الرئيسية/شروحات الكتب/تفسير القرآن الكريم للشيخ: عبدالرحمن بن ناصر البراك/تفسير سورة القمر/(3) من قوله تعالى {كذبت ثمود بالنذر} الآية 23 إلى قوله تعالى {ولقد يسرنا القرآن للذكر} الآية 32
file_downloadsharefile-pdf-ofile-word-o

(3) من قوله تعالى {كذبت ثمود بالنذر} الآية 23 إلى قوله تعالى {ولقد يسرنا القرآن للذكر} الآية 32

بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ

تفسير الشَّيخ عبدالرَّحمن بن ناصر البرَّاك / سورة  القمر

الدَّرس: الثَّالث

***     ***     ***

 

– القارئ : أعوذُ باللهِ مِن الشَّيطانِ الرَّجيمِ

كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِالنُّذُرِ (23) فَقَالُوا أَبَشَرًا مِنَّا وَاحِدًا نَتَّبِعُهُ إِنَّا إِذًا لَفِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ (24) أَؤُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِنْ بَيْنِنَا بَلْ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌ (25) سَيَعْلَمُونَ غَدًا مَنِ الْكَذَّابُ الْأَشِرُ (26) إِنَّا مُرْسِلُو النَّاقَةِ فِتْنَةً لَهُمْ فَارْتَقِبْهُمْ وَاصْطَبِرْ (27) وَنَبِّئْهُمْ أَنَّ الْمَاءَ قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ كُلُّ شِرْبٍ مُحْتَضَرٌ (28) فَنَادَوْا صَاحِبَهُمْ فَتَعَاطَى فَعَقَرَ (29) فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ (30) إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَكَانُوا كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ (31) وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآَنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ [القمر:23-32]

– الشيخ : إلى هنا.

الحمدُ للهِ، هذهِ هي القصَّةُ الثَّالثةُ ممَّا ذكرَ اللهُ في هذهِ السُّورة، تقدَّمَ ذكرُه تعالى لقصَّةِ قومِ نوحٍ: {كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ فَكَذَّبُوا عَبْدَنَا} [القمر:9]، وذكرَ اللهُ تكذيبَ قومِه له وما أحلَّ اللهُ بهم من العقابِ، وذكرَ ما يدلُّ على عِظمِ الهولِ {فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ} [القمر:16]

ثمَّ ثنَّى بقصَّةِ عادٍ {كَذَّبَتْ عَادٌ} [القمر:18]، قومُ هودٍ {كَذَّبَتْ عَادٌ فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ} [القمر:18]، إذًا اللهُ عذَّبَهم بعذابٍ هائلٍ فظيعٍ، ثمَّ فسَّرَهُ بقوله: {إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي يَوْمِ نَحْسٍ} [القمر:19]، {فِي يَوْمِ نَحْسٍ} في يومِ شرِّ وشقاءٍ وهي سبعُ ليالٍ وثمانيةٌ، لكنْ الحوادثُ تارةً يُعبَّرُ عنها بيومٍ، يعني: يومَ كانَ كذا وكذا، يومَ غزوةِ كذا ويومَ غزوةِ كذا، ويومَ حادثِ كذا، وإنْ كانَت في أيَّامٍ، ولهذا ذكرَها اللهُ في بعض المواضعِ وعبَّرَ عنها بيومٍ {أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي يَوْمِ نَحْسٍ} [القمر:19]، في الآيةِ الأخرى: {فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي أَيَّامٍ نَحِسَاتٍ} [فصلت:16]، وفي سورةِ الحاقَّة ذكرَ اللهُ عددَها: {سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ} [الحاقة:7]، وهنا قالَ: {كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ} [القمر:20]، مقتلَعٌ من أصلِه، {فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ}

وبعدَ كلِّ قصَّةٍ يمتنُّ اللهُ تعالى على نبيِّه وعلى المؤمنينَ بتيسيرِ هذا القرآنِ {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ} يعني: للتَّذكيرِ وللتَّذكُّرِ {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ} هذا دعوةٌ، {فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ} فهذا القرآنُ ميسَّرٌ لمن أرادَ الحقَّ، فمن أرادَ الحقَّ وجدَهُ.

ثمَّ هذهِ القصَّةُ الثَّالثةُ {كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِالنُّذُرِ (23) فَقَالُوا أَبَشَرًا مِنَّا وَاحِدًا نَتَّبِعُهُ إِنَّا إِذًا لَفِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ} شبهتُهم في التَّكذيب أنَّ الرَّسولَ بشرٌ مثلهم، وهذه عادةُ الأممِ المكذِّبة يتعلَّلون بأنَّ الرَّسولَ بشرٌ {وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَى إِلَّا أَنْ قَالُوا أَبَعَثَ اللَّهُ بَشَرًا رَسُولًا} [الإسراء:94]، وهنا قالَ: {أَبَشَرًا مِنَّا وَاحِدًا نَتَّبِعُهُ إِنَّا إِذًا لَفِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ}.

{أَأُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِنْ بَيْنِنَا} يعني: كيف فُضِّلَ علينا وأُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِنْ بَيْنِنَا؟! كيف خُصَّ بهذا التَّفضيلِ بزعمِهم؟ {أَأُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِنْ بَيْنِنَا بَلْ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌ}.

قالَ اللهُ ردًّا عليهم: {سَيَعْلَمُونَ غَدًا مَنِ الْكَذَّابُ الْأَشِرُ} هم الكذبةُ الأشرارُ {سَيَعْلَمُونَ غَدًا مَنِ الْكَذَّابُ الْأَشِرُ} وما هو إلَّا هم كلُّهم كلُّهم كذَّابون أشِرون.

ثمَّ ذكرَ تعالى أنَّه أرسلَ النَّاقةَ فتنةً وابتلاءً لهم {إِنَّا مُرْسِلُو النَّاقَةِ فِتْنَةً لَهُمْ فَارْتَقِبْهُمْ وَاصْطَبِرْ} ولعلَّ هذا خطابٌ لنبيِّ اللهِ صالح، أنَّه قيلَ له: {فَارْتَقِبْهُمْ وَاصْطَبِرْ (27) وَنَبِّئْهُمْ أَنَّ الْمَاءَ قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ كُلُّ شِرْبٍ مُحْتَضَرٌ}

قالَ اللهُ: {فَنَادَوْا صَاحِبَهُمْ} صاحبَهم الَّذي أبدى استعدادَه لعقرِ النَّاقةِ {فَتَعَاطَى فَعَقَرَ} وكلُّهم كلُّهم متَّفقونَ على عقرِ النَّاقةِ ولهذا نسبَ اللهُ إليهم: {فَعَقَرُوهَا} قالَ اللهُ: {فَعَقَرُوهَا فَقَالَ تَمَتَّعُوا فِي دَارِكُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ} [هود:65]، فنسبَ العقرَ إليهم كلِّهم؛ لأنَّهم راضون بذلكَ، {فَتَعَاطَى فَعَقَرَ}.

قالَ اللهُ: {فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ} كما قالَ في قبل ذلكَ.

{إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً وَاحِدَةً} فأهلكَهم اللهُ بالصَّيحةِ، كما قالَ في الآياتِ الأخرى: {فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا} [العنكبوت:40]، كلٌّ أخذَه اللهُ بذنبه وأنزلَ به من العقابِ ما يناسبُه ويناسبُ ذنبَه {فَكَانُوا كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ} يعني: سقطُوا صرعى بالصَّيحة هامدين مثلَ ورقِ الشَّجرِ اليابسِ المتساقطِ {إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَكَانُوا كَهَشِيمِ} هَشِيم كالورقِ الهشيمِ اليابسِ البالي متناثرين على الأرضِ صرعى.

 

(تفسيرُ السَّعديِّ)

– القارئ : بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ، الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ، والصَّلاةُ والسَّلامُ على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آلِهِ وصحبِهِ أجمعينَ، قالَ الشَّيخُ عبدُ الرَّحمنِ السَّعديُّ -رحمَهُ اللهُ تعالى- في تفسيرِ قولِ اللهِ تعالى: {كَذَّبَتْ عَادٌ فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ} الآياتِ:

وعادٌ هيَ القبيلةُ المعروفةُ باليمنِ، أرسلَ اللهُ إليهم هودًا -عليهِ السَّلامُ- يدعوهم إلى توحيدِ اللهِ وعبادتِهِ، فكذَّبُوهُ، فأرسلَ اللهُ عليهم {رِيحًا صَرْصَرًا} أي: شديدةً جدًّا، {فِي يَوْمِ نَحْسٍ} أي: شديدِ العذابِ والشَّقاءِ عليهم، {مُسْتَمِرٍّ} عليهم سبعُ ليالٍ وثمانيةُ أيَّامٍ حسومًا.

{تَنزعُ النَّاسَ} مِن شدَّتِها، فترفعُهم إلى جوِّ السَّماءِ، ثمَّ تدمغُهم بالأرضِ فتهلكُهم، فيصبحونَ {كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ} أي: كأنَّ جثثَهم بعدَ هلاكِهم مثلَ جذوعِ النَّخلِ الخاوي الَّذي ابتلعَتْهُ الرِّيحُ فسقطَ على الأرضِ، فما أهونَ الخلقَ على اللهِ إذا عصَوا أمرَهُ.

{فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ} كانَ واللهِ العذابُ الأليمُ، والنَّذارةُ الَّتي ما أبقَتْ لأحدٍ عليهِ حجَّةً، {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ} كرَّرَ تعالى ذلكَ رحمةً بعبادِهِ وعنايةً بهم، حيثُ دعاهم إلى ما يصلحُ دنياهم وأخراهم.

