الرئيسية/شروحات الكتب/المنتقى في الأحكام الشرعية من كلام خير البرية/(75) باب وقت صلاة الوتر والقراءة فيها والقنوت
file_downloadsharefile-pdf-ofile-word-o

(75) باب وقت صلاة الوتر والقراءة فيها والقنوت

بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ

التَّعليق على كتاب (المنتقى) للمجد ابن تيميَّة

الدَّرس: الخامس والسَّبعون

***      ***      ***

 

– القارئ : بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ، قالَ الإمامُ مجدُ الدِّينِ ابنُ تيميةَ –رحمَهُ اللهُ تعالى- في كتابِهِ: "المُنتقَى في الأحكامِ الشَّرعيَّةِ مِن كلامِ خيرِ البريَّةِ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ-": بَابُ وَقْتِ صَلَاةِ الْوِتْرِ وَالْقِرَاءَةِ وَالْقُنُوتُ فِيهَا

– الشيخ : اللهُ أكبرُ، الوترُ معروفٌ صلاة، هو من صلاةِ اللَّيل، الوتر –على الصَّحيح- أنَّه من أنواع التَّطوُّع من صلاة التَّطوُّع، ولهذا يذكره العلماءُ في باب صلاة التَّطوُّع، وجاءَ التَّرغيبُ فيه، وكانَ النَّبيُّ -صلَّى الله عليه وسلَّمَ- يوترُ، أرشد إلى الوتر بقوله وبفعله.

ولهذا الوتر وقتٌ، لها وقتٌ من الأوقات، النَّوافلُ لها أوقاتٌ، النَّوافلُ لها أوقاتٌ، الرَّواتبُ التَّابعة للصَّلوات وقتُها وقتُ الصَّلوات، مثلًا راتبةُ الظُهر ما تصحُّ قبلَ دخول الوقتِ، ما تصحُّ هي تابعةٌ للظُّهر، تابعةٌ لصلاة الظُّهر، وهكذا راتبةُ الفجر لا تصحُّ إلَّا بعدَ طلوعِ الفجرِ في وقتها، وقتُها وقتُ صلاة الفجرِ، راتبةُ المغرب وقتُها وقتُ المغرب، يعني من أخَّرَها إلى بعد خروج وقتها تكون قضاءً، مثل من أخَّرَ ركعتي الفجر لم يصلِّهما قبلَ الصَّلاة إذا صلَّاهما بعدَ الفجرِ تكون قضاءً، وقتُها قبلَ، الرَّاتبة القبليَّة تكون قبل الصَّلاة، لكن بعد دخول وقتها، هكذا الوترُ له وقتٌ لا يصحُّ قبلَ وقتِه، الوترُ لا يكون قبل صلاةِ العشاءِ، لا يكون قبلَ صلاة العشاء، أعد الباب.

 

– القارئ : بَابُ وَقْتِ صَلَاةِ الْوِتْرِ وَالْقِرَاءَةِ وَالْقُنُوتُ فِيهَا

– الشيخ : وَالْقِرَاءَةِ" يعني القراءةُ في الوتر، ماذا يقرأُ في صلاة الوتر؟ كما سيأتي في الأحاديث أنَّه يُقرَأُ في صلاة الوتر السُّور الثَّلاث إذا صلَّى، سورةُ الأعلى والكافرون وسورةُ الإخلاص، وهو يريد يعني، فهذه التَّرجمة تضمَّنَت ذكرَ ثلاثةِ أمورٍ:

 أوَّلها: الوقتُ، وقتُ صلاة الوتر.

والثَّانية: القراءةُ في الوتر، ماذا يُقرَأُ في الوتر؟

الثَّالث: القنوتُ، القنوت في الوتر.

فهذه ثلاثةُ أمورٍ تضمَّنَتها هذه التَّرجمة، وسيذكرُ المؤلِّف الأدلة عليها.

