الرئيسية/شروحات الكتب/تفسير القرآن الكريم للشيخ: عبدالرحمن بن ناصر البراك/تفسير سورة الدخان/(4) من قوله تعالى {ولقد نجينا بني إسرائيل من العذاب} الآية 30 إلى قوله تعالى {ما خلقناهما إلا بالحق} الآية 39
file_downloadsharefile-pdf-ofile-word-o

(4) من قوله تعالى {ولقد نجينا بني إسرائيل من العذاب} الآية 30 إلى قوله تعالى {ما خلقناهما إلا بالحق} الآية 39

بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ

تفسير الشَّيخ عبدالرَّحمن بن ناصر البرَّاك / سورة الدُّخان

الدَّرس: الرَّابع

***     ***     ***

 

– القارئ : أعوذُ باللهِ مِن الشَّيطانِ الرَّجيمِ

وَلَقَدْ نَجَّيْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنَ الْعَذَابِ الْمُهِينِ * مِنْ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ كَانَ عَالِيًا مِنَ الْمُسْرِفِينَ * وَلَقَدِ اخْتَرْنَاهُمْ عَلَى عِلْمٍ عَلَى الْعَالَمِينَ * وَآَتَيْنَاهُمْ مِنَ الْآَيَاتِ مَا فِيهِ بَلَاءٌ مُبِينٌ * إِنَّ هَؤُلَاءِ لَيَقُولُونَ * إِنْ هِيَ إِلَّا مَوْتَتُنَا الْأُولَى وَمَا نَحْنُ بِمُنْشَرِينَ * فَأْتُوا بِآَبَائِنَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ أَهْلَكْنَاهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ * وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ * مَا خَلَقْنَاهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ [الدخان:30-39]

الشيخ : إلى هنا. لا حول ولا قوة إلا بالله، لا إله إلا الله، لا إله إلا الله.

يقولُ سبحانه وتعالى مُخْبِرًا عن مَا أنعمَ به على بني إسرائيل، "إسرائيلُ" هذا اسمٌ أو لقبٌ لِيَعْقُوبَ -عليه السلام- وجميعُ أولادِه وما تناسلَ منهم هم بنو إسرائيل، وبنو إسرائيل هم الذين جَرى عليهم ما جَرى على يدِ فرعونَ وقومِه؛ لأنَّهم بعد مَقْدَمِهِم على يوسفَ -عليه السلام- استَوطَنُوا مصرَ، سبحان الله، تسلَّطَ عليهِم فرعونُ وقومُه.

يقول تعالى: {وَلَقَدْ نَجَّيْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ} نجَّاهم وخَلَّصَهُم {وَلَقَدْ نَجَّيْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنَ الْعَذَابِ الْمُهِينِ} وهذا كثير يَذكر الله مِنَّتَهُ عليهم، يقول في مواضع: {يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ قَدْ أَنْجَيْنَاكُمْ مِنْ عَدُوِّكُمْ وَوَاعَدْنَاكُمْ جَانِبَ الطُّورِ الْأَيْمَنَ} [طه:80] {وَإِذْ نَجَّيْنَاكُمْ مِنْ آَلِ فِرْعَوْنَ} [البقرة:49] يُذَكِّرُهُم بهذهِ النِّعمة على لسانِ موسى -عليه السلام-: {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ أَنْجَاكُمْ مِنْ آَلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ} [إبراهيم:6] {وَلَقَدْ نَجَّيْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنَ الْعَذَابِ} الْعَذَابِ، كانوا في عذابٍ {مِنَ الْعَذَابِ الْمُهِينِ} وأيُّ عذابٍ مِن أنَّهم أبناؤُهم الذكور يُذْبَحُون إذا وُلِدَوا، يُذْبَحُون، والنِّساء يُسْتَبْقَيْنَ للخِدمة، والرجالُ كذلك مُسْتَعْبَدُون.

