الرئيسية/شروحات الكتب/تفسير القرآن الكريم للشيخ: عبدالرحمن بن ناصر البراك/تفسير سورة الصف/(1) من قوله تعالى {سبح لله ما في السماوات وما في الأرض} الآية 1 إلى قوله تعالى {وإذ قال موسى لقومه يا قوم لم تؤذونني} الآية 5

(1) من قوله تعالى {سبح لله ما في السماوات وما في الأرض} الآية 1 إلى قوله تعالى {وإذ قال موسى لقومه يا قوم لم تؤذونني} الآية 5

بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ

تفسير الشَّيخ عبدالرَّحمن بن ناصر البرَّاك / سورة  الصَّف

الدَّرس: الأوَّل

***     ***     ***

 

– القارئ : أعوذُ باللهِ مِن الشَّيطانِ الرَّجيمِ * بِسْمِ الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأرض وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (1) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ (2) كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ (3) إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ (4) وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ لِمَ تُؤْذُونَنِي وَقَدْ تَعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ [الصف:1-5]

– الشيخ : إلى هنا.

الحمد لله، هذه سورة الصَّف وهي مدنية افتُتحَت بالخبرِ عن تسبيح العوالم لله -تعالى-، {سَبَّحَ لله مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأرض وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} نظيرُ ما افتُتحتْ به سورة الحديد وسورة الحشر، فهذه الـمُسبِّحات، هذه السُّور المسبِّحات، وفي هذا الخبر إرشادٌ للعباد إلى التسبيح، حقيقٌ بالمؤمن أن يكثر مِن تسبيحِ الله وتحميدِه وتمجيدِه، أن يسبِّح مَن تُسبِّحُه السَّموات والأرض ومَن فيهِنَّ.

{وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} هذان الاسمان يذكرهما الله كثيرًا في مطالِع كثير مِن السُّور، كهذه المسبِّحات وغيرها وفي "آل حم"، {وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} وفي هذا تذكيرٌ للعباد أنَّ عليهِم أن يَستشعروا عِزَّة الله وقوتَه وحكمتَه في تدبيرِه، فكلُّ ما أشكل عليك أمرٌ مِن أمور القَدَر أو أمور الشرع فرُدَّها إلى حكمة الله، قل: إنَّ الله حكيم، له الحكمة فلا يخلق شيئًا عَبثًا ولا لَعِبًا، ولا يَشْرَعُ شيئًا إلا لحكمة لِمَا فيه المصالح.

ثم خاطبَ الله المؤمنين يُنكِرُ على مَنْ يقول ما لا يَفعل {لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ} وهذا يُشبه قوله -تعالى-: {أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ} [البقرة:44] ففي هذا إنكارٌ على مَن يقول ويَدَّعِي الإيمانَ ويدعو إلى الخير والعمل الصالح ثمَّ لا يعمل به في نفسِه، {لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ (2) كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ الله أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ} يعني: فهذه الطريقة ممقوتةَ عند الله، والـمَقْتُ: هو شِدَّة البُغض، أو أشدّ البُغض، ولا شكَّ أن الذي يعلم ويقول ويدعو إلى الخيرِ ثم هو لا يَعمل به في نفسِه إنه ضَالٌّ عن الصِّراط المستقيم {كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ الله أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ}.

ثم ذكرَ -سبحانه وتعالى- مَنْ صَدَّقُوا أقوالَهم بأفعالِهم ألا وهم المجاهدون، فأعظم الناس تصديقًا بقولِه وإيمانه هم المجاهدون، ولهذا قال تعالى: {إِنَّ الله يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ} هؤلاء لا شكَّ أنهم قالوا وفعلوا وصدقوا، يُقاتِلون في سبيل الله قتالًا بعزمٍ صادقٍ وثباتٍ فهم في مواجهة العدو يكونون متراصين في وجهِ العدو، لا يَستطيع أحد أن يَنْفُذ مِن بين صفوفِهم {صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ} كلّ ثابت في موقعِه لا يتركُه ولا يتركُ فرصةً للعدو أن يَنْفُذَ مِن قِبَلِهِ {إِنَّ الله يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ} وفي هذا إشارةٌ لهم بمحبةِ الله لهم فيَا لَه مِن فوزٍ عظيمٍ! مَن فاز بمحبةِ الله فاز بكلِّ خيرٍ وسعادة، ففي هذا إثباتُ صفةِ المحبة لله، فالله يُحِبُّ ويُحَبُّ، كما قال -تعالى- في المؤمنين المجاهدين: {يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ} [المائدة:54]

ثمَّ ذكر -سبحانه وتعالى- شيئًا مِن خبرِ موسى مع قومِه، وبنو إسرائيل آذوا موسى ببعضِ تصرفاتِهم أقوالًا وأفعالًا، ولهذا أخبر اللهُ بأنَّ موسى يقول لهم: {لِمَ تُؤْذُونَنِي وَقَدْ تَعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ الله} فهذا مناسبٌ لِما تقدم مِن إنكارِ مخالفةِ القول للفعل، فهم يؤمنون بأنه رسولٌ ومع ذلك يُؤْذُونَهُ {لِمَ تُؤْذُونَنِي وَقَدْ تَعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ الله} فعِلْمُهم وإيمانُهم بأنه رسول يقتضي أن يُعظِّموه ويُكرِّموه ولا يُؤذُونَه ولكنَّهم قد ناقضَتْ أفعالُهم أقوالَهم. {لِمَ تُؤْذُونَنِي وَقَدْ تَعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ الله إِلَيْكُمْ}.

{فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ الله قُلُوبَهُمْ} ومِن زَيْغِهم -والعِياذ بالله- عبادتَهم للعِجْل، فهذا مِن أعظم زَيغهم إلا وهو أن ألَّـهُوا العِجلَ واتخذوه إلهًا،  {فَقَالُوا هَذَا إِلَهُكُمْ وَإِلَهُ مُوسَى فَنَسِيَ (88) أَفَلَا يَرَوْنَ إلا يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلًا} [طه:89،88] {إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ} [الاعراف:152] والآيات في هذا كثيرة {ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ} [البقرة:51،92] {فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ الله قُلُوبَهُمْ} عقابًا على زيغِهم، ومن عقوبةِ السَّيئةِ السيئةُ بعدها، كما أن مِن ثوابِ الحسنةِ الحسنةُ بعدها، وهذا مِن أشدِّ العقاب، العقابُ بزَيْغِ القلبِ وبالصَّرْفِ عن الهدى، هذا أعظمُ مِن العقابِ بالإهلاكِ وبالعقوبات الماليَّة أو الجسديَّة أو النفسيَّة، فأعظمُ العقابِ العقابُ بتقليبِ القلب، {وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ} [إلانعام:110] نسأل الله العافية، {وَالله لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ}.

 

(تفسيرُ السَّعديِّ)

– القارئ : بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ، الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ، والصلاةُ والسلامُ على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آلِه وصحبِه أجمعينَ، قالَ الشيخُ عبدُ الرَّحمنِ السَّعديُّ -رحمَهُ اللهُ تعالى-:

تَفْسِيرُ سُورَةِ الصَّفِّ، وَهِيَ مَدَنِيَّةٌ، بِسْمِ الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ {سَبَّحَ لله مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأرض} الآيات:

وَهَذَا بَيَانٌ لِعَظَمَتِهِ تعالى وَقَهْرِهِ، وَذُلِّ جَمِيعِ الأشياء لَهُ -تَبَارَكَ وَتعالى- وَأَنَّ جَمِيعَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأرض يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ الله وَيَعْبُدُونَهُ وَيَسْأَلُونَهُ حَوَائِجَهُمْ، وَهُوَ الْعَزِيزُ الَّذِي قَهَرَ الأشْيَاءَ بِعِزَّتِهِ وَسُلْطَانِهِ، الْحَكِيمُ فِي خَلْقِهِ وَأَمْرِهِ.

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ} أَيْ: لِمَ تَقُولُونَ الْخَيْرَ وَتَحُثُّونَ عَلَيْهِ، وَرُبَّمَا تَمَدَّحْتُمْ بِهِ وَأَنْتُمْ لَا تَفْعَلُونَهُ، وَتَنْهَوْنَ عَنِ الشَّرِّ وَرُبَّمَا نَزَّهْتُمْ أَنْفُسَكُمْ عَنْهُ، وَأَنْتُمْ مُتَلَوِّثُونَ مُتَّصِفُونَ بِهِ. فَهَلْ تَلِيقُ بِالْمُؤْمِنِينَ هَذِهِ الْحَالَةُ الذَّمِيمَةُ؟ أَمْ مِنْ أَكْبَرِ الْمَقْتِ عِنْدَ الله أَنْ يَقُولَ الْعَبْدُ مَا لَا يَفْعَلُ؟ وَلِهَذَا يَنْبَغِي لِلْآمِرِ بِالْخَيْرِ أَنْ يَكُونَ أَوَّلَ النَّاسِ إِلَيْهِ مُبَادَرَةً، وَلِلنَّاهِي عَنِ الشَّرِّ أَنْ يَكُونَ أَبْعَدَ النَّاسِ عَنْهُ، قَالَ تعالى: {أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلا تَعْقِلُونَ} وَقَالَ شُعَيْبٌ -عليهِ السلامُ- لِقَوْمِهِ: {وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إلى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ} [هود:88]

قال الله -تعالى-: {إِنَّ الله يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ…} الآية:

