الرئيسية/شروحات الكتب/تفسير القرآن الكريم للشيخ: عبدالرحمن بن ناصر البراك/تفسير سورة الأحقاف/(5) من قوله تعالى {والذي قال لوالديه أف لكما} الآية 17 إلى قوله تعالى {ويوم يعرض الذين كفروا على النار} الآية 20

(5) من قوله تعالى {والذي قال لوالديه أف لكما} الآية 17 إلى قوله تعالى {ويوم يعرض الذين كفروا على النار} الآية 20

بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ

تفسير الشَّيخ عبدالرَّحمن بن ناصر البرَّاك / سورة الأحقاف

الدَّرس: الخامس

***     ***     ***

 

– القارئ : أعوذُ باللهِ مِن الشَّيطانِ الرَّجيمِ:

وَالَّذِي قَالَ لِوَالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُمَا أَتَعِدَانِنِي أَنْ أُخْرَجَ وَقَدْ خَلَتِ الْقُرُونُ مِنْ قَبْلِي وَهُمَا يَسْتَغِيثَانِ اللَّهَ وَيْلَكَ آمِنْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَيَقُولُ مَا هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (17) أُولَئِكَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنَّهُمْ كَانُوا خَاسِرِينَ (18) وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا وَلِيُوَفِّيَهُمْ أَعْمَالَهُمْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (19) وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنْتُمْ تَفْسُقُونَ [الأحقاف:17-20]

الشيخ : إلى هنا. الحمدُ لله، لمَّا ذكر اللهُ قصَّةَ الولدِ الصَّالحِ الشَّاكرِ المؤمنِ بالله وباليوم الآخر البارِّ بوالديه، ذكرَ حالَ الولدِ الكافرِ العاقِّ لوالديه {وَالَّذِي قَالَ لِوَالِدَيْهِ} وهذا صفةُ جنسٍ ينطبقُ على كلِّ مَن هذه حالُه من النَّاس، {وَالَّذِي قَالَ لِوَالِدَيْهِ} المؤمنَيْن، الولدُ كافرٌ والوالدانِ مؤمنانِ، {وَالَّذِي قَالَ لِوَالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُمَا} "أُفٍّ" هذه كلمةُ تحقيرٍ {أَتَعِدَانِنِي أَنْ أُخْرَجَ} تَعِدَانِنِي أنْ أُبعثَ بعدَ الموتِ، هذا معناه أنَّه جاحدٌ للبعث، {أَتَعِدَانِنِي أَنْ أُخْرَجَ وَقَدْ خَلَتِ الْقُرُونُ مِنْ قَبْلِي} ذهبَ القرونُ وهلكَ النَّاسُ، أَتُراهم يُبعَثون بعدما هلكوا وتمزَّقَت أبدانُهم بالتُّراب؟ {وَقَدْ خَلَتِ الْقُرُونُ مِنْ قَبْلِي}

قال اللهُ: {وَهُمَا} أي: الوالدان {يَسْتَغِيثَانِ اللَّهَ} يطلبان الغوثَ من الله، ومن استغاثتِهما الدُّعاءُ بصلاحِ هذا الولد العاقِّ {وَهُمَا يَسْتَغِيثَانِ اللَّهَ} يقولان له: {وَيْلَكَ آمِنْ} {وَهُمَا يَسْتَغِيثَانِ اللَّهَ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ} إذاً هذان الوالدان ينصحان ذلك الولدَ الكافرَ العاقَّ {وَيْلَكَ آمِنْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ} فيردُّ عليهما: {فَيَقُولُ مَا هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ} هذه قصصُ الأوَّلين الَّتي لا أصلَ لها، كأنَّه يقول: خرافاتٌ، أمر البعثِ والنُّشورِ، {فَيَقُولُ مَا هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ}.

قال اللهُ: {أُولَئِكَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ} هؤلاء، هذا الصِّنفُ الخبيثُ السَّيِّئُ هو من الَّذين حقَّ عليهم القولُ بالكفر والعذاب، وسبقَت الكلمةُ في شِقوتهم {حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ} وهم أممٌ كثيرةٌ {أُولَئِكَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ} الجنُّ والإنسُ منهم المؤمنُ والكافرُ، مثل الإنس، الجنُّ مثلُ الإنسِ منهم المؤمنُ والكافرُ والعاصي، والجنُّ يموتون، {فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ} أممٌ ذهبَتْ وانقرضَتْ وهلكُوا من الجنِّ والإنسِ {أُولَئِكَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنَّهُمْ كَانُوا خَاسِرِينَ} هذه الأممُ الكافرةُ هم خاسرون، خسرُوا أنفسَهم، وخسرُوا أهليهم ودنياهم وآخرتَهم {إِنَّهُمْ كَانُوا خَاسِرِينَ}

