الرئيسية/شروحات الكتب/تفسير القرآن الكريم للشيخ: عبدالرحمن بن ناصر البراك/تفسير سورة محمد/(6) من قوله تعالى {ويقول الذين آمنوا لولا نزلت سورة} الآية 20 إلى قوله تعالى {أفلا يتدبرون القرآن} الآية 24
file_downloadsharefile-pdf-ofile-word-o

(6) من قوله تعالى {ويقول الذين آمنوا لولا نزلت سورة} الآية 20 إلى قوله تعالى {أفلا يتدبرون القرآن} الآية 24

بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ

تفسير الشَّيخ عبدالرَّحمن بن ناصر البرَّاك / سورة محمَّد

الدَّرس: السَّادس

***     ***     ***

 

– القارئ : أعوذُ باللهِ مِن الشَّيطانِ الرَّجيمِ

وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا لَوْلَا نُزِّلَتْ سُورَةٌ فَإِذَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ مُحْكَمَةٌ وَذُكِرَ فِيهَا الْقِتَالُ رَأَيْتَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ نَظَرَ الْمَغْشِيِّ عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ فَأَوْلَى لَهُمْ (20) طَاعَةٌ وَقَوْلٌ مَعْرُوفٌ فَإِذَا عَزَمَ الْأَمْرُ فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ (21) فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ (22) أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ (23) أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا [محمد:20-24]

الشيخ : إلى هنا.

يخبرُ تعالى أنَّ مِن المؤمنين مِن الَّذين آمنوا مَن يتمنَّى ويطلبُ لو نزلَتْ سورةٌ تأمرُ بالقتالِ {وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا لَوْلَا نُزِّلَتْ سُورَةٌ} يعني: هلَّا نُزِّلَتْ، "هلَّا" أسلوبُ طلبٍ، هلَّا نُزِّلتْ سورةٌ، {فَإِذَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ مُحْكَمَةٌ وَذُكِرَ فِيهَا الْقِتَالُ} يعني: فيها الأمرُ بالقتالِ والجهادِ {وَذُكِرَ فِيهَا الْقِتَالُ رَأَيْتَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ} يكرهون القتالَ و يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ نظرَ الحيرةِ {نَظَرَ الْمَغْشِيِّ} نظرَ الإنسانِ الَّذي نزلَ به الموتُ، فهو ينظرُ ويديرُ بصرَه، كما قالَ اللهُ في الآيةِ الأخرى: {تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ} [الأحزاب:19]، {تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشَى عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ فَإِذَا ذَهَبَ الْخَوْفُ سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ} [الأحزاب:19] وهنا يقولُ: {نَظَرَ الْمَغْشِيِّ عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ}

{فَأَوْلَى لَهُمْ (20) طَاعَةٌ وَقَوْلٌ مَعْرُوفٌ} عليهم أنْ يطيعوا ويستجيبوا ويمتثلوا أمرَ اللهِ ويحتسبوا {فَأَوْلَى لَهُمْ (20) طَاعَةٌ وَقَوْلٌ مَعْرُوفٌ فَإِذَا عَزَمَ الْأَمْرُ فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ} إذا جدَّ الجِدُّ وأُمِرُوا بالقتال، وأمرَ الرَّسولُ بالنُّهوض لذلك، فلو أنَّهم امتثلوا وصدقوا وصدقُوا اللهَ {لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ}، {فَإِذَا عَزَمَ الْأَمْرُ فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ} لو صدقوا اللهَ فيما كانوا يدَّعونه ويطلبونه من القتالِ {فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ}

ثمَّ قالَ تعالى: {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ} يعني: إِنْ تَوَلَّيْتُمْ وأعرضْتُم عن الجهاد فلعلَّكم لا تُوفَّقون بل تُخذَلون فتقعون فيما حرَّمَ اللهُ من الإفسادِ في الأرض وقطيعةِ الأرحامِ، {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ (22) أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ} المفسدون في الأرضِ، القاطعون المقطعون للأرحامِ هؤلاء ممَّن حلَّتْ عليهم لعنةُ اللهِ {أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ} فلا يهتدون، وهذا أعظمُ عقابٍ أنْ تُسَدَّ عنهم منافذُ الخيرِ فلا يسمعون ولا يبصرون الحقَّ {فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ}.

