الرئيسية/شروحات الكتب/تفسير القرآن الكريم للشيخ: عبدالرحمن بن ناصر البراك/تفسير سورة الذاريات/(4) من قوله تعالى {وفي موسى إذ أرسلناه إلى فرعون} القرآن 38 إلى قوله تعالى {وقوم نوح من قبل} القرآن 46
file_downloadsharefile-pdf-ofile-word-o

(4) من قوله تعالى {وفي موسى إذ أرسلناه إلى فرعون} القرآن 38 إلى قوله تعالى {وقوم نوح من قبل} القرآن 46

بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ

تفسير الشَّيخ عبدالرَّحمن بن ناصر البرَّاك / سورة  الذَّاريات

الدَّرس: الرَّابع

***     ***     ***

 

– القارئ : أعوذُ باللهِ مِن الشَّيطانِ الرَّجيمِ

وَفِي مُوسَى إِذْ أَرْسَلْنَاهُ إِلَى فِرْعَوْنَ بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ (38) فَتَوَلَّى بِرُكْنِهِ وَقَالَ سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ (39) فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ وَهُوَ مُلِيمٌ (40) وَفِي عَادٍ إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ (41) مَا تَذَرُ مِنْ شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ إِلَّا جَعَلَتْهُ كَالرَّمِيمِ (42) وَفِي ثَمُودَ إِذْ قِيلَ لَهُمْ تَمَتَّعُوا حَتَّى حِينٍ (43) فَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ وَهُمْ يَنْظُرُونَ (44) فَمَا اسْتَطَاعُوا مِنْ قِيَامٍ وَمَا كَانُوا مُنْتَصِرِينَ (45) وَقَوْمَ نُوحٍ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ [الذاريات:38-46]

– الشيخ : إلى هنا.

الحمدُ لله، لـمَّا قالَ تعالى في شأنِ قومِ لوط: {وَتَرَكْنَا فِيهَا آيَةً} [الذاريات:37] يعني: في ديارِهم وأرضِهم {وَتَرَكْنَا فِيهَا آيَةً لِلَّذِينَ يَخَافُونَ الْعَذَابَ الْأَلِيمَ} [الذاريات:37]، قال: {وَفِي مُوسَى} يعني: وفي قصَّةِ موسى وخبرِ موسى آيةٌ أيضًا {وَفِي مُوسَى إِذْ أَرْسَلْنَاهُ إِلَى فِرْعَوْنَ بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ (38) فَتَوَلَّى بِرُكْنِهِ وَقَالَ سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ} وقصَّةُ موسى مبسوطةٌ في سورٍ كثيرةٍ كما في سورةِ القصصِ والأعرافِ وطه، قالَ اللهُ: {فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ} في البحرِ، ألقاهم اللهُ واستدرجَهم حتَّى دخلُوا في البحرِ فانطبقَ عليهم كما فسَّرَ اللهُ ذلك في سورةِ الشُّعراءِ: {وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الْآخَرِينَ (64) وَأَنْجَيْنَا مُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ (65) ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ} [الشعراء:64-66]

وكذلك في عادٍ، في قصَّة عادٍ آيةٌ، وعادُ قبيلةٌ مُستكبِرةٌ طاغيةٌ، ولهذا -واللهُ أعلمُ- كثيرًا ما يقرنُ اللهُ بينَ عادٍ وفرعونَ وجنودِهِ، {وَفِي عَادٍ إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ} أهلكَهم اللهُ بالرِّيح العاتيةِ فدمَّرَتْهم تدميرًا وألقَتْ بهم صرعى {كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ} [الحاقة:7]، {مَا تَذَرُ مِنْ شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ إِلَّا جَعَلَتْهُ كَالرَّمِيمِ}، {تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا} [الأحقاف:25]

وكذلك ثمودُ {وَفِي ثَمُودَ} آيةٌ، {وَفِي ثَمُودَ} آيةٌ، {وَفِي ثَمُودَ إِذْ قِيلَ لَهُمْ تَمَتَّعُوا حَتَّى حِينٍ} قالَ لهم نبيُّهم صالحٌ: تمتَّعوا فيها ثلاثةَ أيَّامٍ، {وَفِي ثَمُودَ إِذْ قِيلَ لَهُمْ تَمَتَّعُوا حَتَّى حِينٍ (43) فَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ وَهُمْ يَنْظُرُونَ} فأهلكَهم اللهُ بالصَّاعقة الَّتي قطَّعَتْ قلوبَهم في أجوافِهم.

