الرئيسية/شروحات الكتب/تفسير القرآن الكريم للشيخ: عبدالرحمن بن ناصر البراك/تفسير سورة نوح/(1) من قوله تعالى {إنا أرسلنا نوحا إلى قومه أن أنذر قومك} الآية 1 إلى قوله تعالى {وقد خلقكم أطوارا} الآية 14
file_downloadsharefile-pdf-ofile-word-o

(1) من قوله تعالى {إنا أرسلنا نوحا إلى قومه أن أنذر قومك} الآية 1 إلى قوله تعالى {وقد خلقكم أطوارا} الآية 14

بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ

تفسير الشَّيخ عبدالرَّحمن بن ناصر البرَّاك / سورة نوح

الدَّرس: الأوَّل

***     ***     ***

 

– القارئ : أعوذُ باللهِ مِن الشَّيطانِ الرَّجيمِ، بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

إِنَّا أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ أَنْ أَنْذِرْ قَوْمَكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (1) قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ (2) أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ وَأَطِيعُونِ (3) يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرْكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ أَجَلَ اللَّهِ إِذَا جَاءَ لَا يُؤَخَّرُ لَوْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (4) قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلًا وَنَهَارًا (5) فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي إِلَّا فِرَارًا (6) وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارًا (7) ثُمَّ إِنِّي دَعَوْتُهُمْ جِهَارًا (8) ثُمَّ إِنِّي أَعْلَنْتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْرَارًا (9) فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا (11) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا (12) مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا (13) وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا [نوح:1-14]

– الشيخ : إلى هنا، لا إله إلَّا الله.

سورةُ نوحٍ -عليه السَّلامُ-، سورةٌ مكِّيَّةٌ، ونوحٌ -عليه السَّلامُ- هو أوَّلُ الرُّسلِ، وهو الأبُ الثَّاني للبشريَّة، فإنَّه لما أهلكَ اللهُ قومَه لم يبقَ في الأرضِ إلَّا أصحابُ السَّفينةِ ولم يَنْسُلْ من أصحابِ السَّفينةِ إلَّا نوحٌ {وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْبَاقِينَ} [الصافات:77]

فهو أبو البشريَّةِ -عليه السَّلامُ-، وهو أحدُ أولي العزمِ الَّذينَ أمرَ اللهُ نبيَّه أنْ يـتأسَّى بهم {فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ} [الأحقاف:35]، وقد أرسلَ اللهُ نوحًا إلى قومِه عندَما حدثَ فيهم الشِّركُ، فإنَّ النَّاسَ قبلَ ذلك كانوا على التَّوحيدِ ولكن حدث الشِّرك بسببِ الغلوِّ بالصَّالحينَ، فأرسلَ اللهُ نوحًا -عليه السَّلامُ- إلى قومِه نذيرًا {إِنَّا أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ أَنْ أَنْذِرْ قَوْمَكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (1) قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ (2) أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ}، {اعْبُدُوا اللَّهَ} يعني: وحدَه، اعْبُدُوا اللَّهَ وحده ولا تعبدُوا معَه غيرَه، {وَاتَّقُوهُ} باجتنابِ محارمِه وفعلِ ما فرضَ عليكم {وَأَطِيعُونِ} وهذا فيه الفرقُ بينَ حقوقِ اللهِ وحقوقِ الرَّسولِ، فحقُّ اللهِ العبادةُ وفروعُها، وحقُّ الرَّسولِ الطَّاعةُ، وطاعةُ الرَّسولِ طاعةٌ للهِ، طاعةُ الرَّسولِ طاعةٌ للهِ، {أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ وَأَطِيعُونِ}.

ثمَّ ذكرَ لهم العاقبةَ والجزاءَ {يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرْكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ أَجَلَ اللَّهِ إِذَا جَاءَ لَا يُؤَخَّرُ لَوْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ}.