 

– القارئ : عَنْ خَارِجَةَ بْنِ حُذَافَةَ قَالَ: "خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ذَاتَ غَدَاةٍ

– الشيخ : "ذَاتَ غَدَاةٍ" يعني: في الصَّباح، الغداة أوَّلُ النَّهار، "خَرَجَ عَلَيْنَا النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ذَاتَ غَدَاةٍ" يعني ساعة من أوَّل النَّهار، ساعة من أوَّل النَّهار

– القارئ : فَقَالَ: (لَقَدْ أَمَدَّكُمْ اللَّهُ بِصَلَاةٍ هِيَ خَيْرٌ لَكُمْ مِنْ حُمْرِ النَّعَمِ)، قُلْنَا: وَمَا هِيَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: (الْوِتْرُ فِيمَا بَيْنَ صَلَاةِ الْعِشَاءِ إلَى طُلُوعِ الْفَجْرِ). رَوَاهُ الْخَمْسَةُ إلَّا النَّسَائِيَّ

– الشيخ : هذا الحديثُ ظاهرُ الدَّلالة على مشروعيَّة الوترِ، وفضيلةِ الوترِ، فضيلةٌ (إنَّ اللهَ أَمَدَّكُمْ) يعني: أعطاكم، تفضَّلَ عليكم، مددٌ، أَمَدَّكُمْ بِصَلَاةٍ عظيمةٍ (هِيَ خَيْرٌ لَكُمْ مِنْ حُمْرِ النَّعَمِ)، النَّعَمِ: هي الإبل الحمراءُ وهي من أنفسِ أموالِ العربِ، عندَ العرب، كما قال -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (لئنْ يهديَ اللهُ بكَ رجلًا واحدًا خيرٌ لكَ من حمرِ النِّعمِ) حُمْرِ النَّعَمِ، انتبهْ حُمْرِ بسكونِ الميم، حُمْرِ، لا تقلْ: حُمُر" فتنقلبُ الحقيقة، حُمْرِ بسكون الميم جمعُ أحمر.

(إنَّ اللهَ أَمَدَّكُمْ بِصَلَاةٍ) يعني الرَّسولُ يبشِّرُهم، بشرى بشرى، هذه بشرى بشرى الرَّسولِ يبشِّرُ أصحابَه يقول: (إنَّ اللهَ أَمَدَّكُمْ) تفضَّلَ عليكم (بِصَلَاةٍ) غير الصَّلوات الخمس، الصَّلواتُ الخمسُ هذه عمودُ الإسلامِ، وشأنُها عظيمٌ أعظمُ وأعظم من الوتر، لكن هذه خيرٌ -إن صحَّ نقول:- إضافيٌّ، زيادةُ خير الوتر، (أَمَدَّكُمْ بِصَلَاةٍ هِيَ خَيْرٌ لَكُمْ مِنْ حُمْرِ النَّعَمِ)

(ألا أخبرُكم بصلاةٍ هيَ خيرٌ لكم مِن حُمْرِ النِّعمِ؟) قالوا: بلى يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: (الْوِتْرُ) أي: صلاةُ الوترِ (مَا بَيْنَ صَلَاةِ الْعِشَاءِ إلَى طُلُوعِ الْفَجْرِ) إذن الحديثُ دلَّ على مشروعيَّة الوتر وعلى فضل الوتر وعلى وقت الوتر، وقتُه من بعدِ صلاة العشاء، حتَّى لو جمعَ الإنسانُ كما يحصلُ أحيانًا إذا جُمِعَت العشاءُ إلى المغرب دخلَ وقتُ الوتر، يعني صلَّينا المغربَ وصلَّينا العشاءَ بعدَها بسبب لمطرٍ أو لمريضٍ جمع لمرضٍ، إذا صلَّينا العشاءَ دخلَ وقتُ الوتر، فيمكن للإنسان أن يوتر ولو أنَّه في وقت المغرب؛ لأنَّ وقتَها بعدَ صلاةِ العشاءِ، (مَا بَيْنَ صَلَاةِ الْعِشَاءِ إلَى طُلُوعِ الْفَجْرِ) هكذا الحمد لله.

إذن الحديثُ فيه الدَّلالةُ على مشروعيَّة الوتر، جمهورُ أهل العلمِ على أنَّه سنَّةٌ مؤكَّدةٌ، وقالَ بعضُ العلماء: إنَّه واجبٌ، وأنَّه فرضٌ، والصَّحيحُ أنَّه سنَّةٌ مؤكَّدةٌ، لكن لا ينبغي التَّهاونُ به، لا ينبغي التَّهاونُ بالوتر، لا، ينبغي للمسلم أن يحافظَ عليه يحافظ على الوتر كما يحافظُ على الرَّواتب وأشدَّ، كما يحافظُ على الرَّواتب وأشدّ، وعلى الوقت على كذلك، دلَّ الحديثُ على الوقت -وقت الوتر-، هذه ثلاثةُ أمورٍ، مشروعيَّةُ الوتر، وفضلُ الوتر، ووقتُ الوتر.

