الرئيسية/شروحات الكتب/تفسير القرآن الكريم للشيخ: عبدالرحمن بن ناصر البراك/تفسير سورة غافر/(15) من قوله تعالى {ألم تر إلى الذين يجادلون في آيات الله} الآية 69 إلى قوله تعالى {ادخلوا أبواب جهنم} الآية 76

(15) من قوله تعالى {ألم تر إلى الذين يجادلون في آيات الله} الآية 69 إلى قوله تعالى {ادخلوا أبواب جهنم} الآية 76

بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ

تفسير الشَّيخ عبدالرَّحمن بن ناصر البرَّاك / سورة غافر

الدَّرس: الخامس عشر

***     ***     ***

 

– القارئ : أعوذُ باللهِ من الشيطانِ الرجيمِ:

أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ أَنَّى يُصْرَفُونَ * الَّذِينَ كَذَّبُوا بِالْكِتَابِ وَبِمَا أَرْسَلْنَا بِهِ رُسُلَنَا فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ * إِذِ الْأَغْلَالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَالسَّلَاسِلُ يُسْحَبُونَ * فِي الْحَمِيمِ ثُمَّ فِي النَّارِ يُسْجَرُونَ * ثُمَّ قِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تُشْرِكُونَ * مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالُوا ضَلُّوا عَنَّا بَلْ لَمْ نَكُنْ نَدْعُو مِنْ قَبْلُ شَيْئًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ الْكَافِرِينَ * ذَلِكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَفْرَحُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنْتُمْ تَمْرَحُونَ * ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ [غافر:69-76]

الشيخ : إلى هنا، إلى هنا، لا حول ولا قوة إلا بالله، لا إله إلا الله.

 يقول تعالى:{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ أَنَّى يُصْرَفُونَ} يعني: كيفَ يُصْرَفُونَ عن الحقِّ، وهذا مناسِبٌ لأولِ السورةِ، فهذا مِن التناسبِ بينَ أولِ السورةِ وآخرِها، ففي أولِ السورة: {مَا يُجَادِلُ فِي آيَاتِ اللَّهِ إِلاَّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَلا يَغْرُرْكَ تَقَلُّبُهُمْ فِي الْبِلادِ} [غافر:4] ثمَّ ذُكِرَ هؤلاء في آياتٍ أخرى مِن السورة: {إِنَّ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ إِن فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ} [غافر:65] وفي هذهِ السورةِ يذكرُ سبحانه وتعالى ما أعدَّ لهمْ مِن العذابِ والنَّكالِ، الذي هو في غايةٍ مِن الفَظَاعةِ وهو ألوانٌ، أعوذ بالله من عذاب الله، {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ أَنَّى يُصْرَفُونَ}.

{الَّذِينَ كَذَّبُوا بِالْكِتَابِ} {الَّذِينَ كَذَّبُوا بِالْكِتَابِ} القرآنِ {الَّذِينَ كَذَّبُوا بِالْكِتَابِ وَبِمَا أَرْسَلْنَا بِهِ رُسُلَنَا فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ}، ومَن كذَّبَ رسولاً واحداً مِن الرسل فهوَ مُكذِّبٌ لجميعِ الرسلِ، فالـمُكذِّبُ لمحمدٍ صلى الله عليه وسلَّم هو مُكَذِّبٌ لكلِّ الرسلِ، والـمُكذِّبِ لنوحٍ كذلكَ: {كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ} [الشعراء:105]

{الَّذِينَ كَذَّبُوا بِالْكِتَابِ وَبِمَا أَرْسَلْنَا بِهِ رُسُلَنَا فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ} متى؟ {فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ * إِذِ الأَغْلالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَالسَّلاسِلُ} سَلاسلُ، نظيرُهَا: {إنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَلَاسِلَ وَأَغْلَالًا وَسَعِيرًا} [الإنسان:4] هذهِ نظيرُ هذه: {فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ * إِذِ الأَغْلالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَالسَّلاسِلُ يُسْحَبُونَ} في هذهِ السلاسلِ والأغلالِ {يُسْحَبُونَ فِي الْحَمِيمِ ثُمَّ فِي النَّارِ يُسْجَرُونَ} اللهمَّ سلِّم سلِّم، اللهمَّ أعذنَا من النار {ثُمَّ فِي النَّارِ يُسْجَرُونَ}