ثمَّ أخبرَ تعالى عن شكوى نوحٍ إلى ربِّه، فإنَّ نوحًا شكا إلى ربِّه عصيانَ قومِه وتمرُّدِهم وعنادِهم وإصرارِهم {قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلًا وَنَهَارًا (5) فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي إِلَّا فِرَارًا (6) وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ} من كراهةِ ما يسمعونَ يضعونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ، نعوذُ باللهِ، يكرهونَ أنْ يُقالَ لهم: اعبدوا اللهَ وحدَه، كما قالَ تعالى: {وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ} [الزمر:45]، وهذهِ حالُ المشركين إذا دُعُوا إلى عبادةِ اللهِ وتركِ عبادةِ ما سواهُ نفروا واشمأزُّوا وصدُّوا واستكبرُوا، وسلفُ كلِّ هذه الأممِ هم قومُ نوحٍ، قومُ نوحٍ المشركونَ هم سلفُ المشركين كلِّهم، هم سلفُهم، {إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلًا وَنَهَارًا (5) فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي إِلَّا فِرَارًا (6) وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارًا}.

قالَ نوحٌ -عليه السَّلامُ-: {ثُمَّ إِنِّي دَعَوْتُهُمْ جِهَارًا (8) ثُمَّ إِنِّي أَعْلَنْتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْرَارًا} يعني: نوَّعَ طرقَ الدَّعوةِ، نوَّعَ طرقَ الدَّعوةِ، دعاهم سرًّا وعلنًا، {ثُمَّ إِنِّي أَعْلَنْتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْرَارًا (9) فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا} اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ من الكفرِ والشُّركِ، توبوا إلى اللهِ، ارجعُوا إليهِ، {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا}

ثمَّ ذكرَ لهم ما يتحقَّقُ لهم بسببِ ذلك وهو صلاحُ دنياهم {يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا (11) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا} فالإيمانُ باللهِ ورسولِهِ سببٌ لخيرِ الدُّنيا والآخرةِ، الإيمانُ باللهِ ورسلِه واتِّباعُ أمرِهِ وطاعةُ اللهِ ورسلِه سببٌ لسعادةِ الدُّنيا والآخرةِ، والكفرُ والشِّركُ سببٌ لشقاءِ الدُّنيا والآخرةِ {يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا (11) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا (12) مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا (13) وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا}؟ فخوَّفَهم باللهِ وذكَّرَهم بحكمتِه وقدرتِه {وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا} إلى آخرِ السُّورةِ.

 

(تفسيرُ السَّعديِّ)

– القارئ : بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ، الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ، والصَّلاةُ والسَّلامُ على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آلِهِ وصحبِهِ أجمعينَ، قالَ الشَّيخُ عبدُ الرَّحمنِ السَّعديُّ رحمَهُ اللهُ تعالى:

تفسيرُ سورةِ نوحٍ -عليهِ السَّلامُ- وهيَ مكِّيَّةٌ

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ {إِنَّا أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ} الآياتِ:

لم يذكرِ اللهُ في هذهِ السُّورةِ سوى قصَّةِ نوحٍ وحدَها لطولِ لُبْثِهِ في قومِهِ، وتكرارِ دعوتِهِ إلى التَّوحيدِ، ونهيِهِ عن الشِّركِ، فأخبرَ تعالى أنَّهُ أرسلَ نوحًا إلى قومِهِ، رحمةً بهم، وإنذارًا مِن عذابٍ أليمٍ، خوفًا مِن استمرارِهم على كفرِهم، فيهلكُهم اللهُ هلاكًا أبديًّا، ويعذِّبُهم عذابًا سرمديًّا، فامتثلَ نوحٌ -عليهِ السَّلامُ- لذلكَ، وابتدرَ لأمرِ اللهِ، فقالَ: {يَا قَوْمِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ} أي: واضحُ النَّذارةِ بَيِّنُهَا، وذلكَ لتوضيحِهِ ما أنذرَ بهِ وما أنذرَ عنهُ، وبأيِّ شيءٍ تحصلُ النَّجاةُ، بيَّنَ جميعَ ذلكَ بيانًا شافيًا، فأخبرَهم وأمرَهم بأصلِ ذلكَ فقالَ: {أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ} وذلكَ بإفرادِهِ تعالى بالعبادةِ والتَّوحيدِ، والبعدِ عن الشِّركِ وطرقِهِ ووسائلِهِ، فإنَّهم إذا اتَّقَوا اللهَ غفرَ ذنوبَهم، وإذا غفرَ ذنوبَهم حصلَ لهم النَّجاةُ مِن العذابِ، والفوزُ بالثَّوابِ، {وَيُؤَخِّرَكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى} أي: يُمتِّعُكم في هذهِ الدَّارِ، ويدفعُ عنكم الهلاكَ إلى أجلٍ مُسمَّىً أي: مُقدَّرٍ البقاءُ في الدُّنيا بقضاءِ اللهِ وقدرِهِ إلى وقتٍ محدودٍ، وليسَ المتاعُ أبدًا، فإنَّ الموتَ لا بدَّ منهُ، ولهذا قالَ: {إِنَّ أَجَلَ اللَّهِ إِذَا جَاءَ لا يُؤَخَّرُ لَوْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ} لما كفرْتُم باللهِ، وعاندْتُم الحقَّ، فلم يجيبُوا لدعوتِهِ، ولا انقادُوا لأمرِهِ، فقالَ شاكيًا لربِّهِ: {رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلا وَنَهَارًا فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي إِلا فِرَارًا} أي: نفورًا عن الحقِّ وإعراضًا، فلم يبقَ لذلكَ فائدةٌ، لأنَّ فائدةَ الدَّعوةِ أنْ يحصلَ جميعُ المقصودِ أو بعضُهُ.

{وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ} أي: لأجلِ أنْ يستجيبُوا فإذا استجابُوا غفرْتَ لهم فكانَ هذا مَحْضُ مصلحتِهم، ولكنَّهم أبَوا إلَّا تماديًا على باطلِهم، ونفورًا عن الحقِّ، {جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ} حذرَ سماعِ ما يقولُ لهم نبيُّهم نوحٌ -عليهِ السَّلامُ-، {وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ} أي: تغطَّوا بها غطاءً يغشاهم بُعدًا عن الحقِّ وبغضًا لهُ، {وَأَصَرُّوا} على كفرِهم وشرِّهم {وَاسْتَكْبَرُوا} على الحقِّ {اسْتِكْبَارًا} فشرُّهم ازدادَ، وخيرُهم بَعُدَ.

{ثُمَّ إِنِّي دَعَوْتُهُمْ جِهَارًا} أي: بمسمعٍ منهم كلِّهم.

{ثُمَّ إِنِّي أَعْلَنْتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْرَارًا} كلُّ هذا حرصٌ ونصحٌ، وإتيانُهم بكلِّ طريقٍ يُظَنُّ بهِ حصولُ المقصودِ.

{فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ} أي: اتركُوا ما أنتم عليهِ مِن الذُّنوبِ، واستغفرُوا اللهَ منها.

{إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا} كثيرَ المغفرةِ لِمَن تابَ واستغفرَ، فرغَّبَهم بمغفرةِ الذُّنوبِ، وما يترتَّبُ عليها مِن حصولِ الثَّوابِ، واندفاعِ العقابِ.

ورغَّبَهم أيضًا، بخيرِ الدُّنيا العاجلِ، فقالَ: {يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا} أي: مطرًا متتابعًا، يروي الشِّعابَ والوِهادَ، ويحيي البلادَ والعبادَ.

{وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ} أي: يكثرُ أموالَكم الَّتي تدركونَ بها ما تطلبونَ مِن الدُّنيا وأولادَكم، {وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا} وهذا مِن أبلغِ ما يكونُ مِن لذَّاتِ الدُّنيا ومطالبِها.

{مَا لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا} أي: لا تخافونَ للهِ عظمةً، وليسَ للهِ عندَكم قدرٌ.

{وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا} أي: خَلْقًا مِن بعدِ خلقٍ في بطنِ الأمِّ، ثمَّ في الرَّضاعِ، ثمَّ في سنِّ الطُّفوليَّةِ، ثمَّ التَّمييزِ، ثمَّ الشَّبابِ، إلى آخرِ ما يصلُ إليهِ الخلقُ، فالَّذي انفردَ بالخلقِ والتَّدبيرِ البديعِ، متعيِّنٌ أنْ يُفرَدَ بالعبادةِ والتَّوحيدِ، وفي ذِكْرِ ابتداءِ خلقِهم تنبيهٌ لهم على المعادِ، وأنَّ الَّذي أنشأَهم مِن العدمِ قادرٌ على أنْ يعيدَهم بعدَ موتِهم.