 

– القارئ : وَفِيهِ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّهُ لَا يُعْتَدُّ بِهِ قَبْلَ الْعِشَاءِ بِحَالٍ

– الشيخ : "لَا يُعْتَدُّ به" هذا واضحٌ، الشَّيخُ ينبِّهُ على أنَّه لَا يُعْتَدُّ به قبلَ العشاءِ بحالٍ، ما يمكن، لَا يُعْتَدُّ بِهِ، يعني: لو إنسان اجتهدَ وقال: استعجلْتُ وأوترْتُ" نقولُ: ما.. جزاك اللهُ خيرًا لكن أوترْ، ما أوترْتَ، "لَا يُعْتَدُّ بِهِ قَبْلَ الْعِشَاءِ بِحَالٍ" كلامٌ طيِّبٌ.

 

– القارئ : وَفِيهِ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّهُ لَا يُعْتَدُّ بِهِ قَبْلَ الْعِشَاءِ بِحَالٍ

– الشيخ : يعني: بحالٍ من الأحوال، ما في حالة نقول: أنَّه يجوزُ أو أنَّه يصحُّ الوترُ قبلَ العشاءِ، ما في حالة، بدون استثناءٍ.

– القارئ : وَعَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: «مِنْ كُلِّ اللَّيْلِ قَدْ أَوْتَرَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مِنْ أَوَّلِ اللَّيْلِ وَأَوْسَطِهِ وَآخِرِهِ، فَانْتَهَى وَتْرُهُ إلَى السَّحَرِ». رَوَاهُ الْجَمَاعَةُ.

– الشيخ : وهذا أيضًا، يعني الأوَّل من قوله، الأوَّلُ بيانٌ لوقتِ الوتر بالقول، الرَّسولُ قال: (مَا بَيْنَ صَلَاةِ الْعِشَاءِ إلَى طُلُوعِ الْفَجْرِ) ولكن هنا تروي عائشةُ أنَّه –عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ- أوترَ، كان يوترُ، لكن تارةً يوتر أوَّلَ اللَّيلِ، وتارةً يوترُ وسطَ اللَّيلِ، وتارةً آخرَ اللَّيل، السَّحر يعني قبيلَ الفجرِ، فهذا فيه بيانٌ فعليٌّ، بيانٌ بالفعل، من فعله –عليه الصَّلاة والسَّلام- أنَّ الوترَ وقتُه من بعدِ صَلَاةِ الْعِشَاءِ إلَى طُلُوعِ الْفَجْرِ.

"مِنْ كُلِّ اللَّيْلِ قَدْ أَوْتَرَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مِنْ أَوَّلِه" يعني في بعض اللَّيالي، قد يقدمُ الرَّسولُ ويبكِّرُ بالوتر، وأوسط اللَّيل، وانتهى وترُه آخرَ ما يكون وَانْتَهَى وَتْرُهُ إلَى السَّحَرِ، أيضًا هذا فيه بيانٌ لوقت الوتر، إذن الرَّسولُ بيَّنَ وقتَ الوترِ بقوله وبفعله.

 

– القارئ : وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: «أَوْتِرُوا قَبْلَ أَنْ تُصْبِحُوا» رَوَاهُ الْجَمَاعَةُ إلَّا الْبُخَارِيَّ وَأَبَا دَاوُد.

– الشيخ : هذا يقول: أَوْتِرُوا، الرسول يقول: (أَوْتِرُوا قَبْلَ أَنْ تُصْبِحُوا) يعني: فيه أنَّ الوترَ ينتهي قبلَ الصُّبح، إذا طلعَ الفجرُ انتهى، انتهى وقتُ الوتر (أَوْتِرُوا قَبْلَ أَنْ تُصْبِحُوا) وشواهدُ هذا كثيرةٌ، سيذكرُ المؤلِّفُ جملةً منها، دلائلُ هذا المعنى كثيرةٌ، (صلاةُ اللَّيلِ مثنى مثنى فإذا خشيَ أحدُكم الصُّبحَ صلَّى ركعةً واحدةً) خلص إذا خشيَ طلوعَ الفجرِ بادرَ وأوترَ.

– طالب:

– الشيخ : إي، الَّذي يوتر، نعم

– القارئ : وَعَنْ جَابِرٍ عَنْ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: (أَيُّكُمْ خَافَ أَلَّا يَقُومَ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ فَلْيُوتِرْ، ثُمَّ لِيَرْقُدْ، وَمَنْ وَثِقَ بِقِيَامٍ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ فَلْيُوتِرْ مِنْ آخِرِهِ، فَإِنَّ قِرَاءَةَ آخِرِ اللَّيْلِ مَحْضُورَةٌ، وَذَلِكَ أَفْضَلُ) رَوَاهُ أَحْمَدُ وَمُسْلِمٌ وَالتِّرْمِذِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ.