{ثُمَّ قِيلَ لَهُمْ} توبيخاً، فيجتمعُ لهم عذابُ الأرواحِ وعذابُ الأجسامِ، فالأجسامُ بالحريقِ والحميمِ والنارِ والجحيمِ، والأرواحُ بالتوبيخِ والتقريعِ: {أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ * مِنْ دُونِ اللَّهِ} [الشعراء:93،92]، {أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ} [الأعراف:37]

 {قَالُوا ضَلُّوا عَنَّا بَل لَّمْ نَكُن نَّدْعُو مِن قَبْلُ شَيْئًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ الْكَافِرِينَ} فيَجحدونَ أيضاً يَجحدونَ أنَّهم كانوا يعبدونَ مِن دونِ الله: {ثُمَّ قِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ تُشْرِكُونَ} [الشيخ يقول: تعبدون] {مِن دُونِ اللَّهِ قَالُوا ضَلُّوا عَنَّا بَل لَّمْ نَكُن نَّدْعُو مِن قَبْلُ شَيْئًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ الْكَافِرِينَ}

ثمَّ بَيَّنَ سبحانَه وتعالى سببَ هذا العقابِ الأليمِ وهو استكبارُهم في الأرضِ واستكبارُهم عَن آياتِ اللهِ  {ذَلِكُم بِمَا كُنتُمْ تَفْرَحُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنتُمْ تَمْرَحُونَ * ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا} يَدخلونَها دخولَ الخلودِ والبقاءِ السَّرْمديِّ {ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ} إيْ واللهِ {بِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ}، "بئسَ" هذه كلمةٌ يُؤتَى بها للذمِّ، كما أنَّ: "نِعْمَ" كلمةٌ يُؤتَى بها للمدحِ، {فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ} مَثواهُم ومُقَامُهُم الدَّائمُ.

 

 (تفسيرُ السعدي)

– القارئ : بسمِ اللهِ الرحمنِ الرحيمِ، الحمدُ للهِ ربِّ العالَمين، والصلاةُ والسلامُ على نبيِّنا محمدٍ وعلى آلِه وصحبِه أجمعين. قالَ – الشيخ : عبدُ الرحمن السعدي -رحمَه الله تعالى- في تفسيرِ قولِ الله تعالى:

{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ} الآيات:

{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ} الْوَاضِحَةِ الْبَيِّنَةِ مُتَعَجِّبًا مِنْ حَالِهِمِ الشَّنِيعَةِ.

الشيخ : {ألمْ ترَ} هذه يُؤتَى بها للتعجُّبِ، الشيءُ الذي يُتَعَجَّبُ منه يُقالُ: "أرأيتَ كذا"، "ألمْ ترَ كذا"، "ألم تر إلى كذا"، يُفيدُ التعجُّبَ والتعجيبَ، الله أكبر، {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ} [الفيل:1] {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ} [الفجر:6] وهذا كثيرٌ.

القارئ : مُتَعَجِّبًا مِنْ حَالِهِمِ الشَّنِيعَةِ.

{أَنَّى يُصْرَفُونَ} أَيْ: كَيْفَ يَنْعَدِلُونَ عَنْهَا؟ وَإِلَى أَيِّ شَيْءٍ يَذْهَبُونَ

الشيخ : {فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ} [المرسلات:50] بِأَيِّ حَدِيثٍ! كيفَ يُصْرَفُونَ عَن آياتِ اللهِ البينةِ وكتابِهِ الحكيمِ.

القارئ : وَإِلَى أَيِّ شَيْءٍ يَذْهَبُونَ بَعْدَ الْبَيَانِ التَّامِّ؟ هَلْ يَوجدُ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ تَعَارُضُ آيَاتِ اللَّهِ؟ لَا وَاللَّهِ. أَمْ يَجِدُونَ شُبَهًا تُوَافِقُ أَهْوَاءَهُمْ، وَيَصُولُونَ بِهَا

الشيخ : آمنَّا بالله، آمنتُ باللهِ.

