الرئيسية/شروحات الكتب/تفسير القرآن الكريم للشيخ: عبدالرحمن بن ناصر البراك/تفسير جزء عم/سورة النازعات (2) مراجعة قوله تعالى {هل أتاك حديث موسى} الآية 10 إلى قوله تعالى {متاعا لكم ولأنعامكم} الآية 33
file_downloadsharefile-pdf-ofile-word-o

سورة النازعات (2) مراجعة قوله تعالى {هل أتاك حديث موسى} الآية 10 إلى قوله تعالى {متاعا لكم ولأنعامكم} الآية 33

بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ

تفسير الشَّيخ عبدالرَّحمن بن ناصر البرَّاك / سورة النازعات

الدَّرس: الثَّاني

***     ***     ***

 

– القارئ : أعوذُ باللهِ مِن الشَّيطانِ الرَّجيمِ: هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى (15) إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى

– الشيخ : "هَلْ أَتَاكَ" والا [أم] وهَلْ أَتَاكَ؟ بالواو، "هَلْ أَتَاكَ" والا "وهَلْ أَتَاكَ"؟ نعم يا أبو عبد الوهاب

– القارئ : إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى (16) اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى (17) فقلْ هلْ لكَ إلى أن تزكَّى (18) وَأَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ فَتَخْشَى (19) فَأَرَاهُ الْآيَةَ الْكُبْرَى (20) فَكَذَّبَ وَعَصَى (21) ثُمَّ أَدْبَرَ يَسْعَى (22) فَحَشَرَ فَنَادَى (23) فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى (24) فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الْآخِرَةِ وَالْأُولَى (25) إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِمَنْ يَخْشَى (26) أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا (27) رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا (28) وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا (29) وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا (30) أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا (31) وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا (32) مَتَاعًا لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ [النازعات:15-33]

– الشيخ : إلى هنا، لا إله إلَّا الله.

يقولُ اللهُ لنبيِّه: {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى} يعني: قد أَتَاكَ خبرُ مُوسَى -عليه السَّلامُ-، وقد جاءَه خبرُ موسى في سورٍ عديدةٍ، وموسى له قصصٌ عديدةٌ، ومنها قصَّتُه في بدايةِ إرسالِه عندَما ناداه ربُّه عندما {رَأَى نَارًا فَقَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا} [طه:10]، كما جاءَ في سورةِ "طه، والنَّمل، والقصص"، {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى (15) إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى} قالَ بعضُ المفسِّرين: {طُوًى} هذا اسمُ الوادي، {اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ} هذه بدايةُ إرسالِ موسى، {اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى (17) فَقُلْ هَلْ لَكَ إِلَى أَنْ تَزَكَّى} وهذا أسلوبُ تلطُّفٍ ولينٍ، وهذا يشهدُ له قولُه تعالى: {فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى} وهنا قالَ سبحانَه وتعالى: {إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِالْوَادِ … اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى (17) فَقُلْ هَلْ لَكَ إِلَى أَنْ تَزَكَّى (18) وَأَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ فَتَخْشَى}.

{فَأَرَاهُ الْآيَةَ الْكُبْرَى} والْآيَةُ الْكُبْرَى من آياتِ موسى هيَ العصا، {فَأَرَاهُ الْآيَةَ الْكُبْرَى (20) فَكَذَّبَ وَعَصَى (21) ثُمَّ أَدْبَرَ يَسْعَى (22) فَحَشَرَ فَنَادَى (23) فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى} أيُّ طغيانٍ فوقَ هذا الطُّغيانِ، في الآيةِ الأخرى يقولُ: {يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي} [القصص:38]، قالَ اللهُ: {فَأَخَذَهُ اللَّهُ} أخذَه وانتقمَ منه وألقاه في اليمِّ وأغرقَه هو وجنوده {فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الْآخِرَةِ وَالْأُولَى}، قيلَ: {نَكَالَ الْآخِرَةِ} الَّتي هي القيامةُ اليوم الآخر، {وَالْأُولَى} الدُّنيا، أَخَذَهُ اللَّهُ وعاقبَه بالعقوبتين: عقوبة الدُّنيا والآخرةِ، وقيلَ: {فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ} على الكلمتين: الكلمةُ الأولى وهي قولُه: {أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى}، والأخرى: {مَا … لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي} [القصص:38]، أَخَذَهُ اللَّهُ وانتقمَ منه وأهانَه وأذلَّه وأتبعَه وجنودَه اللَّعنةَ {وَأَتْبَعْنَاهُمْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ هُمْ مِنَ الْمَقْبُوحِينَ} [القصص:42]

قالَ اللهُ: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً} في قصَّة موسى وفي أخذِ اللهِ لفرعونَ عبرةٌ {لِمَنْ يَخْشَى} اللهَ ويخافُه ويخافُ عذابَه، فيها مُعتَبَرٌ، وفيها تذكيرٌ لمن له عقلٌ {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِمَنْ يَخْشَى}.