هَذَا حَثٌّ مِنَ الله لِعِبَادِهِ عَلَى الْجِهَادِ فِي سَبِيلِهِ وَتَعْلِيمٌ لَهُمْ كَيْفَ يَصْنَعُونَ، وَأَنَّهُمْ يَنْبَغِي لَهُمْ أَنْ يَصُفُّوا فِي الْجِهَادِ صَفًّا مُتَرَاصًّا مُتَسَاوِيًا مِنْ غَيْرِ خَلَلٍ يَحصلُ فِي الصُّفُوفِ، وَتَكُونُ صُفُوفُهُمْ عَلَى نِظَامٍ وَتَرْتِيبٍ بِهِ تَحْصُلُ الْمُسَاوَاةُ بَيْنَ الْمُجَاهِدِينَ وَالتَّعَاضُدُ وَإِرْهَابُ الْعَدُوِّ وَتَنْشِيطُ بَعْضِهِمْ بَعْضًا، وَلِهَذَا كَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِذَا حَضَرَ الْقِتَالَ صَفَّ أَصْحَابَهُ وَرَتَّبَهُمْ فِي مَوَاقِفِهِمْ، بِحَيْثُ لَا يَحْصُلُ اتِّكَالُ بَعْضِهِمْ عَلَى بَعْضٍ، بَلْ تَكُونُ كُلُّ طَائِفَةٍ مِنْهُمْ مُهْتَمَّةً بِمَرْكَزِهَا وَقَائِمَةً بِوَظِيفَتِهَا، وَبِهَذِهِ الطَّرِيقَةِ تَتِمُّ الأعمال وَيَحْصُلُ الْكَمَالُ.

قال الله تعالى: {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ} الآية:

أَيْ: {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ} مُوَبِّخًا لَهُمْ عَلَى صَنِيعِهِمْ، وَمُقَرِّعًا لَهُمْ

– الشيخ : {وَإِذْ قَالَ مُوسَى} يقول المفسرون: بمعنى: وَاذْكُر، واذْكُرْ حين قال موسى لقومه لِمَ تؤذونني، وفي هذا إنكارٌ على بني إسرائيل وتنويهٌ بشأن موسى -عليه السلام- وتحذيرٌ للأمة أن تفعل كما فعلتْ بنو إسرائيل {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آَذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ الله مِمَّا قَالُوا}.

 

– القارئ : أَيْ: {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ} مُوَبِّخًا لَهُمْ عَلَى صَنِيعِهِمْ، وَمُقَرِّعًا لَهُمْ عَلَى أَذِيَّتِهِ، وَهُمْ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ رَسُولُ الله: {لِمَ تُؤْذُونَنِي} بِالأقْوَالِ وَالافْعَالِ {وَقَدْ تَعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ الله إِلَيْكُمْ} وَالرَّسُولُ مِنْ حَقِّهِ الاكْرَامُ وَالإعْظَامُ، وَالْقِيَامُ بِأَوَامِرِهِ، وَالابْتِدَارُ لِحُكْمِهِ.

وَأَمَّا أَذِيَّةُ الرَّسُولِ الَّذِي إِحْسَانُهُ إلى الْخَلْقِ فَوْقَ كُلِّ إِحْسَانٍ بَعْدَ إِحْسَانِ الله، فَفِي غَايَةِ الْوَقَاحَةِ وَالْجَرَاءَةِ وَالزَّيْغِ عَنِ الصِّرَاطِ الْمُسْتَقِيمِ، الَّذِي قَدْ عَلِمُوهُ وَتَرَكُوهُ، وَلِهَذَا قَالَ: {فَلَمَّا زَاغُوا} أَيِ: انْصَرَفُوا عَنِ الْحَقِّ بِقَصْدِهِمْ {أَزَاغَ الله قُلُوبَهُمْ} عُقُوبَةً لَهُمْ عَلَى زَيْغِهِمُ الَّذِي اخْتَارُوهُ لِأَنْفُسِهِمْ وَرَضُوهُ لَهَا، وَلَمْ يُوَفِّقْهُمُ الله لِلْهُدَى، ولِأَنَّهُمْ لَا يَلِيقُ بِهِمُ الْخَيْرُ، وَلَا يَصْلُحُونَ إلا لِلشَّرِّ، {وَالله لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ} أَيِ: الَّذِينَ لَمْ يَزَلِ الْفِسْقُ وَصْفًا لَهُمْ، لَيْسَ لَهُمْ قَصْدٌ فِي الْهُدَى، وَهَذِهِ الآية الْكَرِيمَةُ تُفِيدُ أَنَّ إِضْلَالَ الله لِعبيدِهِ لَيْسَ ظُلْمًا مِنْهُ، وَلَا حَجَّةَ لَهُمْ عَلَيْهِ وَإِنَّمَا ذَلِكَ بِسَبَبٍ مِنْهُمْ فَإِنَّهُمُ الَّذِينَ أَغْلَقُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ بَابَ الْهُدَى بَعْدَ مَا عَرَفُوهُ، فَيُجَازِيهِمْ بَعْدَ ذَلِكَ بِإلاضْلَالِ وَالزَّيْغِ الَّذِي لَا حِيلَةَ لَهُمْ فِي دَفْعِهِ وَتَقْلِيبِ الْقُلُوبِ عُقُوبَةً لَهُمْ وَعَدْلًا مِنْهُ بِهِمْ كَمَا قَالَ -تعالى-: {وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ} [إلانعام:110]

انتهى

– الشيخ : بارك الله فيك .