القارئ : وَيَصُولُونَ بِهَا لِأَجْلِ بَاطِلِهِمْ؟ فَبِئْسَ مَا اسْتَبْدَلُوا وَاخْتَارُوا لِأَنْفُسِهِمْ، بِتَكْذِيبِهِمْ بِالْكِتَابِ، الَّذِي جَاءَهُمْ مِنَ اللَّهِ، وَبِمَا أَرْسَلَ اللَّهُ بِهِ رُسُلَهُ الَّذِينَ هُمْ خَيْرُ الْخَلْقِ وَأَصْدَقُهُمْ وَأَعْظَمُهُمْ عُقُولًا، فَهَؤُلَاءِ لَا جَزَاءَ لَهُمْ سِوَى النَّارِ الْحَامِيَةِ، وَلِهَذَا تَوَعَّدَهُمُ اللَّهُ بِعَذَابِهَا فَقَالَ:

{فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ * إِذِ الأَغْلالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ} الَّتِي لَا يَسْتَطِيعُونَ مَعَهَا حَرَكَةً. {وَالسَّلاسِلُ} الَّتِي يُقَرَّنُونَ بِهَا، هُمْ وَشَيَاطِينُهُمْ {يُسْحَبُونَ فِي الْحَمِيمِ} أَيِ: الْمَاءُ الَّذِي اشْتَدَّ غَلَيَانُهُ وَحَرُّهُ.

{ثُمَّ فِي النَّارِ يُسْجَرُونَ} يُوقَدُ عَلَيْهُمُ اللَّهَبُ الْعَظِيمُ، فَيَصْلَونَ بِهَا، ثُمَّ يُوَبَّخُونَ عَلَى شِرْكِهِمْ وَكَذِبِهِمْ.

وَ{قِيْلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تُشْرِكُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ} هَلْ نَفَعُوكُمْ، أَوْ دَفَعُوا عَنْكُمْ بَعْضَ الْعَذَابِ؟ {قَالُوا ضَلُّوا عَنَّا} أَيْ: غَابُوا وَلَمْ يَحْضُرُوا، وَلَوْ حَضَرُوا لَمْ يَنْفَعُوا، ثُمَّ إِنَّهُمْ أَنْكَرُوا فَقَالُوا: {بَلْ لَمْ نَكُنْ نَدْعُو مِنْ قَبْلُ شَيْئًا} يُحْتَمَلُ أَنَّ مُرَادَهُمْ بِذَلِكَ الْإِنْكَارُ، وَظَنُّوا أَنَّهُ يَنْفَعُهُمْ وَيُفِيدُهُمْ، وَيُحْتَمَلُ -وَهُوَ الْأَظْهَرُ- أَنَّ مُرَادَهُمْ بِذَلِكَ الْإِقْرَارُ عَلَى بُطْلَانِ إِلَهِيَّةِ مَا كَانُوا يَعْبُدُونَ، وَأَنَّهُ لَيْسَ

الشيخ : {بَلْ لَمْ نَكُنْ نَدْعُو مِنْ قَبْلُ شَيْئًا} يعني: الذينَ كُنَّا ندعوهُم ليسوا بشيءٍ، هذا هو المعنى السليم، ليسوا بشيءٍ، {بَلْ لَمْ نَكُنْ نَدْعُو مِنْ قَبْلُ شَيْئًا} فالذينَ كُنَّا ندعُوهم هؤلاء ليسوا بشيءٍ، لا يُغْنُونَ عن أنفسِهم ولا عن عابديهم شيئاً، فهم ليسوا بشيءٍ كالعَدَمِ، هذا هو المعنى الثاني، الذي يقولُ الشيخ أنه أظهرُ، والمعنى الأولُ كذلكَ صحيحٌ له شاهدٌ، له شاهدٌ، فإنَّهم كما في الآياتِ الأخرى يحلفونَ: {ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُواْ أَيْنَ شُرَكَآؤُكُمُ الَّذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَ *.. قَالُواْ وَاللَّهِ .. مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ} [الأنعام:23،22] والله ما كُنَّا مُشركين، فالمعنى الأول صحيح.

