الرئيسية/شروحات الكتب/تفسير القرآن الكريم للشيخ: عبدالرحمن بن ناصر البراك/تفسير سورة القصص/(7) من قوله تعالى {وقال فرعون يأيها الملأ ما علمت لكم من إله غيري} الآية 38 إلى قوله تعالى {وأتبعناهم في هذه الدنيا لعنة} الآية 42
file_downloadsharefile-pdf-ofile-word-o

(7) من قوله تعالى {وقال فرعون يأيها الملأ ما علمت لكم من إله غيري} الآية 38 إلى قوله تعالى {وأتبعناهم في هذه الدنيا لعنة} الآية 42

بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ

تفسير الشَّيخ عبدالرَّحمن بن ناصر البرَّاك / سورة القصص

الدَّرس: السَّابع

***     ***     ***

 

– القارئ : أعوذُ باللهِ منَ الشَّيطانِ الرَّجيمِ

وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَلْ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ

– الشيخ : قبَّحَهُ اللهُ ولَعَنَهُ، لعنةُ الله عليه، الخبيث.

 – القارئ : وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لَا يُرْجَعُونَ (39) فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ (40) وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يُنْصَرُونَ (41) وَأَتْبَعْنَاهُمْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ هُمْ مِنَ الْمَقْبُوحِينَ [القصص:38-42]

– الشيخ : إلى هنا

– القارئ : عفا اللهُ عنكَ

– الشيخ : سبحان الله، لا إله إلا الله، وكذلك يُخبِرُ -سبحانه وتعالى- عن بعض، عن بعض أقوالِ فرعون وأحوالِهِ وأفعالِهِ، هذا الطاغيةُ العنيدُ الـمُسْتَكبِر.

{وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ} يخاطِبُ يعني كبارَ قومِهِ، {الْمَلَأُ} هم: الأشرافُ والكبارُ والرؤساءُ، ما هو فقط العامَّة لا، حتى هؤلاء خاضعون له، ومثل هذا، هؤلاء يعني ما يلزم أنهم يُصدِّقونه، لكنهم يصدقونه من أجل المناصب التي هم فيها والمكاسب دائماً هكذا ما يلزم أنهم فعلاً يُصدِّقونه، قد يكون يعني يضحكون عليه في الباطِن -في باطِن نفوسِهِم- لكن من أجلِ الأغراضِ.

يقول: {يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي} كما قال في الآية الأخرى هو يقول: {أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى (24) فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الْآَخِرَةِ وَالْأُولَى}[النازعات:25-24]، يقول: {مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي} وكأنَّهُ يقول: ولكن موسى يدَّعي أنَّه له إِلَهً في السماء فهو يريد أن يبحث {يَا هَامَانُ} يقول لهامان وزيره، ربَّما كان كبير الوزراء، ربما كان كبير الوزراء يخصُّهُ بالتوجيه والأمر، قال: {يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا}[غافر:36]، صَرْحٌ بناءٌ عالٍ، صرحٌ عالي، يريد يصعد إلى السماء {لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى}، في الآية الأخرى: {لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ (36) أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى}[غافر:36-35]

{وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ} لكن يعني أنه يريد، يقول: نكشفُ ونبحثُ وإلا هو كذَّاب، يُكَذِّبُ موسى {وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ} هذه من جهالات مثل هؤلاء وسَفَاهَاتِهِم وطُغْيانِهم، يقول الله في الآية الأخرى: {فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ} [الزخرف:54]، يعني بهذا الكلام يعني يَسْتَخِفُّ الغَوْغَاءَ والدَّهْمَاءَ، يَسْتَخِفُّهُم فيطيعونه ويَخضعون له ويُصَدِّقونه {فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ} [الزخرف:54]

{وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ}، {اسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ} وأيُّ استكبارٍ أعظمُ من أنَّهم استعبدوا بني إسرائيل واستذلُّوهم هذا الاستذلال؟ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِونَ نِسَاءَهُمْ.

وفي الآية الأولى في أول هذه السورة: {إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ} [القصص:4]

{وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لَا يُرْجَعُونَ}.

 فماذا كانَ عاقبتُهُم؟ يقول: {فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ} في البحرِ، أخذَهُ الله وجنودَهُ وجَمَعَهُم كما فَصَّلَ ذلك في سورة الشعراء لـمَّا خرجَ موسى ببني إسرائيل وتسامَعَ فرعون وقومه تحرَّكوا وتجمَّعوا وجمعوا، وجَمَعَ -يعني الأجناد- وتَبِعُوهم بأُلوفٍ مُؤَلَّفَةٍ كما يُذكَر، وساروا، ساروا حَنِقِيْنَ، ولكنَّهم ساروا إلى هلاكهم {أَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ} نَبْذ طَرْح {فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ} هذي عاقبة الظلم، عاقبة الظلم: الهلاكُ والخُسران والبَوَار.

{أَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ} سَلَفٌ، سَلَفٌ للظَّلمة، سلفاً للطُّغاةِ، سَلَفٌ، فهم يَدْعُونَ بأقوالهم وأفعالهم إلى النَّار، ففرعونُ وجنودُهُ ومَلَؤُهُ هم سلفٌ لكلِّ أهل الكفر والطغيان والظلم والتَّسَلُّطِ، {فَجَعَلْنَاهُمْ سَلَفًا وَمَثَلًا لِلْآخِرِينَ}[الزخرف:56]، {فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ…وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يُنْصَرُونَ}.

{وَأَتْبَعْنَاهُمْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً} لعنةٌ من الله وملائكته والناس أجمعين، {وَأُتْبِعُوا فِي هَذِهِ لَعْنَةً}[هود:99]، {وَأَتْبَعْنَاهُمْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ هُمْ مِنَ الْمَقْبُوحِينَ} هذا مُنتهى أمرِهِم، قال سبحانه وتعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآَيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ (96) إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَاتَّبَعُوا أَمْرَ فِرْعَوْنَ وَمَا أَمْرُ فِرْعَوْنَ بِرَشِيدٍ (97) يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ} [هود: 96-98]، نعم، نعم يا محمد.

– طالب: ومصيرُ السَّحَرة أيش هو؟

– الشيخ : مصيرُ السَّحرة إلى جنَّات النعيم، أَجَل، فلعلَّه فعل ما توعَّدهم به ودعوا قبل ذلك: {رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ} [الأعراف:126]، وقالوا: افعلْ ما أنتَ فاعل، {فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا} [طه:72]، هذا مصيرُهُم، المهم يعني أنهم، أنَّ الله جعل وألقى الإيمانَ في قلوبهم، وسجدوا لربِّ العالمين، وآمنوا بربِّ موسى وهارون، وتوعَّدَهم فرعون بالعذاب الشديد {لَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ} [طه:71]، وتوجهوا إلى ربِّهم بالدعاء: {رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ} [الأعراف:126]، وثبتوا وصبروا أمام تهديدِ فرعون فلم يبالوا به ولم يَصرِفْهُم ذلك عن دينهم وعن إيمانهم، رضي الله عنهم وأرضاهم ورحمهم، نعم.

 

(تفسيرُ السَّعديِّ)

– القارئ : بسمِ اللهِ الرحمنِ الرحيمِ، الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ، والصَّلاةُ والسَّلامُ على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آلهِ وصحبهِ أجمعينَ، قالَ الشَّيخُ عبدُ الرَّحمنِ السَّعديُّ –رحمَهُ اللهُ تعالى- في تفسير قول الله تعالى:

{وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلأ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي} الآيات.

{وَقَالَ فِرْعَوْنُ} مُتَجَرِّئَاً على ربِّهِ، ومُمَوِّهَاً على قومِهِ السُّفهاءِ أَخِفَّاءِ العقولِ: {يَا أَيُّهَا الْمَلأ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي} أي: أنا وحدي إلهُكُم ومعبودُكُم، ولو كانَ ثَمَّ إلهٌ غيري لَعَلِمُتُهُ، فانظرْ إلى هذا الورعِ التامِّ مِنَ فرعونَ!، حيثُ لمْ يَقُلْ: " ما لكمْ مِنْ إلهٍ غيري "، بلْ تَوَرَّعَ وقال: {مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي} وهذا؛ لأنَّهُ عندَهُم العالمُ الفاضلُ الذي مهما قالَ فهو الحقُّ ومهما أَمَرَ أطاعوهُ.

فلمَّا قالَ هذهِ المقالةَ، التي قدْ تَحتَمِلُ أنَّ ثَمَّ إلهاً غيرَهُ، أرادَ أنْ يُحقِّقَ النَّفي الذي جعلَ فيه ذلكَ الاحتمالَ، فقالَ لـ "هامانَ": {فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ} ليجعلَ له لبِناً مِنْ فَخَّارٍ {فَاجْعَلْ لِي صَرْحًا} أي: بناءً عالياً {لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لأظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ} ولكنْ سنحقِّقُ هذا الظنَّ ونريَكُم كذبَ موسى.

فانظرْ هذهِ الجراءةَ العظيمةَ على اللهِ التي ما بَلَغَهَا آدميٌّ، كَذَّبَ موسى، وادَّعَى أنَّهُ الله، ونَفَى أنْ يكونَ لَهُ عِلْمٌ بالإلهِ الحقِّ، وفعلَ الأسبابَ ليتوصلَ إلى إلِهِ موسى، وكلُّ هذا ترويجٌ، ولكن

– الشيخ : ترويجٌ وتَـمْويْهٌ، نعم.