قال اللهُ: {وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا} كلٌّ من العباد من برِّهم وفاجرِهم مؤمنِهم و…، لهم منازلُ بحسب أعمالِهم، منازلُ في الدَّرجات في الجنَّة، ومنازلُ في دركاتِ النَّارِ {وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا وَلِيُوَفِّيَهُمْ أَعْمَالَهُمْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ} اللهُ يوفِّي العاملين أعمالَهم ويجزيهم على أعمالهم إن خيرًا فخيرٌ، وإن شرًّا فشرٌّ، هذا هو حكمُ الله النَّافذُ في الخليقة {وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا وَلِيُوَفِّيَهُمْ أَعْمَالَهُمْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ}

ثمَّ ذكرَ سبحانه وتعالى موقفًا من مواقف القيامةِ من مواقف الكفَّارِ في القيامة {وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ} يُوقَفون على النَّار ويُعرَضونَ على النَّار {وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ} فيُوبَّخون {أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا} أضعْتُم دنياكم وآثرْتُم المتاعَ العاجلَ ونسيْتُم اليومَ الآخرَ {أَذْهَبْتُمْ} ذهبَتْ طيِّباتُكم في الدُّنيا، استمتعْتُم بها في الدُّنيا وزالتْ هذهِ الطَّيِّباتُ، زالَتْ الدُّنيا وزالَتْ تلكَ الطَّيِّباتِ وخسرْتُم.

{فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ} اليومُ يومُ الجزاءِ، {فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ} أي: بسببِ استكباركم {بِمَا كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ فِي الْأَرْضِ} أي: بسبب استكبارِكم على الحقِّ وعلى آياتِ الله، وبسببِ فسوقِكم وخروجِكم عن طاعة اللهِ. اللهُ أكبرُ، اللَّهمَّ لكَ الحمدُ.

 

 (تفسيرُ السَّعديِّ)

القارئ : بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ، الحمدُ للهِ ربِّ العالَمِينَ، والصَّلاةُ والسَّلامُ على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آلِهِ وصحبِهِ أجمعينَ، قالَ الشَّيخُ عبدُ الرَّحمنِ السَّعديُّ -رحمَهُ اللهُ تعالى- في تفسيرِ قولِ اللهِ تعالى:

{وَالَّذِي قَالَ لِوَالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُمَا} الآياتَ:

لمَّا ذكرَ تعالى حالَ الصَّالحِ البارِّ لوالديهِ ذكرَ حالةَ العاقِّ وأنَّها شرُّ الحالاتِ فقالَ: {وَالَّذِي قَالَ لِوَالِدَيْهِ}

الشيخ : هو كافرٌ عاقٌّ، كافرٌ بالله وباليوم الآخرِ، وعاقٌّ.

القارئ : إذْ دَعَواهُ إلى الإيمانِ باللهِ واليومِ الآخرِ وخوَّفَاهُ الجزاءَ، وهذا أعظمُ إحسانٍ يصدرُ مِن الوالدينِ لولدِهما أنْ يدعواهُ إلى ما فيهِ سعادتُهُ الأبديَّةُ

الشيخ : والآن يوجدُ هذا وهذا، يوجدُ المسلمُ وأبواهُ كافرانِ، والأبوانِ حينئذٍ ينكران على هذا الولدِ إسلامَه وإيمانه وهو يدعوهم، يعني الصُّورة تجي [تأتي] هكذا وهكذا، تارةً يكون الولدُ مؤمنًا والأبُ والأمُ أو الأبوان كافرَان، فتكون العقوق والقطيعة من جهة الأبوين، عقوقٌ وقطيعةٌ يريدان من ولدِهما أن يكفرَ، ولهذا قالَ اللهُ: {وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ (14) وَإِنْ جَاهَدَاكَ} [لقمان:14-15] أي: الوالدان {وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا} [لقمان:15]

إذًا فقد يكونُ الوالدان كافرين، لكن معَ هذا على الولدِ أن يُحسنَ إليهما، يبرُّ بهما، ما لم يكونا محاربَين للمسلمين، لكن مجرَّد كونهما كافرين لا يُوجبُ أن يعقَّهما، ويؤذيهما ويمنع إحسانهُ إليهما..، بل يحسنُ إليهما، ومن أعظم الإحسانِ أن يدعوَهما، من أعظمِ الإحسانِ أن يدعوَهما إلى الإسلام، فإنَّهما إذا أسلمَا بسببِه فقد أحسنَ إليهما أعظمَ إحسانٍ، وكانت النِّعمةُ عليه وعليهما نعمةً عظيمةً.

 

القارئ : وهذا أعظمُ إحسانٍ يصدرُ مِن الوالدَينِ لولدِهما أنْ يدعواهُ إلى ما فيهِ سعادتُهُ الأبديَّةُ وفلاحُهُ السَّرمديُّ فقابلَهما بأقبحِ مقابلةٍ فقالَ: {أُفٍّ لَكُمَا} أي: تبًّا لكما ولما جئْتُما بهِ.

