الرئيسية/شروحات الكتب/تفسير القرآن الكريم للشيخ: عبدالرحمن بن ناصر البراك/تفسير سورة الزخرف/(4) تتمة قوله تعالى {بل قالوا إنا وجدنا آباءنا على أمة} الآية 22 إلى قوله تعالى {ولما جاءهم الحق قالوا هذا سحر} الآية 30
file_downloadsharefile-pdf-ofile-word-o

(4) تتمة قوله تعالى {بل قالوا إنا وجدنا آباءنا على أمة} الآية 22 إلى قوله تعالى {ولما جاءهم الحق قالوا هذا سحر} الآية 30

بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ

تفسير الشَّيخ عبدالرَّحمن بن ناصر البرَّاك / سورة الزخرف

الدَّرس: الرَّابع

***     ***     ***

 

– القارئ : أعوذُ باللهِ مِن الشَّيطانِ الرَّجيمِ

بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ (22) وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ (23) قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكُمْ بِأَهْدَى مِمَّا وَجَدْتُمْ عَلَيْهِ آبَاءَكُمْ قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ (24) فَانْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ (25) وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ (26) إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ (27) وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (28) بَلْ مَتَّعْتُ هَؤُلَاءِ وَآبَاءَهُمْ حَتَّى جَاءَهُمُ الْحَقُّ وَرَسُولٌ مُبِينٌ (29) وَلَمَّا جَاءَهُمُ الْحَقُّ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ وَإِنَّا بِهِ كَافِرُونَ [الزخرف:22-30]

– الشيخ : إلى هنا بس [يكفي]، لا إله إلَّا الله.

يخبرُ تعالى عن أولئك المشركين المفترين على اللهِ الَّذين نسبوا إليه الولدَ {وَجَعَلُوا لَهُ مِنْ عِبَادِهِ جُزْءًا} [الزخرف:15] ونسبُوا إليه النوعَ الناقصَ عندهم، واختارُوا لأنفسِهم البنين، وجعلُوا لله البناتَ، {وَلَهُمْ مَا يَشْتَهُونَ} [النحل:57] لما بيَّنَ تعالى أنَّه لا مستندَ لهم من حسٍّ ولا عقلٍ ولا شرعٍ {أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ(19) وَقَالُوا لَوْ شَاءَ الرَّحْمَنُ مَا عَبَدْنَاهُمْ مَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ (20) أَمْ آتَيْنَاهُمْ كِتَابًا مِنْ قَبْلِهِ فَهُمْ بِهِ مُسْتَمْسِكُونَ} [الزخرف:19-21] لما ذكرَ أنَّه لا مستندَ لهم، ذكرَ أنَّه ليس لهم مستندٌ إلَّا قولهم: {إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ} {{بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ} يقولون: وَجَدْنَا آبَاءَنَا على ملَّةٍ، وعلى طريقةٍ، ونحن على آثارِهم مهتدون ومقتدون.

ثمَّ ذكرَ أنَّ هذه طريقةُ الأممِ أعداءِ الرُّسلِ: {وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ} فهي كلمةٌ واحدةٌ كأنَّهم تواصوا بها {أَتَوَاصَوْا بِهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ} [الذاريات:53] سبحان الله! نسألُ اللهَ العافيةَ، أعوذُ بالله.

{قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكُمْ بِأَهْدَى مِمَّا وَجَدْتُمْ عَلَيْهِ آبَاءَكُمْ} يقولُ الرسولُ يقولُ لمن قالَ: {إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ} يقولُ: ولو جِئْتُكُمْ بشيءٍ خيرٍ منه، {أَوَلَوْ جِئْتُكُمْ بِأَهْدَى مِمَّا وَجَدْتُمْ عَلَيْهِ آبَاءَكُم} يعني: تصرُّون على اتِّباعِ آبائِكم؟ ولو جِئْتُكُمْ بخيرٍ منه، وبأهدى منه؟ {قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكُمْ بِأَهْدَى مِمَّا وَجَدْتُمْ عَلَيْهِ آبَاءَكُمْ قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ} هذه كلمةٌ واحدةٌ أيضاً، كلمتُهم واحدةٌ للرُّسل، {إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ}

فكانَتْ عاقبتُهم جميعاً: {فَانْتَقَمْنَا مِنْهُمْ} هذا أيضاً عاقبةُ جميعهم أنْ ينتقمَ اللهُ منهم كما صنعَ بقومِ نوحٍ وبعادٍ وثمودٍ وقومِ لوطٍ وقومِ شعيبٍ وهكذا، وغيرِهم.

{فَانْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ} كانَتْ عاقبتُهم الخسارُ والبوارُ وعذابُ النَّارِ.

