الرئيسية/شروحات الكتب/تفسير القرآن الكريم للشيخ: عبدالرحمن بن ناصر البراك/تفسير سورة الزخرف/(8) من قوله تعالى {ولما ضرب ابن مريم مثلا} الآية 57 إلى قوله تعالى {إن الله هو ربي وربكم} الآية 64
file_downloadsharefile-pdf-ofile-word-o

(8) من قوله تعالى {ولما ضرب ابن مريم مثلا} الآية 57 إلى قوله تعالى {إن الله هو ربي وربكم} الآية 64

بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ

تفسير الشَّيخ عبدالرَّحمن بن ناصر البرَّاك / سورة الزخرف

الدَّرس: الثَّامن

***     ***     ***

 

– القارئ : أعوذُ باللهِ من الشيطانِ الرَّجيم

وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ (57) وَقَالُوا أَآلِهَتُنَا خَيْرٌ أَمْ هُوَ مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ (58) إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ وَجَعَلْنَاهُ مَثَلًا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ (59) وَلَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَا مِنْكُمْ مَلَائِكَةً فِي الْأَرْضِ يَخْلُفُونَ (60) وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ فَلَا تَمْتَرُنَّ بِهَا وَاتَّبِعُونِ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ (61) وَلَا يَصُدَّنَّكُمُ الشَّيْطَانُ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (62) وَلَمَّا جَاءَ عِيسَى بِالْبَيِّنَاتِ قَالَ قَدْ جِئْتُكُمْ بِالْحِكْمَةِ وَلِأُبَيِّنَ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (63) إِنَّ اللَّهَ هُوَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ [الزخرف:57-64]

الشيخ : إلى هنا.

الحمدُ للهِ، {وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ} ابنُ مريمَ هو عيسى -عليهِ السَّلامُ-، عيسى بنُ مريمَ، {وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا} ذكرَ المفسِّرون أنَّه لما نزلَ قولُه تعالى: {إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ} [الأنبياء:98]

{إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ} يعني: هذهِ الآيةُ فيها أنَّ المعبودِينَ من دونِ اللهِ معَ العابدينَ في جهنَّم {إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ} قالَ أحدُ المفسِّرين: إذاً عيسى ابنُ مريم يدخلُ في هذا العمومِ {أَآلِهَتُنَا خَيْرٌ أَمْ هُوَ مَا} فضربَ هذا المشرُك، سمَّاه بعضُ المفسِّرين في التاريخِ {وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ} يعني: فرحُوا بهذه الشُّبهةِ، فرحوا بهذه الشُّبهةِ وضجُّوا، {وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ * وَقَالُوا أَآلِهَتُنَا خَيْرٌ أَمْ هُوَ مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا} يعني: هم يعلمون أنَّه غيرُ داخلٍ في هذا العمومِ، لكنَّهم ضربُوه مثلاً على سبيلِ الجدلِ والحجاجِ الباطلِ، {مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ}

{إِنْ هُوَ} أيْ: عيسى عليهِ السَّلامُ {إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ وَجَعَلْنَاهُ مَثَلًا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ} أنعمَ اللهُ عليه واصطفاه وأمَّه، وخلقَه سبحانه وتعالى، وسمَّاه كلمَتَه {وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ} [النساء:171] {وَجَعَلْنَاهُ مَثَلًا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ}. {إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ وَجَعَلْنَاهُ مَثَلًا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ}

{وَلَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَا مِنْكُمْ مَلَائِكَةً} {مِنْكُمْ} قالَ المفسِّرون: بدلَكم، لأنَّ المشركين يقولون: هلَّا جاءَ ملكٌ يكونُ معَ محمَّدٍ نذيراً، هلَّا جاءَنا ملكٌ بدلَ أنْ يأتيَنا بشرٌ مثلنا، فهم من شبهاتهم يقولون: ما الَّذي فضَّلَه علينا هذا؟ هلّا جاءَنا ملكٌ من الملائكة، قالَ الله: {وَلَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَا مِنْكُمْ مَلَائِكَةً فِي الْأَرْضِ يَخْلُفُونَ} يعني: بدلَكم. {وَلَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَا مِنْكُمْ مَلَائِكَةً فِي الْأَرْضِ يَخْلُفُونَ}

{وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ فَلَا تَمْتَرُنَّ بِهَا} وقرأَ بعضُهم: {لَعَلَمٌ لِلسَّاعَةِ} يعني: عيسى -عليهِ السلامُ-، قال المفسِّرون: هو من أشراطِ السَّاعة، نزولُه في آخرِ الزمانِ هو من أشراط الساعةِ، علمٌ من أعلامِ السَّاعة، {وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ فَلَا تَمْتَرُنَّ بِهَا وَاتَّبِعُونِ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ}

