بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ
تفسير الشَّيخ عبدالرَّحمن بن ناصر البرَّاك / سورة الأحقاف
الدَّرس: الرَّابع
*** *** ***
– القارئ : أعوذُ باللهِ مِن الشَّيطانِ الرَّجيمِ:
وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ (15) أُولَئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَنَتَجَاوَزُ عَنْ سَيِّئَاتِهِمْ فِي أَصْحَابِ الْجَنَّةِ وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ (16) وَالَّذِي قَالَ لِوَالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُمَا أَتَعِدَانِنِي أَنْ أُخْرَجَ وَقَدْ خَلَتِ الْقُرُونُ مِنْ قَبْلِي وَهُمَا يَسْتَغِيثَانِ اللَّهَ وَيْلَكَ آَمِنْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ [الأحقاف:15-17]
– الشيخ : قفْ على هذا.
{وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ} حسبُنا اللهُ، لا إله إلَّا الله، اللهُ أكبرُ.
يقولُ تعالى: {وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ} يخبرُ تعالى عن أمرٍ له شأنٌ وهو وصيَّتُه تعالى بالوالدين، وهذه الوصيَّةُ تتضمَّنُ أنَّ هذا عهدٌ مِن اللهِ وأمرٍ من الله بالوالدين، تعظيمًا لحقِّهما {وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا} يعني: وصَّاهُ أن يحسنَ بوالديه، أن يحسنَ بهما، يبرُّهما قولًا وفعلًا، وحقُّ الوالدين عظيمٌ، وقد قَرَنَ اللهُ الوصيَّةَ بالوالدين بحقِّه العظيمِ بالتَّوحيد في مواضعَ، منها: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ} [الإسراء:23] يعني أمرَ ووصَّى {أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ} [الإسراء:23] هذا هو التَّوحيدُ، هذا هو أصلُ الدِّينِ {وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا} [الإسراء:23]، وقالَ تعالى: {وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا} [النساء:36]، وقالَ: {وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا} [البقرة:83]
سبحان الله العظيم! مَن يتدبَّر القرآنَ يدركْ أنَّ حقَّ الوالدين أعظمُ الحقوقِ بعدَ الله وحقِّ الرَّسول -صلَّى الله عليه وسلَّمَ-، وكذلك قرنَ الرَّسولُ -صلَّى الله عليه وسلَّمَ- عقوقَ الوالدين بالشِّرك فقال: (ألا أخبرُكم بأكبرِ الكبائرِ؟) (ألا أنبئُكم بأكبرِ الكبائرِ؟) قلنا: بلى يا رسولَ الله، قال: (الإشراكُ باللهِ، وعقوقُ الوالدَينِ) فيجبُ على المسلم أنْ يرعى حقَّ الوالدين عملًا بوصيَّة اللهِ، طاعةً للهِ ولرسوله، ووفاءً، فعقوقُ الوالدين هو من أقبحِ كُفرانِ الإحسانِ، مِن أقبحِ كفرِ الإحسانِ؛ لأنَّ أعظمَ النَّاسِ إحسانًا هما الوالدانِ؛ ولهذا وصَّى اللهُ بهما في كتابه في آياتٍ.
{وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا} وهذا يقتضي تخصيصَ الأمِّ بمزيدٍ من البرِّ والإحسانِ، فاللهُ تعالى في هذه الآيةِ يُذكِّرُ بمعاناة الأمِّ وما مرَّتْ به من الصُّعوباتِ بسببِ الحملِ والوضعِ، {حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ} [لقمان:14] ضَعفًا على ضعفٍ، مدَّةُ الحملِ هذا تعاني فيه الأمُّ، والوضعُ كذلك فهي تعاني المشاقَّ حالَ الحملِ وحالَ الولادةِ {وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا}، {حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا}. {وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا} مدَّةُ الحملِ والفصالِ ثلاثون شهرًا، أخذَ العلماءُ من ذلك أنَّ أقلَّ مدَّةِ الحملِ الَّذي يعيشُ الجنينُ بعدَه هي ستةُ أشهرٍ، لأنَّه جاءَ في الآية الأخرى: {وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ} [لقمان:14] ثلاثون شهرًا نطرح منها اثني عشرَ شهرًا يبقى ستةُ أشهرٍ، هكذا. {وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ} [لقمان:14] {وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ} [البقرة:233] وأجملَ هنا مدَّةَ الحملِ والإرضاعِ بثلاثين شهرًا {وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا}
{حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي} هذا وصفٌ وذكرٌ لحال العبد الصَّالح الموفَّق الذَّاكر الَّذي نشَّأَه اللهُ في أطوارِ خلقه وفي أوَّلِ أطوار حياته {بَلَغَ أَشُدَّهُ} وبلوغ الأشدِّ هو البلوغُ، {حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ} كما قالَ تعالى: {وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ} [الإسراء:34]
{وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً} وهذه مدَّةُ اكتمالِ شبابِ الإنسانِ وقوَّتِه فما بعدَ الأربعين إمَّا أن يستقرَّ أو يضعفَ، إمَّا أن يستقرَّ إلى ما شاءَ الله حتَّى يبلغَ كذا وكذا ستين، وإمَّا أنْ يبدأَ فيه الضَّعفُ، فسنُّ الأربعين…، ولهذا جاء في الأخبار أنَّ الرَّسلَ يُبعَثون في هذا السِّنِّ، ونبيُّنا -صلَّى الله عليه وسلَّمَ- بُعِثَ على رأسِ الأربعين من سنِّه صلَّى الله عليه وسلَّم.
{قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي} يعني: أعنِّي {أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ} فما أنعمَ اللهُ به على الوالدَين هو نعمةٌ على الولد، فعلى الولدِ أن يشكرَ نعمَ اللهِ الَّتي باشرَها هو بنفسه ويشكرَ نعمةَ الله على والديه {نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} فهذه دعواتٌ ينبغي للمسلم أن يدعوَ بها، دعواتٌ عظيمةٌ {رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي…} فاللهُ تعالى ذكرَ هذا الدُّعاء الَّذي هذا فيه ندبٌ وإرشادٌ للمؤمن أن يدعوَ بهذا الدُّعاء، وقد بلَّغَه اللهُ هذه السِّنَّ، يدعو به قبلَ وبعد، {إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ}
قالَ اللهُ: {أُولَئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَنَتَجَاوَزُ عَنْ سَيِّئَاتِهِمْ فِي أَصْحَابِ الْجَنَّةِ وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ}.
(تفسيرُ السَّعديِّ)
– القارئ : بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ، الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ، والصَّلاةُ والسَّلامُ على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آلِهِ وصحبِهِ أجمعينَ، قالَ الشَّيخُ عبدُ الرَّحمنِ السَّعديُّ -رحمَهُ اللهُ تعالى- في تفسيرِ قولِ اللهِ تعالى: {وَوَصَّيْنَا الإنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا} الآياتَ.
هذا مِن لطفِهِ تعالى بعبادِهِ وشكرِهِ للوالدَينِ أنْ وصَّى الأولادَ وعهدَ إليهم أنْ يُحسِنُوا إلى والدَيهم بالقولِ اللَّطيفِ والكلامِ اللَّينِ
– الشيخ : هذا فيه إشارةٌ إلى أنواع الإحسانِ، إحسانٌ بالقولِ، وإحسانٌ بالفعلِ، وإحسانٌ بالمال، ومن تفصيل ذلك ما جاء في الآيةِ الأخرى، ولا سيما في سنِّ الكبرِ {إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلا كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا} [الإسراء:23-24] هذا فيه تفصيلٌ وتوجيهٌ، والإحسانُ واسعٌ يشمل الإحسانَ بالكلام وهو من أهمِّ أنواع الإحسانِ، اللُّطفُ ولينُ الجانبِ، لا إله إلَّا الله، لا حول ولا قوَّةَ إلَّا بالله، وضدُّ ذلك من صور العقوق: سبُّ الوالدَين، أو لعنُ الوالدين كما جاءَ في الحديث: (مِن الكبائرِ أنْ يسبَّ الرَّجلُ والديهِ) قالوا: كيف!؟ كيف يسبُّ الرَّجلُ والديه؟!! قالَ: (يسبُّ أبا الرَّجلِ فيسبُّ أباهُ، ويسبُّ أمَّهُ فـ…) يعني حتَّى بالتَّسبُّب، فكيف إذا لعنَهما مواجهةً ومباشرةً؟ كيف إذا لعنَهما مباشرةً وسبَّهما مواجهةً؟ هذا فيمن يتسبَّبُ يلعن والدي النَّاس فيلعنون أو يسبُّون والديه فيكونُ بذلك مرتكبًا لإثمٍ وكبيرةٍ من كبائر الذُّنوبِ.
– القارئ : بالقولِ اللَّطيفِ والكلامِ اللَّينِ وبذلِ المالِ والنَّفقةِ وغيرِ ذلكَ مِن وجوهِ الإحسانِ.
