الرئيسية/شروحات الكتب/تفسير القرآن الكريم للشيخ: عبدالرحمن بن ناصر البراك/تفسير سورة الأحقاف/(6) من قوله تعالى {واذكر أخا عاد} الآية 21 إلى قوله تعالى {تدمر كل شيء بأمر ربها} الآية 25

(6) من قوله تعالى {واذكر أخا عاد} الآية 21 إلى قوله تعالى {تدمر كل شيء بأمر ربها} الآية 25

بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ

تفسير الشَّيخ عبدالرَّحمن بن ناصر البرَّاك / سورة الأحقاف

الدَّرس: السَّادس

***     ***     ***

 

– القارئ : أعوذُ باللهِ مِن الشَّيطانِ الرَّجيمِ

وَاذْكُرْ أَخَا عَادٍ إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقَافِ وَقَدْ خَلَتِ النُّذُرُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (21) قَالُوا أَجِئْتَنَا لِتَأْفِكَنَا عَنْ آلِهَتِنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (22) قَالَ إِنَّمَا الْعِلْمُ عِنْدَ اللَّهِ وَأُبَلِّغُكُمْ مَا أُرْسِلْتُ بِهِ وَلَكِنِّي أَرَاكُمْ قَوْمًا تَجْهَلُونَ (23) فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ (24) تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا فَأَصْبَحُوا لَا يُرَى إِلَّا مَسَاكِنُهُمْ كَذَلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ [الأحقاف:21-25]

الشيخ : إلى هنا، سبحان الله، لا إله إلَّا الله، يقول اللهُ تعالى لنبيِّه: {اذْكُرْ} يعني: اذكر لقومك قصَّةَ نبيِّ الله هود {أَخَا عَادٍ} وقد جاءَتْ قصَّتُه مفصَّلةً في سورٍ كما في "سورةِ الأعراف، وهود، والشُّعراء"، ويذكرُها اللهُ ويشيرُ إليها في مواضعَ بإيجازٍ، وذكرَها هنا مُختصَرةً، {وَاذْكُرْ أَخَا عَادٍ} نبيُّ اللهِ هود -عليه السَّلام- {إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ} اذكرْه حينَ أنذرَ قومَه، حذَّرَهم عذابَ اللهِ وبأسَه {بِالْأَحْقَافِ} موضعٌ معروفٌ في الجنوب الشَّرقيِّ من الجزيرة، وهو موضعٌ فيه الرِّمالُ الكبيرةُ العظيمةُ.

{وَاذْكُرْ أَخَا عَادٍ إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقَافِ وَقَدْ خَلَتِ النُّذُرُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ} أرسلَ اللهُ نُذرًا قبلَ هود، أرسلَ قبلَ هودٍ نوحًا، وأرسلَ بعده رسلًا كثيرين قد خلَتْ ومضتْ، {وَقَدْ خَلَتِ النُّذُرُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ} يعني: من قبله، أو من بين يديه يعني من قبله ومن بعده، وقالَ لهم في إنذاره: {إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ} يحذِّرُهم عذابَ اللهِ العاجلَ في الدُّنيا والآجلَ في الآخرة، {إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ}

قال: {أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ} هذه دعوةُ الرُّسلِ كلِّهم، يدعون النَّاسَ، نوح وهود وصالح وشعيب كلُّهم، يدعون أقوامَهم إلى عبادةِ اللهِ {أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ} هذا هو معنى: "لا إله إلَّا الله" {أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ} هو معنى: "لا إله إلَّا الله" {أَلَّا تَعْبُدُوا} يعني: اعبدوا اللهَ وحدَه لا شريكَ له.

{إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ} إذا أصررْتُم على الشِّرك، فردُّوا عليه ردًّا قبيحًا {أَجِئْتَنَا لِتَأْفِكَنَا عَنْ آلِهَتِنَا} تصرفَنا، يقولون: جئتَنا؛ لتصرفَنا عن آلهتِنا، وهذا من الإصرارِ على الباطل، {قَالُوا أَجِئْتَنَا لِتَأْفِكَنَا عَنْ آلِهَتِنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ} هات، هات ما عندَك، وهذا استخفافٌ بوعيد اللهِ، وهذه شِنشِنةُ أعداءِ الرُّسلِ، كلُّهم يقولون: هات، {فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ}.

