الرئيسية/شروحات الكتب/تفسير القرآن الكريم للشيخ: عبدالرحمن بن ناصر البراك/تفسير سورة العنكبوت/(7) من قوله تعالى {مثل الذين اتخذوا من دون الله أولياء} الآية 41 إلى قوله تعالى {اتل ما أوحي إليك من الكتاب} الآية 45
file_downloadsharefile-pdf-ofile-word-o

(7) من قوله تعالى {مثل الذين اتخذوا من دون الله أولياء} الآية 41 إلى قوله تعالى {اتل ما أوحي إليك من الكتاب} الآية 45

بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ

تفسير الشَّيخ عبدالرَّحمن بن ناصر البرَّاك / سورة العنكبوت

الدَّرس: السَّابع

***     ***     ***

 

– القارئ : أعوذُ باللهِ مِن الشَّيطانِ الرَّجيمِ

مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (41) إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (42) وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ (43) خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ (44) اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ [العنكبوت:41-45]

– الشيخ : إلى هنا

– القارئ : عفا اللهُ عنكَ

– الشيخ : لا إله إلَّا الله، بعدما ذكرَ اللهُ سبحانه وتعالى ما جرى على الأممِ الكافرةِ المشركةِ من العقوباتِ فذلك بسببِ شركهم واتِّخاذهم آلهةً مع الله، اتِّخاذهم أولياًء من دونِ الله، ذكرَ في هذه الآيات مثلاً لأوليائهم من جهةِ أنَّهم لم يُغنوا عنهم من الله شيئاً، فما اتَّخذوه من المعبودات والأولياءِ من دونِ اللهِ هم أضعفُ ما يكونون.

ضربَ لهم المثلَ ببيتِ العنكبوتِ، بيتُ العنكبوتِ معروفٌ، بيت، بيتُ العنكبوتِ، شبكةٌ تنسجُها من لعابِها، وهو لا يُغني شيئاً عنها، في غايةٍ من الوهاءِ والضعفِ، {وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ} {مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ} إذاً هؤلاء المشركون شُبِّهُوا بالعنكبوت تتخذُ لها بيتاً، وأولياؤُهم ومعبوداتُهم شُبِّهَتْ بالبيتِ، ببيتِ العنكبوتِ.

{مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا وَإِنَّ أَوْهَنَ} أضعف يعني، {أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ} {وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ} وش بعدها؟ وش بعدها؟ اقرأ الآية.

– القارئ : {مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ}

– الشيخ : {وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ}

– القارئ : {كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ}

– الشيخ : بس، {لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ} يعني: لو كانوا يعلمون ما اتَّخذوها هذه أولياء {وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ} ما اتَّخذوا هذه الآلهة الَّتي لا تُغني عنهم شيئاً.

{إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ} {إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} لا يخفى عليه أمرُ هؤلاء الكفَّارِ وما يتَّخذونه من الآلهةِ من دونه {إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ} أيُّ شيءٍ {وَهُوَ الْعَزِيزُ} القويُّ الغالبُ {الْحَكِيمُ} في تدبيرِه وفي تشريعِ شرعِه.

ثمَّ قالَ: {وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ} من وجوهِ البيانِ في القرآنِ ضربُ الأمثالِ لتقريبِ الحقائقِ، لتقريبِ المعاني المعقولةِ بضربِ الأمثالِ لها بأشياءٍ محسوسةٍ، وأمثالُ القرآنِ كثيرةٌ، فيقولُ اللهُ تعالى: {وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ} يعني ليتدبَّروا وليعرفوا الحقَّ من الباطلِ {أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رَابِيًا وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِثْلُهُ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ} [الرعد:17] يضربُ الأمثالَ للحقِّ والباطلِ؛ ليظهرَ الفرقَ بينهما.

{لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآَنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} [الحشر:21] وفي هذه الآيةِ يقولُ: لا يعقلُها، لا يعقلُ هذه الأمثالَ إلَّا العالمون، المتَّصفون بالعلمِ والبصيرةِ هم الَّذين يعقلونَ الأمثالَ ويدركون دلالاتِها.