 

القارئ : وَأَنَّهُ لَيْسَ لِلَّهِ شَرِيكٌ فِي الْحَقِيقَةِ، وَإِنَّمَا هُمْ ضَالُّونَ مُخْطِئُونَ بِعِبَادَةِ مَعْدُومِ الْإِلَهِيَّةِ، وَيَدُلُّ عَلَى هَذَا قَوْلُهُ تَعَالَى: {كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ الْكَافِرِينَ} أَيْ: كَذَلِكَ الضَّلَالُ الَّذِي كَانُوا عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا الضَّلَالُ الْوَاضِحُ لِكُلِّ أَحَدٍ، حَتَّى إِنَّهُمْ بِأَنْفُسِهِمْ يُقِرُّونَ بِبُطْلَانِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَيَتَبَيَّنُ لَهُمْ مَعْنَى قَوْلِهِ تَعَالَى: { وَمَا يَتَّبِعُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ شُرَكَاءَ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ} [يونس:66] وَيَدُلُّ عَلَيْهِ قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ} [فاطر:14] {وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ} [الأحقاف:5] الْآيَاتِ.

وَيُقَالُ لِأَهْلِ النَّارِ: {ذَلِكُمْ الْعَذَابُ} الَّذِي نُوِّعَ عَلَيْكُمْ {بِمَا كُنْتُمْ تَفْرَحُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنْتُمْ تَمْرَحُونَ} أَيْ: تَفْرَحُونَ بِالْبَاطِلِ الَّذِي أَنْتُمْ عَلَيْهِ، وَبِالْعُلُومِ الَّتِي خَالَفْتُمْ بِهَا عُلُومَ الرُّسُلِ، وَتَمْرَحُونَ عَلَى عِبَادِ اللَّهِ بَغْيًا وَعُدْوَانًا وَظُلْمًا وَعِصْيَانًا، كَمَا قَالَ تَعَالَى فِي آخِرِ هَذِهِ السُّورَةِ: {فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَرِحُوا بِمَا عِنْدَهُمْ مِنَ الْعِلْمِ} [غافر:83]

وَكَمَا قَالَ قَوْمُ قَارُونَ لَهُ: {لا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ} [القصص:76]

وَهَذَا هُوَ الْفَرَحُ الْمَذْمُومُ الْمُوجِبُ لِلْعِقَابِ، بِخِلَافِ الْفَرَحِ الْمَمْدُوحِ الَّذِي قَالَ اللَّهُ فِيهِ: {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا} [يونس:58] وَهُوَ الْفَرَحُ بِالْعِلْمِ النَّافِعِ وَالْعَمَلِ الصَّالِحِ.

الشيخ : الفرحُ أنواعٌ:

فرحٌ مذمومٌ مقبوحٌ: وهو الفرحُ الباطلُ، كفرحِ الكافرينَ بعلومِهم.

وفرحٌ محمودٌ: وهو الفرحُ بالحقِّ، كالفرحِ بالإسلامِ، والفرحِ بالقرآنِ، والفرحِ بالعملِ الصالحِ.

وفرحٌ عاديٌّ: كفرحِ الإنسانِ بأمورِهِ العاديةِ، أموره العادية، الإنسانُ مجبولٌ على أنه يفرح بما يُلائِمُ حالَهُ من مالٍ وأهلٍ -وما أشبهَ ذلكَ- ومنصبٍ، فهذا فرحٌ طبيعيٌّ وعاديٌّ ولا يأثمُ به الإنسانُ ما لم يَتَعَدَّ ويتجاوزَ حَدَّ المباحَ، حَدَّ المباحَ.

 

القارئ : {ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ} كُلٌّ بِطَبَقَةٍ مِنْ طَبَقَاتِهَا، عَلَى قَدْرِ عَمَلِهِ {خَالِدِينَ فِيهَا} لَا يَخْرُجُونَ مِنْهَا أَبَدًا

الشيخ : أعوذ بالله، أعوذ بالله، يا الله أجرْنا مِن النارِ، انتهى؟

القارئ : {فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ} مَثْوًى يُخْزَوْنَ فِيهِ، وَيُهَانُونَ وَيُحْبَسُونَ وَيُعَذَّبُونَ، وَيَتَرَدَّدُونَ بَيْنَ حَرِّهَا وَزْمَهَرِيرِهَا. قال الله تعالى..

الشيخ : إلى "فَاصْبِرْ إِنَّ" .