– القارئ : ولكن العجبُ مِنْ هؤلاءِ الملأِ الذينَ يزعمونَ أنهمْ كِبارُ المملكةِ، المُدَبِّرونَ لشؤونِهَا، كيفَ لَعِبَ هذا الرجلُ بعقولِهِمْ واستخفَّ أحلامَهُم؟! وهذا لِفِسْقِهِمُ الذي صارَ صفةً راسخةً فيهمْ.

فَسَدَ دينُهم، ثمَّ تبعَ ذلكَ فسادُ عقولِهم، فنسألكَ اللهمَّ الثباتَ على الإيمانِ، وألَّا تزيغَ قلوبَنا بعدَ إذْ هَدَيتَنَا، وتَهَبَ لنا من لدنْكَ رحمةً إنَّك أنتَ الوهابُ.

قال تعالى: {وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الأرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ} استكبروا على عبادِ اللهِ، وسَامُوهُم سوءَ العذابِ، واستكبروا على رسلِ اللهِ، وما جاءُوهم بهِ مِنَ الآياتِ فكذَّبُوها وزَعَمُوا أنَّ ما هُمْ عليهِ أعلى منها وأفضل.

{وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لا يُرْجَعُونَ} فلذلكَ تجرَّأوا، وإلَّا فلو عَلِمُوا، أو ظنَّوا أنَّهُم يُرجعونَ إلى اللهِ، لَمَا كانَ منهمْ ما كانَ.

{فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ} عندما استمرَّ عِنَادُهُم وبَغْيُهُم {فَنَبَذْنَاهُمْ}.

– الشيخ : يعني {وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لا يُرْجَعُونَ} أنهم يعني مُهْمِلُونَ في هذه الحياة، ولا حسابَ ولا عقابَ ولا بعثَ ولا نشور، أمَّا الموت، أمَّا الموت فلا مفرَّ منه ولا أحدٌ يفكر أنَّه ينجو منه؛ لأنَّه، لأنَّ الموت حقيقةٌ محسوسةٌ مشاهدَةٌ، ما في أحد، ما في أحد يطمع في البقاء، لكن خيال الإنسان وغفلته كأنه مُخَلَّدٌ، كأنه بتصرفاته كأنه مُخَلَّدٌ، يبني القصورَ الشاهقةَ ويعمل أعمال الواسعة الكبيرة، كأنه مُخَلَّدٌ.

 

– القارئ : {فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ}.

– الشيخ : الله أكبر

– القارئ : كانتْ أشرَّ العواقبِ وأخسرِهَا عاقبةٌ أعْقَبَتْهَا العقوبةُ الدنيويَّةُ المستمرَّةُ، المتصلةُ بالعقوبةِ الأخرويَّةِ.

قال الله تعالى: {وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ} أي جَعَلْنَا فرعونَ ومَلَأَهُ من الأئمَّةِ الذينَ يُقتدَى بهم ويُمشَى خَلْفَهُم إلى دارِ الخِزِّيِّ والشَّقاءِ. {وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لا يُنْصَرُونَ} من عذابِ اللهِ، فهمْ أضعفُ شيءٍ عنْ دفعِهِ عنْ أنفسِهِم، وليسَ لهمْ منَ دونِ اللهِ من وليٍّ ولا نصيرٍ.

{وَأَتْبَعْنَاهُمْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً} أي: وَأَتْبَعْنَاهُمْ زيادةً في عقوبتِهِم وخِزيِّهِم في الدنيا لعنةً يُلعَنونَ، ولهمْ عندَ الخَلقِ الثناءُ القبيحُ والمَقْتُ والذمُّ، وهذا أمرٌ مُشَاهَدٌ، فهمْ أئمةُ الملعونينَ في الدنيا ومُقَدِّمَتُهُم، {وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ هُمْ مِنَ الْمَقْبُوحِينَ} المُبْعَدِيْنَ المُسْتَقْذَرَةِ أفعالُهُمْ الذينَ اجتمعَ عليهمْ مِنْ مَقْتِ الله ومَقْتِ خلقِهِ ومَقْتِ أنفسِهم.

{وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ} وهو التوراةُ.

– الشيخ : إلى هنا، هذا وقفنا عنده.

– القارئ : أحسن الله إليك

– الشيخ : قصة، انتهتْ بهذا السياقِ، انتهتْ قصةُ موسى وفرعون، إلى قوله: {وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ هُمْ مِنَ الْمَقْبُوحِينَ}.