في القرآنِ أمثالٌ كثيرةٌ، أوَّلُ ما جاءَ في القرآن من الأمثال أنْ ضربَ للمنافقين مثلين، مثلاً ناريَّاً ومثلاً مائيَّاً، {مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَا يُبْصِرُونَ (17) صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ} [البقرة:17-18]

المثلُ الثاني: {أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آَذَانِهِمْ مِنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ} [البقرة:19] فضربَ للمنافقين هذين المثلين، المثلُ الناريُّ والمثلُ المائيُّ.

خلقَ اللهُ السمواتِ والأرضِ بالحقِّ، كثيراً ما يُذكِّرُ اللهُ عبادَه بهذا المعنى، خلقَ السمواتِ والأرضَ بالحقِّ، يعني خلقَها لحكمةٍ، خلقَها لمعنىً عظيمٍ، لم يخلقْها عبثاً، يوضِّحُ ذلك: {وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ} [الدخان:38] الَّذي يتصرَّفُ لا لغايةٍ ولا لحكمةٍ هذا يلعبُ، ما لهُ، فاللهُ نزَّهَ نفسَه أن يكونَ خلقَ الخلقَ لعباً وخلقَ الخلقَ عبثاً، {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ} [المؤمنون:115]

{خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ} آيةٌ عظيمةٌ خلقُ السمواتِ والأرضِ، {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآَيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ} [آل عمران:190] والآياتُ في هذا المعنى كثيرةٌ، {وَمِنْ آَيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ} [الروم:22] {وَفِي الْأَرْضِ آَيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ} [الذاريات:20] {وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفًا مَحْفُوظًا وَهُمْ عَنْ آَيَاتِهَا مُعْرِضُونَ} [الأنبياء:32] {وَكَأَيِّنْ مِنْ آَيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ} [يوسف:105] {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ}

ثمَّ يقولُ سبحانه وتعالى مخاطباً لنبيِّه: {اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ} {اتْلُ} في القرآنِ يأتي لمعنيين، لمعنى الإتباع وبمعنى القراءة، وهذه الآيةُ تشملُ الأمرين، {اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ} يعني اتَّبعْ ما أُوحِيَ إليك من ربِّكَ اتَّبعْه، اتَّبعْ ما أُوحِيَ إليك، واقرأْ ما أُوحِيَ إليكَ من كتابِ ربِّكَ {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ} [الجمعة:2] {اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ} هذا معنىً جامعٌ {اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ} هذا يدلُّ في كلِّ ما في القرآن من الشرائعِ والأوامرِ والنواهي، اللهُ أمرَ نبيَّه وهو أمرٌ لكلِّ مكلَّفٍ.

{اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ}، إقامةُ الصلاةِ داخلٌ في التلاوة، في تلاوةِ ما أُوحِيَ، داخلٌ، هو من جملةِ الاتِّباع، إقامةُ الصلاةِ هو من الاتِّباعِ، من أعظمِ اتِّباعِ الكتابِ إقامةُ الصلاةِ {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ} الوصيةُ بالصلاة، لا إله إلَّا الله، كم؟ اللهُ يوصي نبيَّه بإقامةِ الصلاةِ وهي وصيةٌ لكلِّ مؤمنٍ.

{وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ} من آثارِ الصلاةِ على العبدِ يعني الصلاة الَّتي أقامَها صاحبُها، الصلاةُ الصحيحةُ التامَّةُ تنهى صاحبَها عن الفحشاءِ والمنكرِ.

{إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ} فيها يعني معنيان الصلاة، فيها الذكرُ، ذكرُ اللهِ من أوَّلها إلى آخرِها، من أوَّلها ما في عبادةٍ تشتملُ على الذكر-على ذكرِ اللهِ- كالصلاةِ، ففيها يعني تطهيرٌ وتنقيةٌ وفيها غذاءٌ للقلب، غذاءُ القلب، فغذاءُ القلب بذكرِ اللهِ، وتطهيرُ القلبِ بتركِ المآثمِ، {إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ} هذا واحدٌ، {وَلَذِكْرُ اللَّهِ} يعني وما فيها من ذكرِ اللهِ أعظمُ.

{وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ} اللهُ يعلمُ ما يصنعُه العبادُ، ما يعملون، اللهُ يعلمُ {مَا تَصْنَعُونَ} يعني: تعملون، يعرفُ ما تصنعون من خيرٍ وشرٍّ، وهذا تنبيهٌ إلى الجزاءِ، فيه التنبيهُ على الجزاءِ، فاللهُ يعلمُ ما يعملُه العبادُ ثمَّ سيجزيهم على أعمالِهم، إنْ خيراً فخيرٌ وإن شرَّاً فشرٌّ، نعم يا محمَّد.

 

(تفسيرُ السعديِّ)

– القارئ : بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ، الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ، والصَّلاةُ والسَّلامُ على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آلِهِ وصحبِهِ أجمعينَ، قالَ الشَّيخُ عبدُ الرَّحمنِ السَّعديُّ -رحمَهُ اللهُ تعالى- في تفسيرِ قولِ اللهِ تعالى:

{مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ} الآيات.

هذا مثلٌ ضربَهُ اللهُ لمن عبدَ معَهُ غيرَهُ، يقصدُ بهِ التَّعزُّزَ والتَّقَوِّيَّ والنَّفعَ، وأنَّ الأمرَ بخلافِ مقصودِهِ، فإنَّ مثلَهُ كمثلِ العنكبوتِ، اتَّخذَتْ بيتاً يقيها مِن الحرِّ.

– الشيخ : سبحان الله، هذا فيه شاهدٌ لقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا} [البقرة:26] يعني اللهُ لا يستحي أنْ يوضِّحَ الحقَّ بضربِ الأمثالِ حتَّى بالأشياءِ الحقيرةِ، ضربَ المثلَ بالذبابِ وضربَ المثلَ بالعنكبوتِ.

 

– القارئ : يقيها مِن الحرِّ والبردِ والآفاتِ

– الشيخ : كمثلِ العنكبوتِ، أعدْ.

– القارئ : نعم، فإنَّ مثلَهُ كمثلِ العنكبوتِ، اتَّخذَتْ بيتاً يقيها مِن الحرِّ والبردِ والآفاتِ، {وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ} أضعفِها وأوهاها {لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ} فالعنكبوتُ مِن الحيواناتِ الضَّعيفةِ، وبيتُها مِن أضعفِ البيوتِ.

– الشيخ : من هذه ما، الأولى ألَّا يقولَ من، بل يقولُ: وبيتُها أضعفُ البيوتِ؛ لأنَّ اللهَ يقولُ: {وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ} بصيغة التأكيدِ، ولهذا بعضُ الناسِ، يعني سمعْتُ بعضَ الناسِ يقولُ غلط أنْ تقولَ هذا أوهى من بيتِ العنكبوتِ، واللهِ إنَّها ملاحظٌة عندي جيِّدةٌ، ما في شيء ما دامك تقول أوهى من بيتِ العنكبوتِ، أوهى خلاص، بيتُ العنكبوتِ أوهى {وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ} خلاص ما في شيء، فهل تصلحُ أن تقولَ: إنَّ بيتَ العنكبوتِ من أوهى يعني كلمةُ "من أوهى" فيها نوعٌ التقييدِ، يعني لا يقولُ: "أوهى" بل: "من أوهى"، هذه ملاحظةٌ يلاحظُها بعضُ الناسِ.

 

– القارئ : وبيتُها مِن أضعفِ البيوتِ، فما ازدادَتْ باتِّخاذِهِ إلَّا ضعفاً، كذلكَ هؤلاءِ.