{مِنَ الْعَذَابِ الْمُهِينِ * مِنْ فِرْعَوْنَ} فِرْعَوْنَ هذا هو العذابُ بِتَسَلُّطِهِ وظلمِهِ {مِنْ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ كَانَ عَالِيًا مِنَ الْمُسْرِفِينَ} أيُّ عُلُوٍّ؟ وأيُّ عُتُوٍّ؟ وأيُّ ظلمٍ مِن هذا الفعل؟! {يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ} [القصص:4] فهو مُسرفٌ مُفسدٌ عَالٍ مُتكبِّرٍ {مِنَ الْعَذَابِ الْمُهِينِ * مِنْ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ كَانَ عَالِيًا مِنَ الْمُسْرِفِينَ}.

قالَ اللهُ في شأنِ بني إسرائيل: {وَلَقَدِ اخْتَرْنَاهُمْ عَلَى عِلْمٍ عَلَى الْعَالَمِينَ} إذًا بنو إسرائيل كانوا مُفضَّلِين واللهُ اختارَهم على غيرِهم مِن بَني آدم: {يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ} [البقرة:47] قال العلماءُ: المرادُ عَالَمِي أهلِ زمانِهم، يعني: لَيسُوا أفضلَ مِن جميع الأولين والآخرين، لا، مُفَضَّلِينَ على أهلِ زمانِهم.

{وَلَقَدِ اخْتَرْنَاهُمْ عَلَى عِلْمٍ عَلَى الْعَالَمِينَ * وَآَتَيْنَاهُمْ مِنَ الْآَيَاتِ} مِن الآيات الدَّالَّة على ربوبيتِه وإلهيتِه وكمالِه، وعلى صدقِ رسولِه {مَا فِيهِ بَلَاءٌ مُبِينٌ} الآياتُ الله يُرْسِلُها؛ ابتلاءً للأمم؛ لِيَتَبَيَّنَ مَن يُؤمِنُ ومَن يَكفر، لِيَتَبَيَّنَ الصادقُ مِن الكاذب، ابتلاءٌ {وَآَتَيْنَاهُمْ مِنَ الْآَيَاتِ مَا فِيهِ بَلَاءٌ مُبِينٌ}

ثم قال تعالى: {إِنَّ هَؤُلَاءِ} لعلَّ الإشارة هنا تعودُ إلى كفار قريش ومَن اِلتَحَقَ بهم ومن سارَ على طريقتِهم {إِنَّ هَؤُلَاءِ لَيَقُولُونَ * إِنْ هِيَ إِلَّا مَوْتَتُنَا الْأُولَى} {إِنْ هِيَ إِلَّا مَوْتَتُنَا الْأُولَى وَمَا نَحْنُ بِـمُنْشَرِينَ} {إِنَّ هَؤُلَاءِ لَيَقُولُونَ * إِنْ هِيَ إِلَّا مَوْتَتُنَا الْأُولَى وَمَا نَحْنُ بِمُنْشَرِينَ} يعني: لَسْنا بـِمَبعوثين، الإنشارُ: البَعْث.

{إِنَّ هَؤُلَاءِ لَيَقُولُونَ * إِنْ هِيَ إِلَّا مَوْتَتُنَا الْأُولَى وَمَا نَحْنُ بِمُنْشَرِينَ * فَأْتُوا بِآَبَائِنَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} هذا مِن التَّعَنُّت، يقولون للرسول ومَن معَه، ويقول: ائتُوا بآبائنا، آباؤُنا الذين ماتوا هاتُوهم إن كان هناك بَعْثٌ. {إِنَّ هَؤُلَاءِ لَيَقُولُونَ * إِنْ هِيَ إِلَّا مَوْتَتُنَا الْأُولَى وَمَا نَحْنُ بِمُنْشَرِينَ* فَأْتُوا بِآَبَائِنَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ}.

{أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ أَهْلَكْنَاهُمْ} وفي هذا تهديدٌ لهم، مثل: {أَكُفَّارُكُمْ خَيْرٌ مِنْ أُولَئِكُمْ} [القمر:43] {أَكُفَّارُكُمْ خَيْرٌ مِنْ أُولَئِكُمْ} لـمَّا ذكر الله قصصَ المكذبين مِن قومِ نوحٍ وعادٍ وثمودَ وما جرى عليهم مِن الهلاك قالَ: {أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ أَهْلَكْنَاهُمْ} قَوْمُ تُبَّعٍ، وتُبَّع: اسم الملِكِ مِن ملوكِ اليمن يسمى، يُقال لـِمُلوكِهم: "التَّتَابِعَة"، كما يُقال لملِكِ مصر: "فرعون" ولملِكِ الروم: "قَيصر"، وللفُرس: "كِسرى". {أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ أَهْلَكْنَاهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ}. 

{وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ} وهذا مِن الأدلَّة التي يذكرُها الله كثيرًا على قدرتِه تعالى على البعث، فالذي خلقَ السموات والأرض قادرٌ على أن يَبْعَثَ الناس مِن قبورِهم بعدَ موتِهم {أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ بَلَى وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ} [يس:81] {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى بَلَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [الأحقاف:33]

{مَا خَلَقْنَاهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ} اللهُ تعالى ما خلقَ السموات عَبثًا، ما خلقَ السموات والأرض وما بينَهما، ما خلقَها عبثًا، ما خلقَها لَعِبًا، اللَّعِبُ هو الذي ليسَ فيه، ليسَ لَه حكمةٌ ولا غايةٌ، اللهُ ما خلقَ هذا الوجودُ لَعِبًا ولا عَبَثًا بَلْ خلقَهُ بالحقِّ وللحقِّ ولكنَّ أكثرَهم لا يعلمون، أكثرُ الناس لا يعلمون، وقليلٌ منهم يعلمُ حكمةَ الله في خلقِه وفي شرعِه، وهم الرُّسُلُ وأتباعُهُم.      

 

(تفسيرُ السَّعديِّ)

القارئ : بسمِ اللهِ الرحمنِ الرحيمِ، الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ، والصلاةُ والسلامُ على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آلِهِ وصحبِهِ أجمعين. قالَ الشيخ عبد الرحمن السَّعدي -رحمه الله تعالى-:

ثمَّ امْتَنَّ تعالى على بني إسرائيلَ فقالَ: {وَلَقَدْ نَجَّيْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنَ الْعَذَابِ الْمُهِينِ} الَّذِي كَانُوا فِيهِ {مِنْ فِرْعَوْنَ} إِذْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ {إِنَّهُ كَانَ عَالِيًا} أَيْ مُسْتَكْبِرًا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ {مِنَ الْمُسْرِفِينَ} الْمُتَجَاوِزِينَ لِحُدُودِ اللَّهِ الْمُتَجَرِّئِينَ عَلَى مَحَارِمِهِ.

{وَلَقَدِ اخْتَرْنَاهُمْ} أَيِ: اصْطَفَيْنَاهُمْ وَانْتَقَيْنَاهُمْ {عَلَى عِلْمٍ} مِنَّا بِهِمْ وَبِاسْتِحْقَاقِهِمْ لِذَلِكَ الْفَضْلِ {عَلَى الْعَالَمِينَ} أَيْ: عَالَمَيِ زَمَانِهِمْ وَمَنْ قَبْلَهُمْ وَبَعْدَهُمْ حَتَّى أَتَى اللهُ بِأُمَّةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَفَضَلُوا الْعَالَمِينَ كُلَّهُمْ وَجَعَلَهُمُ اللهُ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ وَامْتَنَّ عَلَيْهِمْ بِمَا لَمْ يَمْتَنَّ بِهِ عَلَى غَيْرِهِمْ

{وَآتَيْنَاهُمْ} أَيْ بَنِي إِسْرَائِيلَ {مِنَ الآيَاتِ} الْبَاهِرَةِ وَالْمُعْجِزَاتِ الظَّاهِرَةِ {مَا فِيهِ بَلاءٌ مُبِينٌ} أَيْ: إِحْسَانٌ كَثِيرٌ ظَاهِرٌ مِنَّا عَلَيْهِمْ

