بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ
تفسير الشَّيخ عبدالرَّحمن بن ناصر البرَّاك / سورة الروم
الدَّرس: الخامس
*** *** ***
– القارئ : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
وَمِنْ آيَاتِهِ مَنَامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَابْتِغَاؤُكُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ (23) وَمِنْ آيَاتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَيُحْيِي بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (24) وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ تَقُومَ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ بِأَمْرِهِ ثُمَّ إِذَا دَعَاكُمْ دَعْوَةً مِنَ الْأَرْضِ إِذَا أَنْتُمْ تَخْرُجُونَ (25) وَلَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ (26) وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ [الروم:23-27]
– الشيخ : إلى هنا
– القارئ : عفا الله عنك
– الشيخ : لا إله إلا الله، لا إله إلا الله، آمنَّا بالله، لا حول ولا قوة إلا بالله، لا حول ولا قوة إلا بالله.
الحمد لله، يقول -تعالى-: {وَمِنْ آيَاتِهِ مَنَامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ}، هذا النوم آيةٌ ونعمةٌ، آيةٌ ونعمةٌ، وهو نوعٌ من الموت؛ لأنَّ الإنسان يفقدُ شعورَه وتَسكُنُ حركتُه، وفي هذا إجمامٌ لنفسِه وجسِده، إجمامٌ بعد الحركةِ والكَدِّ والأفكار؛ لأنَّ الإنسان يعاني هموماً في بدنِه وبفكرِه، هموم، فإذا نام، النوم يجد، يرتاحُ البدن وييرتاح الذهن من الأفكار، لا إله إلا الله، آية!
{وَمِنْ آيَاتِهِ مَنَامُكُمْ} يعني: نومكُم، نومكُم بالليلِ وهو الأغلبِ والغالب، وفي النهار أيضاً يحتاجُ الإنسان إلى قَدْرٍ من النوم، ولكن الإفراط في النَّوم هذا نقصٌ، الإفراطُ زيادةٌ عن قدرِ الحاجة، هذا نقصٌ في حال الإنسان، يضرُّه في بدنِه وفي مصالِحه، يا سلام سلِّم، لاحول،{وَمِنْ آيَاتِهِ مَنَامُكُمْ بِاللَّيْلِ}
{وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ}، تَوَفِّي سَمَّى النومَ: تَوَفِّي، {يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُمْ بِالنَّهَارِ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ} [الأنعام:60]، يَبْعَثُكُمْ في النِّهار بَعْث، فالحياة كلها تَوَفِّي وبَعْث، تَوَفِّي وبَعْث، تَوَفِّي وبَعْث، إلى البَعْثِ العامِ، البعثِ، بعثِ الأمواتِ من القبور ليوم النُّشور، لا إله إلا الله.
{وَمِنْ آيَاتِهِ مَنَامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ}، {وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا (9) وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا (10) وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا} [النبأ:9-10-11]، لا إله إلا الله.
{إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ}، قال: {مِنْ آيَاتِهِ} ثم قال: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ}، يَسْمَعُونَ التذكيرَ يَسْمَعُونَ للمواعظ، يَسْمَعُونَ، أما الـمُعْرِضُونَ فلا يَنتفعونَ، لا يَنتفعونَ بهذه الآياتِ.
{إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ}، شُرِعَ للإنسان عندما يستيقظ: (الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذي أحْياني بَعْدَما أماتَني وإلَيْهِ النشورُ)، ويتذكرُ يومَ النُّشور، لا حول ولا قوة إلا بالله، ففي النومِ واليقظةِ تذكيرٌ بالموتِ وبالبعثِ، تذكير بالموتِ وبالبعثِ.
ويقول تعالى: {مَنَامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَابْتِغَاؤُكُمْ مِنْ فَضْلِهِ}، أيضاً هذه شملتْها الآية، {مِنْ آيَاتِهِ} انتشارُ الناسِ في اليومِ في النهارِ لطلب المعاش وابتغاء الفضل، {وَابْتِغَاؤُكُمْ} أيضاً هذا من الآيات، {مِنْ آيَاتِهِ} المنام، المنام بالليل والنهار {مِنْ آيَاتِهِ} {ابْتِغَاؤُكُمْ مِنْ فَضْلِهِ} وطلبُكم المعاش وسعيُكم وانتشارُكم في الأرضِ، كلاهُما {مِنْ آيَاتِهِ}، سبحان الله!