– الشيخ : سبحانَ الله، اللهُ خلقَ الأشياءَ العظيمةَ وخلقَ الأشياءَ الحقيرةَ وبهذا تظهرُ الحكمةُ، يعني خلقُهُ للعنكبوتِ، اللهُ خلقَ العنكبوتَ وجعلَ فيها يعني وهداها لهذا التصرُّفِ، تنسجُ بيتاً، تنسجُه من أين؟ تنسجُه من داخلِها من عندِها من لعابِها، وتمدُّ هذه الخيوطَ، لا إله إلَّا الله، يعني تفكِّر تفكِّر، يعني موضعُ تفكيرٍ، يعني العنكبوتُ ونسجُها لبيتِها يعني يلفتُ، يعني المتأمِّلُ سبحان الله عجيب، شفت العنكبوت أنتم؟ 

– الطلاب: نعم

– الشيخ : في كلِّ بيتٍ، تعشعشُ، تعشعشُ في المكانِ المهجورِ، تستغلُّ المكانَ فتنسجُ لها بيتاً فيه.

– القارئ : كذلكَ هؤلاءِ الَّذينَ يتَّخذونَ مِن دونِهِ أولياءً، فقراءٌ عاجزون مِن جميعِ الوجوهِ، وحينَ اتَّخذوا الأولياءَ مِن دونِهِ يتعزَّزونَ بهم ويستنصرونَهم، ازدادُوا ضعفاً إلى ضعفِهم، ووهناً إلى وهنِهم.

فإنَّهم اتَّكلُوا عليهم في كثيرٍ مِن مصالحِهم

– الشيخ : أعوذُ باللهِ.

– القارئ : وألقَوها عليهم، وتخلَّوا هم عنها، على أنَّ أولئكَ سيقومونَ بها، فخذلوهم، فلم يحصلوا منهم على طائلٍ.

– الشيخ : سبحان الله، أقولُ: عجيبٌ، لا حولَ ولا قوَّةَ، هل في أسفه عقلاً من المشركين الَّذين يعبدون الأصنامَ والجماداتِ والأمواتَ والأحجارَ والأشجارَ، لا إله إلَّا الله، يعني على الإنسانِ إذا سمعَ بهم أو رآهم أن يحمدَ اللهَ، الحمدُ للهِ الَّذي هدانا، الحمدُ للهِ الَّذي هدانا للإسلامِ، لا إله إلَّا الله، اللَّهم لكَ الحمدُ.

 

– القارئ : ولا أنالوهم مِن معونتِهم أقلَّ نائلٍ.

فلو كانُوا يعلمونَ حقيقةَ العلمِ، حالَهم وحالَ مَن اتَّخذوهم، لم يتَّخذوهم، ولتبرَّؤوا منهم، ولتولَّوا الربَّ القادرَ الرَّحيمَ، الَّذي إذا تولَّاُه عبدُهُ وتوكَّلَ عليهِ، كفاهُ مؤنةَ دينِهِ ودنياهُ، وازدادَ قوَّةً إلى قوَّتِهِ، في قلبِهِ بدنَهُ وحالَهُ وأعمالَهُ.

ولمَّا بيَّنَ نهايةَ ضعفِ آلهةِ المشركينَ، ارتقى مِن هذا إلى ما هوَ أبلغُ منهُ، وأنَّها ليسَتْ بشيءٍ، بل هيَ مجرَّدُ أسماءٍ سمَّوها، وظنونٍ اعتقدُوها، وعندَ التَّحقيقِ يتبيَّنُ للعاقلِ بطلانُها وعدمُها، ولهذا قالَ: {إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ}

– الشيخ : اصبرْ اصبرْ، {إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ} {إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ} اقرأ شوي بس.

– القارئ : أي: إنَّهُ تعالى يعلمُ -وهوَ عالمُ الغيبِ والشَّهادةِ- أنَّهم ما يدعونَ مِن دونِ اللهِ شيئاً موجوداً.