– الشيخ : ما شاءَ اللهُ، هذا فيه إرشادٌ من النَّبيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- للإنسان الَّذي يعني الإنسان معرَّضٌ تختلفُ أحوالُه، تارةً يكون يثقُ من قيام آخرِ اللَّيل، وتارةً ما يثقُ، يعرفُ من نفسه أنَّه ما يأمنُ أنَّه يغلبُه النَّومُ ولا يقومُ إلَّا لصلاة الفجرِ، فهذا فيه الإرشادُ على أنَّ من لم يثقْ ويضمن على أنَّه سيقوم آخرَ اللَّيل، فليوترْ أوَّل اللَّيلِ، ينام وقد أوترَ، ومن وثقَ أنْ يقوم فالأفضلُ له أن يوترَ آخرَ اللَّيلِ.

ثمَّ يعلِّل الرَّسولُ سر: (فَإِنَّ قِرَاءَةَ آخِرِ اللَّيْلِ مَحْضُورَةٌ) يعني: مشهودةٌ تشهدُها الملائكةُ ويشهدُها الرَّبُّ؛ لأنَّه ينزل في ثلثِ اللَّيل الآخرِ، وهذا منهجٌ، نسمِّيه منهجٌ، وهذا يدلُّ على أهمِّيَّة الوترِ وأنَّه ينبغي للإنسان أن يحتاطَ أن يحتاط في المحافظة على الوتر، وذلك أن إذا لم يأمنْ أن يقومَ آخرَ اللَّيل فليوترْ أوَّلَ اللَّيل، أو إذا خشيَ ألَّا يقوم آخرَ اللَّيل أوترَ أوَّلَ اللَّيل، وإذا اطمأنَّ ووثقَ وغلب على ظنِّه أنَّه يقوم يعرف ظروفَه ويعرف أحوالَه، أحوال الناس تختلفُ، فإنَّ الأفضلَ له أنْ يوترَ آخرَ اللَّيل، صلاةُ آخر اللَّيلِ أفضلُ، أعد الحديث.

 

– القارئ : وَعَنْ جَابِرٍ عَنْ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: (أَيُّكُمْ خَافَ أَلَّا يَقُومَ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ فَلْيُوتِرْ، ثُمَّ لِيَرْقُدْ، وَمَنْ وَثِقَ بِقِيَامٍ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ فَلْيُوتِرْ مِنْ آخِرِهِ، فَإِنَّ قِرَاءَةَ آخِرِ اللَّيْلِ مَحْضُورَةٌ، وَذَلِكَ

– الشيخ : وهذا كلُّه على وجه الإرشادِ، كلُّه على وجه الإرشادِ، لأنَّ عندنا أنَّ الوترَ الأصل أنَّه ليس بواجبٍ، فهذا إرشادٌ من النَّبيِّ -عليه الصَّلاة والسَّلام- للطَّريق الَّذي تتحقَّقُ به المحافظةُ على الوتر.

 

– القارئ : فَإِنَّ قِرَاءَةَ آخِرِ اللَّيْلِ مَحْضُورَةٌ، وَذَلِكَ أَفْضَلُ) رَوَاهُ أَحْمَدُ وَمُسْلِمٌ وَالتِّرْمِذِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ.

وَعَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ قَالَ: «كَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقْرَأُ فِي الْوِتْرِ بِــ سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى [الأعلى:1]، وَ قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ [الكافرون:1]، وَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ [الإخلاص:1]». رَوَاهُ الْخَمْسَةُ إلَّا التِّرْمِذِيَّ، وَلِلْخَمْسَةِ إلَّا أَبَا دَاوُد مِثْلُهُ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَزَادَ أَحْمَدُ وَالنَّسَائِيُّ فِي حَدِيثِ أُبَيٍّ: «فَإِذَا سَلَّمَ قَالَ: (سُبْحَانَ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ) ثَلَاثَ مَرَّاتٍ»، وَلَهُمَا مِثْلُهُ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى، وَفِي آخِرِهِ: وَرَفَعَ صَوْتَهُ بالْآخِرَةِ.