{وَلَا يَصُدَّنَّكُمُ الشَّيْطَانُ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ} لَا يَصُدَّنَّكُمُ الشَّيْطَانُ عن اتِّباعِ -أي: الرسول- وعبادةِ الله وحده لا شريكَ له، {وَلَا يَصُدَّنَّكُمُ الشَّيْطَانُ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ}

{وَلَمَّا جَاءَ عِيسَى بِالْبَيِّنَاتِ قَالَ قَدْ جِئْتُكُمْ بِالْحِكْمَةِ وَلِأُبَيِّنَ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ} عيسى -عليه السَّلامُ- هو أحدُ أولي العزم الخمسة، هو أحدُ أولي العزم من الرُّسلِ: "نوحٌ، وإبراهيمُ، وموسى، وعيسى، ومحمَّدٌ" عليهم الصَّلاةُ والسَّلامُ.

{قَالَ قَدْ جِئْتُكُمْ بِالْحِكْمَةِ وَلِأُبَيِّنَ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ * إِنَّ اللَّهَ هُوَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ} هذه دعوةُ الرُّسلِ كلِّهم من أوَّلهم إلى آخرِهم، كلُّهم يدعون النَّاسَ إلى تقوى اللهِ، وإلى طاعتِه، وطاعةِ رسلِه، وإلى عبادتِه وحدَه لا شريكَ له {فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ * إِنَّ اللَّهَ هُوَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ} هذا هو الصِّراطُ المستقيمُ، الصِّراطُ المستقيمُ هو عبادةُ اللهِ وحدَه لا شريكَ له واتِّباعُ رسلِه وامتثالُ أوامرِه ونواهيه، {هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ} وكلُّ الرُّسلِ على هذا الصِّراطِ وكذلكَ أتباعُهم وقد هدانا اللهُ وأرشدَنا أن نقولَ في كلِّ ركعةٍ: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} [الفاتحة:6-7] اللَّهمَّ اهدِنا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ، { وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلَامِ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [يونس:25]

 

(تفسيرُ السَّعديِّ)

القارئ : بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ، الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ، والصَّلاةُ والسَّلامُ على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آلِهِ وصحبِهِ أجمعينَ. قالَ الشَّيخُ عبدُ الرَّحمنِ السَّعديُّ -رحمَهُ اللهُ تعالى- في تفسيرِ قولِ اللهِ تعالى: {وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا} الآياتَ.

يقولُ تعالى: {وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا} أي: نُهِيَ عن عبادتِهِ، وجُعِلَتْ عبادتُهُ بمنزلةِ عبادةِ الأصنامِ والأندادِ. {إِذَا قَوْمُكَ} المُكذِّبونَ لكَ {مِنْهُ} أي: مِن أجلِ هذا المثلِ المضروبِ، {يَصِدُّونَ} أي: يستلجُّونَ في خصومتِهم لكَ، ويصيحونَ، ويزعمونَ أنَّهم قد غلبُوا في حجَّتِهم، وأفلجُوا.

{وَقَالُوا أَآلِهَتُنَا خَيْرٌ أَمْ هُوَ} يعني: عيسى، حيثُ نُهِيَ عن عبادةِ الجميعِ، وشُورِكَ بينَهم بالوعيدِ على مَن عبدَهم، ونزلَ أيضاً قولُهُ تعالى: {إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ}

ووجهُ حجَّتِهم الظَّالمةِ، أنَّهم قالُوا: قد تقرَّرَ عندَنا وعندَكَ يا محمَّدُ، أنَّ عيسى مِن عبادِ اللهِ المقرَّبينَ، الَّذينَ لهم العاقبةُ الحسنةُ، فلِمَ سوَّيْتَ بينَهُ وبينَ معبوداتِنا في النَّهيِ عن عبادةِ الجميعِ؟ فلولا أنَّ حجَّتَكَ باطلةٌ لم تتناقضْ.

ولِمَ قلْتَ: {إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ} وهذا لفظٌ بزعمِهم، يعمُّ الأصنامَ، وعيسى، فهل هذا إلَّا تناقُضٌ؟ وتناقُضُ الحجَّةِ دليلٌ على بطلانِها، هذا أنهى ما يقرِّرونَ بهِ هذهِ الشُّبهةَ الَّتي فرحُوا بها واستبشرُوا، وجعلُوا يصدُّونَ ويتباشرونَ.