– الشيخ : لا إله إلَّا الله، إنّ الشيخَ يعني على بيانه أنَّ ما نافية، أنَّهم ما يدعون من دونِه شيئاً؛ لأنَّ آلهتَهم ليستْ شيئاً، إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ} أبو أيوب؟

– طالب: سم [تفضل]

– الشيخ : راجعْ هذه الآيةَ في تفسيرِ القرطبيِّ ولا غيره، اللي يتيسَّر بسرعة بسرعة، إنَّ اللهَ يعلمُ أيش؟

– القارئ : أي: إنَّهُ تعالى يعلمُ -وهوَ عالمُ الغيبِ والشَّهادةِ- أنَّهم ما يدعونَ مِن دونِ اللهِ شيئاً موجوداً، ولا إلهاً لهُ حقيقةٌ، كقولهِ تعالى: {إِنْ هِيَ إِلا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنزلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ} [النجم:23] وقولِهِ: {وَمَا يَتَّبِعُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ شُرَكَاءَ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلا الظَّنَّ} [يونس:66]

{وَهُوَ الْعَزِيزُ} الَّذي لهُ القوَّةُ جميعاً، الَّتي قهرَ بها جميعَ المخلوقاتِ، {الْحَكِيمُ} الَّذي يضعُ الأشياءَ مواضعَها، الَّذي أحسنَ كلَّ شيءٍ خلقَهُ، وأتقنَ ما أمرَهُ.

{وَتِلْكَ الأمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ} أي: لأجلِهم ولانتفاعِهم وتعليمِهم، لكونِها مِن الطُّرق الموضِّحةِ للعلومِ؛ لأنَّها تقرِّبُ الأمورَ المعقولةَ بالأمورِ المحسوسةِ، فيتَّضحُ المعنى المطلوبَ بسببِها، فهيَ مصلحةٌ لعمومِ النَّاسِ.

{و} لكنْ {مَا يَعْقِلُهَا} لفهمِها وتدبُّرِها، وتطبيقِها على ما ضُرِبَتْ لهُ، وعقلَها في القلبِ {إِلا الْعَالِمُونَ} أي: إلَّا أهلُ العلمِ الحقيقيِّ، الَّذينَ وصلَ العلمُ إلى قلوبِهم.

وهذا مدحٌ للأمثالِ الَّتي يضربُها، وحثٌّ على تدبُّرِها وتعقُّلِها، ومدحٌ لمن يعقلُها، وأنَّهُ عنوانٌ على أنَّهُ مِن أهلِ العلمِ، فعلمَ أنَّ مَن لم يعقلْها ليسَ مِن العالمينَ.

والسَّببُ في ذلكَ، أنَّ الأمثالَ الَّتي يضربُها اللهُ في القرآنِ، إنَّما هيَ للأمورِ الكبارِ، والمطالبِ العاليةِ، والمسائلِ الجليلةِ، فأهلُ العلمِ يعرفونَ أنَّها أهمُّ مِن غيرِها، لاعتناءِ اللهِ بها، وحثِّهِ عبادَهُ على تعقُّلِها وتدبُّرِها، فيبذلونَ جهدَهم في معرفتِها.

وأمَّا مَن لم يعقلْها، معَ أهمّيَّتِها، فإنَّ ذلكَ دليلٌ على أنَّهُ ليسَ مِن أهلِ العلمِ؛ لأنَّهُ إذا لم يعرفْ المسائلَ المهمَّةَ، فعدمُ معرفتِهِ غيرِها مِن بابِ أولى وأحرى. ولهذا، أكثرُ ما يضربُ اللهُ الأمثالَ في أصولِ الدِّينِ ونحوِها.

قالَ اللهُ تعالى: {خلقَ اللهُ السَّمواتِ والأرضَ….} الآية.

أي: هوَ تعالى المنفردُ بخلقِ السَّمواتِ، على علوِّها وارتفاعِها وسعتِها.

– الشيخ : اللهُ أكبر، الله أكبر، الله أكبر.

– القارئ : وحسنِها وما فيها مِن الشَّمسِ والقمرِ والكواكبِ والملائكةِ، والأرضِ وما فيها مِن الجبالِ والبحارِ والبراري والقفارِ والأشجارِ ونحوِها، وكلُّ ذلكَ خلقَهُ بالحقِّ، أي: لم يخلقْهُ عبثاً ولا سدىً، ولا لغيرِ فائدةٍ، وإنَّما خلقَها؛ ليقومَ أمرُهُ وشرعُهُ، ولتتمَّ نعمتُهُ على عبادِهِ، وليروا مِن حكمتِهِ وقهرِهِ وتدبيرِهِ، ما يدلُّهم.