ثمَّ قالَ تعالى: {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ} يعني: نظروا في القرآنِ واستمعُوا لآياتِه بقلوبٍ واعيةٍ مقبلةٍ تتدبَّرُ وتتذكَّرُ {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ}، {أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ} [المؤمنون:68]، وهنا قالَ: {أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} يعني: أنَّهم لم يتدبَّروا القرآنَ {أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} أم قلوبُهم مقفَلةٌ لا ينفذُ إليها الخيرُ، لا ينفذُ إليها الهدى، لا يجدي فيهم الوعظُ. {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} نعوذُ بالله، ومن هذه حالُه فقد باءَ بالشِّقوةِ، باءَ بالشِّقوة؛ لأنَّه من سُدَّتْ عنه منافذُ الخيرِ فلا يصلُ إليه الخيرُ ولا يصلُ إلى قلبه فلا بدَّ أن يكون قلبُه غارقًا في الغفلة، غارقًا في الحيرة، غارقًا في الإعراضِ.

 

 (تفسيرُ الشَّيخِ السَّعديِّ)

– القارئ : بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ، الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ، والصَّلاةُ والسَّلامُ على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آلِهِ وصحبِهِ أجمعينَ، قالَ الشَّيخُ عبدُ الرَّحمنِ السَّعديُّ –رحمَهُ اللهُ تعالى-:

{وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا لَوْلَا نُزِّلَتْ سُورَةٌ} الآياتَ:

يقولُ تعالى: {وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا} استعجالًا ومبادرةً للأوامرِ الشَّاقَّةِ

– الشيخ : مثل قولِ الرَّسول: (لا تتمنَّوا لقاءَ العدوِّ)، الإنسانُ الي [الذي] في عافيةٍ، ما دامَ هو في عافيةٍ، لا، فتطلُّعهم وطلبُهم واستعجالُهم الأمر بالقتال لعلَّهم لا يستجيبون كما وقعَ ويقعُ، يتطلَّعون بأنْ يُؤمَروا بالقتال فلمَّا جاءَ الأمرُ بالقتال حدثَ منهم ما حدثَ من الكراهية لهذا الحكمِ، من الكراهية لهذا الحكمِ حتَّى صارَتْ حالُهم حالةَ الحيرانِ، حالةَ المغشيِّ عليه من الموتِ، ينظرُ نظرةَ الحيرةِ والقلقِ والكراهية.

 

– القارئ : {لَوْلا نُزِّلَتْ سُورَةٌ} أي: فيها الأمرُ بالقتالِ.

{فَإِذَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ مُحْكَمَةٌ} أي: ملزِمٌ العملُ بها، {وَذُكِرَ فِيهَا الْقِتَالُ} الَّذي هوَ أشقُّ شيءٍ على النُّفوسِ، لم يثبتْ ضعفاءُ الإيمانِ على امتثالِ هذهِ الأوامرِ، ولهذا قالَ: {رَأَيْتَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ نَظَرَ الْمَغْشِيِّ عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ} مِن كراهتِهم لذلكَ، وشدَّتِهِ عليهم.

وهذا كقولِهِ تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللَّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً} [النساء:77]

ثمَّ ندبَهم تعالى إلى ما هوَ الأليقُ بحالِهم، فقالَ: {فَأَوْلَى لَهُمْ طَاعَةٌ وَقَوْلٌ مَعْرُوفٌ} أي: فأولى لهم أنْ يمتثلُوا الأمرَ الحاضرَ المحتَّمَ عليهم، ويجمعُوا عليهِ هممَهم، ولا يطلبُوا أنْ يُشرَّعَ لهم ما هوَ شاقٌّ عليهم، وليفرحُوا بعافيةِ اللهِ تعالى وعفوِهِ.