وهيَ -وللهِ الحمدُ- مِن أضعفِ الشُّبهِ وأبطلِها، فإنَّ تسويةَ اللهِ بينَ النَّهيِ عن عبادةِ المسيحِ، وبينَ النَّهيِ عن عبادةِ الأصنامِ؛ لأنَّ العبادةَ حقٌّ للهِ تعالى، لا يستحقُّها أحدٌ مِن الخلقِ، لا الملائكةُ المُقرَّبونَ، ولا الأنبياءُ المرسَلونَ، ولا مَن سواهم مِن الخلقِ

الشيخ : في الملائكةِ {وَمَنْ يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّي إِلَهٌ مِنْ دُونِهِ فَذَلِكَ نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ كَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ} [الأنبياء:29] {مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ * وَلَا يَأْمُرَكُمْ أَنْ تَتَّخِذُوا الْمَلَائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْبَابًا أَيَأْمُرُكُمْ بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [آل عمران:79-80].

 

القارئ : فأيُّ شبهةٍ في تسويةِ النَّهي عن عبادةِ عيسى وغيرِهِ؟

وليسَ تفضيلُ عيسى -عليهِ السَّلامُ- وكونُهُ مُقرَّباً عندَ ربِّهِ ما يدلُّ على الفرقِ بينَهُ وبينَها في هذا الموضعِ، وإنَّما هوَ كما قالَ تعالى: {إِنْ هُوَ إِلا عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ} بالنُّبوَّةِ والحكمةِ والعلمِ والعملِ، {وَجَعَلْنَاهُ مَثَلاً لِبَنِي إِسْرَائِيلَ} يَعرفونَ بهِ قدرةَ اللهِ تعالى على إيجادِهِ مِن دونِ أبٍ.

وأمَّا قولُهُ تعالى: {إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ} فالجوابُ عنها مِن ثلاثةِ أوجهٍ:

أحدُها: أنَّ قولَهُ: {إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ} أنَّ {مَا} اسمٌ لما لا يعقلُ، لا يدخلُ فيهِ المسيحُ ونحوُهُ.

الثَّاني: أنَّ الخطابَ للمشركينَ، الَّذينَ بمكَّةَ وما حولَها، وهم إنَّما يعبدونَ أصناماً وأوثاناً ولا يعبدونَ المسيحَ.

الثَّالثُ: أنَّ اللهَ قالَ بعدَ هذهِ الآيةِ: {إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ} [الأنبياء:101] فلا شكَّ أنَّ عيسى وغيرَهُ مِن الأنبياءِ والأولياءِ، داخلونَ في هذهِ الآيةِ.

ثمَّ قالَ تعالى: {وَلَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَا مِنْكُمْ مَلائِكَةً فِي الأرْضِ يَخْلُفُونَ} أي: لجعلْنا بدلَـكم ملائكةً يخلفونَكم في الأرضِ، ويكونونَ في الأرضِ حتَّى نرسلَ إليهم ملائكةً مِن جنسِهم

الشيخ : {قُلْ لَوْ كَانَ فِي الأرْضِ مَلائِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ لَنَزَّلْنَا عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ مَلَكًا رَسُولا} [الإسراء:95] لأنَّ الحكمةَ تقتضي أنْ يكونَ الرسولُ من جنسِ الـمُرسَلِ إليهم.

 

القارئ : وأمَّا أنتم يا معشرَ البشرِ، فلا تُطيقونَ أنْ تُرسَلَ إليكم الملائكةُ، فمِن رحمةِ اللهِ بكم أنْ أرسلَ إليكم رسلاً مِن جنسِكم، تتمكَّنونَ مِن الأخذِ عنهم.

{وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ} أي: وإنَّ عيسى عليهِ السَّلامُ، لدليلٌ على السَّاعةِ، وأنَّ القادرَ على إيجادِهِ مِن أمٍّ بلا أبٍ، قادرٌ على بعثِ الموتى مِن قبورِهم، أو وإنَّ عيسى عليهِ السَّلامُ سينزلُ في آخرِ الزَّمانِ، ويكونُ نزولُهُ علامةً مِن علاماتِ السَّاعةِ {فَلا تَمْتَرُنَّ بِهَا} أي: لا تشكُنَّ في قيامِ السَّاعةِ، فإنَّ الشَّكَّ فيها كفرٌ. {وَاتَّبِعُونِ} بامتثالِ ما أمرْتُكم، واجتنابِ ما نهيْتُكم، {هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ} مُوصِلٌ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ.

{وَلا يَصُدَّنَّكُمُ الشَّيْطَانُ} عمَّا أمرَكم اللهُ بهِ، {إنَّهُ} أي: الشَّيطانَ {لَكُمْ عَدُوٌّ} حريصٌ على إغوائِكم، باذلٌ جهدَهُ في ذلكَ.

الشيخ : إلى هنا، بس [يكفي] .