ثمَّ نبَّهَ على ذكرِ السَّببِ الموجبِ لذلكَ فذكرَ ما تحمَّلَتْهُ الأمُّ مِن ولدِها وما قاسَتْهُ مِن المكارهِ وقتَ حملِها
– الشيخ : اللهُ المستعانُ، اللهُ أكبرُ
– القارئ : ثمَّ مشقَّةِ ولادتِها المشقَّةَ الكبيرةَ
– الشيخ : مشقَّةٌ عظيمةٌ عظيمةٌ! لا إله إلَّا الله، تخشَى من آثارها الموت، تخشى من آثار الولادةِ الموتَ، ولهذا ذكرَ الفقهاءُ أنَّ وصيَّة من ضربَها الطَّلقُ لا تنفذُ، العطيَّة يعني، العطيَّة لا تنفذ.
– القارئ : ثمَّ مشقَّةِ الرِّضاعِ وخدمةِ الحضانةِ، وليسَتِ المذكوراتُ مدَّةً يسيرةً ساعةً أو ساعتَينِ، وإنَّما ذلكَ أي: {حَمْلُهُ وَفِصَالُهُ} مدَّةً طويلةً
– الشيخ : ثلاثون شهرًا
– القارئ : قدرُها {ثَلاثُونَ شَهْرًا} للحملِ تسعةُ أشهرٍ ونحوُها والباقي للرِّضاعِ هذا هوَ الغالبُ.
ويُستدَلُّ بهذهِ الآيةِ معَ قولِهِ: {وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ} [البقرة:233] أنَّ أقلَّ مدَّةِ الحملِ ستَّةُ أشهرٍ؛ لأنَّ مدَّةَ الرِّضاعِ -وهيَ سنتانِ- إذا سقطَتْ مِن الثَّلاثينَ شهرًا بقيَ ستةُ أشهرٍ مدَّةً للحملِ، {حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ} أي: نهايةَ قوَّتِهِ وشبابِهِ وكمالِ عقلِهِ، {وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي} أي: ألهمْني ووفِّقْني {أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ} أي: نِعَمَ الدِّينِ ونِعَمَ الدُّنيا، وشكرُهُ بصرفِ النِّعمِ في طاعةِ مسديها وموليها ومقابلتُهُ على مِنَّتِهِ بالاعترافِ والعجزِ عن الشُّكرِ والاجتهادِ في الثَّناءِ بها على اللهِ، والنِّعمُ على الوالدَينِ نِعَمٌ على أولادِهم وذريَّتِهم؛ لأنَّهم لا بدَّ أنْ ينالَهم منها ومِن أسبابِها وآثارِها، خصوصًا نِعَمُ الدِّينِ فإنَّ صلاحَ الوالدَينِ بالعلمِ والعملِ مِن أعظمِ الأسبابِ لصلاحِ أولادِهم.
{وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ} بأنْ يكونَ جامعًا لما يصلحُهُ سالمًا ممَّا يفسدُهُ، فهذا العملُ الَّذي يرضاهُ اللهُ ويقبلُهُ ويثيبُ عليهِ. {وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي} لـمَّا دعا لنفسِهِ بالصَّلاحِ دعا لذريَّتِهِ أنْ يصلحَ اللهُ أحوالَهم
– الشيخ : اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، {وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي} وهكذا الأنبياء: كان إبراهيمُ يقولُ: {رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي} [إبراهيم:40] {رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي} ويقولُ عبادُ الرَّحمن: {رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ} [الفرقان:74] وزكريا يقولُ: {هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً} [آل عمران:38].
– القارئ : وذكرَ أنَّ صلاحَهم يعودُ نفعُهُ على والديهم لقولِهِ: {وَأَصْلِحْ لِي}
{إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ} مِن الذُّنوبِ والمعاصي ورجعْتُ إلى طاعتِكَ {وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ}.
{أُولَئِكَ} الَّذينَ ذكرْتُ أوصافَهم {الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا} وهوَ الطَّاعاتُ؛ لأنَّهم يعملونَ أيضًا غيرَها. {وَنَتَجاوَزُ عَنْ سَيِّئَاتِهِمْ} فِي جملةِ {أَصْحَابِ الْجَنَّةِ} فحصلَ لهم الخيرُ والمحبوبُ وزالَ عنهم الشَّرُّ والمكروهُ.
{وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ} أي: هذا الوعدُ الَّذي وعدْناهم هوَ وعدٌ صادقٌ مِن أصدقِ القائلينَ
– الشيخ : إي {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا} [النساء:122]
– القارئ : مِن أصدقِ القائلينَ الَّذي لا يخلفُ الميعادَ.
– الشيخ : انتهى