{فَإِذَا عَزَمَ الأمْرُ} أي: جاءَهم أمرٌ جِدٌّ، وأمرٌ محتَّمٌ، لو صدقُوا اللهَ في هذهِ الحالِ

– طالب: عندي …

الشيخ : طيب أيش عندك؟

القارئ : الي [الذي] عندي أحسنَ اللهُ إليك: {فَإِذَا عَزَمَ الأمْرُ} أي: جاءَهم أمرٌ جِدٌّ، وأمرٌ محتَّمٌ، لو صدقُوا اللهَ في هذهِ الحالِ

الشيخ : تقديمٌ وتأخيرٌ بس [فقط]

القارئ : لو صدقُوا اللهَ بالاستعانةِ بهِ، وبذلِ الجهدِ في امتثالِهِ {لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ} مِن حالِهم الأولى، وذلكَ مِن وجوهٍ:

منها: أنَّ العبدَ ناقصٌ مِن كلِّ وجهٍ، لا قدرةَ لهُ إلَّا إنْ أعانَهُ اللهُ، فلا يطلبُ زيادةً على ما هوَ قائمٌ بصددِهِ.

ومنها: أنَّهُ إذا تعلَّقَتْ نفسُهُ بالمستقبلِ، ضعفَ عن العملِ، بوظيفةِ وقتِهِ، وبوظيفةِ المستقبلِ، أمَّا الحالُ فلأنَّ الهمَّةَ انتقلَتْ عنهُ إلى غيرِهِ، والعملُ تبعٌ للهمَّةِ، وأمَّا المستقبلُ فإنَّهُ لا يجيءُ حتَّى تفترَ الهمَّةُ عن نشاطِها فلا يُعانُ عليهِ.

ومنها: أنَّ العبدَ المؤمِّلَ للآمالِ المستقبلَةِ، معَ كسلِهِ عن عملِ الوقتِ الحاضرِ، شبيهٌ بالـمُتألِّي الَّذي يجزمُ بقدرتِهِ، على ما يستقبلُ مِن أمورِهِ، فأحرى بهِ أنْ يخذلَ ولا يقومَ بما همَّ بهِ ووطَّنَ نفسَهُ عليهِ، فالَّذي ينبغي أنْ يجمعَ العبدُ همَّهُ

الشيخ : يشبهُ هذا النَّذر، النَّذرُ، الإنسانُ أن لا ينذر يُحمِّلُ نفسَه ما هو منه في عافيةٍ، ولهذا جاءَ التَّحذيرُ والتَّنفيرُ والنَّهي عن النَّذر وشهدَ الواقعُ بأنَّ كثيرًا من النَّاس ينذر فإذا نذرَ ذهبَ يطلبُ المخرجَ ويريدُ التَّخلُّصَ من هذا النَّذر وقد يكون له مخرجٌ، وقد لا يكونُ له مخرجٌ.

 

القارئ : فالَّذي ينبغي أنْ يجمعَ العبدُ همَّهُ وفكرتَهُ ونشاطَهُ على وقتِهِ الحاضرِ، ويُؤدِّي وظيفتَهُ بحسبِ قدرتِهِ، ثمَّ كلَّما جاءَ وقتٌ استقبلَهُ بنشاطٍ وهمَّةٍ عاليةٍ مُجتمِعةٍ غيرِ متفرِّقةٍ، مستعينًا بربِّهِ في ذلكَ، فهذا حريٌّ بالتَّوفيقِ والتَّسديدِ في جميعِ أمورِهِ.

ثمَّ ذكرَ تعالى حالَ المتولِّي عن طاعةِ ربِّهِ، وأنَّهُ لا يتولَّى إلى خيرٍ، بل إلى

الشيخ : إلى خيرٍ؟

القارئ : نعم

الشيخ : لا

القارئ : بل إلى شرٍّ

الشيخ : ها، يعني من تولَّى عمَّا أُمِرَ به إلى الجهاد لا يتولَّى إلى خيرٍ، لكنَّه تولَّى…، لا يتولَّى إلى خيرٍ وقد تولَّى عن خيرٍ، تولَّى عن خيرٍ وهو ما أُمِرَ به، فإذا تولَّى فهو لا يتولَّى إلى خيرٍ بل يتولَّى إلى شرٍّ، فإنَّه يُخذَلُ ويؤدِّي ذلك إلى وقوعِهِ فيما حرَّمَ اللهُ من الإفساد وتقطيعِ الأرحامِ.