قالَ اللهُ تعالى: {كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِالنُّذُرِ} الآياتِ:

أي: كذَّبَتْ ثمودُ -وهم القبيلةُ المعروفةُ المشهورةُ في أرضِ الحجرِ-، نبيَّهم صالحًا -عليهِ السَّلامُ-، حينَ دعاهم إلى عبادةِ اللهِ وحدَهُ لا شريكَ لهُ، وأنذرَهم العقابَ إنْ هم خالفُوهُ.

فكذَّبُوهُ واستكبرُوا عليهِ، وقالُوا -كبرًا وتيهًا-: {أَبَشَرًا مِنَّا وَاحِدًا نَتَّبِعُهُ} أي: كيفَ نتَّبعُ بشرًا، لا ملكًا منَّا، لا مِن غيرِنا، ممَّن هوَ أكبرُ عندَ النَّاسِ منَّا، ومعَ ذلكَ فهوَ شخصٌ واحدٌ {إِنَّا إِذًا} أي: إنْ اتِّبعْناهُ وهوَ بهذهِ الحالِ {لَفِي ضَلالٍ وَسُعُرٍ} أي: إنَّا لضالُّونَ أشقياءُ، وهذا الكلامُ مِن ضلالِهم وشقائِهم، فإنَّهم أنفُوا أنْ يتَّبعُوا رسولًا مِن البشرِ، ولم يأنفُوا أنْ يكونُوا عابدينَ للشَّجرِ والحجرِ والصُّورِ.

{أَأُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِنْ بَيْنِنَا} أي: كيفَ يخصُّهُ اللهُ مِن بينِنا وينزلُ عليهِ الذِّكرَ؟ فأيُّ مزيَّةٍ خصَّهُ مِن بينِنا؟ وهذا اعتراضٌ مِن المكذِّبينَ على اللهِ، لم يزالُوا يدلُونَ بهِ، ويصولُونَ ويجولونَ ويردُّونَ بهِ دعوةَ الرُّسلِ، وقد أجابَ اللهُ عن هذهِ الشُّبهةِ بقولِ الرُّسلِ لأممِهم: {قَالَتْ.. رُسُلُهُمْ إِنْ نَحْنُ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَمُنُّ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ} [إبراهيم:11] فالرُّسلُ مَنَّ اللهُ عليهم بصفاتٍ وأخلاقٍ وكمالاتٍ، بها صلحُوا لرسالاتِ ربِّهم والاختصاصِ بوحيِهِ، ومِن رحمتِهِ وحكمتِهِ أنْ كانُوا مِن البشرِ، فلو كانُوا مِن الملائكةِ لم يمكنِ البشرُ أنْ يتلقَّوا عنهم، ولو جعلَهم مِن الملائكةِ لعاجلَ اللهُ المكذِّبينَ لهم بالعقابِ العاجلِ.

والمقصودُ مِن هذا الكلامِ الصَّادرِ مِن ثمودٍ لنبيِّهم صالحٍ تكذيبُهُ، ولهذا حكمُوا عليهِ بهذا الحكمِ الجائرِ، فقالُوا: {بَلْ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌ} أي: كثيرُ الكذبِ والشَّرِّ.

فقبَّحَهم اللهُ ما أسفهَ أحلامَهم وأظلمَهم، وأشدَّهم مقابلةً للصَّادقينَ النَّاصحينَ بالخطابِ الشَّنيعِ، لا جرمَ عاقبَهم اللهُ حينَ اشتدَّ طغيانُهم.

فأرسلَ اللهُ النَّاقةَ الَّتي هيَ مِن أكبرِ النِّعمِ عليهم، آيةً مِن آياتِ اللهِ، ونعمةً يحتلبونَ مِن درِّها ما يكفيهم أجمعينَ، {فِتْنَةً لَهُمْ} أي: اختبارًا منهُ لهم وامتحانًا {فَارْتَقِبْهُمْ وَاصْطَبِرْ} أي: اصبرْ على دعوتِكَ إيَّاهم، وارتقبْ ما يحلُّ بهم، أو ارتقبْ هل يؤمنونَ أو يكفرونَ؟

{وَنَبِّئْهُمْ أَنَّ الْمَاءَ قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ} أي: وأخبرْهم أنَّ الماءَ أي: موردُهم الَّذي يستعذبونَهُ، قسمةً بينَهم وبينَ النَّاقةِ، لها شربُ يومٍ ولهم شربُ يومٍ آخرَ معلومٍ، {كُلُّ شِرْبٍ مُحْتَضَرٌ} أي: يحضرُهُ مَن كانَ قسمتَهُ، ويُحظَرُ على مَن ليسَ بقسمةٍ لهُ.

{فَنَادَوْا صَاحِبَهُمْ} الَّذي باشرَ عقرَها، الَّذي هوَ أشقى القبيلةِ {فَتَعَاطَى} أي: انقادَ لِمَا أمرُوهُ بهِ مِن عقرِها {فَعَقَرَ}

{فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ} كانَ أشدَّ عذابٍ، أرسلَ اللهُ عليهم صيحةً ورجفةً أهلكَتْهم عن آخرِهم، ونجَّى اللهُ صالحًا ومَن آمنَ معَهُ {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ}

– الشيخ : إلى هنا.