجد ابن تيميَّة

الدَّرس: الثَّامن والستون

***      ***      ***

 

– القارئ : بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ. قالَ الإمامُ مجدُ الدِّينِ عبدُ السَّلامِ بنُ تيميةَ الحرَّانيُّ -رحمَهُ اللهُ تعالى- في كتابِهِ: "المُنتقَى في الأحكامِ الشَّرعيَّةِ مِن كلامِ خيرِ البريَّةِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ":

بَابُ الْقُنُوتِ فِي الْمَكْتُوبَةِ عِنْدَ النَّوَازِلِ وَتَرْكِهِ فِي غَيْرِهَا

عَنْ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْجَعِيِّ قَالَ: "قُلْت لِأَبِي: يَا أَبَتِ إنَّك قَدْ صَلَّيْت خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَعَلِيٍّ -رضيَ اللهُ عنهم- هَاهُنَا بِالْكُوفَةِ قَرِيبًا مِنْ خَمْسِ سِنِينَ أَكَانُوا يَقْنُتُونَ؟ قَالَ: أَيْ بُنَيَّ

– الشيخ : مُحْدَثٌ

– القارئ : مُحْدَثٌ

– الشيخ : يعني: يَقْنُتُونَ في صلاةِ الفجرِ، بس [لكن] ما جاءَ التصريحُ بالروايةِ، "أَكَانُوا يَقْنِتُونَ؟" يعني: في صلاةِ الفجرِ دائماً من غيرِ سببٍ؟ قَالَ: أَيْ بُنَيَّ مُحْدَثٌ". يعني: القنوتُ في صلاةِ الفجرِ من غيرِ سببٍ هذا مُحدَثٌ

– القارئ : رَوَاهُ أَحْمَدُ وَالتِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ وَابْنُ مَاجَهْ.

وَفِي رِوَايَةٍ: أَكَانُوا يَقْنُتُونَ فِي الْفَجْرِ؟

– الشيخ : هذا هو التصريحُ به

– القارئ : وَالنَّسَائِيُّ وَلَفْظُهُ قَالَ: "صَلَّيْتُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمْ يَقْنُتْ» وَصَلَّيْتُ خَلْفَ أَبِي بَكْرٍ فَلَمْ يَقْنُتْ

– الشيخ : صَلَّيْتُ، مضبوطة عندك بالضم؟

– القارئ : نعم

– الشيخ : إي جيِّد ..

– القارئ : وَصَلَّيْتُ خَلْفَ عُمَرَ فَلَمْ يَقْنُتْ، وَصَلَّيْتُ خَلْفَ عُثْمَانَ فَلَمْ يَقْنُتْ، وَصَلَّيْتُ خَلْفَ عَلِيٍّ -عَلَيْهِ السَّلَامُ- فَلَمْ يَقْنُتْ، ثُمَّ قَالَ: "يَا بُنَيَّ بِدْعَةٌ".

وَعَنْ أَنَسٍ «أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَنَتَ شَهْرًا ثُمَّ تَرَكَهُ» رَوَاهُ أَحْمَدُ، وَفِي لَفْظٍ «قَنَتَ شَهْرًا يَدْعُو عَلَى أَحْيَاءٍ مِنْ أَحْيَاءِ الْعَرَبِ

– الشيخ : هذا يدلُّ على أنَّ قنوتَ نوازل يقول: قَنَتَ شَهْرًا يَدْعُو عَلَى بعضِ قبائلَ من الْعَرَبِ صار منهم عدوانٌ، كرِعْلٍ وذَكوان وعُصيَّة.

 

– القارئ : وَفِي لَفْظٍ: "قَنَتَ شَهْرًا يَدْعُو عَلَى أَحْيَاءٍ مِنْ أَحْيَاءِ الْعَرَبِ ثُمَّ تَرَكَهُ" رَوَاهُ أَحْمَدُ وَمُسْلِمٌ وَالنَّسَائِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ، وَفِي لَفْظٍ: "قَنَتَ شَهْرًا حِينَ قُتِلَ الْقُرَّاءُ فَمَا رَأَيْتُهُ حَزِنَ حُزْنًا قَطُّ أَشَدَّ مِنْهُ" رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ.

وَعَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ الْقُنُوتُ فِي الْمَغْرِبِ وَالْفَجْرِ. رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ.

وَعَنْ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ: "أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ يَقْنُتُ فِي صَلَاةِ الْفَجْرِ والْمَغْرِبِ". رَوَاهُ أَحْمَدُ وَمُسْلِمٌ وَالتِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ.

وَعَنْ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنْ الرُّكُوعِ فِي الرَّكْعَةِ الْآخِرَةِ مِنْ الْفَجْرِ يَقُولُ: (اللَّهُمَّ الْعَنْ فُلَانًا وَفُلَانًا وَفُلَانًا) بَعْدَ مَا يَقُولُ: (سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ رَبّنَا وَلَك الْحَمْدُ) فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ [آل عمران:128] إلَى قَوْلِهِ: فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ [آل عمران: 128] رَوَاهُ أَحْمَدُ وَالْبُخَارِيُّ.

وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ إذَا أَرَادَ أَنْ يَدْعُوَ عَلَى أَحَد، أَوْ يَدْعُوَ لِأَحَدٍ قَنَتَ بَعْدَ الرُّكُوعِ، فَرُبَّمَا قَالَ: إذَا قَالَ: (سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ رَبَّنَا وَلَك الْحَمْدُ اللَّهُمَّ أَنْجِ الْوَلِيدَ بْنَ الْوَلِيدِ، وَسَلَمَةَ بْنَ هِشَامٍ، وَعَيَّاشَ بْنَ أَبِي رَبِيعَةَ، وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ. اللَّهُمَّ اُشْدُدْ وَطْأَتَك عَلَى مُضَرَ، وَاجْعَلْهَا عَلَيْهِمْ سِنِينَ كَسِنِي يُوسُفَ) قَالَ: يَجْهَرُ بِذَلِكَ. وَيَقُولُ فِي بَعْضِ صَلَاتِهِ فِي صَلَاةِ الْفَجْرِ: (اللَّهُمَّ: الْعَنْ فُلَانًا وَفُلَانًا) حَيَّيْنِ مِنْ أَحْيَاءِ الْعَرَبِ، حَتَّى أَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ [آل عمران: 128] الْآيَةَ» رَوَاهُ أَحْمَدُ وَالْبُخَارِيُّ.

وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: "بَيْنَمَا النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يُصَلِّي الْعِشَاءَ إذْ قَالَ: (سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ)، ثُمَّ قَالَ قَبْلَ أَنْ يَسْجُدَ: (اللَّهُمَّ نَجِّ الْوَلِيدَ بْنَ الْوَلِيدِ. اللَّهُمَّ نَجِّ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ اللَّهُمَّ اُشْدُدْ وَطْأَتَك عَلَى مُضَرَ. اللَّهُمَّ اجْعَلْهَا عَلَيْهِمْ سِنِينَ كَسِنِي يُوسُفَ) رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ.

وَعَنْهُ أَيْضًا قَالَ: لَأَقْرَبَنَّ بِكُمْ صَلَاةَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَكَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ يَقْنُتُ فِي الرَّكْعَةِ الْآخِرَةِ مِنْ صَلَاةِ الظُّهْرِ وَالْعِشَاءِ الْآخِرَةِ وَصَلَاةِ الصُّبْحِ، بَعْدَ مَا يَقُولُ: "سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ" فَيَدْعُو لِلْمُؤْمِنِينَ، وَيَلْعَنُ الْكُفَّارَ. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ، وَفِي رِوَايَةٍ لِأَحْمَدَ: وَصَلَاةِ الْعَصْرِ مَكَانَ صَلَاةِ الْعِشَاءِ الْآخِرَةِ.

وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: "قَنَتَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- شَهْرًا مُتَتَابِعًا فِي الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ وَالْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ وَالصُّبْحِ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ، إذَا قَالَ: (سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ) مِنْ الرَّكْعَةِ الْآخِرَةِ يَدْعُو

– الشيخ : المقصودُ أنَّه تارةً يقنتُ المغربَ والفجرَ، وتارةً الفجر فقط، وتارةً في الصلوات كلِّها، هي أحوالٌ، هذا يدلُّ على أنَّه صلَّى الله عليه وسلَّم قنتَ لبعضِ الأسبابِ وبعضِ المناسباتِ وبعضِ الحوادث، ومحلُّ القنوتِ هو في الركعة الأخيرةِ بعدَ الركوعِ، بعدَ أن يرفعَ رأسَه من الركوعِ ويقولُ: سمعَ اللهُ لمن حمدَهُ، ربَّنا لكَ الحمدُ.

 

– القارئ : قَالَ: "قَنَتَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- شَهْرًا مُتَتَابِعًا فِي الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ وَالْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ وَالصُّبْحِ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ، إذا

– الشيخ : "فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ" يعني في الركعة الأخيرةِ، ليسَ المقصودُ في دبرِ الصلاةِ يعني عندَ التشهُّد قبل السلامِ أو بعده.

– القارئ : فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ، إذَا قَالَ: سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ مِنْ الرَّكْعَةِ الْآخِرَةِ يَدْعُو عَلَيْهِمْ، عَلَى حَيٍّ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ عَلَى رِعْلٍ وَذَكْوَانَ وَعُصَيَّةَ وَيُؤَمِّنُ مَنْ خَلْفَهُ» رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَأَحْمَدُ وَزَادَ: "أَرْسَلَ إلَيْهِمْ يَدْعُوهُمْ إلَى الْإِسْلَامِ فَقَتَلُوهُمْ"، قَالَ عِكْرِمَةُ: كَانَ هَذَا مِفْتَاحُ الْقُنُوتِ. انتهى.

– الشيخ : الله المستعانُ، أيش الي بعده؟

– القارئ : أَبْوَابُ السُّتْرَةِ أَمَامَ الْمُصَلِّي

– الشيخ : حسبُك.

– طالب: أحسنَ اللهُ إليكم شيخنا، يُتابعُ الإمامُ في المداومة على قنوتِ الفجرِ على مذهبِ الشافعيَّةِ أم يُترَكُ المتابعة إذا كان يَراه محدثاً؟

– الشيخ : لا إله إلَّا الله، لا إله إلَّا الله، الأظهرُ أنَّه لا يتابعُ، عندي: لا يُتابعُ، لكن لا يُخالفُ، لا ينفصلُ عنه من أجلِ ذلك.

 

معلومات عن السلسلة


  • حالة السلسلة :مكتملة
  • تاريخ إنشاء السلسلة :
  • تصنيف السلسلة :الحديث وعلومه