نتدبر، هات في الليل تجدُ البلادَ خاشعةً، ليسَ فيها حِسٌّ ولا حركةُ، كلُّها قد سكنت الحركاتُ وهدأت الأصواتُ، بلدٌ زاخرٌ، لا إله إلا الله، إلا في هذا العصر بسببِ ما وُجد للناس من وسائلِ الإضاءةِ والوسائل التي يعني تجعلُهم يتحرَّكون، لكن على العموم الليل وقتُ السكون، {وَمِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ} أي: في النَّهار {وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [القصص:73]
فهذه الحضارة غيَّرت من الفطرة البشرية وغيَّرت من الطبيعة، طبيعةِ هذا الكون -نسأل الله العافية- فهناك الأسواقُ تَعُجُّ بالناس، أسواق البيع والشراء تَعُجُّ بالناس، دَع أماكن الفجور والفسوق التي تَغُصُّ بالفسقة من الرجال والنساء في بلاد الكفار، دَع بلاد الكفار، بل في بلاد المسلمين الذين تَبِعُوا أعداءَ الله، ليلُهم ينقلبُ بدلَ السكونِ ينقلبُ إلى حركاتٍ وأصواتٍ، لكنها أثيمةٌ، أثيمةٌ، حركات وأصوات لا بالخير، تهونُ أمرُ الاسواق يهون عند هذه المجامِع التي يَؤُمُّهَا في العالم الإسلامي، في العالم الإسلامي يَؤُمُّهَا الرجال والنساء، عندهم ما يسمونه بكذا والمراقِص والسينما، وهذا كله من زرع دول الاحتلال التي احتلت بلاد المسلمين، هذه زرعُهم والمسلمون يَقْطِفُون الثمار، المسلمون يَقْطِفُون ثمار زرع أعدائهم، سبحان الله! لا إله إلا الله.
{وَمِنْ آيَاتِهِ مَنَامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَابْتِغَاؤُكُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ}، حَمَى اللهُ هذه البلاد من مكائدِ أعداءِ الإسلام، حمى الله بهذا الإسلام، حمى الله هذه البلاد مما يريدُه بها أعداء الإسلام الكفار والمنافقين، لا إله إلا الله، يفعل ما يشاء، ويحكم ما يريد، لا إله إلا الله، يفعل ما يشاء، ويحكم ما يريد، سبحان الله!
{وَمِنْ آيَاتِهِ مَنَامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ}،لا إله إلا الله، سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم، سبحان الله، سبحان الله وبحمده.
{وَمِنْ آيَاتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا}، هذا نوعٌ آخرُ من آياتِه، ما يُنْشِئُهُ ويُرسِلُه من السحاب، وفي السحابِ البَرق، والبَرق يكون معه الرَعد، يريكم البرقَ، البرقُ خاطِفٌ، {يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ} [النور:43]، يرسل السحابَ وفيه الرعد والبرق، {يُرِيكُمُ الْبَرْقَ} خَوْف، {خَوْفًا وَطَمَعًا}، فيجتمع في الناسِ الخوفُ والطمعُ، الخوفُ من المخاطِر، من الصواعق، من الطوفان، من الغرق، والطمعُ في الغَيثِ الذي يسقي البلاد وتَخْضَرُّ به الأرض، وتنشأ البساتين، {خَوْفًا وَطَمَعًا}{يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا}
{وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ}، هنا هذه، البرق والرعد هذه مقدمة، عند نشوء، فإذا جاء المطرَ حصلَ الإطمئنان وحصلَ السرور، وكان الرسول -عليه الصلاة والسلام- إذا نشأَ السحابُ يكون عنده، يتأثَّر ويظهرُ عليه الخوف، فإذا نزل المطر سُرِّيَ عنه، اللهم صلِّ على محمد؛ لأنَّ قومَ هودٍ -عليه السلام- "عَادٌ" عذاب الله جاءهم بصورة سحابٍ عارضٍ، {قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا}، قال الله: {بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ (24) تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا فَأَصْبَحُوا لَا يُرَى إِلَّا مَسَاكِنُهُمْ} [الأحقاف:24-25]
{وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَيُحْيِي بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ}، {يَعْقِلُونَ} أي: لهمْ عقولٌ ويستعملون هذه العقولَ يفكِّرون، أكثر الناس إذا جاء، وهذا الماء ليس فقط لإنباتِ النباتِ الذي في الصحراء لا، لا هو سببٌ لإنبات الجَنَّات والبساتين، سواء كان في الصحراء أو في البلدان، يأتي بصورة أنهار، هذه الأنهار أصلُها أمطار، الأنهار التي تكون في بعض البلاد هذه أصلُها أمطارٌ.
{وَمِنْ آيَاتِهِ}، {وَمِنْ آيَاتِهِ}، {وَمِنْ آيَاتِهِ}، لا إله إلا الله، نعم يا محمد.
(تفسير السعدي)
– القارئ : بسمِ اللهِ الرحمنِ الرحيمِ، الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ، والصلاةُ والسلامُ على نبيِّنا محمَّدٍ، وعلى آلِهِ وصحبِهِ أجمعينَ. قالَ الشيخُ عبدُ الرحمنِ السَّعديّ -رحمَه اللهُ تعالى- في تفسيرِ قولِ اللهِ تعالى:
{وَمِنْ آيَاتِهِ مَنَامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ} الآية.
أيْ: سماعَ تدبُّرٍ وَتَعَقُّلٍ للمعانيْ والآياتِ في ذلكَ.