وكذلك أهلكَ اللهُ قومَ نوحٍ، {وَقَوْمَ نُوحٍ مِنْ قَبْلُ} يعني: وأهلكْنا قومَ نوحٍ من قبلُ، قبلَ هذه الأممِ، قبلَ موسى وفرعونَ وقبلَ عادٍ وقبلَ ثمودَ {وَقَوْمَ نُوحٍ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ} عاصين خارجينَ عن طاعةِ اللهِ.

فذكرَ اللهُ هذه القصصَ بطريقِ الإيجازِ والاختصارِ، وكلُّها مبسوطةٌ في سورٍ أخرى كما هو معلومٌ، كلُّ هذه القصصِ، قصَّةُ موسى معَ فرعون، وعادٍ، وثمودَ، وقومِ نوحٍ، كلُّها مبسوطةٌ ومفصَّلةٌ في السُّور المذكورةِ، ولكنَّ اللهَ يذكرُها تارةً بهذا الاجمالِ والاختصارِ، وتارةً يذكرُها بالتَّفصيل.

 

 (تفسيرُ السَّعديِّ)

– القارئ : بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ، الحمدُ للهِ ربِّ العالَمينَ، والصَّلاةُ والسَّلامُ على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آلِهِ وصحبِهِ أجمعينَ، قالَ الشَّيخُ عبدُ الرَّحمنِ السَّعديُّ -رحمَهُ اللهُ تعالى-: فصلٌ في ذكرِ بعضِ ما تضمَّنَتْهُ هذهِ القصَّةُ

– الشيخ : هذه قصَّةُ ضيفِ إبراهيم

– القارئ : مِن الحِكمِ والأحكامِ.

منها: أنَّ مِن الحكمةِ قصُّ اللهِ على عبادِهِ نبأَ الأخيارِ والفُجَّارِ؛ ليعتبرُوا بهم وأينَ وصلَتْ بهم الأحوالُ.

ومنها: فضيلةُ إبراهيمَ الخليلَ -عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ- حيثُ ابتدأَ اللهُ قصَّتَهُ، بما يدلُّ على الاهتمامِ بشأنِها، والاعتناءِ بها.

ومنها: مشروعيَّةُ الضِّيافةِ، وأنَّها مِن سننِ إبراهيمَ الخليلَ الَّذي أمرَ اللهُ هذا محمَّدًا وأمَّتَهُ، أنْ يتَّبعُوا ملَّتَهُ، وساقَها اللهُ في هذا الموضعِ، على وجهِ المدحِ لهُ والثَّناءِ.

ومنها: أنَّ الضَّيفَ يُكرَمُ بأنواعِ الإكرامِ بالقولِ والفعلِ؛ لأنَّ اللهَ وصفَ أضيافَ إبراهيمَ، بأنَّهم مُكْرَمونَ، أي: أكرمَهم إبراهيمُ، ووصفَ اللهُ ما صنعَ بهم مِن الضِّيافةِ، قولًا وفعلًا، ومُكْرَمونَ أيضًا عندَ اللهِ تعالى.

ومنها: أنَّ إبراهيمَ -عليهِ السَّلامُ- قد كانَ بيتُهُ مأوىً للطَّارقِينَ والأضيافِ؛ لأنَّهم دخلُوا عليهِ مِن غيرِ استئذانٍ، وإنَّما سلكُوا طريقَ الأدبِ في الابتداءِ بالسَّلامِ، فردَّ عليهم إبراهيمُ سلامًا أكملَ مِن سلامِهم وأتمَّ؛ لأنَّهُ أتى بهِ جملةً اسميَّةً، دالَّةً على الثُّبوتِ والاستقرارِ.

ومنها: مشروعيَّةُ تعرُّفِ مَن جاءَ إلى الإنسانِ، أو صارَ لهُ فيهِ نوعُ اتِّصالٍ؛ لأنَّ في ذلكَ فوائدُ كثيرةٌ.

ومنها: أدبُ إبراهيمَ ولطفُهُ في الكلامِ، حيثُ قالَ: {قَوْمٌ مُنْكَرُونَ} [الذاريات:25] ولم يقلْ: "أنكرْتُكم" وبينَ اللَّفظَينِ مِن الفرقِ، ما لا يخفى.