قالَ اللهُ: {أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ} هذا رجعَ إلى أوَّل السُّورة في شأنِ البعثِ، وفي هذا يذكرُ اللهُ شيئًا من أدلَّة وقوعِ البعثِ وإمكانِه، {أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ}؟ فاللهُ الَّذي خلقَ السَّمواتِ والأرضَ قادرٌ على أن يبعثَ الأمواتَ من قبورِهم ويعيدُهم كما بدأَهم {أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا…} وهذا يشبهُ قولَه تعالى: {لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ} [غافر:57]، ويشبهُ قولَه: {وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى} [الأحقاف:33]

{أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا (27) رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا (28) وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا (29) وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا (30) أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا (31) وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا (32) مَتَاعًا لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ} كلُّ هذا من أجلِ منافعِ العبادِ، {مَتَاعًا لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ} فجعلَ اللهُ الأرضَ فراشًا للعبادِ ومهَّدَها وجعلَ فيها سبلًا وأنزلَ من السَّماء ماءً فأخرجَ للعبادِ الأرزاقَ {أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا} [فاطر:27]، فذكرُ خلقِ السَّمواتِ والأرضِ والجبالِ هذا داخلٌ في ضمن الاستدلالِ على إمكانِ البعثِ ردًّا على المكذِّبين.

 

(تفسيرُ السعدي)

– القارئ : بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ، الحمدُ للهِ ربِّ العالَمينَ، والصَّلاةُ والسَّلامُ على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آلِهِ وصحبِهِ أجمعينَ، قالَ الشَّيخُ عبدُ الرَّحمنِ السَّعديُّ -رحمَهُ اللهُ تعالى- في تفسيرِ قولِ اللهِ تعالى: {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى} الآياتِ:

يقولُ اللهُ تعالى لنبيِّهِ محمَّدٍ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: {هَلْ أتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى} وهذا الاستفهامُ عن أمرٍ عظيمٍ متحقِّقٍ وقوعُهُ. أي: هل أتاكَ حديثُهُ.

– الشيخ : قالَ المفسِّرون معناه: قد أتاك حديثُه، كقولِه تعالى: {هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ} [الإنسان:1]، وقد أتاهُ حديثُه في مواضعَ من القرآنِ كما تقدَّم.

 

– القارئ : {إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِالْوَادِي الْمُقَدَّسِ طُوًى} وهوَ المحلُّ الَّذي كلَّمَهُ اللهُ فيهِ، وامتنَّ عليهِ بالرِّسالةِ، وابتعثَهُ بالوحيِ واجتباهُ فقالَ لهُ: {اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى} أي: فانهَهُ عن طغيانِهِ وشركِهِ وعصيانِهِ، بقولٍ ليِّنٍ، وخطابٍ لطيفٍ، {لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى} [طه:44]

{فَقُلْ} لهُ: {هَلْ لَكَ إِلَى أَنْ تَزَكَّى} أي: هل لكَ في خصلةٍ حميدةٍ، ومحمدةٍ جميلةٍ، يتنافسُ فيها أولو الألبابِ، وهيَ أنْ تزكِّيَ نفسَكَ وتطهِّرَها مِن دنسِ الكفرِ والطُّغيانِ، إلى الإيمانِ والعملِ الصَّالحِ؟

{وَأَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ} أي: أدلُّكَ عليهِ، وأبيِّنُ لكَ مواقعَ رضاهُ، مِن مواقعِ سخطِهِ. {فَتَخْشَى} اللهَ إذا علمْتَ الصِّراطَ المستقيمَ، فامتنعَ فرعونُ ممَّا دعاهُ إليهِ موسى.