إنَّ ذلكَ دليلٌ على رحمِة اللهِ -تعالى- كما قالَ: {وَمِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [القصص:73] وعلى تمامِ حكمتِه إذ حكمتُه اقتضتْ سكونَ الخلقِ في وقتٍ؛ ليستريحوا به ويَسْتَجِمُّوا، وانتشارهَم في وقتٍ؛ لمصالِحهم الدينيِة والدنيويةِ، ولا يَتُمُّ ذلكَ إلا بتعاقبِ الليلِ والنهارِ عليهِم، والمنفردُ بذلكَ هو المستحقُّ للعبادةِ.
قال الله -تعالى-: {وَمِنْ آيَاتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا} الآية.
أي: ومن آياتِه أنْ ينزِّلَ عليكُمُ المطرَ الذي تحيا بِهِ البلادُ والعبادُ، ويريكمْ قبلَ نزولِهِ مقدماتِهِ منَ الرعدِ والبرقِ الذي يُخَاف ويُطْمَع فيه
– الشيخ : {خوفاً وطمعاً}.
– القارئ : {إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ} دالَّةٍ على عمومِ إحسانِه وسعةِ علمِه وكمالِ إتقانِه، وعظيمِ حكمتِه وأنَّهُ يُحيي الموتى كما أحيا الأرضَ بعدَ موتِها.
{لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} أي: لهمْ عقولٌ تعقلُ بها ما تسمَعُه وتراهُ وتحفَظُهُ، وتستدلُّ بِه على ما جعلَ دليلاً عليهِ.
– الشيخ : الله أكبر الله أكبر، إحياء الأرض بعد موتِها هو من أدلةِ البعث، من الأدلة: {إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِ الْمَوْتَى}، فالله يذكرُه دليلاً على البعث، {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِ الْمَوْتَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}[فصلت:39]، وهذا في القرآن كثيرٌ، بل إنَّ المنام في الليل واليقظة -كما تقدم- هو من أدلة البعث، لا إله إلا الله، لا حول.
– القارئ : قال الله -تعالى-: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ تَقُومَ السَّمَاءُ وَالأرْضُ بِأَمْرِهِ}الآيات.
أي: ومِنْ آياتِه العظيمةِ أنْ قامتِ السماواتُ والأرضُ واستقرتَا وثبَتَتَا بأمرِه فلمْ يَتَزَلْزَلَا ولم تَسقطِ السماءُ على الأرضِ، فقدرتُه العظيمةُ التي بها أمسكَ السماواتِ والأرضَ أنْ تزولا يقدِرُ بها على أنَّه إذا دعا الخلقَ دعوةً من الأرضِ إذا همْ يخرجونَ {لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ} [غافر:57]
{وَلَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ} الكلُّ خَلْقُهُ ومماليكُهُ المتصرِّفُ فيهمْ من غيرِ مُنازِعٍ ولا مُعاونٍ ولا معارضٍ، وكلُّهمْ قانتونَ لجلالِهِ خاضعونَ لكمالِه.
{وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ} أي
– الشيخ : إلى هنا، بس [يكفي].
– القارئ : أحسن الله إليكم.
– الشيخ : {وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ} إلى هنا.
– القارئ : أحسن الله إليكم
– الشيخ : {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ تَقُومَ السَّمَاءُ} ، يعني قيام السماء والأرض، يعني وجودُهما وثباتُهما، وجودُهما وثباتُهما ودوامُهما هذا من أعظمِ الآياتِ، {إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا وَلَئِنْ زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ}[فاطر:41]، هذهِ الكوارثُ الكونيَّة مثلُ: الزلازلِ والأعاصيرِ ليسَ لهم قدرةٌ على إيقافِها، لكن يمكن يتحاشَون بعضها أو شي ببعض الإحتياطاتِ وإلا فهي خارجةٌ عن قدرة البشر، ليس لهم فيها، الإعصار ما لهم قدرةٌ على أن يردُّوه، والزلزالُ ما لهم قدرةٌ على أن يُسكِّنوا الأرض، فمن آيات الله أن خلقَهما وثبَّتَّهما وأحكمَ خلقَهُما، وهو -تعالى- على كلِّ شيءٍ قديرٍ، وهو الذي له ملكُ السمواتِ والأرض، والخَلق كلهم قانتونَ خاضعونَ.
{وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ تَقُومَ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ بِأَمْرِهِ ثُمَّ إِذَا دَعَاكُمْ دَعْوَةً مِنَ الْأَرْضِ إِذَا أَنْتُمْ تَخْرُجُونَ} هذه إشارةٌ إلى البعث، يعني: هذه الأرض وهذه السموات تكون باقيةً إلى أنْ يأتي اليومُ الموعودُ وهو: يوم القيامة، وفي ذلك اليوم يدعو الداعي يدعو الناسَ الأمواتَ ليحضروا، يُدعونَ؛ ليحضروا الجمعَ، {إِنْ كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ جَمِيعٌ} {فَإِذَا هُمْ جَمِيعٌ لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ}[يس:53]، {ثُمَّ إِذَا دَعَاكُمْ دَعْوَةً مِنَ الْأَرْضِ}[الروم:25]، لا إله إلا الله، نعم إلى هنا.