 

القارئ : ثمَّ ذكرَ تعالى حالَ المتولِّي عن طاعةِ ربِّهِ، وأنَّهُ لا يتولَّى إلى خيرٍ، بل إلى شرٍّ، فقالَ: {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الأرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ} أي: فهما أمرانِ: إمَّا التزامٌ لطاعةِ اللهِ، وامتثالٌ لأوامرِهِ، فثَمَّ الخيرُ والرُّشدُ والفلاحُ، وإمَّا الإعراضُ عن ذلكَ، والتَّولِّي عن طاعةِ اللهِ، فما ثَمَّ إلَّا الفسادُ في الأرضِ بالعملِ بالمعاصي وقطيعةِ الأرحامِ.

{أُولَئِكَ الَّذِينَ} أفسدُوا في الأرضِ، وقطعُوا أرحامَهم {لَعَنَهُمُ اللَّهُ} بأنْ أبعدَهم عن رحمتِهِ، وقُرِّبُوا مِن سخطِ اللهِ.

{فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ} أي: جعلَهم لا يسمعونَ ما ينفعُهم ولا يُبصرونَهُ، فلهم آذانٌ، ولكنْ لا تسمعُ سماعَ إذعانٍ وقبولٍ، وإنَّما تسمعُ سماعًا تقومُ بهِ حجَّةُ اللهِ عليها، ولهم أعينٌ، ولكنْ لا يُبصرونَ بها العِبَرَ والآياتِ، ولا يلتفتونَ بها إلى البراهينِ والبيِّناتِ.

قالَ اللهُ تعالى: {أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا}.

أي: فهلَّا يتدبَّرُ هؤلاءِ المُعرِضونَ لكتابِ اللهِ، ويتأمَّلونَهُ حقَّ التَّأمُّلِ، فإنَّهم لو تدبَّرُوهُ، لدلَّهم على كلِّ خيرٍ، ولحذَّرَهم مِن كلِّ شرٍّ، ولملأَ قلوبَهم مِن الإيمانِ، وأفئدتَهم مِن الإيقانِ، ولأوصلَهم إلى المطالبِ العاليةِ، والمواهبِ الغاليةِ، ولبيَّنَ لهم الطَّريقَ المُوصِلةَ إلى اللهِ، وإلى جنَّتِهِ ومكملاتِها ومفسداتِها، والطَّريقَ الموصِلةَ إلى العذابِ، وبأيِّ شيءٍ تُحذَرُ، ولعرَّفَهم بربِّهم، وأسمائِهِ وصفاتِهِ وإحسانِهِ، ولشوَّقَهم إلى الثَّوابِ الجزيلِ، ورهَّبَهم مِن العقابِ الوبيلِ. [ملحوظة: ورغَّبهم من العقابِ الوبيلِ]

{أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} أي: قد أُغلِقَ على ما فيها مِن الإعراضِ والغفلةِ والاعتراضِ وأُقفِلَتْ، فلا يدخلُها خيرٌ أبدًا؟ هذا هوَ الواقعُ.

انتهى

– طالب: عندي " قد أُغلِقَ على ما فيها من الشَّرِّ وأُقفِلَتْ"

الشيخ : "أُغلِقَ على ما فيها من الشَّرِّ" أيش بعده؟

– طالب: وأُقفِلَت

الشيخ : بالغين يعني؟

– طالب: بالقاف

الشيخ : طيب

– طالب: عندي: " قد أغلقَ على ما فيها من الشَّرِّ وأُقفِلَتْ"

الشيخ : زيادة كلام

– القارئ : الفرق عنده: "من الشَّرِّ"، والي عندي: " من الإعراضِ والغفلةِ والاعتراضِ"

الشيخ : هو هو، من الشَّرِّ، من الغفلةِ، أنت ما عندك "من الغفلةِ والإعراضِ" وكذا؟

– طالب: لا

الشيخ : إي قريب، عندك كلمة مجملة: "من الشَّرِّ"، وعند محمَّد بشيءٍ من التَّفصيل "من الإعراض والغفلة"، هذا هو الشَّرُّ، الشَّرُّ الَّذي أُقفِلَتْ عليهِ قلوبُهم هوَ الإعراضُ والغفلةُ.