– الشيخ : ما شاءَ اللهُ، هذا دليلُ الجزئيَّةِ الثَّانيةِ الَّتي قالَها المؤلِّفُ: بابُ وقتِ الوترِ والقراءةِ فيه، والقراءة هذا دليلُ القراءة، إذن ما السُّنَّةُ في الوتر أن يُقرَأَ؟ هذه السُّنَّةُ، إذا أوترَ الإنسانُ بثلاثٍ فإنَّه يقرأُ في الأولى {سَبِّحِ} وفي الثانية: الْكَافِرُونَ، وفي الثَّالثة {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}

وهذا على وجهِ الفضيلةِ، لو أوترَ الإنسانُ وقرأَ غيرَ هذه السُّور أجزأَ، لكن هذه هي السُّنَّة وهذا هو الأفضلُ، لكن ليس بشرطٍ، يصحُّ الوترُ لو تقرأُ فيها غيرَ هذه السُّور، لا إله إلَّا الله، لا إله إلَّا الله.

وفي هذه الزِّيادة أنَّه كان عليه الصَّلاة والسَّلام إذا أوترَ وفرغَ من وتره سلَّمَ من الوترِ يقول: (سبحانَ الملكِ القدُّوسِ، سبحانَ الملكِ القدُّوسِ، سبحانَ الملكِ القدُّوسِ) لا إله إلَّا الله.

– طالب: رفع صوته في الآخرة؟

– الشيخ : إي على رواية.. يعني يقولُ: (سبحانَ الملكِ القدُّوسِ، سبحانَ الملكِ القدُّوسِ، سبحانَ الملكِ القدُّوسِ) [رفعَ الشَّيخُ صوتَه في الثَّالثة] يعني، فاللهُ أعلمُ، لا إله إلَّا الله، اللهُ أكبرُ، الحمدُ لله الَّذي شرعَ لنا شرائعَ الهدى، صلاةٌ وذكرٌ وعبادةٌ، الحمدُ لله، يا لها من نعمٍ! كلُّ سنَّةٍ، كلُّ عبادةٍ فهي نعمةٌ عظيمةٌ إذا الإنسانُ وُفِّقَ لها واجتهدَ في تكميلها وفي ما يُعتبَرُ لها والإخلاص، اللهُ أكبرُ، الحمدُ لله، أعد الحديثَ طيِّب.

 

– القارئ : وَعَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ قَالَ: «كَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقْرَأُ فِي الْوِتْرِ بِــ سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى [الأعلى:1]، وَ قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ [الكافرون:1]، وَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ [الإخلاص:1]». رَوَاهُ الْخَمْسَةُ إلَّا التِّرْمِذِيَّ، وَلِلْخَمْسَةِ إلَّا أَبَا دَاوُد مِثْلُهُ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ

– الشيخ : إذن هذا المعنى جاءَ من طريقين، من طريقِ ابن عبَّاسٍ، ومن طريق أبيٍّ، بل ومن طريق عائشةَ أيضًا، يعني رواه ثلاثةٌ من الصَّحابة.

– القارئ : وَزَادَ أَحْمَدُ وَالنَّسَائِيُّ فِي حَدِيثِ أُبَيٍّ: «فَإِذَا سَلَّمَ قَالَ: (سُبْحَانَ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ) ثَلَاثَ مَرَّاتٍ»، وَلَهُمَا مِثْلُهُ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى، وَفِي آخِرِهِ: "وَرَفَعَ صَوْتَهُ بالْآخِرَةِ".

وَعَنْ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ – عَلَيْهِ السَّلَامُ – قَالَ: «عَلَّمَنِي رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-

– الشيخ : إلى هنا باركَ اللهُ فيك

– طالب:

– الشيخ : قصدك سرد الوتر، هذا محلُّ تأمُّلٍ، الحديثُ مطلقٌ، بعضُ أهلِ العلمِ يذكرون هذا ويطلقون، وبعضُ أهل العلم إنَّما إذا أوترَ بثلاثٍ، إذا أوترَ بثلاثٍ فهذا محلُّ قراءةِ هذه السُّور، لكن لو أوترَ بواحدةٍ أو أوترَ بخمسٍ، لا، إذا أوترَ بواحدةٍ يقرأ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}، أو {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} إذا أوترَ بخمسةٍ يقرأُ من القرآن القدرَ المناسبَ بخمسٍ، لكن واضحٌ أنَّ هذا الحديثَ فيما إذا أوترَ بثلاث

– طالب:

– الشيخ : لا، يصبح ما أوترَ بثلاث.

 

معلومات عن السلسلة


  • حالة السلسلة :مكتملة
  • تاريخ إنشاء السلسلة :
  • تصنيف السلسلة :الحديث وعلومه