ثمَّ ذكرَ وجهَ استبعادِهِ وإنكارِهِ لذلكَ فقالَ: {أَتَعِدَانِنِي أَنْ أُخْرَجَ} مِن قبري إلى يومِ القيامةِ {وَقَدْ خَلَتِ الْقُرُونُ مِنْ قَبْلِي} على التَّكذيبِ وسلفُوا على الكفرِ وهم الأئمةُ المُقتدَى بهم لكلِّ كفورٍ وجهولٍ ومعاندٍ؟ {وَهُمَا} أي: والداهُ {يَسْتَغِيثَانِ اللَّهَ} عليهِ ويقولانِ لهُ: {وَيْلَكَ آمِنْ} أي: يبذلانِ غايةَ جهدِهما ويسعيانِ في هدايتِهِ أشدَّ السَّعي حتَّى إنَّهما -مِن حرصِهما عليهِ- يستغيثانِ اللهَ لهُ استغاثةَ الغريقِ ويسألانِهِ سؤالَ الشَّريقِ ويعذلانِ ولدَهما ويتوجَّعانِ لهُ ويبينانِ لهُ الحقَّ فيقولانِ: {إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ} ثمَّ يقيمانِ عليهِ مِن الأدلَّةِ ما أمكنَهما، وولدُهما لا يزيدُ إلَّا عتوًّا ونفورًا واستكبارًا عن الحقِّ وقدحًا فيهِ، {فَيَقُولُ مَا هَذَا إِلا أَسَاطِيرُ الأوَّلِينَ} أي: إلَّا منقولٌ مِن كتبِ المتقدِّمينَ ليسَ مِن عندِ اللهِ ولا أوحاهُ اللهُ إلى رسولِهِ، وكلُّ أحدٍ يعلمُ أنَّ محمَّدًا -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- أُمِّيٌّ لا يكتبُ ولا يقرأُ ولا يتعلَّمُ مِن أحدٍ

الشيخ : ولم

القارئ : ولا يتعلَّمُ مِن أحدٍ

الشيخ : لا، لعلَّها: "ولم يتعلَّمْ"

– طالب: "ولا تعلَّمَ مِن أحدٍ"

الشيخ : "ولا تعلَّمَ" صحيحةٌ

القارئ : ولا تعلَّمَ مِن أحدٍ، فمِن أينَ يتعلَّمُهُ؟ وأنَّى للخلقِ أنْ يأتُوا بمثلِ هذا القرآنِ ولو كانَ بعضُهم لبعضٍ ظهيرًا؟

{أُولَئِكَ الَّذِينَ} بهذهِ الحالةِ الذَّميمةِ {حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ} أي: حقَّتْ عليهم كلمةُ العذابِ {فِي} جملةِ {أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْجِنِّ وَالإنْسِ} على الكفرِ والتَّكذيبِ فسيدخلُ هؤلاءِ في غمارِهم ويغرقونَ في تيَّارِهم.

{إِنَّهُمْ كَانُوا خَاسِرِينَ} والخسرانُ فواتُ رأسِ مالِ الإنسانِ، وإذا فقدَ رأسَ مالِهِ فالأرباحُ مِن بابِ أولى وأحرى، فهم قد فاتَهم الإيمانُ ولم يحصِّلُوا شيئًا مِن النَّعيمِ ولا سلِمُوا مِن عذابِ الجحيمِ.

الشيخ : نسألُ اللهَ العافيةَ، أعوذ بالله، إنَّا لله وإنَّا إليه راجعون، نسأل الله العافية، لا إله إلَّا الله

القارئ : {وَلِكُلٍّ} مِن أهلِ الخيرِ وأهلِ الشَّرِّ {دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا} أي: كلٌّ على حسبِ مرتبتِهِ مِن الخيرِ والشَّرِّ، ومنازلُهم في الدَّارِ الآخرةِ على قدرِ أعمالِهم ولهذا قالَ: {وَلِيُوَفِّيَهُمْ أَعْمَالَهُمْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ} بألَّا يُزادَ في سيِّئاتِهم ولا يُنقَصَ مِن حسناتِهم.

قالَ اللهُ تعالى: {وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ} الآيةَ.

يذكرُ تعالى حالَ الكفَّارِ عندَ عرضِهم على النَّارِ حينَ يُوبَّخونَ ويُقرَّعونَ فيُقالُ لهم: {أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا} حيثُ اطمأننْتُم إلى الدُّنيا، واغتررْتُم بلذَّاتِها ورضيْتُم بشهواتِها وألهَتْكم طيِّباتُها عن السَّعي لآخرتِكم واستمتعْتُم بها كما تمتَّعُ الأنعامُ السَّارحةُ فهيَ حظُّكم مِن آخرتِكم، {فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ} أي: العذابَ الشَّديدَ الَّذي يهينُكم ويفضحُكم {بِمَا كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ فِي الأرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ}، أي: تنسبونَ الطَّريقَ الضالَّةَ الَّتي أنتم عليها إلى اللهِ وإلى حكمِهِ وأنتم كَذَبَةٌ في ذلكَ، {وَبِمَا كُنْتُمْ تَفْسُقُونَ} أي: تتكبرونَ عن طاعتِهِ، فجمعُوا بينَ قولِ الباطلِ والعملِ بالباطلِ والكذبِ على اللهِ والقدحِ في الحقِّ والاستكبارِ عنهُ فعُوقِبُوا أشدَّ العقوبةِ.

الشيخ : أعوذُ بالله من النَّار، أعوذ بالله من النَّار، من حال الكفَّارِ.

القارئ : انتهى.