ومنها: المبادرةُ إلى الضِّيافةِ والإسراعُ بها، لأنَّ خيرَ البرِّ عاجلُهُ، ولهذا بادرَ إبراهيمُ بإحضارِ قِرى أضيافِهِ.

ومنها: أنَّ الذَّبيحةَ الحاضرةَ، الَّتي قد أُعِدَّتْ لغيرِ الضَّيفِ الحاضرِ إذا جُعِلَتْ لهُ، ليسَ فيها أقلُّ إهانةٍ، بل ذلكَ مِن الإكرامِ، كما فعلَ إبراهيمُ -عليهِ السَّلامُ- وأخبرَ اللهُ أنَّ ضيفَهُ مُكرَمونَ.

ومنها: ما مَنَّ اللهُ بهِ على خليلِهِ إبراهيمَ مِن الكرمِ الكثيرِ، وكونِ ذلكَ حاضرًا لديهِ وفي بيتِهِ مُعدًّا، لا يحتاجُ إلى أنْ يأتيَ بهِ مِن السُّوقِ، أو الجيرانِ، أو غيرِ ذلكَ.

ومنها: أنَّ إبراهيمَ هوَ الَّذي خدمَ أضيافَهُ، وهوَ خليلُ الرَّحمنِ، وسيِّدُ مَن ضيَّفَ الضِّيْفانَ.

ومنها: أنَّهُ قرَّبَهُ إليهم في المكانِ الَّذي هم فيهِ، ولم يجعلْهُ في موضعٍ، ويقولُ لهم: "تفضَّلُوا، أو ائتُوا إليهِ" لأنَّ هذا أيسرُ عليهم وأحسنُ.

ومنها: حسنُ ملاطفةِ الضَّيفِ في الكلامِ اللَّيِّنِ، خصوصًا عندَ تقديمِ الطَّعامِ إليهِ، فإنَّ إبراهيمَ عرضَ عليهم عَرضًا لطيفًا، وقالَ: {أَلا تَأْكُلُونَ} ولم يقلْ: "كلُوا" ونحوهُ مِن الألفاظِ، الَّتي غيرُها أولى منها، بل أتى بأداةِ العَرْضِ، فقالَ: {أَلا تَأْكُلُونَ} فينبغي للمُقتدي بهِ أنْ يستعملَ مِن الألفاظِ الحسَنةِ، ما هوَ المناسبُ واللَّائقُ بالحالِ، كقولِهِ لأضيافِهِ: {أَلا تَأْكُلُونَ} أو: "ألا تتفضَّلونَ علينا وتشرِّفونَنا وتحسنونَ إلينا" ونحوَ ذلكَ.

ومنها: أنَّ مَن خافَ مِن الإنسانِ لسببٍ مِن الأسبابِ

– الشيخ : وكذلكَ "تفضَّلوا" هي كلمةٌ لطيفةٌ، إذا قدَّمَ الطَّعامَ قالَ لهم: "تفضَّلوا" هذه من جنسِ {أَلا تَأْكُلُونَ}، كأنَّه يقولُ: "تفضَّلوا علينا بأنْ تأكلوا، تفضَّلوا علينا، فأكلُكم من طعامِنا فضلٌ منكم علينا".

 

– القارئ : فإنَّ عليهِ أنْ يُزيلَ عنهُ الخوفَ، ويذكرَ لهُ ما يُؤمِّنُ روعَهُ، ويُسكِّنُ جأشَهُ، كما قالَتِ الملائكةُ لإبراهيمَ لمَّا خافَهم: {لا تَخَفْ} وأخبرُوهُ بتلكَ البشارةِ السَّارَّةِ بعدَ الخوفِ منهم.

ومنها: شدَّةُ فرحِ سارةَ، امرأةِ إبراهيمَ، حتَّى جرى منها ما جرى، مِن صكِّ وجهِها، وصرَّتِها غيرِ المعهودةِ.

ومنها: ما أكرمَ اللهُ بهِ إبراهيمَ وزوجتَهُ سارةَ، مِن البشارةِ، بغلامٍ عليمٍ.

وقولِهِ تعالى: {وَفِي مُوسَى إِذْ أَرْسَلْنَاهُ إِلَى فِرْعَوْنَ بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ} الآياتِ.