{فَأَرَاهُ الآيَةَ الْكُبْرَى} أي: جنسَ الآيةِ الكبرى، فلا ينافي تعدُّدَها {فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُبِينٌ (32) وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاءُ لِلنَّاظِرِينَ} [الشعراء:32-33]

{فَكَذَّبَ} بالحقِّ {وَعَصَى} الأمرَ، {ثُمَّ أَدْبَرَ يَسْعَى} أي: يجتهدُ في مبارزةِ الحقِّ ومحاربتِهِ، {فَحَشَرَ} جنودَهُ أي: جمعَهم {فَنَادَى فَقَالَ} لهم: {أَنَا رَبُّكُمُ الأعْلَى} فأذعنُوا لهُ وأقرُّوا بباطلِهِ حينَ استخفَّهم، {فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الآخِرَةِ وَالأولَى} أي: جعلَ اللهُ عقوبتَهُ دليلًا وزاجرًا، ومبيِّنةً لعقوبةِ الدُّنيا والآخرةِ، {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِمَنْ يَخْشَى} فإنَّ مَنْ يخشى اللهَ هوَ الَّذي ينتفعُ بالآياتِ والعِبرِ، فإذا رأى عقوبةَ فرعونَ، عرفَ أنَّ مَن تكبَّرَ وعصى، وبارزَ الملكَ الأعلى، عاقبَهُ في الدُّنيا والآخرةِ، وأمَّا مَن ترحَّلَتْ خشيةُ اللهِ مِن قلبِهِ، فلو جاءَتْهُ كلُّ آيةٍ لم يؤمنْ بها.

قالَ اللهُ تعالى: {أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا} الآياتِ:

يقولُ تعالى مبيِّنًا دليلًا واضحًا لمنكري البعثِ ومستبعدي إعادةِ اللهِ للأجسادِ: {أَأَنْتُمْ} أيُّها البشرُ {أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ} ذاتُ الجِرْمِ العظيمِ، والخلقِ القويِّ، والارتفاعِ الباهرِ {بَنَاهَا} اللهُ.

{رَفَعَ سَمْكَهَا} أي: جِرْمَها وصورتَها، {فَسَوَّاهَا} بإحكامٍ وإتقانٍ يحيِّرُ العقولَ، ويُذهلُ الألبابَ

– الشيخ : اللهُ أكبرُ، ولكن معَ الإلفِ والاعتيادِ يضعفُ الاعتبارُ، الشَّيءُ الَّذي يتكرَّرُ على النَّفس ما يثيرُ عندَه الاهتمامَ والتَّعجُّبَ والاهتمامَ، فهذه الآياتُ المشهودةُ -السَّموات والأرض- آياتٌ عظيمةٌ، وكذلكَ اللَّيلُ والنَّهارُ ولكن بسببِ دوامِ المشاهدةِ وتكرُّرِ الحركةِ لا يكونُ هناك تذكُّرٌ إلَّا مَن يتفكَّر، ولهذا أثنى اللهُ على أولي الألبابِ الَّذينَ يتفكَّرون في خلقِ السَّمواتِ والأرضِ.

 

– القارئ : {وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا} أي: أظلمَهُ، فعمَّتِ الظُّلمةُ جميعَ أرجاءِ السَّماءِ، فأظلمَ وجهُ الأرضِ، {وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا} أي: أظهرَ فيهِ النُّورَ العظيمَ، حينَ أتى بالشَّمسِ، فانتشرَ النَّاسُ في مصالحِ دينِهم ودنياهم.

{وَالأرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ} أي: بعدَ خلقِ السَّماءِ {دَحَاهَا} أي: أودعَ فيها منافعَها.

وفسَّرَ ذلكَ بقولِهِ: {أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا} أي: ثبَّتَها في الأرضِ. فدحوُ الأرضِ بعدَ خلقِ السَّماءِ، كما هوَ نصُّ هذهِ الآياتِ الكريمةِ. وأمَّا خلقُ نفسِ الأرضِ، فمتقدِّمٌ على خلقِ السَّماءِ كما قالَ تعالى: {قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الأرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ} [فصلت:9] إلى أنْ قالَ: {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلأرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ * فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ} [فصلت:11-12] فالَّذي خلقَ السَّمواتِ العظامَ وما فيها مِن الأنوارِ والأجرامِ، والأرضَ الكثيفةَ الغبراءَ، وما فيها مِن ضروريَّاتِ الخلقِ ومنافعِهم، لا بدَّ أنْ يبعثَ الخلقَ المكلَّفينَ، فيجازيهم بأعمالِهم، فمَن أحسنَ فلهُ الحسنى ومَن أساءَ فلا يلومَنَّ إلَّا نفسَهُ.

– الشيخ : أحسنْتَ .