– الشيخ : لا إله إلَّا الله، يا حُّي يا قيّومُ، لا إله إلَّا الله، لا إله إلَّا الله، لا إله إلَّا الله، سبحان الله، سبحان الله العظيم، لا إله إلَّا الله، لا إله إلَّا الله، لا إله إلَّا الله.

 

– القارئ : وليروا مِن حكمتِهِ وقهرِهِ وتدبيرِهِ، ما يدلُّهم على أنَّهُ وحدَهُ معبودُهم ومحبوبُهم وإلهُهم. {إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ} على كثيرٍ مِن المطالبِ الإيمانيَّةِ، إذا تدبَّرَها المؤمنُ رأى ذلكَ فيها عياناً.

قالَ اللهُ تعالى: {اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ} الآية.

يأمرُ تعالى بتلاوةِ وحيِّهِ وتنزيلِهِ، وهوَ هذا الكتابُ العظيمُ، ومعنى تلاوتِهِ اتِّباعُهُ، بامتثالِ ما يأمرُ بهِ، واجتنابِ ما ينهى عنهُ، والاهتداءِ بهداهُ، وتصديقِ أخبارِهِ، وتدبُّرِ معانيهِ، وتلاوةِ ألفاظِهِ، فصارَ تلاوةُ لفظِهِ جزءَ المعنى وبعضَهُ، وإذا كانَ هذا معنى تلاوةُ الكتابِ، عُلِمَ أنَّ إقامةَ الدينِ كلِّهِ داخلةٌ في تلاوةِ الكتابِ. فيكونُ قولُهُ: {وَأَقِمِ الصَّلاةَ} مِن بابِ عطفِ الخاصِّ على العامِّ، لفضلِ الصَّلاةِ وشرفِها، وآثارِها الجميلةِ، وهيَ {إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ}

والفحشاءُ: كلُّ ما استُعظِمَ واستُفحِشَ مِن المعاصي الَّتي تشتهيها النُّفوسُ.

والمنكرُ: كلُّ معصيةٍ تنكرُها العقولُ والفِطرُ.

ووجهُ كونِ الصَّلاةِ تنهى عن الفحشاءِ والمنكرِ، أنَّ العبدَ المقيمَ لها، المتمِّمَ لأركانِها وشروطِها وخشوعِها، يستنيرُ قلبُهُ، ويتطهَّرُ فؤادُهُ، ويزدادُ إيمانُهُ، وتقوى رغبتُهُ في الخيرِ، وتقلُّ أو تعدمُ رغبتُهُ في الشَّرِّ، فبالضَّرورةِ، مداومتُها والمحافظةُ عليها على هذا الوجهِ، تنهى عن الفحشاءِ والمنكرِ، فهذا مِن أعظمِ مقاصدِ الصلاةِ وثمراتِها.

وثَمَّ في الصَّلاةِ مقصودٌ أعظمُ مِن هذا وأكبرُ، وهوَ ما اشتملَتْ عليهِ مِن ذكرِ اللهِ، بالقلبِ واللِّسانِ والبدنِ. فإنَّ اللهَ تعالى، إنَّما خلقَ العبادَ لعبادتِهِ، وأفضلُ عبادةٍ تقعُ منهم الصَّلاةُ، وفيها مِن عبوديَّاتِ الجوارحِ كلِّها، ما ليسَ في غيرِها، ولهذا قالَ: {وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ}

ويُحتمَلُ أنَّهُ لمَّا أمرَ بالصَّلاةِ ومدحَها، أخبرَ أنَّ ذكرَهُ تعالى خارجَ الصَّلاةِ أكبرُ مِن الصَّلاةِ، كما هوَ قولُ جمهورِ المفسِّرينَ، لكنَّ الأوَّلَ أولى؛ لأنَّ الصَّلاةَ أفضلُ مِن الذِّكرِ خارجَها، ولأنَّها -كما تقدَّمَ- بنفسِها مِن أكبرِ الذِّكرِ.

{وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ} مِن خيرٍ وشرٍّ، فيجازيكم على ذلكَ أكملَ الجزاءِ وأوفاهُ.

قالَ اللهُ تعالى

– الشيخ : إلى هنا بس [يكفي]

– القارئ : أحسنَ الله إليكَ

– الشيخ : عندك شي يا؟

– طالب: أبو أيوب؟

– الشيخ : إي، إنَّ اللهَ يعلمُ.

– طالب: {إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ} "ما" بمعنى "الذي".

– الشيخ : هذا المشكلُ، الشيخ جعلها نافيةً.

– القارئ : ومِن للتَّبعيضِ، ولو كانَتْ زائدةً للتَّوكيدِ لانقلبَ المعنى، والمعنى: إنَّ اللهَ يعلمُ ضِعفَ ما يدعونَ مِن دونِهِ.

– الشيخ : ها، إنَّ اللهَ يعلمُ.

– القارئ : ضَعفَ ما يعبدونَ مِن دونِهِ

– الشيخ : إنَّ اللهَ يعلمُ ضعفَ ما يدعونَ

– القارئ : ما يعبدونَ

– الشيخ : ما يدعونَ أو يعبدونَ هو، الآية يدعون.

– القارئ :

– الشيخ : إنَّ اللهَ يعلمُ ضعفَ

– القارئ : ما يعبدونَ مِن دونِهِ

– الشيخ : اصبرْ، ما يعبدونَ من دونِهِ من شيءٍ، إنَّ اللهَ يعلمُ ضعفَ ما يدعونه، ما يدعونَ مِن دونِه من شيءٍ يعني من الأشياء، فتكونُ من شيء بيانيَّة، صحيحٌ هي بيانيَّةٌ أو تبعيضيَّةٌ كما قالَ القرطبيُّ، نعم زين.

– القارئ : وقرأَ عاصمٌ وأبو عمروٍ ويعقوبُ يدعونَ بالياءِ.

– الشيخ : أيش؟ إنَّ اللهَ يعلمُ ما يدعون، وفي الآخرون يقولون: إنَّ اللهَ يعلمُ ما تدعون، أيش يقول؟

– القارئ : وقرأَ أبو عاصمٍ

– الشيخ : أيش؟ قرأ؟

– القارئ : وقرأَ عاصمٌ عفواً، وأبو عمروٍ ويعقوبُ.

– الشيخ : عاصم نتبعُه، نتبعه نحن نقرأُ بقراءةِ حفص وحفص أحدُ الرواةِ عن عاصمٍ، تصيرُ قراءتُه نفسها هكذا بالياء، إنَّ اللهَ يعلمُ ما يدعون، أي وقرأَ غيرُهم.

– القارئ : وقرأَ عاصمٌ وأبو عمروٍ ويعقوبُ يدعونَ بالياءِ، وهو اختيارُ أبي عبيدٍ لذكرِ الأممِ قبلَها.

– الشيخ : الأمم

– القارئ : نعم، قبلَها

الباقون بالتاءِ على الخطابِ.

– الشيخ : إنَّ اللهَ يعلمُ ما تدعونَ من دونِهِ، أي والمعنى حقّ، فهو يعلمُ ما يدعونَ هذه الأمم ويعلمُ ما تدعون أيُّها المشركون من كفَّارِ قريشٍ وغيرهم، وقرأَ الباقون.

– القارئ : وقرأَ الباقون بالياءِ

– الشيخ : أي، بأيش؟ بالتاء

– القارئ : والباقونَ بالتاءِ على الخطابِ

– الشيخ : على الخطاب تمام

– القارئ : انتهى.

– الشيخ : أحسنت، هو المهم أنَّ الأظهرَ أنَّ "ما" موصولة، كما ذكرَ القرطبيُّ، والشيخُ -رحمه الله- كأنَّه مشى على أنَّها نافية في عبارتِه، نعم.