الشيخ : {وَلَقَدْ نَجَّيْنَا بَنِي… وَآتَيْنَاهُمْ مِنَ الآيَاتِ} أيش يقول؟ "وَآتَيْنَاهُمْ"، اقرأ

القارئ : {وَآتَيْنَاهُمْ} أَيْ بَنِي إِسْرَائِيلَ {مِنَ الآيَاتِ} الْبَاهِرَةِ وَالْمُعْجِزَاتِ الظَّاهِرَةِ {مَا فِيهِ بَلاءٌ مُبِينٌ} أَيْ: إِحْسَانٌ كَثِيرٌ ظَاهِرٌ مِنَّا عَلَيْهِمْ

الشيخ : لا إله إلا الله، نعم بعده

القارئ : وَحُجَّةٌ عَلَيْهِمْ عَلَى صِحَّةِ مَا جَاءَهُمْ بِهِ نَبِيُّهُمْ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ

قال الله تعالى: {إِنَّ هَؤُلاءِ لَيَقُولُونَ} الآيات

يُخْبِرُ تَعَالَى {إِنَّ هَؤُلاءِ} الْمُكَذِّبِينَ {لَيَقُولُونَ} مُسْتَبْعِدِينَ لِلْبَعْثِ وَالنُّشُورِ: {إِنْ هِيَ إِلا مَوْتَتُنَا الأُولَى وَمَا نَحْنُ بِمُنْشَرِينَ} أَيْ: مَا هِيَ إِلَّا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فَلَا بَعْثَ وَلَا نُشُورَ وَلَا جَنَّةَ وَلَا نَارَ.

ثُمَّ قَالُوا -مُتَجَرِّئِينَ عَلَى رَبِّهِمْ مُعْجِزِينَ لَهُ-: {فَأْتُوا بِآبَائِنَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} وَهَذَا مِنِ اقْتِرَاحِ الْجَهَلَةِ الْمُعَانِدِينَ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ، فَأَيُّ مُلَازَمَةٍ بَيْنَ صِدْقِ الرَّسُولِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَأَنَّهُ مُتَوَقِّفٌ عَلَى الْإِتْيَانِ بِآبَائِهِمْ؟ فَإِنَّ الْآيَاتِ قَدْ قَامَتْ عَلَى صِدْقِ مَا جَاءَهُمْ بِهِ وَتَوَاتَرَتْ تَوَاتُرًا عَظِيمًا مِنْ كُلِّ وَجْهٍ.

قَالَ تَعَالَى: {أَهُمْ خَيْرٌ} أَيْ: هَؤُلَاءِ الْمُخَاطِبُونَ {أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ أَهْلَكْنَاهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ} فَإِنَّهُمْ لَيْسُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَقَدِ اشْتَرَكُوا فِي الْإِجْرَامِ فَلْيَتَوَقَّعُوا مِنَ الْهَلَاكِ مَا أَصَابَ إِخْوَانَهُمُ الْمُجْرِمِينَ.

قال الله تعالى: {وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالأرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لاعِبِينَ…} الآيات.

يُخْبِرُ تَعَالَى عَنْ كَمَالِ قُدْرَتِهِ وَتَمَامِ حِكْمَتِهِ وَأَنَّهُ مَا خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَعِبًا وَلَا لَهـْــوًا أَوْ سُدًى مِنْ غَيْرِ فَائِدَةٍ وَأَنَّهُ مَا خَلَقَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ أَيْ: نَفْسُ خَلْقِهِمَا بِالْحَقِّ وَخَلْقُهُمَا مُشْتَمِلٌ عَلَى الْحَقِّ، وَأَنَّهُ أَوْجَدَهُمَا لِيَعْبُدُوهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَلِيَأْمُرَ الْعِبَادَ وَيَنْهَاهُمْ وَيُثِيبَهُمْ وَيُعَاقِبَهُمْ. {وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ} فَلِذَلِكَ لَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ.

{إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ} وهو يومُ القيامةِ

الشيخ : لا، خلاص {إِنَّ يَوْمَ} هذه بداية

القارئ : بداية؟ نعم، أحسن الله إليك