ثمَّ قالَ تعالى: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ} خصَّ إبراهيمُ بالذِّكر؛ فهو إمامُ الحنفاءِ، وهو أبو الأنبياءِ من بعدِه {وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ} [العنكبوت:27] واللهُ نوَّهَ بإبراهيمَ وأثنى عليه كثيراً في آياتٍ، وذكرَ قصَّتَه مبسوطةً في سورٍ كما في الشعراءِ وفي الصَّافَّاتِ، وهنا يذكرُها بإيجازٍ: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ (26) إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ (27) وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} هذه الكلمةُ الَّتي هي معنى "لا إله إلَّا الله" جعلَها اللهُ باقيةً في ذريَّةِ إبراهيمَ، فلا يزالُ في ذريَّتِه من يقولُ: "لا إله إلَّا الله"، وإنْ كانَ الأكثرون حائدين عن الصِّراطِ المستقيمِ وكافرين، {وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ}

ثمَّ قالَ تعالى: {بَلْ مَتَّعْتُ هَؤُلَاءِ وَآبَاءَهُمْ حَتَّى جَاءَهُمُ الْحَقُّ وَرَسُولٌ مُبِينٌ (29) وَلَمَّا جَاءَهُمُ الْحَقُّ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ وَإِنَّا بِهِ كَافِرُونَ} وهذا منطبقٌ على قريشٍ ومن سارَ على طريقِهم من العربِ وغيرِهم.

 

(تفسيرُ السَّعديِّ)

– القارئ : بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ، الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ، والصَّلاةُ والسَّلامُ على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آلِهِ وصحبِهِ أجمعينَ. قالَ الشَّيخُ عبدُ الرَّحمنِ السَّعديُّ -رحمَهُ اللهُ تعالى-:

ثمَّ قالَ: {أَمْ آتَيْنَاهُمْ كِتَابًا مِنْ قَبْلِهِ فَهُمْ بِهِ مُسْتَمْسِكُونَ} [الزخرف:21] يخبرُهم بصحَّةِ أفعالِهم، وصدقِ أقوالِهم؟

الشيخ : يعني: الكتاب. يعني: هل عندهم كتابٌ يخبرُهم بصحَّة أفعالهم؟ لا، الجوابُ: لا، فالاستفهامُ، هذا استفهامٌ إنكاريٌّ معناه النفي، لم يكنْ لهم كتابٌ، لم يكن عندهم كتابٌ {أَمْ آتَيْنَاهُمْ كِتَابًا مِنْ قَبْلِهِ} هل جاءَهم كتابٌ من عندِ اللهِ يدلُّ على صحَّة أقولهم وأفعالهم الباطلةِ {فَهُمْ بِهِ مُسْتَمْسِكُونَ}؟ فقوله: "يخبرُهم" يريدُ الكتابَ، هل جاءَهم كتابٌ يخبرُهم بصحَّةِ أفعالِهم؟ المعنى: لا، لم يأتِهم كتابٌ في ذلك. نعم أعد الكلامَ.

 

القارئ : يخبرُهم بصحَّةِ أفعالِهم، وصدقِ أقوالِهم؟ ليسَ الأمرُ كذلكَ، فإنَّ اللهَ أرسلَ محمَّداً نذيراً إليهم، وهم لم يأتِهم نذيرٌ غيرُهُ، أي: فلا عقلَ ولا نقلَ، وإذا انتفى الأمرانِ، فلا ثَمَّ إلَّا الباطلُ.

نعم، لهم شبهةٌ مِن أوهى الشُّبَهِ، وهيَ تقليدُ آبائِهم الضَّالِّينَ، الَّذينَ ما زالَ الكفرةُ يردُّونَ بتقليدِهم دعوةَ الرُّسلِ، ولهذا قالَ هنا: {بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ} أي: على دينِ وملَّةِ {وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ} أي: فلا نتبعُ ما جاءَ بهِ محمَّدٌ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ-.

{وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلا قَالَ مُتْرَفُوهَا} أي: منعموها، وملأَها الَّذينَ أطغَتْهم الدُّنيا، وغرَّتْهم الأموالُ، واستكبرُوا على الحقِّ: {إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ} أي: فهؤلاءِ ليسُوا ببدعٍ منهم، وليسُوا بأوَّلِ مَن قالَ هذهِ المقالةَ.

وهذا الاحتجاجُ مِن هؤلاءِ المشركينَ الضَّالِّينَ، بتقليدِهم لآبائِهم الضَّالِّينَ، ليسَ المقصودُ بهِ اتِّباعُ الحقِّ والهدى، وإنَّما هوَ تعصُّبٌ محضٌ، يُرادُ بهِ نصرةُ ما معَهم مِن الباطلِ.

ولهذا كلُّ رسولٍ يقولُ لمَن عارضَهُ بهذهِ الشُّبهةِ الباطلةِ: {أَوَلَوْ جِئْتُكُمْ بِأَهْدَى مِمَّا وَجَدْتُمْ عَلَيْهِ آبَاءَكُمْ} أي: أفتتبعُوني لأجلِ الهدى؟ {قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ} فعُلِمَ بهذا، أنَّهم ما أرادُوا اتِّباعَ الحقِّ والهدى، وإنَّما قصدُهم اتِّباعُ الباطلِ والهوى.