قالَ نبيُّ اللهِ: {إِنَّمَا الْعِلْمُ عِنْدَ اللَّهِ} يعني: موعدُ هذا العذابِ هذا علمُه عندَ اللهِ، {قَالَ إِنَّمَا الْعِلْمُ عِنْدَ اللَّهِ} وإنَّما عليَّ البلاغُ {وَأُبَلِّغُكُمْ مَا أُرْسِلْتُ بِهِ} واجبُ الرُّسلِ هو البلاغُ {فَهَلْ عَلَى الرُّسُلِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ} [النحل:35] {إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلَاغُ} [الشورى:48]، وهذا هو الي نفس الاعتذار، يقول: ما عليَّ إلَّا البلاغُ، يعني: أنا لا أملكُ ولا أقدرُ أن آتيكم بعذابِ اللهِ، وكلُّ الرُّسلِ هكذا يجيبون، يجيبون بأنَّهم ليسَ ذلك إليهم، ولا قدرةَ لهم عليه، {وَأُبَلِّغُكُمْ مَا أُرْسِلْتُ بِهِ وَلَكِنِّي أَرَاكُمْ قَوْمًا تَجْهَلُونَ}، {قَالَ إِنَّمَا الْعِلْمُ عِنْدَ اللَّهِ وَأُبَلِّغُكُمْ مَا أُرْسِلْتُ بِهِ وَلَكِنِّي أَرَاكُمْ قَوْمًا تَجْهَلُونَ}

{فَلَمَّا رَأَوْهُ} يعني: جاءَهم العذابُ، جاءَهم العذابُ، لما طالَ الزَّمانُ ولم يُجدِ فيهم الإنذارُ جاءَهم العذابُ، وجاءَهم بصورةٍ هي نوعٌ من مكرِ اللهِ، جاءَهم بصورةِ الغيثِ والسَّحاب، وكانتْ لهم أوديةٌ، كانَ فيها مزارعٌ، وكان هذا السَّحابُ كأنَّه متوجِّهٌ إلى أوديتِهم، قالَ: {فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا} يعني: سحابًا عارضًا {فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ} كأنَّه متَّجهٌ إلى الأوديةِ الَّتي تسيلُ ويسقون منها.

{قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا} خلاص فهموا أنَّه سحابُ مطرٍ وأنَّه غيثٌ، وهذا من مكرِ اللهِ به، {هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا} قالَ اللهُ: {بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ} ليس هو بغيثٍ ولا سحابٌ ممطرٌ، {بَلْ هُوَ} هذا هو العذابُ الَّذي تقولون لنبيِّكم: {أْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا}، {بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ} ثمَّ فسَّرَ هذا العذابَ {رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ} ريحٌ عاتيةٌ، سمَّاها عاتية في السُّور الأخرى، واستمرَّت ثمانيةَ أيَّامٍ وسبعَ ليالٍ، {وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ (6) سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا} [الحاقة:6-7] إذًا بدأتْ صباحًا كما هي سُنَّةُ اللهِ في إهلاكِ المكذِّبين أن يأتيَهم العذابُ مصبِّحًا في وقت الفرحةِ بالنَّهار، أعوذُ بالله، فاستمرَّتْ هذه الرِّيحُ تزلزلُهم وتنكِّسُهم حتَّى صاروا {كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ} [الحاقة:7] نخلٌ منقعرٌ هكذا.

{رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ (24) تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا} هي مأمورةٌ، الرِّيحُ مُرسَلةٌ، {وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا} [المرسلات:1] مُرسَلةٌ، اللهُ هو الَّذي يرسلها، يرسلُ الرِّياحَ بالعذاب، ويرسلُها بالرَّحمة، يرسلُها بالعذاب، ويرسلها بالرَّحمة، {تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا فَأَصْبَحُوا لَا يُرَى إِلَّا مَسَاكِنُهُمْ} انتهى هلكُوا ولم يبقَ إلَّا المساكنُ، مساكنُهم آثارُهم ناطقةٌ، آثارُهم ناطقةٌ بهلاكِهم وشقائِهم {تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا} {مَا تَذَرُ مِنْ شَيْءٍ … إِلَّا جَعَلَتْهُ كَالرَّمِيمِ} [الذاريات:42] آمنْتُ باللهِ.

 

(تفسيرُ السَّعديِّ)

القارئ : بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ، الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ، والصَّلاةُ والسَّلامُ على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آلِهِ وصحبِهِ أجمعينَ. قالَ الشَّيخُ عبدُ الرَّحمنِ السَّعديُّ -رحمَهُ اللهُ تعالى-

الشيخ : رحمَه اللهُ، وجزاه اللهُ خيرًا.

القارئ : في تفسيرِ قولِ اللهِ تعالى: {وَاذْكُرْ أَخَا عَادٍ إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقَافِ} الآياتَ:

أي: {وَاذْكُرْ} بالثَّناءِ الجميلِ {أَخَا عَادٍ} وهوَ هودٌ -عليهِ السَّلامُ-، حيثُ كانَ مِن الرُّسلِ الكرامِ الَّذينَ فضَّلَهم اللهُ تعالى بالدَّعوةِ إلى دينِهِ وإرشادِ الخلقِ إليهِ.

{إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ} وهم عادٌ {بِالأحْقَافِ} أي: في منازلِهم المعروفةِ بالأحقافِ وهيَ: الرِّمالُ الكثيرةُ في أرضِ اليمنِ.

{وَقَدْ خَلَتِ النُّذُرُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ} فلم يكنْ بدعًا منهم ولا مخالِفًا لهم، قائلًا لهم: {أَلا تَعْبُدُوا إِلا اللَّهَ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ}

فأمرَهم بعبادةِ اللهِ الجامعةِ لكلِّ قولٍ سديدٍ وعملٍ حميدٍ، ونهاهم عن الشِّركِ والتَّنديدِ وخوَّفَهم -إنْ لم يطيعوهُ- العذابَ الشَّديدَ فلم تُفِدْ فيهم تلكَ الدَّعوةُ.

{قَالُوا أَجِئْتَنَا لِتَأْفِكَنَا عَنْ آلِهَتِنَا} أي: ليسَ لكَ مِن القصدِ ولا معَكَ مِن الحقِّ إلَّا أنَّكَ حسدْتَنا على آلهتِنا فأردْتَ أنْ تصرفَنا عنها.

{فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ} وهذا غايةُ الجهلِ والعنادِ.

{قَالَ إِنَّمَا الْعِلْمُ عِنْدَ اللَّهِ} فهوَ الَّذي بيدِهِ أَزِمَّةُ الأمورِ ومقاليدُها

الشيخ : لا حول ولا قوَّةَ إلَّا بالله

القارئ : وهوَ الَّذي يأتيكم بالعذابِ إنْ شاءَ.

الشيخ : {إِنَّمَا يَأْتِيكُمْ بِهِ اللَّهُ إِنْ شَاءَ وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ} [هود:33]

القارئ : {وَأُبَلِّغُكُمْ مَا أُرْسِلْتُ بِهِ} أي: ليسَ عليَّ إلَّا البلاغُ المبينُ، {وَلَكِنِّي أَرَاكُمْ قَوْمًا تَجْهَلُونَ} فلذلكَ صدرَ منكم ما صدرَ مِن هذهِ الجراءةِ الشَّديدةِ، فأرسلَ اللهُ عليهم العذابَ العظيمَ وهوَ الرِّيحُ الَّتي دمَّرَتْهم وأهلكَتْهم.

ولهذا قالَ: {فَلَمَّا رَأَوْهُ} أي: العذابَ {عَارِضًا مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ} أي: معترِضًا كالسَّحابِ قد أقبلَ على أوديتِهم الَّتي تسيلُ فتسقي مزارعَهم ويشربونَ مِن آبارِها وغدرانِها.

{قَالُوا} مستبشرينَ: {هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا}

الشيخ : اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، أعوذ بالله، أعوذ بالله، نعم {قَالُوا} مستبشرينَ

– القارئ : {قَالُوا} مستبشرينَ: {هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا} أي: هذا السَّحابُ سيمطرُنا.

قالَ تعالى: {بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ} أي: هذا الَّذي جنيْتُم بهِ على أنفسِكم حيثُ قلْتُم: {فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ}

{رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ * تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ} تمرُّ عليهِ مِن شدَّتِها ونحسِها، فسلَّطَها اللهُ عليهم {سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ} [الحاقة:7] {بِأَمْرِ رَبِّهَا} أي: بإذنِهِ ومشيئتِهِ. {فَأَصْبَحُوا لا يُرَى إِلَّا مَسَاكِنُهُمْ} قد تلفَتْ مواشيهم وأموالُهم وأنفسُهم. {كَذَلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ} بسببِ جرمِهم وظلمِهم.

هذا معَ أنَّ اللهَ تعالى قد أدرَّ عليهم النِّعمَ العظيمةَ فلم يشكرُوهُ ولا ذكرُوهُ ولهذا قالَ: {وَلَقَدْ مَكَّنَّاهُمْ}

الشيخ : إلى هنا انتهى، لا إله إلَّا الله، حسبُنا اللهُ ونعمَ الوكيلُ، نسألُ اللهَ العافيةَ، نسأل اللهَ أن يرسلَ على أمريكا ريحًا عاتيةً، اللَّهمَّ أرسلْ عليهم ريحًا عاتيةً تدمِّرُ الكافرين، وينجِّي اللهُ منها المؤمنين والمسلمين، اللهُ حسبُنا ونعمَ الوكيلُ، حسبُنا الله ونعمَ الوكيلُ، لا إله إلَّا الله، اللَّهمَّ أرسلْ عليهم بأسَكَ، اللَّهمَّ أرسلْ عليهم بأسَكَ، اللَّهمَّ أهلِكْ طواغيتَهم، حسبُنا اللهُ ونعمَ الوكيلُ.