أي: {وَفِي مُوسَى} وما أرسلَهُ اللهُ بهِ إلى فرعونَ وملئِهِ، بالآياتِ البيِّناتِ، والمعجزاتِ الظَّاهراتِ، آيةٌ للَّذين يخافونَ العذابَ الأليمَ، فلمَّا أتى موسى فرعونَ بذلكَ السُّلطانِ المبينِ، فتولَّى فرعونُ {بِرُكْنِهِ} أي: أعرضَ بجانِبِهِ مِن الحقِّ، ولم يلتفتْ إليهِ، وقدَحُوا فيهِ أعظمَ القدحِ فقالُوا: {سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ} أي: إنَّ موسى، لا يخلو، إمَّا أنْ يكونَ ما أتى به سحرًا وشعبذةً ليسَ مِن الحقِّ في شيءٍ، وإمَّا أنْ يكونَ مجنونًا، لا يُؤاخَذُ بما صدرَ منهُ؛ لعدمِ عقلِهِ.

هذا وقد علمُوا -خصوصًا فرعونَ- أنَّ موسى صادقٌ، كما قالَ تعالى: {وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا} [النمل:14] وقالَ موسى لفرعونَ: {لَقَدْ عَلِمْتَ مَا أَنزلَ هَؤُلاءِ إِلا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ بَصَائِرَ} [الإسراء:102]

{فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ وَهُوَ مُلِيمٌ} أي: مذنبٌ طاغٍ، عاتَ على اللهِ، فأخذَهُ عزيزٌ مُقتدِرٌ.

قالَ اللهُ تعالى: {وَفِي عَادٍ إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ} الآياتِ.

أي: {وَ} آيةٌ لهم {في عَادٍ} القبيلةِ المعروفةِ آيةٌ عظيمةٌ {إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ} أي: الَّتي لا خيرَ فيها، حينَ كذَّبُوا نبيَّهم هودًا -عليهِ السَّلامُ-.

{مَا تَذَرُ مِنْ شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ إِلا جَعَلَتْهُ كَالرَّمِيمِ} أي: كالرُّمَمِ الباليةِ، فالَّذي أهلكَهم على قوَّتِهم وبطشِهم، دليلٌ على كمالِ قوَّتِهِ واقتدارِهِ، الَّذي لا يعجزُهُ شيءٌ، المنتقِمُ ممَّن عصاهُ.

قالَ اللهُ تعالى: {وَفِي ثَمُودَ إِذْ قِيلَ لَهُمْ تَمَتَّعُوا حَتَّى حِينٍ}

أي: {وَفِي ثَمُودَ} آيةٌ عظيمةٌ حينَ أرسلَ اللهُ إليهم صالحًا -عليهِ السَّلامُ-، فكذَّبُوهُ وعاندُوهُ، وبعثَ اللهُ لهُ النَّاقةَ آيةً مبصَرةً، فلم يزدْهم ذلكَ إلَّا عُتوًّا ونفورًا.

إذْ قيلَ {لَهُمْ تَمَتَّعُوا حَتَّى حِينٍ فَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ} أي: الصَّيحةُ العظيمةُ المهلِكةُ {وَهُمْ يَنْظُرُونَ} إلى عقوبتِهم بأعينِهم.

{فَمَا اسْتَطَاعُوا مِنْ قِيَامٍ} ينجونَ بهِ مِن العذابِ، {وَمَا كَانُوا مُنْتَصِرِينَ} لأنفسِهم.

قالَ اللهُ تعالى: {وَقَوْمَ نُوحٍ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ}

أي: وكذلكَ ما فعلَ اللهُ بقومِ نوحٍ، حينَ كذَّبُوا نوحًا -عليهِ السَّلامُ- وفسقُوا عن أمرِ اللهِ، فأرسلَ اللهُ عليهم السَّماءَ والأرضَ بماءٍ منهمِرٍ، فأغرقَهم اللهُ تعالى عن آخرِهم، ولم يبقَ مِن الكافرينَ ديَّارًا، وهذهِ عادةُ اللهِ وسنَّتِهِ، فيمَن عصاهُ.

قالَ اللهُ تعالى: {وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ} الآياتِ.

يقولُ تعالى مبيِّنًا لقدرتِهِ العظيمةِ: {وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا} أي

– الشيخ : إلى هنا.