{فَانْتَقَمْنَا مِنْهُمْ} بتكذيبِهم الحقَّ، وردِّهم إيَّاهُ بهذهِ الشُّبهةِ الباطلةِ. {فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ} فليحذرْ هؤلاءِ أنْ يستمرُّوا على تكذيبِهم، فيصيبُهم ما أصابَهم.

قالَ اللهُ تعالى: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأبِيهِ وَقَوْمِهِ} الآياتَ.

يخبرُ تعالى عن ملَّةِ إبراهيمَ الخليلِ -عليهِ السَّلامُ-، الَّذي ينتسبُ إليهِ أهلُ الكتابِ والمشركونَ، وكلُّهم يزعمُ أنَّهُ على طريقتِهِ، فأخبرَ عن دينِهِ الَّذي ورثَهُ في ذريَّتِهِ فقالَ: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأبِيهِ وَقَوْمِهِ} الَّذينَ اتَّخذُوا مِن دونِ اللهِ آلهةً يعبدونَهم ويتقرَّبونَ إليهم:

{إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ} أي: مبغضٌ لهُ، مجتنِبٌ مُعادٍ لأهلِهِ، {إِلا الَّذِي فَطَرَنِي} فإنَّي أتولَّاهُ، وأرجو أنْ يهديَني للعلمِ بالحقِّ والعملِ بالحقِّ، فكما فطرَني ودبَّرَني بما يصلحُ بدني ودنياي، فـ {سَيَهْدِينِ} لما يصلحُ ديني وآخرتي.

{وَجَعَلَهَا} أي: هذهِ الخصلةَ الحميدةَ، الَّتي هيَ أمُّ الخصالِ وأساسُها، وهيَ إخلاصُ العبادةِ للهِ وحدَهُ، والتَّبرِّي مِن عبادةِ ما سواهُ.

{كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ} أي: ذريَّتِهِ {لَعَلَّهُمْ} إليها {يَرْجِعُونَ} لشهرتِها عنهُ، وتوصيتِهِ لذريَّتِهِ، وتوصيةِ بعضِ بنيهِ -كإسحاقَ ويعقوبَ- لبعضٍ، كما قالَ تعالى: {وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ} إلى آخرِ الآياتِ.

فلم تزلْ هذهِ الكلمةُ موجودةً في ذريَّتِهِ عليهِ السَّلامُ حتَّى دخلَهم التَّرفُ

الشيخ : لا إله إلَّا الله، لا إله إلَّا الله، حسبُنا اللهُ، لا إله إلَّا الله، لا إله إلَّا الله

القارئ : فلم تزلْ هذهِ الكلمةُ موجودةً في ذريَّتِهِ عليهِ السَّلامُ حتَّى دخلَهم التَّرفُ والطُّغيانُ.

فقالَ تعالى: {بَلْ مَتَّعْتُ هَؤُلاءِ وَآبَاءَهُمْ} بأنواعِ الشَّهواتِ، حتَّى صارَتْ هيَ غايتُهم ونهايةُ مقصودِهم، فلم تزلْ يتربَّى حبُّها في قلوبِهم، حتَّى صارَتْ صفاتٍ راسخةً، وعقائدَ متأصِّلةً. {حَتَّى جَاءَهُمُ الْحَقُّ} الَّذي لا شكَّ فيهِ ولا مريةَ ولا اشتباهَ. {وَرَسُولٌ مُبِينٌ} أي: بيِّنُ الرِّسالةِ، قامَتْ أدلَّةُ رسالتِهِ قياماً باهراً، بأخلاقِهِ ومعجزاتِهِ، وبما جاءَ بهِ، وبما صدقَ بهِ المرسلِينَ، وبنفسِ دعوتِهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ.

{وَلَمَّا جَاءَهُمُ الْحَقُّ} الَّذي يُوجِبُ على مَن لهُ أدنى دينٍ ومعقولٍ أنْ يقبلَهُ وينقادَ لهُ. {قَالُوا هَذَا سِحْرٌ وَإِنَّا بِهِ كَافِرُونَ} وهذا مِن أعظمِ المعاندةِ والمشاقَّةِ، فإنَّهم لم يكتفُوا بمجرَّدِ الإعراضِ عنهُ، بل ولا جحدِهِ، فلم يرضَوا حتَّى قدحُوا بهِ قدحاً شنيعاً، وجعلُوهُ بمنزلةِ السِّحرِ الباطلِ، الَّذي لا يأتي بهِ إلَّا أخبثُ الخلقِ وأعظمُهم افتراءً، والَّذي حملَهم على ذلكَ، طغيانُهم بما متَّعَهم اللهُ بهِ وآباءَهم.

{وَقَالُوا} مقترحِينَ على اللهِ بعقولِهم الفاسدةِ: {لَوْلا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ}

الشيخ : إلى هنا بس [يكفي]، {وَقَالُوا لَوْلا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ} بداية.