بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ
تفسير الشَّيخ عبدالرَّحمن بن ناصر البرَّاك / سورة الزخرف
الدَّرس: الثَّالث عشر
*** *** ***
– القارئ : أعوذُ باللهِ مِن الشَّيطانِ الرَّجيمِ
وَتَبَارَكَ الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَعِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ * وَلَا يَمْلِكُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ * وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ * وَقِيلِهِ يَا رَبِّ إِنَّ هَؤُلَاءِ قَوْمٌ لَا يُؤْمِنُونَ * فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلَامٌ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ [الزخرف:85-89]
– الشيخ : الله أكبر، لا إله إلا الله، {وَتَبَارَكَ الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} تَبَارَكَ -سبحانه وتعالى- وتباركَ اسمُه، {تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ} [الرحمن:78] {فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ} [المؤمنون:14] {تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ} [الفرقان:1] "تَبَارَكَ" يعني: تقدَّسَ وتنزَّه عن كلِّ النقائصِ والعيوبِ، وكثرُ خيرُه وبِرُّه سبحانه وتعالى، وهذا الفعل لا يُسْنَدُ إلا له، فلا يُقالُ لأحدٍ: "تبارك فلان"، بل يُقال: "بارك الله فيه، وفلان مبارك"، أو ولا يقال: "هذا الشيء تبارك"، لا، "هذا الشيء بُورِكَ فيه"، أمَّا "تَبَارك" فإنه يدلُّ على البركةِ الذاتيَّة، تبارك -سبحانه وتعالى- وتقدَّسَ، {وَتَبَارَكَ الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا} يعني: لَهُ الـمُلكُ كلُّه، له الـمُلكُ كله، فهو خالقُ كلِّ شيءٍ، ومَالِكُ كلِّ شيء.
{وَعِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ} الساعةُ التي ثَقُلُتْ في السموات والأرض، فلا يَعلمُها مَلَكٌ مُقرَّبٌ ولا نبيٌّ مُرسلٌ، حتى قالَ جبريل لمحمد: متى الساعة؟ قال: (مَا الْمَسْؤُولُ عَنْهَا بِأَعْلَمَ مِنَ السَّائِلِ) {وَعِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ} {إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ…} الآية [لقمان:34]، وعلمُ الساعة هو، وعلمُ السَّاعة هو أحدُ الخمس التي استأثرَ الله بها {وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} أي: يُرجَعُ العباد إليه، فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا ويَجْزيهم على أعمالهم.
{وَلَا يَمْلِكُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الشَّفَاعَةَ} يعني: وَلَا يَمْلِكُ المعبوداتُ الذين يَدعُوهم المشركون، يدعونهم المشركون لا يملكونَ الشفاعة عندَ الله، والمشركون يقولون: {هَؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ} [يونس:18] يَعبدونَهم {وَيَقُولُونَ هَؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ} وهؤلاء لا يملكونَ الشفاعة {أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ شُفَعَاءَ قُلْ أَوَلَوْ كَانُوا لَا يَمْلِكُونَ شَيْئًا وَلَا يَعْقِلُونَ} [الزمر:43] {وَلَا يَمْلِكُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} مثل: الملائكة فإنهم يَشفعون، يشفعون بإذن الله، {وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى} [النجم:26] فالأصنامُ لا تملكُ الشفاعةَ عند الله، ولا أمثال، والملائكةُ لا يـَمْلِكُونَ الشَّفَاعة، والأنبياءُ لا يملكون الشفاعة، لكنهم ممن يُؤْذَنُ له بالشفاعة.
{وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ} هذا نظيرُ ما في أولِ السُّورة {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ} [الزخرف:9] وخُتِمَت السورةُ بشِبه هذا المعنى {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ}.
{وَقِيلِهِ يَا رَبِّ إِنَّ هَؤُلَاءِ قَوْمٌ لَا يُؤْمِنُونَ * فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلَامٌ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ} فالرسولُ -عليه الصلاة والسلام- يشكو إلى ربِّه إعراضَ المعرضين وتكذيبَ المكذبين، {إِنَّ هَؤُلَاءِ قَوْمٌ لَا يُؤْمِنُونَ} قالَ الله: {فَاصْفَحْ عَنْهُمْ} أَعْرِضْ عنهم، {وَقُلْ سَلَامٌ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ} هذا تهديدٌ للمُكذِّبين.
(تفسير السَّعدي)
– القارئ : بسمِ اللهِ الرحمنِ الرحيمِ، الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آلِهِ وصحبِه أجمعين، قالَ الشيخُ عبدُ الرحمنِ السَّعدي -رحمه الله تعالى- في تفسير قول الله تعالى:
{وَتَبَارَكَ الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا} الآيات.
{تَبَارَكَ} بِمَعْنَى تَعَالَى وَتَعَاظَمَ، وَكَثُرَ خَيْرُهُ، وَاتَّسَعَتْ صِفَاتُهُ، وَعَظُمَ مُلْكُهُ. وَلِهَذَا ذَكَرَ سَعَةَ مُلْكِهِ لِلسَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا، وَسَعَةَ عِلْمِهِ، وَأَنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٍ، حَتَّى إِنَّهُ تَعَالَى انْفَرَدَ بِعِلْمِ كَثِيرٍ مِنَ الْغُيُوبِ، الَّتِي لَمْ يَطَّلِعْ عَلَيْهَا أَحَدٌ
– الشيخ : يمكن، "لم يُطلِع"، "أحدٌ" والا "أحداً"؟ عندك، بألف؟
– القارئ : لحظة، نعم، بدون ألف
– الشيخ : خلاص مثل ما قرأتَ، "لَمْ يَطَّلِعْ عَلَيْهَا أَحَدٌ"، صح
– القارئ : الَّتِي لَمْ يَطَّلِعْ عَلَيْهَا أَحَدٌ مِنَ الْخَلْقِ، لَا نَبِيٍّ مُرْسَلٍ، وَلَا مَلِكٍ مُقَرَّبٍ، وَلِهَذَا قَالَ: {وَعِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ} قَدَّمَ الظَّرْفَ، لِيُفِيدَ الْحَصْرَ، أَيْ: لَا يَعْلَمُ مَتَى تَجِيءُ السَّاعَةُ إِلَّا هُوَ،
– الشيخ : الله أكبر، الله أكبر، أمرٌ عظيمٌ! حَدَثُ القيامةِ حَدَثٌ عظيمٌ! لا إله إلا الله، سبحان الله، عِلم الساعة، يُنْفَخُ في الصُّور فيُصْعَقُ مَن في السموات، ويُنفَخُ في الصُّور فتتشققُ القبورُ، ويقومُ الناس وهذا يومٌ مشهورٌ.
– القارئ : وَمِنْ تَمَامِ مُلْكِهِ وَسِعَتِهِ، أَنَّهُ مَالِكُ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَلِهَذَا قَالَ: {وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} أَيْ: فِي الْآخِرَةِ فَيَحْكُمُ بَيْنَكُمْ بِحُكْمِهِ الْعَدْلِ، وَمِنْ تَمَامِ مُلْكِهِ أَنَّهُ لَا يَمْلُكُ أَحَدٌ مِنْ خَلْقِهِ مِنَ الْأَمْرِ شَيْئًا، وَلَا يَقْدُمُ عَلَى الشَّفَاعَةِ عِنْدَهُ أَحَدٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ.
{وَلَا يَمْلِكُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الشَّفَاعَةَ} أَيْ: كُلُّ مَنْ دُعِيَ مَنْ دُونِ اللَّهِ، مِنَ الْأَنْبِيَاءِ وَالْمَلَائِكَةِ وَغَيْرِهِمْ لَا يَمْلِكُونَ الشَّفَاعَةَ، وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ، وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى، وَلِهَذَا قَالَ: {إِلا مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ} أَيْ: نَطَقَ بِلِسَانِهِ، مُقِرًّا بِقَلْبِهِ، عَالِمًا بِمَا شَهِدَ بِهِ، وَيُشْتَرَطُ أَنْ تَكُونَ شَهَادَتُهُ بِالْحَقِّ، وَهُوَ الشَّهَادَةُ لِلَّهِ تَعَالَى بِالْوَحْدَانِيَّةِ، وَلِرُسُلِهِ بِالنُّبُوَّةِ وَالرِّسَالَةِ، وَصِحَّةِ مَا جَاءُوا بِهِ مِنْ أُصُولِ الدِّينِ وَفُرُوعِهِ، وَحَقَائِقِهِ وَشَرَائِعِهِ، فَهَؤُلَاءِ الَّذِينَ تَنْفَعُ فِيهِمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ، وَهَؤُلَاءِ النَّاجُونَ مِنْ عِقَابِ اللَّهِ، الْحَائِزُونَ لِثَوَابِهِ.
ثُمَّ قَالَ تَعَالَى: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ} أَيْ: وَلَئِنْ سَأَلْتَ الْمُشْرِكِينَ عَنْ تَوْحِيدِ الرُّبُوبِيَّةِ، وَمَنْ هُوَ الْخَالِقُ، لَأَقَرُّوا أَنَّهُ اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ.
{فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ} أَيْ: فَكَيْفَ يُصْرَفُونَ عَنْ عِبَادَةِ اللَّهِ وَالْإِخْلَاصِ لَهُ وَحْدَهُ؟!
فَإِقْرَارُهُمْ بِتَوْحِيدِ الرُّبُوبِيَّةِ، يُلْزِمُهُمْ بِهِ الْإِقْرَارَ بِتَوْحِيدِ الْأُلُوهِيَّةِ، وَهُوَ مِنْ أَكْبَرِ الْأَدِلَّةِ
– الشيخ : تَنَاقُضٌ -سبحان الله- سَفَاهة وجَهل، يُقرُّون بأنَّ الله هو خالقُ السَّموات والأرض، وهو خالقُهم، وهو المتصرِّف، وهو الذي سخَّرَ الشمس والقمر، ومع ذلك -لا إله إلا الله، نسأل الله…- ومع ذلك يُدعون إلى عبادتِه سبحانه، فيستكبرون {إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ} [الصافات:35] ويقولون: {أَجَعَلَ الْآَلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا} [ص:5] معَ هذا الإقرار للهِ الربوبية والـمُلك -ملك السموات والأرض- سبحان الله! {قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ} [يونس:31] أفلا تخافون الله وتراقبونه!
– القارئ : وَهُوَ مِنْ أَكْبَرِ الْأَدِلَّةِ عَلَى بُطْلَانِ الشِّرْكِ.
{وَقِيلِهِ يَا رَبِّ إِنَّ هَؤُلاءِ قَوْمٌ لا يُؤْمِنُونَ} هَذَا مَعْطُوفٌ عَلَى قَوْلِهِ: {وَعِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ} أَيْ: وَعِنْدَهُ عِلْمُ قِيلِهِ، أَيِ: الرَّسُولُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، شَاكِيًا لِرَبِّهِ تَكْذِيبَ قَوْمِهِ، مُتَحَزِّنًا عَلَى ذَلِكَ، مُتَحَسِّرًا عَلَى عَدَمِ إِيمَانِهِمْ، فَاللَّهُ تَعَالَى عَالِمٌ بِهَذِهِ الْحَالِ، قَادِرٌ عَلَى مُعَاجَلَتِهِمْ بِالْعُقُوبَةِ، وَلَكِنَّهُ تَعَالَى حَلِيمٌ، يُمْهِلُ الْعِبَادَ وَيَسْتَأْنِي بِهِمْ؛ لَعَلَّهُمْ يَتُوبُونَ وَيَرْجِعُونَ، وَلِهَذَا قَالَ: {فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلامٌ} أَيِ: اصْفَحْ عَنْهُمْ مَا يَأْتِيكَ مِنْ أَذِيَّتِهِمُ الْقَوْلِيَّةِ وَالْفِعْلِيَّةِ، وَاعْفُ عَنْهُمْ، وَلَا يَبْدُرُ مِنْكَ لَهُمْ إِلَّا السَّلَامُ الَّذِي يُقَابَلُ بِهِ أُولُو الْأَلْبَابِ وَالْبَصَائِرِ الْجَاهِلِينَ، كَمَا قَالَ تَعَالَى عَنْ عِبَادِهِ الصَّالِحِينَ: {وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ} أَيْ: خِطَابًا بِمُقْتَضَى جَهْلِهِمْ {قَالُوا سَلامًا} [الفرقان:63] فَامْتَثَلَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لِأَمْرِ رَبِّهِ، وَتَلَقَّى مَا يَصَدُرُ إِلَيْهِ مِنْ قَوْمِهِ وَغَيْرِهِمْ مِنَ الْأَذَى بِالْعَفْوِ وَالصَّفْحِ، وَلَمْ يُقَابِلْهُمْ عَلَيْهِ السَّلامُ إِلَّا بِالْإِحْسَانِ إِلَيْهِمْ وَالْخِطَابِ الْجَمِيلِ.
فَصَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَى مَنْ خَصَّهُ اللَّهُ بِالْخَلْقِ الْعَظِيمِ الَّذي فَضَلَ بِه أهلَ الأرضِ والسَّماءِ، وَارْتَفَعَ بِهِ أَعْلَى مِنْ كَوَاكِبِ الْجَوْزَاءِ.
وَقَوْلُهُ: {فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ} أَيْ: غِبَّ ذُنُوبِهِمْ، وَعَاقِبَةَ جُرْمِهِمْ.
تَمَّ تَفْسِيرُ سُورَةِ الزُّخْرُفِ، وللهِ الحمدُ والـمِنَّة.
انتهى